أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسقيل قوجمان - اسئلة مفتوحة الى الاخ رزكار عقراوي















المزيد.....


اسئلة مفتوحة الى الاخ رزكار عقراوي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قرات في الحوار المتمدن اسئلة الاخ رزكار عقراوي الى قيادة الحزب الشيوعي العراقي حول التحالفات والعمل المشترك في الحركة اليسارية. ولم افكر في الدخول الى الموضوع خصوصا وقد كتبت مقالا خاصا حول نفس الموضوع سابقا نشر في الحوار المتمدن وفي مواقع اخرى. ولكني تلقيت رسالة الكترونية من الاخ رزكار فيها نفس المقال فشعرت كان ذلك دعوة لي من الاخ رزكار للدخول الى الموضوع. وقد شعرت بان اسئلة الاخ رزكار الموجهة الى قيادة الحزب الشيوعي الحالية بحاجة هي الى اسئلة فقررت ان اوجه بعض الاسئلة اليه في الموضوع.
جاءت في الرسالة العبارة التالية: "يعتبر الحزب الشيوعي العراقي اكبر فصائل اليسار العراقي والذي يحمل إرثاً نضالياً طويلاً وخبرة كبيرة" وسؤالي في هذا الخصوص هو هل تنتقل اليسارية بالوراثة؟
اننا في عصر تنتقل فيه كل الاشياء بالوراثة. فقد اصبحت الجمهوريات العربية كلها جمهوريات وراثية يرث الابن فيها رئاسة الجمهورية من ابيه بدون ان تسمى ملكية. ولكني لم اعلم ان اليسارية موضوع البحث هي الاخرى تنتقل بالوراثة. فاذا كان جدنا الرفيق فهد يساريا فهل هذا يعني بالضرورة ان احفاده، ان كانوا فعلا احفاده، يكونون يساريين بالوراثة؟ واذا كان حزب فهد يساريا فهل يعني انه يحمل جينات الحركة اليسارية لينقلها بالوراثة الى الاجيال التالية من الحزب؟
ان اليسارية في رايي امر شخصي بحت سواء على نطاق الاشخاص ام على نطاق الاحزاب والمنظمات. فاليسارية واليمينية تتحدد من العمل والفكر والمواقف الجارية ولا علاقة لها بتاريخ الحزب او المنظمة او بوالد او جد هذا الشخص او ذاك. ليست اليسارية صفة تطلق على الشخص او الحزب بسبب تراثه التاريخي ولا بكون الشخص يسمي نفسه يساريا او يعتبر نفسه يساريا. ان اليسارية واليمينية تتحدد بالعمل والفكر والموقف السياسي للشخص او الحزب في كل حركة وفي كل موقف على حدة. اذ ان اليسارية بهذه الصفة ليست امرا ثابتا لا يتغير. فالموقف اليساري اليوم يمكن ان يصبح يمينيا غدا والحزب اليساري اليوم يمكن ان يصبح يمينيا غدا. بل ان نفس الحزب ونفس الشخص يمكن ان يكون يساريا في موقف ويمينيا في موقف اخر في الوقت نفسه. علينا ان نحدد انتماء اي شخص او اية منظمة او حزب على اساس المواقف الفكرية والسياسية والعملية في اللحظة الراهنة موضوع البحث. وهذا يصدق علي وعلى الاخ رزكار وعلى الحزب الشيوعي وعلى قادته وعلى المنظمات الاخرى التي تعتبر نفسها يسارية بنفس الدرجة.
والسؤال الثاني هو: "موضوعة العمل المشترك بين قوى اليسار العراقية". ان الحملة التي اطلقها الاخ رزكار حول العمل المشترك بين قوى اليسار العراقية مرت عليها مدة طويلة نسبيا. فهل تحقق شيء واقعي فيها ام ان كل ما تحقق هو ابداء بعض المنظمات او الاحزاب استعدادها للاشتراك في الحوار او التفاوض حول العمل المشترك؟ اعتقد ان مجرد الدعوة للعمل المشترك بحد ذاتها دعوة ناقصة مبدئيا. فالعمل المشترك في اية حركة سياسية هو عمل مزدوج الطبيعة. فمن ناحية يتضمن تعاونا واشتراكا حول تحقيق هدف معين ومن الناحية الثانية يتضمن تناقضا على اهداف تعتنقها كل منظمة او مجموعة بخلاف المنظمات الاخرى، تناقضا قد يبلغ حد نضال احداها ضد الاخرى. . ان الاتفاق التام يعني الاتحاد وليس العمل المشترك. ان الجبهة الوطنية القائمة على اسس صحيحة بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية في مرحلة الثورة البرجوازية هي عمل مشترك من هذا النوع. فالطرفان يتفقان على العمل المشترك من اجل تحقيق الثورة البرجوازية ولكنهما يتناقضان تناقضا تاما فيما يتعلق بقيادة الثورة البرجواية وشكل الحكم الذي ينجم عنها اولا وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية من حيث الاستغلال ثانيا. فالطبقة العاملة عند قيام الجبهة تواصل نضالها ضد البرجوازية من اجل الحصول على حقوقها التي تسلبها البرجوازية والطبقة البرجوازية تواصل زيادة استغلالها للطبقة العاملة من اجل زيادة ارباحها.
