أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد يعقوب - جانب مما ينبغي أن يقال في صدام حسين















المزيد.....

جانب مما ينبغي أن يقال في صدام حسين


أحمد يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 690 - 2003 / 12 / 22 - 04:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجماهير الفلسطينية والعربية تعيش صدمة حقيقية اثر اعتقال صدام حسين ، فالشعوب العربية ومنها العراقي قد نصبت منه بطلا قوميا ،ووضعت عليه وزر طموحاتها ،وأمانيها في التحرر والاستقلال والوحدة والاشتراكية .وهذه شعارات تتطابق مع مطالب الغالبية الساحقة من جماهير الأمة العربية.. وبخاصة بعد وفاة جمال عبد الناصر،وتدمير بيروت عاصمة الثورة العربية..
لم تكن الجماهير مخطئة في ذلك ،فهي في أمس الحاجة إلى من يخرجها من واقعها المأساوي المرير على الصعيد الوطني والقومي.. فالجماهير التي تشبه جمهور لعبة ملاكمة أو كرة قدم تطالب البطل بأن يذهب بالبطولة إلى أقصى درجاتها، لهذا من حقها أن تصاب بالدهشة والحيرة والإحباط، اثر منظر المهانة الذي أخرج به صدام على جماهيره مستسلما، ويمتثل لطبيب أمريكي، يفتش في رأسه وأسنانه، ويأمره أن يضغط أسفل فكيه، كي يأخذ منه اللعاب لفحص حامض  د.ن.إيه .
 !!  DNA
أ ما ملابسات هذا الاستسلام المريع فليست واضحة بعد ، وفرضية أن يكون قد خدر يمكن أخذها بالحسبان  وهناك من يتكلم عن صفقة ما ..لكن القضية الأهم هي الوشاية الأكيدة عن مخبئه الذي رأيناه في التلفزيون ،والذي يستحيل اكتشافه بمحض الصدفة ،إنما بوشاية. وهذه يجب أن تكون قد صدرت عن احدهم ،أي المقربين جدا جدا جدا جدا ..وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا، لكننا سنحاول بهدوء وموضوعية أن نناقش حقيقة صدام حسين..وهل كان بطلا قوميافعلا ؟؟ وبخاصة أنني عشت في العراق لأكثر من ثلاثة عشرة سنة منخرطا بالوسط الثقافي والإعلامي العراقي..
وللحديث عن صدام حسين سأنحي جانبا كل ما يوحي بمقولة "سقطت البقرة وكثرت السكاكين "، وكذلك نظريا ت المؤامرة والمعلومات التي صدرت مؤخرا عن علاقة صدام برمسفيلد منذ بداية الستينات عندما كان صدام منفيا في القاهرة !! وسننحي جانبا ما ينسب إلى جمال عبد الناصر والمخابرات المصرية انه " إذا أضعت صدام في القاهر ة فستجده في السفارة البريطانية أو الأمريكية".
وأنا لا أريد أن استند إلى هذه المعلومات لأنني لا أريد أن أوغل بالشعور بالمهانة، وبأن الحكام العرب ليسوا أكثر من دمى صنعتها ورتبتها أجهزة الاستخبارات الغربية..فأريد أن احتفظ بشيء من الطيبة الشعبية وربما بالسذاجة ؟؟
لهذا سأفترض أن صدام حسين كان مواطنا عراقيا صالحا..جاء من عائلة فقيرة كما هومعروف...ولقد وقع في طفولته تحت تأثيرات كبيرة وحاسمة لأراء خاله الذي تولى تربيته بعد وفاة والده، ومن نصائح خاله المعروفة ووصاياه لصدام أن لا يتسامح مع ثلاث: الشيوعية والفرس واليهود..
