سلطة رابعة وسلطة رادعة

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 02:10
المحور: الصحافة والاعلام
    

تعددت وسائل الاعتداء على الصحفيين في العراق ، وباتوا عرضة للاستهداف في أي وقت دون رادع للجهات التي تمارس تلك الاعتداءات ، بل لم تكشف الحكومة عن الجهات التي تتبني تصفية الصحفيين ....
والارقام التي تصدرها المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالصحافة بشأن عدد الصحفيين الذين قتلوا في العراق كارثية ، وعد العراق الاول في قائمة الدول التي قدمت عددا كبيرا من الشهداء أثناء تأديتهم واجباتهم الاعلامية ، كما تحتل الاختطافات جانبا مهما في الاحصائيات الدولية ...
وآخر الصرعات هو الانتهاك الذي مارسته حماية رئيس الوزراء خلال زيارته لمدينة الكوت عندما اعترض حمايته لاربعة مراسلين و منعوهم من ممارسة عملهم الصـــــحفي .
وكان رئيس الوزراء قد شدد في بيان اصدره في اليوم نفسه على ضرورة إتخاذ الإجراءات الرادعة بحق كل من يثبت قيامه بتصرف من شأنه الإساءة الى الصحفيين والإعلاميين وإنتهاك حقوقهم وحرياتهم ، ومحاسبة المخالفين لهذا التوجيه.
تلك الحادثة أثارت إستياء الرأي العام المحلي والعالمي كون الاساءة للصحفيين تمت من السلطة التنفيذية العليا في العراق والتي عليها أن تكفل الحماية للصحفيين ...
تصريح رئيس الوزراء بعد تلك الحادثة بضرورة حماية الصحفيين وضمان حقوقهم أبهج عوائل الصحفيين لا الصحفيين انفسهم لأنهم يعرفون الترويجات الاعلامية التي تصدر يوميا في العراق ، اذ ان بعد ذلك التصريح اقدمت حمايات اخرى بأعادة الاعتداء على الصحفيين والتي تعد سابقة خطيرة في التعامل مابين السلطات المتعددة التنفيذية والتشريعية والتي تحتل الصحافة السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث ....
ووفقا لهذه التصنيفات على الحكومة ممثلة برئيسها ان تترجم تلك التوجيهات و تضمن حماية الصحفيين وان لاتكتفي بالاعتذار لمن نالهم الحظ الاوفر من الاعتداء بل محاسبة المقصرين محاسبة شديدة كونهم تمادوا في غيهم على السلطة الرابعة ...
هذا التصريح لرئيس الوزراء ذكرني بالمكرمة التي اعلنها ممثله في احتفال نقابة الصحفيين العراقيين العام الماضي لمناسبة عيد الصحافة العراقية بمنح الصحفيين قطع اراض سكنية تثمينا لدورهم ( النضالي ) وقابلها العشرات من الصحفيين الذين حلوا ضيوفا علي هذه المهنة التي اصبحت مهنة من لامهنة له بالتصفيق الحار ، كونهم لم يروا كم قبلهم من الصحفيين سواء في زمن النظام السابق ام الحكومات الحالية وعدوا بقطع اراض سكنية ولكنها بقيت حبرا على ورق ...
حتى اني تحدثت الى عدد من زملاء المهنة بأننا أصبحنا ( مضحكة ) كل حكومة تتسنم المسؤوليات تطالب الصحفيين بملء استمارات توزيع قطع الاراضي وطلب المستمسكات الرسمية من هوية احوال مدنية وشهادة الجنسية وتأييد سكن ومختار وتأييد من انك من مناصري الديمقراطية ومشجعي نادي هيلاهوب وانك تتقبل الحداثات والعولمة والطقطوقات واغاني الفيديو كليب وغيرها ...
لايريد الصحفي من الحكومة فللا او قصورا رئاسية ولاسيارات حديثة ، كل مايريدونه ضمان حمايتهم من الاعتداءات المتكررة واعادة حقوق المضطهدين منهم ، فمن يحمي الصحفي العراقي ان لم تحمه الحكومة بعدما اصبح العراق اخطر مكان للعمل الصحفي في العالم ....

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات