|
مخطط لإنقاذ المحروسة : عاصمة جديدة لمصر في سيناء
أشرف العناني
الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 07:27
المحور:
المجتمع المدني
قبل قيام الثورة كانت القاهرة من أجمل عواصم العالم ، عمرانياً وبيئياً وثقافياً ، باختصار من أجمل عواصم العالم حضاريا ً ، باستطاعة أي متابع ملاحظة ذلك في الصور القديمة لقاهرة المعز في الثلاثينيات والأربعينيات ، وقبل ذلك . ثم كان التحول ، أو ما أستطيع وصفه بالتردي بقرار أعتبره - ويتوافق معي المتخصصون في هندسة المدن - نقطة جوهرية في ما وصل إليه حال القاهرة الآن .
ذلك القرار هو إقامة حي شبرا الخيمة الصناعي في مدخل القاهرة وجلب العمال من كل أنحاء مصر وتسكينهم في أماكن أشبه ما تكون بمعسكرات الإيواء تلك المساكن التي كانت البذرة الأولي لثقافة العشوائيات ليس علي المستوي العمراني فحسب ، بل علي المستوي الثقافي والمجتمعي ، وأحسب أن كل الأعراض والظواهر السلبية التي يعانيها المجتمع المصري الآن - ومنها أطفال الشوارع وتنامي ظاهرة العنف المجتمعي كمثالين - ما هي إلا أعراض تنامي ثقافة العشوائيات التي كان إنشاء حي شبرا الخيمة بذرتها الأولي ، القريبون من صنع القرار في النظام الناصري روجوا ما برر به عبد الناصر القرار بتوليفة اشتراكية هي أن العمال وحدهم هم القادرون علي حماية الثورة وعاصمتها ، لذا لا بد من وضعهم في مدخل القاهرة .
هنا بالطبع لابد من علي التأكيد علي أن هذا التحليل المبدئي ليس لمحاكمة ما فعله النظام الناصري بالقاهرة ، ولا للتباكي علي حال القاهرة القديمة فهذا غير مفيد وغير موضوعي في آن ، لكن المفيد من وجهة نظري هو البحث عن حلول جذرية لمشكلة استعصت علي الحلول التضميدية ، فالمزيد من الكباري والأنفاق والطرق الدائرية والمحاور لن يفعل أكثر من تضميد لجروح القاهرة المستعصية علي الشفاء ، ثم ما يلبث الجرح أن يتقيح من جديد ، هي إذن حلول تقف علي سطح الجرح ولا تدخل إلي عمق صديده .
علي مستوً آخر لا بد من أن نتفهم أن القاهرة ليست وحدها في هذا المشهد الدرامي ، ربما كانت مركزه واللاعب الرئيسي هناك ، لكننا لابد أن ننظر إلي المشهد كله ، فالدلتا كلها بمدنها وقراها وعشوائيتها ليست بعيدة عن تلك الأعراض السلبية ، واللافت للنظر بالفعل أن تلك الأعراض السلبية تكون ملموسة كلما اقتربت جغرافيا من القاهرة وتتراجع نسبيا ً كلما ابتعدت عنها . كأن ما يحدث في مدن الدلتا وقراها مرتبط ارتباط شرطي بما يحدث في القاهرة .
