|
علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
يحيى رباح
الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 03:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صنعاء، مدينة سام، التي نصبت عرشها فوق مصاطب الغيوم، عاصمة الجمهورية اليمنية، التي يحرسها جبل نقم، وتتلألأ في عنقها أجمل حلية على الإطلاق ممثلة بحديث رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم حين قال < الإيمان يماني والحكمة يمانية<، صنعاء يتسع قلبها الكبير هذه الأيام لحضور فلسطيني بناء على دعوة كريمة من فخامة الرئيس على عبد الله صالح الذي أطلق قبل أيام المبادرة اليمنية لرأب الصدع الفلسطيني، وإعادة اللحمة والوحدة والحوار بديلاً عن الاقتتال والانقسام والانفصال الذي بدأ في بداية الصيف الماضي، حين قامت حركة حماس بانقلابها المسلح الذي أطلقت عليه اسم الحسم العسكري وقالت عنه إنه خطوة اضطرارية، ومن يومها والوضع الفلسطيني مستمر في التدهور، والاحتلال الإسرائيلي يستغل هذا الانقسام أبشع استغلال سواء على صعيد العمليات العسكرية الدموية التي كان آخرها مشاهد المحرقة في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، أو الاستغلال السياسي باستمرار الهجوم الاستيطاني، وخطط تهويد القدس، والعراقيل التي توضع في طريق المفاوضات. المبادرة اليمينية، وكما يعلم الجميع، مكونة من سبع نقاط، تحتوى في مجموعها خلاصة الأفكار والمبادرات والحوارات والتدخلات الفلسطينية والعربية التي طرحت لحل المشكلة الداخلية الفلسطينية، وأهم تلك المبادرات هي اتفاق القاهرة في آذار 2005، واتفاق مكة في شباط 2007 الذي تشكلت بموجبه حكومة الوحدة الوطنية التي لم تصمد طويلاً بعد ان فاجأها الانقلاب الحمساوي المسلح. المبادرة اليمينية، تملك كل العناصر والآليات المطلوبة للحل، فهي تنطلق من إعادة الأمور على ما كانت عليه قبل أحداث الصيف الماضي، وهي ترتكز إلى تكريس الاعتراف بالشرعية الفلسطينية وهياكلها ونصوصها الدستورية والقانونية، وكذلك الاعتراف الواضح الصريح بالشرعيات العربية والدولية، على اعتبار ان هذه الشرعيات الوطنية والعربية والدولية هي القواعد التي يرتكز عليها النظام السياسي الفلسطيني الذي نريد إعادة بنائه على قاعدة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية ووحدانية السلطة ووحدانية السلاح. ويجب ان نلاحظ هنا: ان صنعاء لها خبرة عميقة في الموضوع الفلسطيني، حيث ساهمت في مطلع الثمانينيات في رأب الصدع الذي نشأ إثر الانشقاق الذي رعته سوريا في ذلك الوقت، وكاد ذلك الانشقاق يطيح بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لولا ان حكمة القيادة الفلسطينية وإخلاص الموقف العربي نجحا في رأب الصدع، وإعادة الامور إلى نصابها الصحيح، وعاد الفلسطينيون إلى حماسة وحدتهم ووحدانية تمثيلهم من خلال المجلس الوطني الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان في عام 1984. وكانت اليمن قد استضافت جزءاً كبيراً من القوات والمؤسسات الفلسطينية بعد الخروج الفلسطيني من لبنان عام 1982، فاستضافت جزءاً من القوات في صنعاء وعدن كما استضافت القوة البحرية في الحديدة، والقوة الجوية في تعز، والإدارة المالية العسكرية، واللجنة العلمية، كما استضافت الرئيس ياسر عرفات ومنحته مقراً دائماً في قلب العاصمة صنعاء. وقد أخلصت صنعاء وعلى امتداد العقود لمبدئها الثابت بدعم خيارات الشرعية الفلسطينية، ودافعت عن هذا المبدأ في كل المناسبات والمنعطفات وفي كل المحافل العربية والإسلامية والدولية. ويعلم الجميع، ان صنعاء لها خبرة كبيرة وناجحة في إدارة الأزمات الداخلية التي تنشأ تحت سقف البيت الوطني نتيجة اصطراع الرؤى أو نتيجة التدخلات الإقليمية، ومن خلال هذه الخبرة نجحت صنعاء في حماية الوحدة اليمنية التي أعلنت في الثاني والعشرين من ايار 1990 والتي حاقت بها العديد من الإخطار، ولكن الحكمة اليمانية قادت سفينة الوحدة بنجاح ووصلت بها إلى شاطئ الأمان. كما ان صنعاء، مشهود لها بالخبرة في إدارة العديد من ملفاتها الساخنة مع جيرانها من الأشقاء العرب أو الجيران الغير العرب، وكرست المبدأ الخالد، <لا ضرر ولا ضرار< في إبرام اتفاقات الحدود البرية والبحرية مع الشقيقة <المملكة العربية السعودية< والشقيقة سلطنة عمان، والجارة دولة أرتيريا، وأثيوبيا، وقد حقق الأخ الرئيس على عبد الله صالح في هذا المجال نجاحات يشار إليها بالبنان. الاطراف الفلسطينية إذاً في صنعاء، ولا بد من صنعاء وإن طال السفر كما يذكرنا القول العربي القديم، وصنعاء حضنها دافئ، وعقلها مفتوح، وخبرتها معروفة، ولدينا ثقة بأن الفلسطينيين حين يلتقون في صنعاء عليهم ان يغلبوا كل المعاني التي ذكرنا، وان يذهبوا بنية استثمار الفرصة المتاحة، وقطف ثمار النجاح المطلوب، وليس ان يعيدوا لغة السجال لتبرير الانقسام، فالكل يعلم ان الانقسام الحاصل في الوضع الفلسطيني لا شئ يبرره على الإطلاق، وكل الاطروحات مهما كانت لتبرير استمرار الانقسام هي أطروحات ساقطة من وجهة نظر شعبنا ومن وجهة نظر المخلصين العرب الذين أعطوا ثقتهم ومباركتهم وشرعيتهم للمبادرة اليمنية!!! فيا أيها الذاهبون إلى صنعاء لا تعودوا إلا وانتم متفقون.
#يحيى_رباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربيع لبنان ربيع فلسطين
-
ربيع لبنان وربيع فلسطين
-
ثلاثية التهدئه والحصار والحوار
-
ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
-
الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
-
ابتسامة على وجه حزين
-
الهروب إلى الخلاف؟؟؟
-
هنا القاهرة
-
اول الوطن ام اول الكاؤثة
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|