وسنفترض أن صدام قد عمل بنصائح وتوجيهات قومية- دينية صادرة عن خاله الضابط القومي المتزمت، فرسم حياته السياسية وفق هذه الوصايا الثلاث، لأن مسار فعله السياسي لا حقا، ومن موقع رئيس جمهورية انصب بهذه الاتجاهات الثلاثة..
 وسنفترض انه التحق بصفوف حزب البعث الذي سحر غالبية شعوب بلاد الشام والعراق بأطروحاته في الوحدة والحرية والاشتراكية وقضية فلسطين.. وهو يتباهى بأنه تصدى للأفكار اليسارية التي حاول الجناح السوري طرحها في المؤتمر القومي لحزب البعث في 1961، فاحتسب نفسه على الجناح اليميني للحزب .. وسأفترض انه تحت تأثير الأفكار القومية البعثية و رغبته في محاربة الشيوعية قام صدام بمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الذي تحالف مع الشيوعيين العراقيين، وبهذا يكون صدام قد وضع قدمه في عالم السياسة في العراق مبتدأ ذلك بمحاربة الشيوعيين ولو عبر محاولة قتل شخصية وان فشلت..
وسأفترض أن صدام كان مخلصا في انتمائه إلى التراث العربي والإسلامي و من زاوية المنظور والرؤية التي فتحها له خاله " خير الله طلفاح "..
وان كان صدام قد أخرج للعراقيين شجرة نسبه العائلي التي قال فيها:" إن أصوله تعود إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فإننا نسأل هل تأثر صدام بالإمام علي الزاهد المنادي بإحقاق الحق والعدالة والمعرفة ؟؟ والذي حارب تكنيز الذهب والفضة حتى أنه حرمّ تسخير الدواب من غير أجر.. وقد أكلت حبال البئر من يدي زوجته فاطمة وهي تنشل الماء يوميا !! أم انه تشبه –صدام- بمعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد في حكم العراق والدولة الأموية؟..وسنفترض انه تشبه بالخليفة عمر بن الخطاب الذي أطلق عليه تسمية " المستبد العادل" !! وسأفترض أن صدام كان مولعا بخالد بن الوليد وكيف استبسل في حروب الردة والقضاء على المعارضة الأولى في الدولة الإسلامية البكر !! مع أن التاريخ يذكر أن الرسول محمد ص لم يقمع الذين ابتدؤا ردتهم إبان حياة الرسول..
وسنفترض أن صدام حسين قد قرأ تجربة الحجاج في توحيد الدولة الأموية التي قام من خلالها بقصف مكة بالمنجنيق..وتقطيع رؤوسخصومه منن آل الزبير والخوارج وغيرهم.. ( كان تلفزيون قطر قد قدم الحجاج في مسلسل رمضاني ذكرنا جميعا بالتاريخ الدموي للحجاجقراها.قدمه كسيف بني أمية صانع الانتصارات والفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب من الصين إلى الأندلس )..
وسنفترض أنه تشبه بصلاح الدين الأيوبي الذي ولد في نفس المدينة التي ولد صدام في أحد قراها ..وبإطلالة سريعة على تاريخ صلاح الدين الأيوبي الذي انطبع في وجدان العرب والمسلمين كبطل وأسطورة تاريخية نجد إن صلاح الدين عندما وصل إلى سدة الحكم في الدولة الأيوبية، فان أول إجراء قام به هو توحيد المذهب الديني في عموم أمصار الدولة وبتحويل مذهب المصريين في ليلة وضحاها من إحدى فرق الشيعة إلى المذهب السلفي السني.. فنقل لذلك ألوف رجال الدين السنة من بلاد الشام، ونصبهم في مصر كدعاة وعلماء وفقهاء يوحدون المذهب بقوة السيف، ولذلك قام بقتل الفقيه العالم السهروردي..
