لازال الحرس الجامعي يراكم التنديدات من طرف المجتمع المدني و الأساتذة و الطلبة. و لعل آخر تنديد في هذه السلسلة إضراب أساتذة جملة من الكليات و من ضمنها كلية العلوم و الآداب بجامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة(جنوب الدار البيضاء). و قد خاض هؤلاء إضرابهم على إثر التدخل الهمجي لجهاز الحرس الجامعي و بذلك تعرض الطلبة للضرب و الرفس و الركل و التنكيل و الإهانة و مصادرة حق التعبير. و لم يستثن هذا الهجوم الشنيع الأساتذة الذين تعرضوا للإهانة و السب و الشتم و التهديد.
و قد أدان بيان مكتب الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي هذه التصرفات الهمجية و الوحشية التي تمس باستقلالية الجامعة و تدوس على حرمتها في واضحة النهار و على مرأى العيان دون أن تحرك السلطات ساكنا. و يتم هذا في ظل التغني بسيادة دولة الحق و القانون و عهد تكريس حقوق الإنسان و احترام الصفة الإنسانية و الكرامة الإنسانية. كما طالب البيان و بشدة بإجلاء الحرس الجامعي – الجهاز الغريب عن الجامعة – و الذي يساهم في خلق جو من التوتر بالوسط الجامعي.
و قد عبر الأساتذة عن استعدادهم لخوض كافة الأشكال النضالية للدفاع عن كرامة الأستاذ و صون حرمة الجامعة كما هو متعارف عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان و كما ينص عليها، و بكل وضوح الدستور المغربي. علما أن حرمة الجامعة أضحت قاب قوسين أو أدنى بفعل إقحام جسم أمني غريب على الجامعة في وقت يسعى فيه الجميع، حكام و محكومين، طي صفحة الماضي التي تذكر بالسنوات الرصاصية و بالويلات التي جرتها على البلاد و العباد على امتداد جلين.
و من المعلوم أن الأساتذة الجامعيين قد اضطروا إلى القيام بإضرابات إنذارية اعتبارا لانعكاسات هجمة الحرس الجامعي، و من ضمنها تعرض بعض الطلبة لاعتداءات جسما نية بادية المعالم. و قد أضحى المجتمع المدني يولي أهمية أكثر مما مضى لظاهرة استمرار تواجد الحرس الجامعي بالجامعات المغربية.