أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغواّر - هكذا تسمى الاشياء بغير اسمائها














المزيد.....

هكذا تسمى الاشياء بغير اسمائها


طلال الغواّر

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين نعود بالزمن إلى الوراء, مسافة خمس سنوات ,نجد إن ما عشناه طيلة هذه الفترة وما واجهنا من كوارث وأحداث وما ترتب عنها من ماسي , لا يمكن لها أن تندرج ضمن حالة (الذكرى) , فما زالت الأحداث تكرر نفسها والأوضاع الإنسانية القاسية ما زالت قائمة , فكل يوم قادم هو نسخة ثانية عن اليوم السابق ,فليس هناك حالة افتراقية بين ما يحدث اليوم وما حدث بالأمس ,لكي تتم المقارنة من خلال التذكر ,وكأننا نعيش حاضرا متواصلا,فحياتنا معطلة يسيجها الموت بأشكاله المختلفة,والموت وحده هو الذي يحيى بيننا ويفرض قانونه .
فالاحتلال هو الاحتلال, مازال ينشب مخالبه في جسد العراق, والواهمون الذين قذفت بهم أمواجه على ارض الرافدين ,.ليضعهم في الواجهة ,في ( سدة الحكم ) ,مازالوا يتبادلون الأدوار,ليعمقوا جرح العراق الدامي ويزيدوا من نزيفه ,فتراهم يلهثون وراء مطامعهم وأهوائهم وكل منهم يحاول إن يحوز النار لرغيفه الطائفي والمذهبي والفئوي ,يتسابقون ويختلفون ويتخاصمون ,لكن هناك شيئا واحدا يضعهم في خانة واحدة,هو أنهم مشدودون بحبل الاحتلال وتحت مضلته توزع الحصص عليهم .

هكذا افرز الاحتلال واقعا شاذا وغريبا ,ليظهر على السطح قوى تسعى لتسييس الأشياء ,وتوظفها سياسيا بما يخدم أهدافها وغاياتها ,سيسو الماضي بكل أحداثه ,والحاضر بكل تفاصيله,حتى (القبور) لم تسلم من التسييس ,وتحاول إن تجعل من قانونها الخاص , قانونا عاما ,ليهيمن على الأخر, ويجعل منه حالة هامشية وطرفية ,مهشما بذلك الإطار الوطني الذي يجمع كل العراقيين ويؤكد هوية العراق وعروبته ,لينبري في الجهة الأخرى قوى تنطق باللهجة نفسها , وترفع الشعارات المشابه,التي تحمل نبرة الإلغاء والإقصاء للأخر, ولكنها بوجه أخر ,باتجاه معاكس, ليبدأ العنف والاقتتال والتهجير والخطف والقتل على الهوية ,ويصبح أكثرية الشعب العراقي هو الضحية , وهو الذي يدفع الثمن من دم أبناءه , وما يتعرض له من اعتقالات عشوائية في سجون الاحتلال وسجون حكومة المنطقة الخضراء ,وكأن العراقي ومن منظور هذه القوى المتصارعة لم يعد موجود إلا من حيث ارتباطه الطائفي والمذهبي والعرقي .

هكذا يتغلب الرابط الطائفي والمذهبي والفئوي على الرابط الوطني ,وأحداث الفجوات والشروحات العمودية في الكيان الوطني العراقي , ويطمس كل ما هو ثقافي بجوانبه الحيوية المتمثلة في التفاعل والحوار,أو على الأقل جعله في حالة التبعية والانقياد للمتن السياسي المهيمن, ونسف الأطر الجامعة للعراقيين , وكل ما هو موحد لهم ويشكل هويتهم ,من خلال خضوع هذا الثقافي وتبعيته لما هو سياسي بخلفيته المضمرة (الطائفية),أنهم يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة وخداع وكذب وتضليل إن يغيبوا الحقيقة ,ويشوهوا موقف العراقيين في رفضه ومقاومته للاحتلال, وتخلط المعايير بشكل مقصود ومتعمد , فيسمي الأشياء بغير أسمائها , ويقلب الحقائق , فتعزل المدن العراقية ويدمّر بعضها على يد قوات الاحتلال , وتقطع أوصال عاصمة التاريخ العربي الإسلامي (بغداد) ,وتسّيج أحيائها بالجدران الكونكريتية,وها هي اليوم بغداد تفقد الكثير من ملامحها , وما زال ليل الاحتلال يلفها بظلامه الدامس, وهي تسأل عن أسماء شوارعها وأسماء محلاتها ,بعد إن تحولت متنزهاتها وحدائقها إلى محطات استراحة لجنود الاحتلال, وأشجارها مظلات لهم
إن ما حدث خلال هذه السنوات الخمس من تدمير وقتل ونهب وتهجير,ومهما تكن اليد الفاعلة التي اقترفت كل هذه الجرائم , هو من صنع الاحتلال وأجندته,وغياب الأمن مرتهن بوجوده ,وما الدعوة لتحقيق الأمن والأمان للعراقيين ليس إلا نوعا من التضليل والمخادعة,فهو ينشد الأمن لفواته وحلفائه القابعين في (المنطقة الخضراء) على حساب امن واستقرار حياة العراقيين,فالخوف والفشل هو الذي يدفع به الى إشاعة الفتن والاقتتال والفوضى وهي احد الأساليب التي تؤمن حالة الأمن لجنوده ومرتزقته .
وبعد كل ما فعله طيلة هذه السنوات الخمس,وما جرى على يديه ,فهو اليوم في حيرة من أمره حين يرى أن المسافة التي تفصله عن أهداف مشروعه ,مازالت طويلة , لينتقل من أسلوب الاصفافات الطائفية إلى استقطاب جديد يتمخض عنه اصفافات مناطقية وعشائرية وتجمعات مرتبطة بأجندته ,وما يسمى (بمجالس الإنقاذ والصحوة )إلا إحدى هذه التجليات , وصولا إلى خلق صرا عات وتجاذبات بينية , ويبقى السؤال ,هل سيقطف (السيد الأمريكي ) ثمار هذه الصراعات ألمنتظره ويقصر المسافة الى مبتغاه,وهو مازال يرى في كل شجرة عراقية عدوا ,ووراء كل حجر أو جدار ما يفزعه ويرعبه, وفي سبابة كل طفل عراقي اشراقة عناد وصيحة رفض واستنكار.



#طلال_الغواّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاعن بالحب والاقاصي
- احلام في غيمة
- الخروج من التاريخ
- وداعاايها الشاعر الرائع وليد دحام
- اقفوا هجرة الطيور الى العراق
- انهم يفخخون الحرية
- الاطفال يبتكرون الصباحات
- لاتعد خطواتك بالارقام
- انهم مهزومون


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغواّر - هكذا تسمى الاشياء بغير اسمائها