وسأفترض أن صدام قد درس تجربة محمد علي باشا !! التي قيل الكثير وكتب الكثير مدحاً لها، وبحيث أن الماركسيين مثلاً اعتبروها تجربة اشتراكية رائدة، وأن الليبراليين اعتبروها نموذجاً للنهضة المطلوبة، بل إن أحد الباحثين اعتبرها "أول محاولة في التاريخ الحديث لإعادة تكوين الدولة العربية في المشرق والمغرب"؛ وإلى درجة أن أحد العلماء العرب، قد طالب مؤخراً بالاحتفال في عام 2005بمرور مائتي سنة على بدء مشروع النهضة أو بدء حكم محمد علي. لقد تخلص محمد علي من المماليك ألد أعدائه بموت بعضهم وفرار البعض الآخر، ثم أباد بقيتهم في مذبحة القلعة..فأثبت بذلك أنه كان واعياً لدرس ماكيافيلي القائل بأن " على الحاكم تحطيم أولئك الذين رفعوه إلى الحكم"، بدون قراءة ماكيافيلي.. إذ قال محمد علي لوفتح السودانن يترجم له كتاب الأمير" بمعدل عشر صفحات في اليوم، بعد اليوم الثالث: "إني أرى بوضوح أنه ليس لدى ماكيافيلي ما يمكنني أن أتعلمه منه، فأنا أعرف من الحيل فوق ما يعرف فلا داعي للاستمرار في ترجمته".و استعان محمد علي بالأجانب، وبخاصة الفرنسيين، في تنظيم الجيش والبحرية والري والتعليم. حارب الوهابيين ثم فتح  السودان. لبى نداء السلطان محمود حين استنجد به لإخماد ثورة اليونانيين في المورة، وأحرز الجيش المصري انتصارات باهرة .لكن فرنسا وإنجلترا وروسيا حرمته من جني ثمار جهوده. غضب عليه السلطان محمود لعدم تقديمه له أية معاونة في الحرب الروسية التركية، فأخذ محمد علي يستعد لمقاتلة سيده، أعد جيشاً حسن التدريب بقيادة ابنه إبراهيم وسار من نصر إلى نصر، حتى وصل إلى كوتاهية‏ وأخيرا تسلم الأسطول العثماني فصارت أبواب استانبول مفتوحة أمام إبراهيم. فجزعت إنكلترا وروسيا وبعد مداولات ومناورات، اضطر إبراهيم إلى الجلاء عن جميع فتوحاته. وبمقتضى معاهدة لندن 1841م)، لم يبق لمحمد علي سوى حكم مصر له ولذريته من بعده.‏  
    فلقد نهض محمد علي بمصر نهضة كبيرة.. أعلى مقامها بين الدول، وأدخل بها إصلاحات كثيرة في جميع نواحي الحياة. ومن أهم أعماله، إنشاؤه للكثير من المدارس العليا، وإرسال البعثات العلمية، وتشييد القناطر الخيرية وحفره كثيراً من الترع الرئيسية والفرعية، وتحسينه ميناء الإسكندرية، وفتحه السودان، ونشر الأمن في البلاد. ولكن يؤخذ على محمد علي: حكمه الاوتقراطي، وانتزاعه جميع الأراضي من المصريين كي تصبح البلاد ضيعة شاسعة يمتلكها،  وإرهاقه الشعب بالضرائب الفادحة، وموت الكثيرين من الشبان في حروبه المتعددة في السودان، وسورية وبلاد العرب، والمورة وآسيا الصغرى.. 
    لقد كان محمد علي أمياً، و مصاباً بجنون العظمة، وكان ماكيافيلياً أكثر من ماكيافيلي نفسه، وكان ألباني الأصل، تركي الجنسية وفرنسي الهوى؟!؟...‏ 
‏ وسأفترض أيضا أن صدام درس هذه التجربة وكذلك تجربة جمال عبد الناصر وغيرها من التجارب كتجربة هتلر وستالين و ديغول و تيتو وتشاوسيسكو.. مع أن هتلر انتحر و تشاوسيسكو بدى في محاكمته متماسكا قويا حتى لحظة إعدامه..وبينما قال أبو علي إياد:" نموت واقفين ولن نركع " !!وقال تشي غيفارا للجندي الذي اعتقله: " أطلق أيها الجبان "!!، فلقد صرح الجندي الأمريكي الذي اعتقل صدام إن الأخير قال له:" لا تطلق!! أنا صدام حسين رئيس الجمهورية العراقية وعندي استعداد للتفاوض"..
