أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - أخطاء الفريق الاقتصادي بالخصخصة دفع ثمنها المواطن














المزيد.....

أخطاء الفريق الاقتصادي بالخصخصة دفع ثمنها المواطن


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن مرافقنا العامة هي ملك للشعب، وهي محمية بالدستور ولا يجوز بيعها أو تأجيرها أو طرحها للاستثمار وبشكل خاص مرافئنا، حدودنا البحرية، نوافذنا التي نطل منها ونتواصل مع العالم الخارجي، وهي عتبة المنطقة بكاملها وصلة الوصل بين طرق التجارة الملاحية ومنطقة الخليج وشرق آسيا.

كل هذه الميزات الهامة لم تمنع الفريق الاقتصادي، صاحب السياسات الليبرالية ومشاريع الخصخصة، من تأجير الرصيف رقم 7 من مرفأ طرطوس، لشركة «ICTSI» الفلبينية، التي قد تكون شركة وهمية، أو مجرد اسم على ورق. هذا الرصيف الذي يصل طوله إلى 540 متراً، بعمق 13 متراً، وهو من أفضل الأرصفة من حيث الأعماق والمواصفات، لاستقطاب البواخر ذات الحمولات الكبيرة. وحصلت الشركة المستثمرة على الخدمات المجانية الكثيرة، حيث استفادت من إشغال مساحة 252000 متراً مربعاً، واقعة في قلب ساحة المرفأ، وتشكل 1/8 من مساحتها الإجمالية، بالإضافة إلى الطرق والخدمات والآليات التابعة للمرفأ، من رافعات جسرية وحاضنات حاويات وناقلات حاويات وآليات التفريغ والشحن الحديثة والمتطورة التي يملكها المرفأ. بالإضافة إلى 15000 متراً مربعاً من أفضل المستودعات الخاصة بتفريغ وتعبئة الحاويات. ونصت شروط عقد الاستثمار على الشركة المستثمرة، استقدام وكالات بحرية وبواخر وخطوط ملاحية جديدة، وتعهدت باستقدام 500.000 حاوية سنوياً، فما الذي حصل؟!.

بدلاً من استقدام وكالات بحرية وبواخر وخطوط ملاحية جديدة، قامت الشركة المستثمرة بعملية قرصنة بحرية واضحة، وأخذت البواخر والخطوط الملاحية التي كانت بعهدة شركة التوكيلات الملاحية العامة، وقام وكلاؤها باتصالات مكثفة بشركات النقل البحري العالمية، من أجل تحويل بواخرهم من مرفأ اللاذقية إلى الرصيف رقم 7 في مرفأ طرطوس. وبدلاً من استقدام 500.000 حاوية، بلغت الحاويات المستقدمة عام 2007 فقط 35.000 حاوية، أي تنفيذ 7 % فقط من الخطة التي تعهدت بتنفيذها، علماً أن عدد الحاويات المستقدمة إلى الرصيف من الشركة العامة للتوكيلات الملاحية، قبل تأجيره، قد بلغ 42.000 حاوية سنوياً.

إلى أين وصلت الأمور؟!

بسبب الفارق الكبير في أجور التحميل والتنزيل والخدمة، حسب التسعيرة التي سمحت بها شروط العقد للشركة صاحبة الامتياز، فقد عزفت البواخر عن الرسو على الرصيف رقم 7 والتعامل معه، وهذا ما عكس النتائج التي كانت مرجوة، إلى نتائج سلبية كبيرة على الشركة العامة لمرفأ طرطوس، فقد بقيت المستودعات الخاصة التي تبلغ مساحتها 15.000 متراً مربعاً، التي قُدِّمت خدمةً للشركة المستثمرة فارغة، ولم تستفد منها الشركة العامة للتوكيلات الملاحية، التي امتلأت مستودعاتها الباقية، ولم يبق هناك مكان لاستقبال الحاويات التي على ظهر السفن المنتظرة في عرض البحر، والتي يبلغ عددها حتى الآن 48 باخرة شحن، محملة بالبضائع والمواد الاستهلاكية القادمة إلى القطر أو المارة به، عن طريق الترانزيت، علماً أن التأخير في تفريغ الحاويات عن السفن يرتب على الشركة خسائر مالية كبيرة، أو على التاجر المتعامل مع شركة النقل البحري، حيث أنه سيضطر لدفع مبلغ 3000 دولار غرامة عن كل يوم تأخير للباخرة الواحدة، أي ما مجموعه 144.000 دولار يومياً غرامات تأخير، وهذه المبالغ بالتأكيد سيسحبها التجّار على قيمة بضائعهم التي سيدفع ثمنها المواطن أولاً وأخيراً.هذه هي الخسارة الصغرى التي يتكبدها المواطن السوري، فما هي الخسارة الكبرى؟!