اعتقد ان الدعوة للعمل المشترك بين الفئات اليسارية ينبغي ان تبدأ بالاتفاق على مبدأ مشترك تبغي هذه الفئات تحقيقه بصورة مشتركة. والا فلا معنى للعمل المشترك. فالعمل المشترك لا يعني تخلي المنظمات او الفئات عن المبادئ التي تعتبرها مبادئ سياسية او اجتماعية او ثقافية لها بل تعني الاتفاق على هدف معين يمكن العمل على تحقيقه بصورة مشتركة. وفي قراءاتي للمداخلات حول هذا الموضوع لم اعثر على شعار او هدف للعمل المشترك يكون موضوعا واضحا للتفاوض من اجل العمل المشترك.
جاء في الرسالة ايضا "ولكنه (اي الحزب الشيوعي العراقي) لم يطرح حتى الآن موقفا واضحا ورسميا إزاء موضوع التحالفات السياسية في ما بين قوى اليسار العراقي. ولكن الحزب الشيوعي على حد علمي اطلق حملة بالاشتراك مع الحزب الوطني الديمقراطي الذي ورثه الجادرجي عن والده وحزب اخر لا اتذكر اسمه حملة للعمل المشترك او الوحدة تحت شعار "مدنيون". فهل هذه الحملة جزء من اليسار العراقي ام لا؟ وهل تختلف هذه الحملة عن حملة الاخ رزكار التي تدعو الى العمل المشترك من اجل حشد قوانا وبسرعة, "كل قوانا من أجل تعزيز وتقوية تيارنا اليساري والتحالف مع القوى العلمانية والديمقراطية في العراق".
ان حملة "مدنيون" تضع امامها هدف تقوية العملية السياسية الاحتلالية القائمة. وكافة الاحزاب الثلاثة مشتركة حاليا في هذه العملية البريمرية. فهل يرغب الاخ رزكار في الانضمام الى العمل المشترك في هذا الاتجاه وفي اتجاه تحقيق حكومة ديمقراطية مستقلة تحت نير الاحتلال ام يطلب من الحزب الشيوعي ان يتخلى عن العمل المشترك مع الحزبين الاخرين والعملية السياسية والقوى "اليسارية" الاخرى المشتركة في العملية السياسية والانضمام الى العمل المشترك اليساري الذي يدعو اليه الاخ رزكار؟
وجاءت في الرسالة عبارة:"يعتبر الحزب الشيوعي العراقي اكبر فصائل اليسار العراقي". من سير الحملة التي تصدرها الحزب الشيوعي مع الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الثالث لا يظهر انه اكبر فصائل اليسار العراقية. فحملة التواقيع على "مدنيون" وصلت في اخر احصاء قرات عنه الى عشرة الاف توقيع. ولا ادري الى اي عدد وصلت اليه حاليا. لنتصور ان الحزب في عهد فهد كان يعلن حملة لجمع التواقيع على هدف معين. فهل كانت الحملة تعد بالالاف؟ لا اعتقد ذلك. فان حملة يطلقها الرفيق فهد كانت تبلغ مئات الالاف في الايام القليلة بعد اطلاق الحملة. وفي حالتنا لم تبلغ التواقيع بعد مدة ليست وجيزة من اطلاق الحملة لثلاثة احزاب تعتبر نفسها احزابا جماهيرية ذات تراث عريق سوى عشرة الاف توقيع. ومن المفهوم ان اعضاء كل حزب من هذه الاحزاب الثلاثة يفترض عليه ان يوقع مباشرة على الحملة بموجب الانظمة الداخلية لهذه الاحزاب ثم يقوم هؤلاء الاعضاء بالاتصال بجماهيرهم لدفعها وتشجيعها واقناعها على التوقيع. فاذا كان عدد الموقعين بعد عدة اسابيع عشرة الاف فقط فاين ملايين الجماهير المنتمية او المؤيدة لهذه الاحزاب؟
ثم ان تاريخ الحركات اليسارية في المجتمعات الراسمالية يتضمن الكثير من الخلافات والاتهامات والتناقضات. فمن المعروف نظريا ان الشيوعية هي اقصى اليسار لانها تدعو صراحة الى الاطاحة بالنظام الراسمالي بالثورة واقامة نظام اشتراكي على انقاضه. ونتيجة لذلك نشأ مفهوم الانتهازية، والاراء البتي برجوازية ونشأت الحركات "اليسارية" التي تزعم انها اكثر يسارية من الاتجاه الشيوعي ولكنها في الحقيقة ليست سوى حركات يمينية مقلوبة على راسها في طبيعتها ولذلك تسمى "يسارية" بين قويسين. فاحزاب الاممية الثانية كلها ادعت وما زالت تدعي انها احزاب يسارية وحتى اشتراكية ولكن الحزب الذي قاد احتلال افغانستان والعراق مع الولايات المتحدة هو حزب عمالي يساري اشتراكي ديمقراطي كما هو معلوم.
يبدو لي ان الهدف الوحيد الذي يمكن تفاوض الاحزاب والمنظمات والشخصيات المحسوبة على الاتجاه اليساري في ظروف العراق الحالية وينبغي اعتباره الاساس الثابت للمفاوضات حول العمل المشترك هو الموقف من الاحتلال ومن حكومات الاحتلال ومجلس رئاسة الاحتلال ومجلس نواب الاحتلال. ان تحرير العراق تحريرا تاما من الاحتلال الاميركي البريطاني الحالي هو الهدف الوحيد الذي يمكن ان يكون هدفا للعمل المشترك لكافة المنظمات التي تعتبر نفسها يسارية والتي تريد ان تسلك فعلا سلوكا يساريا في المرحلة القائمة من مراحل تطور المجتمع العراقي، وهو الشعار الوحيد الذي يمكن ان تلتف حوله الجماهير البسيطة بملايينها.