في حديث أعتقد أنه موضوعي قال متخصص في علم الزلازل أن الكوارث التي وصفها البعض بـأنها من العيار الثقيل علي أثر الزلزال السابق الذي ضرب مصر ، هذه الكوارث راجعة في المقام الأول للكثافة السكانية والعمرانية في الدلتا ، تلك الكثافة التي تضغط علي اللوح التكتوني الذي تقع الدلتا فوقه مما يجعل زلزالاً متوسط الشدة مثل الزلزال السابق يفعل ما فعله ، هذا بالطبع ناهيك عن الإجراءات الاحترازية الغير متبعة خصوصاً في مباني القاهرة الحديثة ، هل لاحظتم أن معظم مباني القاهرة القديمة التي تم بناؤها في الثلاثينات والأربعينات -نسبيا ومقارنة بمثيلاتها العشوائية التي بنيت لاحقا – لم تتأثر إلي حد بعيد ؟؟
رائع ما يتم تداوله الآن عن دلتا جديدة موازية للدلتا القديمة ، وما يقال عن أن المشروع محاولة لإنقاذ ماء وجه مشروع توشكي الذي يبدو الآن أنه متعثر لأسباب لا ضرورة للخوض فيها ، كل هذه التشويش ليس سوي " طخ خروع " كما يقول الناس عندنا في سيناء ، أي أنه تشويش بلا هدف مبرر ، فخلق دلتا جديدة موازية أحسب أنه أهم مشروع حضاري حديث علي الإطلاق ، هو بكل المقاييس مشروع مصر الحديثة ، وأظن هنا أن تخطيطه علميا ًوالاستفادة من سلبيات تجاربنا المعمارية وتخطيها هي أهم أولويات هذا الشروع من وجهة نظري .
لكن هذا المشروع – علي الرغم من أهميته – سيظل خطوة ناقصة مادامت القاهرة هناك بكثافة مشاكلها العمرانية والسكانية الخ ، إذ أننا وبمتابعة عابرة لتاريخ مصر سنتحقق من أن مصر دولة مركزية يظل لعاصمتها الكلمة الأولي في أي تغيير يمس واقع مصر . هذا وفد وصل حال القاهرة لوضع مستعص علي الحلول التضميدية كما سبق وقلنا ، كل هذا ليبقي الباب مفتوحاً علي خيار واحد ووحيد هو نقل العاصمة .
ليست السابقة الأولي التي يتم فيها تغيير عاصمة مصر فالإسكندرية كانت يوماً ما عاصمة مصر ، وطيبة كانت يوما ما عاصمة مصر ، ومنف كذلك والقطائع الخ ، والمتابع لتاريخ مصر سيكتشف أن كل إقامة لعاصمة جديدة من تلك العواصم كان مرتبطاً بازدهار حضاري لا يمس العاصمة وحدها وإنما كان يمس القطر المصري كله . هذا ولا ننكر أن بعض تلك التنقلات لعاصمة مصر كان لدوافع شخصية أو كي نكون محددين بحثا عن مجدٍ شخصي لحكام لا ننكر في الوقت ذاته قيمتهم . لكن نقل العاصمة الآن أصبح - ودعونا نستعير مصطلح منظرينا السياسيين - حتمية تاريخية . وكما قلت هو حل واحد ووحيد ليس أمامنا غيره لإنقاذ المحروسة مما هي فيه من وضع لا يليق بتاريخها .
لماذا سيناء وليس غيرها هو المكان الذي أقترحه للعاصمة الجديدة ؟؟ مع الأخذ في الاعتبار أن الدوافع العاطفية لا تصلح بحال من الأحوال للأخذ بها في مقترح من شأنه أن يغير وجه مصر ، وأن هناك ضمانات لابد من توفرها وخلفيات إستراتيجية عسكرية وسياسية واجتماعية وثقافية لابد من الأخذ بها ، فنحن نتحدث عن عاصمة جديدة لمصر ستؤثر علي وجه مصر ربما علي مدي قرون قادمة .
وكبداية لابد من التأكيد علي أن سيناء لم تكن علي الدوام هذه الصحراء الخالية من العمران الحضاري ، تاريخياً كانت هناك في سيناء مراكز حضارية شديدة الأهمية ، وكمثال أشير هنا إلي مدينة " برما " أو " بر آمون " التي كانت من أهم مدن مصر القديمة ، وميناء ً من أهم موانيها ، ومكانها الآن قرية " بالوظة " بالقرب من القنطرة شرق ، كانت تقع علي الفرع البيلوزي أحد فروع النيل السبعة التي انطمر معظمها ليبقي فرعان فقط هما دمياط ورشيد ، ومن هذا الفرع أخذت بالوظة اسمها كتحريف عن بيلوزا ، في التاريخ الإسلامي لم تتراجع أهمية " برما " بل تعاظمت خصوصاً بعد شق القناة التي ربطت بينها وبين نيل مصر كمحاولة لإعادة الفرع البيلوزي للنيل وسميتن بقناة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، أشير هنا الي أن برما تحول اسمها في العصر الإسلامي - كحل لغوي – الي فرما أو الفرما التي لم يبق منها كشاهد عين جغرافي سوي سهل الطينة الذي مازالت آثار الفرع البيلوزي للنيل بادية عليه علي الرغم من انطماره ، أما قلعة الفرما واسم عائلة " الفرماوي " فهما شاهدان أكثر ما يثيراه في النفس هو الحنين لما كان وبيدنا أن نعيده .