الخسارة الكبرى تكمن في خسارة السيادة الوطنية، والمتاجرة والتفريط بها، والخروقات الأمنية التي قد يتعرض لها الوطن نتيجة ذلك. وقد يستعمل المرفأ كنافذة لتهريب الأشخاص خارج القطر بشكل غير قانوني، فقد ذكرت وكالات الأنباء أن عدداً من الأشخاص تم القبض عليهم بدخول غير قانوني إلى قبرص قادمين من الشواطئ السورية، وقد دفع كل منهم مبلغ 1500 دولار أمريكي، مقابل إيصاله إلى قبرص.

أي تطوير هذا؟! وأي استثمار، الذي لا يعود على المواطن إلا خسارة وغلاء أسعار وتفاقم أزمات؟!

أين اللجان الاقتصادية المختصة بالمحاسبة، وملاحقة نتائج المشاريع الاستثمارية؟! أين اللجان الاقتصادية التي وافقت على طرح منشآت اقتصادية حيوية رابحة، للخصخصة والاستثمار؟!!

أما كفاها تلاعباً بمقدرات البلاد وقوت العباد؟!

بلى, فقد بلغ السيل الزبى، وآن لهؤلاء الذين يسيرون بالوطن نحو الهاوية، أن يرحلوا ويتركوا ما تبقى لنا من مقومات الحياة القليلة! آن لسياساتهم أن تندحر، لتحل محلها سياسات قويمة، تحاول حل أزمات الوطن والمواطن، بصدق وإخلاص.
■ يوسف البني



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرى الدمّ النازف يصنع النصر
- السوريون بين المطلق والنسبي..
- مملكة آل سعود..الدّور الوظيفي في إشاعة التّخلف والإرهاب والت ...
- حوار البوارج.. والتواطؤ الرسمي العربي
- لنجعل شعار وحدة الشيوعيين السوريين واقعاً ملموساً..
- إلى حاكم مصرف سورية المركزي «المال الداشر يعلّم السرقة»!
- فلنكشف خطر « الكيان الوظيفي »
- انتخابات الرئاسة الأمريكية: تشكيل «حزب الحرب» والمواطن كومبا ...
- بصدد الطبقة العاملة...استسلام؟ لا، بل ثورة!
- اغتيال المناضل عماد مغنية حلقة عدوانية تصعيدية جديدة
- أما آن الأوان؟؟..
- آية الله، سماحة السيد أحمد الحسني البغدادي ل«قاسيون»:يجب إسق ...
- نهاية عام وبداية آخر «...... من الأولاني»!
- العالم بين عامين..
- تناقضات صارخة.. وغياب للمنطق
- إلحاق استعماري وليس اتحاداً
- بأيّة حال عدتَ يا عيدُ؟
- الشباب السوري.. سياسة تهميش وتجاهل!!
- الاستثمار بين «السياحي» و«السياسي»
- الترابط الديالكتيكي بين الإنساني والطبقي


المزيد.....




- فايننشال تايمز: الدولار القوي يضغط على ديون الأسواق الناشئة ...
- وزير الاقتصاد الايراني يشارك في مؤتمر الاستثمار العالمي بالس ...
- بلومبيرغ: ماليزيا تقدم نموذجا للصين لتحقيق نمو مستدام بنسبة ...
- توقف بطاقات مصرف -غازبروم بنك- عن العمل في الإمارات وتركيا و ...
- السعر كام النهاردة؟؟؟ تعرف على سعر الذهب فى العراق اليوم
- الاحتياطي الفدرالي: عبء الديون يتصدر مخاطر الاستقرار المالي ...
- الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد
- صندوق النقد يرحب بالإصلاحات المصرية
- مدفيديف: الغالبية العظمى من أسلحة العملية العسكرية الخاصة يت ...
- -كلاشينكوف- تنفذ خطة إنتاج رشاشات -آكا – 12- المطورة لعام 20 ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - أخطاء الفريق الاقتصادي بالخصخصة دفع ثمنها المواطن