#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى الجاذبية والنسبية
- ثورة اكتوبر في نظر الدكتور كاظم حبيب (اخيرة)
- ثورة اكتوبر في نظر الدكتور كاظم حبيب (اولى)
- من يمتلك الحقيقة؟
- حول قانون الجاذبية والايديولوجيا الالمانية
- هل يمكن تطبيق الاشتراكية في دولة الاردن؟
- من هو المتطفل الطارئ الحقيقي؟
- عمر الديالكتيك
- الاقطاع الاوروبي وشبيهه في البلدان الشرقية
- حول نداء وحدة اليساريين والديمراطيين والعلمانيين
- احلام التوفيق مبن مصالح الطبقات المتناقضة
- التطور السلمي للراسمالية
- حول جرائم قتل النساء حفظا للشرف
- هل نفقات الحرب عبء على الدولة الغازية ام هدف من اهداف حربها؟
- شذرات من محاكمة بخارين
- الجبهة الوطنية عملية طبقية (اخيرة)
- الجبهة الوطنية عملية طبقية (اولى)
- طبيعة ثورة اكتوبر 1917
- حق تقرير المصير بالمفهوم الماركسي (اخيرة)
- حق تقرير المصير بالمفهوم الماركسي (اولى)


المزيد.....




- تخصص هذه الحلقة لاستعراض تاريخ التعاون الممتد بين القارة الإ ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسقيل قوجمان - اسئلة مفتوحة الى الاخ رزكار عقراوي