مواقع عديدة في سيناء تصلح لإقامة عاصمة إدارية وسياسية جديدة لمصر ، ففي سيناء نحن أمام أرض بكر ومساحات مفتوحة هي بكل تأكيد مميزات تبقي صالحة في المقام الأول لمخططي المدن ، هذا واستراتيجياً فوجود عاصمة جديدة يمر بها أو بالقرب منها أهم شرايين الاقتصاد العالمي أعني قناة السويس هو بعدُ أظنه سيفتح آفاقً جديدة ًلا يمكن حصر منافعها لكل من العاصمة الجديدة وهذا الشريان الاقتصادي علي حد سواء , وإذا كان المصري القديم يضع النيل شريان حيوي لوجوده فنحسب أن شريانا جديداً مثل قناة السويس من الممكن أن يأخذ الأهمية نفسها. من ناحية أخري فان تلك المساحات المفتوحة في سيناء كافية للاستيعاب السكاني والتمدد الحضاري علي حد سواء ، إذ يجب أن نأخذ في الاعتبار أن إقامة عاصمة جديدة سيتبعه بالضرورة تمدد عمراني لا تصلح له سوي مساحات مفتوحة كما هو الوضع في سيناء . أيضا هذه العاصمة سيكون من السهل الوصول منها واليها الي المراكز الحضارية الأخرى في مصر ، أضف الي أنها ستخفف استراتيجيا الكثافة علي دلتا النيل , فإذا كان من المقدر أن يكون مشروع الدلتا الجديدة قوة جذب بشرية وعمرانية في اتجاه غرب مصر فان وجود العاصمة الجديدة المقترحة في سيناء سيكون قوة جذب هو الآخر باتجاه الشرق مما يحدث توازنا ً أظنه سيكون نافعاً بشكل كبير .
أما عن المخاوف التقليدية التي سيتسلح بها هادمو اللذات فهي العمق الاستراتيجي لتلك العاصمة !!! ، كنا دائما ما نجعل من سيناء عمقا استراتيجيا ً للقاهرة خصوصاً وأن اتجاه الشرق يظل هو الاتجاه المرشح بامتياز لمخاطر محتملة علي مصر ؟؟ فكيف ننقل العاصمة والي أين ؟؟ ، الي سيناء كأننا نقترب من الخطر !! ، هنا أود أن أشير الي أنني – عن قصد – وصفت تلك المخاوف بالتقليدية كإشارة الي قصور واضح في تبني تلك النظرية التي أثبتت الاستراتيجيات الحديثة عطبها ، خصوصاً في ظل الحروب الحديثة التي تطورت فيها آليات عسكرية كالصواريخ متوسطة وبعيدة المدى ، ولإنعاش الذاكرة فقط أشير الي أن نظرية العمق الاستراتيجي - وفي حرب أكتوبر كمثال – لم تمنع الجيش الإسرائيلي – وفي ساعات قليلة بعد الثغرة - من أن يصل علي حدود القاهرة كما أن الطيران الإسرائيلي قبل تلك الحرب أفلح قبل إقامة حائط الصواريخ في الاقتراب من القاهرة . هنا أشير الي أنني لم أدع الي نقل العاصمة الي الحدود مع إسرائيل ، ثمة أماكن لا حصر لها في سيناء وكما أسلفت أرشح أن تكون بالقرب من قناة السويس ، هذه الأماكن يفصلها عن الحدود أكثر ما يقرب من مائتي كيلو متر هي كافية بكل تأكيد لتحقيق مدي استراتيجي سينقل بالضرورة مع انتقال العاصمة الي تلك المسافة .
