أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - أولمرت واستيطان القدس














المزيد.....


أولمرت واستيطان القدس


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


انتشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، أنباء مفادها، أن كثافة البيانات الإسرائيلية عن بدء مشاريع استيطانية في القدس المحتلة، ناجمة عن ضغوط تمارسها كتلة "شاس" الدينية، على رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، كون هذه الكتلة تشكل ضلعا أساسيا في الائتلاف الحاكم، ومن دونها فإن الحكومة ستسقط.
ولربما حين يسمع أولمرت نشرات الأخبار تتحدث عن "الضغوط" عليه لكي يسرّع استيطان القدس، يبتسم ابتسامة عريضة، لأن له مصلحة عليا مرحلية لبث مزاعم كهذه، ولهذا، فقد يكون أولمرت نفسه المبادر لبث مزاعم "الضغوط عليه".
في أحد الأيام سيرحل أولمرت عن الحلبة السياسية، وستكون مناسبة لتلخيص حياته السياسية، وسيجد أن من أبرز المحطات التي سيتم التوقف عندها، هي فترة رئاسته لبلدية الاحتلال لمدينة القدس المحتلة، منذ خريف العام 1993 وحتى مطلع العام 2003.
ويُعرف عن هذه الفترة أنها شهدت أكبر مشاريع استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، إن كان من حيث التخطيط أو التطبيق، وكل هذا بتزامن مع بدء مرحلة المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن مسار أوسلو.
فصحيح أن الاستيطان لم يبدأ في تلك الفترة، ولكنه لم يكن بالحجم الذي نراه اليوم، إذ لا مبالغة حين نقول إنه منذ العام 1993 وحتى اليوم ازداد عدد المستوطنين في القدس بحوالي الضعفين، إذ كان عددهم، حسب التقديرات، يتراوح ما بين 60 ألفا إلى 80 ألفا، أما اليوم فإن الحديث يجري عن حوالي 190 ألف مستوطن، يقيمون في أحياء هي عمليا مستوطنات ضخمة أقيمت على أراض في محيط القدس من الجهات الثلاث، الشرقية والجنوبية والشمالية، وتم ضمها للمدينة المقدسة.
ومن أبرز المشاريع الاستيطانية التي قادها أولمرت، بناء الحي الاستيطاني الضخم، "هار حوما" الجاثم على جبل أبو غنيم، الفاصل بين مدينتي بيت لحم والقدس، ويضم آلاف الوحدات السكنية، وما يزال يتضخم، إضافة إلى توسيع أحياء قائمة.
ومنذ أن بدأ أولمرت مزاولة منصبه رئيسا لبلدية الاحتلال، أعلن بوضوح أن على رأس أولوياته تعزيز الاستيطان في القدس، وتجول في أنحاء مختلفة من العالم، وبالذات في الولايات المتحدة، من أجل تجنيد كبار الأثرياء اليهود لدعم الاستيطان، ومن أبرزهم الاسترالي اليهودي إيرفان موسكوفيتش، الذي يدعم الاستيطان بالأساس في داخل البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها.
ومن المحطات البارزة في ولاية أولمرت كرئيس لتلك البلدية، إصراره على فتح النفق من تحت الحرم القدسي الشريف، في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) من العام 1996، الذي اندلعت إثره أولى المواجهات المسلحة بعد أوسلو، بين قوات الأمن الفلسطينية، وقوات الاحتلال، وسقط فيها أكثر من 80 شهيدا فلسطينيا، كما قتل حوالي 15 جندي احتلال.
وإذا تابعنا الأنباء التي ترد تباعا حول غالبية المشاريع الاستيطانية، التي تطبق حاليا في القدس المحتلة، نجد أنها تنفيذا لمخططات وضعت في سنوات سابقة، مثل العامين 2000 و2001، وحتى قبل ذلك، وكلها فترة كان فيها أولمرت رئيسا لبلدية الاحتلال.
بمعنى آخر أن أولمرت ليس بحاجة لمن يضغط عليه من أجل أن يوسع الاستيطان في القدس المحتلة، فهو على قناعة "أيديولوجية" بهذا الأمر، وهو أيضا من الذين شاركوا بشكل أساسي في وضع أخطر المخططات الاستيطانية في المدينة، بهدف اختلاق أغلبية يهودية مصطنعة، من خلال تغيير منطقة نفوذ المدينة وبناء حواجز استيطانية ضخمة قادرة على فصل القدس المحتلة كليا عن سائر أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ومن ثم استخدام الحزام الاستيطاني الناشئ، من الغرب إلى الشرق، لبتر الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وبالنسبة لمسألة ما يسمى بـ "ضغط كتلة شاس" الدينية، فهو يندرج في إطار تقاسم الأدوار داخل الحلبة السياسية، لمواجهة احتمال ظهور ضغوط على إسرائيل في الحلبة الدولية، أما على صعيد الرأي العام الإسرائيلي، فإن أولمرت مطمئن لحقيقة أن الرأي العام لديه يدرك تماما أن مشاريع استيطانية ضخمة كهذه لا يمكن أن تتم لولا رغبة حكومية شاملة.
سيأتي ذلك اليوم، وبالذات في أقرب حملة انتخابية برلمانية، لنسمع أولمرت يجاهر بحقيقة الضغط الوهمي عليه من أجل الاستيطان في القدس، ويفاخر بما حققه من استيطان، علما أنه منذ الآن يقول إن القدس ليست خاضعة لأي قرار يتعلق بما يسمى "تجميد الاستيطان"، الذي لم يتجمد للحظة واحدة.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولمرت وباراك والحرب على غزة
- قاموس إسرائيلي عنصري
- تراجع اعداد اليهود في العالم وازديادهم في اسرائيل
- هلع إسرائيلي دون مبالغة
- إسرائيل والاعتراف الضمني باغتيال مغنية
- -أنين إسرائيل- وأنين فلسطين
- فلسطينيو 48 والأمم المتحدة
- عقبات جديدة أمام أولمرت
- 5 ملاحظات بعد فينوغراد
- -علام الضجة فهم مجرد 13 قتيلا؟-
- الحلبة السياسية الإسرائيلية تبحث عن الزاوية في الغرفة الدائر ...
- مجازر غزة: الدافع والذريعة
- الإعلام الإسرائيلي بين تقريري فينوغراد
- فلسطينيو 48 في مواجهة التهجين
- تقرير مركز -أدفا- 2007-: الفقراء- وأولهم العرب- محرومون من ا ...
- إسرائيل ليست عنصرية
- شعور اليهود بالانتماء لإسرائيل يتراجع
- تقلبات باراك وورطة حزب -العمل-
- إسرائيل وإيران والعنزة
- أولمرت بعد أنابوليس


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - أولمرت واستيطان القدس