|
الحقيقة المرة
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 122 - 2002 / 5 / 6 - 12:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
قد يكون هناك من يحترم احتقار إسرائيل لكل وفود الدول الأوربية ولكل ممثلي الدول الأوربية في المحافل والمؤتمرات .
قد يكون هناك من يحترم الخوف الأمريكي والرعب الذي يسري في أوصال قيادتها وهي تستمع الى الردود العنيفة من إسرائيل وقد يكون هناك من يحترم استخفاف إسرائيل بقرارات المم المتحدة والشرعية الدولية .
قد يكون هناك من يعتبر كل ما قامت به إسرائيل هو فعل حتمي وكرد فعل لما قامت به العناصر الفلسطينية التي لم تستطع قيادتها السيطرة عليها .
وقد يكون هناك من يحترم إصرار إسرائيل على عدم الالتفات والإصغاء لكل تظاهرات الشجب والاستنكار التي ملأت أصقاع الأرض دون أن تهز شعرة في الجسد الإسرائيلي وفي قراراته.
ودولة مثل إسرائيل لا تحترم الولايات المتحدة الأمريكية ولاكل دول أوربا وتستهين بشعوبها وبحكوماتها لايمكن أن تكون ضعيفة وتعيش على مساندة أمريكا لها .
لقد علمونا معان خاطئة وليس لها محل من الأعراب .. علمو نا أن إسرائيل لقيطة وأنها كيان هجين وتجميع لشعوب لا يربطها الا رباط الدين اليهودي المستغل من قبل الصهيونية ونحن خير أمة قد أخرجت للناس .
علمونا أن الإسرائيلي لا يدافع عن أرض إسرائيل لأنه لا يرتبط بها كوطن فوطنية الإسرائيلي ضعيفة ومهزوزة بينما نحن نرتبط بأوطاننا الممتدة من الشام الى تطوان فعدن والخليج كما تقول كتب التربية الوطنية والجغرافية .
علمونا أن المقاتل الإسرائيلي جبان رعديد يهرب عند سماعه أول أطلاقة ونحن الذين عرفنا التاريخ بالشجاعة والفروسية والإصرار على القتال لأتفه الأسباب وحرب البسوس التي دامت 40 عاماً سببها ناقة وليس حدود وطنية مستباحة وحروبنا الكثيرة تشكل تجربة أنسا نية جديرة بالدراسة والانتباه .
ورغم أننا قبلهم قامت سلطاتنا بجرف البيوت بالدبابات والبلدوزرات ، ونحن أول من قامت سلطاته بهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ونحن أو من حاصرت سلطاتهم المدن لتسليم أولا دها المعارضين ونحن أول من جوعت سلطاتهم الناس عقاباً على مواقف أولادها من السلطة ونحن أول من منعت سلطاتهم دفن الجثث وبقيت متفسخة في ساحات وشوارع المدن ونحن أول من قصفت سلطاتهم المدن بالصواريخ الثقيلة وقطعت عنهم الماء والكهرباء ، ونحن أول من أعدمت سلطاتهم الناس قرب جدران بيوتها ، ونحن أول من أستخفت سلطاتهم بالقوانين فقد سبقناهم بالكثير من هذا .
علمونا أن الصهيونية العالمية تسيطر على دول العالم من خلال سيطرتها على المال والشركات ونحن الذين علمنا العالم معاني الأخلاق والقيم ومعاني الحياة .
علمونا أن القيادات الإسرائيلية لاعلاقة لها بشعب إسرائيل أنما تمثل الصهيونية وبروتوكولات حكماء صهيون وأن القيادات العربية تجسد أروع معاني الديمقراطية والبناء واحترام الإنسان باعتباره أعلى قيمة موجودة في أرضنا التي كانت مهبط الأنبياء ومهد الحضارات الإنسانية .
عرفنا الحقائق التي يراد لها أن لا نعرفها ..
عرفنا أن الإسرائيلي يستميت من أجل وطنه لأنه يشعر أن هذا الوطن جزء من وجوده وأنسا نيته وأن الوطن وجد لخدمة الإنسان بينما تبين أن العربي وجد لخدمة الوطن وأنه جزء من هذه الخدمة وأن وجودة وعدم وجوده في هذا الوطن لا يشكل مشكلة أذ لاقيمة لهذا الإنسان في بلادنا العربية المجيدة .
عرفنا أن القيادة الإسرائيلية تعمل بكل ما تستطيع وبإخلاص لخدمة الشعب الإسرائيلي وتجسيد معاني الديمقراطية وتعميم سلطة القانون بالوقت الذي أنشغلت قياداتنا بتغييب الرأي الأخر وكتم الأفواه وزرع الرعب والخوف والموت بين الناس والتمسك بنظرية كون الحاكم هو ظل الله في الأرض لا يترك كرسي السلطة الا لقضاء الحاجة أو الإطاحة به بانقلاب عسكري وبقطار أجنبي
عرفنا أن الإنسان لا يشكل أدنى قيمة في أوطاننا ولاقيمة للقانون أمام الزعامة وأن المؤتمرات التي تعدت أكثر من العشرين ما توصلت لحدود واحدة ولكمارك واحدة ولعملة واحدة ولمحنة واحدة وأن حكوماتنا أضعف من البعوض لا تستطيع أن تقاوم بيان أمريكي صادر عن وزير خارجية يهتز أمام تصريح إسرائيلي .
عرفنا كيف أن الإسرائيلي قاوم وصمد – ودون أن يــكون له أدنى حق – في حــرب 48 و67 و73 كل جيوش حكومات العرب وأن إسرائيل لم تكن على الدوام الا أمة واحدة وشعب واحد وأرض واحدة ولم تستطع حكوماتنا أن تصمد بوجه إسرائيل ولاأستطاعت الصمود ولن تستطيع اليوم وقد امتلأ الجسد العربي تمزيقاً وترقيعاً وعمت فينا الفرقة وهاجر أبناء شعوبنا بالوقت الذي تهاجر يهود الأرض إلى إسرائيل التي لم تلد دكتاتور ولازعيم يحرق الأخضر واليابس من أجل السلطة ولم يحدث فيها أنقلاب مهما كان شكله وحجمه ولا رطنت بأشعار تمجد زهو القائد ممفاز ولابطن الزعيم شارون ولاأمتدحت جمال غولدا مائير ولاعيون موشي ديان ولاعبقرية أيهود باراك ولارقص أهل تل أبيب أمام قيادتهم ولاماتت معارضتهم بأحواض الأسيد ولا غيبت أصواتهم ولامنعت صحافتهم من الانتقاد ولا خونتهم حكوماتهم ولا صادرت أموالهم ولاأعتقلت أهلهم فقد قاتلونا بمنطق الذي يعتقد أنه على حق وقاتلــناهم ونحن نعتقد بمنطق أننا لسنا على الحق ، ويوم تلد إسرائيل دكتاتور ويصير فيها انقلابا وتموت معارضتها بالسم والرصاص ويعم خوف الناس من سلطاتها أينما كانت فستموت حينها السارية التي تستند عليها دولة إسرائيل وتتهدم القاعدة التي تقف عليها فلا أمريكا ولاأوربا ولا الصهيونية العالمية تستطيع أن تعيد مجدها الذي سيغيب مثلما غاب مجد العرب مع غياب قيمة الإنسان في بلداننا العربية .
*********************************
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|