هذا ومن المهم جداً وعلي المستوي الإداري والسياسي أن أشير الي تجربة أحد مدن سيناء التي خطفت الأضواء من القاهرة في الفترة الأخيرة , وأعني هنا شرم الشيخ التي يخصها الرئيس مبارك بمعظم نشاطاته السياسية والإدارية مؤخرا ، هذا ناهيك عن المؤتمرات والتظاهرات السياسية الدولية والمحلية التي شهدتها شرم الشيخ ، ولعل ذلك فيما أظن إشارة ملهمة للمستقبل الذي يرشح وبقوة عاصمة جديدة لمصر في سيناء .
لا أعلم لماذا أصبح التفكير المصري مجرد رد فعل علي كل المستويات ، تحدث كارثة هنا فنتحرك في اتجاهها ، هناك فنتحرك في اتجاهها ، وبقدرة هائلة علي النسيان تنطفئ الطاقات المشحونة ونعود الي المربع صفر , علي سبيل المثال لا الحصر أعاد الكثيرون – بعد أحداث الحدود الأخيرة – ما تم تداوله أثناء المشروع القومي لتنمية سيناء عن ضرورة نقل الملايين من البشر الي سيناء كضمان وحيد لأمن سيناء وأمن مصر القومي ، كلام عاطفي في معظمة لا يستند الي الواقع ، فترعة السلام وبعد أن توفي الشيخ سالم الصباح الممول الرئيسي للمشروع توقفت عند المرحلة الأولي ( سهل الطينة ) وتم نسيان المراحل الثلاث الباقية ، أيضا خط السكك الحديدية الذي شهد المصير نفسه وتوقف في منتصف الطريق قبل مدينة بئر العبد .
عملياً – وبنظرة موضوعية لواقع الثقافة الشعبية المصرية – لن يتحقق هذا الحلم الذي يراود أذهان المخلصين سوي بانتقال العاصمة الي سيناء ، هذا الانتقال الذي وتبعاً لما تقدم ولأسباب أخري لا يصح إعلانها ، وأسباب أخري أخمن أن الواقع سيكشفها فيما بعد ، لكل هذه الدوافع أري أنه مشروعنا الحضاري والثقافي والسياسي والاستراتيجي الذي أصبح حتمية تاريخية علينا احتضانها ورعايتها سياسيين ومدنيين وعسكريين ومثقفين ، حضراً وبدوا ، يساريين ويمينيين ، مسلمين وأقباط ، باختصار هذا مشروعنا الحيوي الأولي بالرعاية .
تبقي إشارة عابرة الي ما تم تداوله علي أثر أحداث الحدود الأخيرة وسمي بمخطط "كوهين " لتوطين الفلسطينيين في سيناء ، كأن سيناء شركة قطاع عام يمكن تخصيصها أو تأجير حقوق ملكيتها ، وعلي الرغم من عدم أهمية هذا المخطط ، وأن الشيء الوحيد الذي جعل له قيمة هو الفوضي التي أعقبت فتح الحدود مع قطاع غزة ، وانجراف حماس لأكثر من فخ الي العديد من بالونات الاختبار الذي وضعتها إسرائيل بمكر في يد حماس لمراقبة ردود الفعل في مصر ، ويبدو أن الرسالة وصلت واضحة من القيادة السياسية والحركة الشعبية المصرية علي حد سواء وتمت السيطرة علي الحدود ، لكن تلك التجربة كشفت عن أن الكيان الإسرائيلي لا يلعب وأن وجوده مرتبط بتخطيط مستديم ، ونحسب أن وجودنا أيضا من الأهمية بمكان لنخطط له وبعناية فائقة ..
#أشرف_العناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحمد السواركة : سيناء بأرواح غزيرة وقلب وحيد
-
ثقافة العنف في سيناء : رائحة البارود مرت من هنا
-
التنوير .. كأن الحداثة نور !!!!!!!!!!
المزيد.....
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
-
لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
-
اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة
...
-
المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|