وكي أخرج من دائرة الافتراضات، فإنني أجزم أن صدام حسين قد قدم نفسه كزعيم قومي وعمل من أجل ذلك بعد وفاة جمال عبد الناصر وما يعنيه ذلك من غياب للزعيم القومي على الساحة العربية والدولية.
وان كان صدام قد نجح في كسب الشارع العربي لكنه خسر الشارع العراقي وماذا تفعل إذا خسرت شعبك وربحت العالم؟ وهنا تكمن المأساة !!ولو كان صدام قد ربح الشعب العراقي لكان اليوم في موقع آخر وبهيئة أخرى غير التي ظهر فيها على الفضائيات..
فالعراق يعتبر فسيفساء بالغة التعقيد من حيث الكبير.تعددي في الديانات والمذاهب والأعراق والملل والنحل.. ويمكن اعتباره نموذجا مصغرا عن الوطن العربي الكبير ..ولو استطاع صدام فعلا حكمه للشعب العراقي لكان نجح في أن يكون زعيما قوميا لكنه خسر نفسه وشعبه وبلده العظيم..
نعم فالعراق عظيم بشعبه ومنجزاته التاريخية منذ ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا.وما الخصوصية التي اتصف بها الشعب العراقي على مر العصور بأنه متمرد واسماه الحجاج بـ"النفاق" وصدام بـ"الغوغاء"!!، إلا لأن الشعب العراقي يمتلك فلسفة ورأيا فيما يخص شؤون حياته.. ويطالب أي حاكم أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار.. فهم صعاب المراس ولا يساقوون كالخراف..لأنهم خلقوا الحكمة والقانون والجيوش والأدب والفنون منذ كلكامش وحمو رابي ولهذا دفعوا حياتهم غالية ورخيصة على مذابح احترام كلمة الشعب التي لا يسمعنهما الحاكم العربي ومنهم صدام حسين..
ففي نهاية الحرب العراقية الإيرانية سادت النكتة الشعبية السوداء حول تلك الحرب المأساوية.
وهنا نذكر واحدة منها بطلها جندي عراقي يعود إلى أهله يحمل سعفين من النخيل ويضع حذاءه العسكري على عنقه، فيسأله أهله ما هذا ؟ فيجيب: هذه سعفة نخل تبجيلا وتخليدا للذي صنع القادسية الأولى، وهذه سعفة نخل ثانية تبجيلا وتكريما للذي صنع القادسية الثانية.. فسألوه: وماذفعلا.لبسطال (الحذاء العسكري) فأجاب:لأقطّعه على رأس من يفكر بقادسية ثالثة !! وهذا ما حدث فعلا ..
فلقد ذهب الشعب العراقي مع صدام حسين إلى أبعد الحدود..وخاض الحرب العراقية الإيرانية بشراسة وببسالة تكللت بنصر العراق الساحق.. لكنهم عندما بدأت الحرب مع الكويت وهم لم يداوو جراح حرب السنوات الثمانية رفعوا صوتهم وقالوا رأيهم وتمردوا على صدام حسين وسياسته التي لم تأخذ جرح الشعب بعين الاعتبار. مع أنهم خاضوا الحرب1991 طيلة 54 يوم. وتحدوا أيام الجوع والحرمان لأكثر من 10 سنوات وهم أصحاب الخير والنعم..وعندما يقال في اللهجةالفلسطينية:"لا تتبغدد !!"، فهذا يعني لا تسلك سلوك البغدوالاستبداد والعقابالأنفة، ولقد تحملوا القمع والاستبداد والعقاب الجماعي، ورغم ذلك خاضوا الحرب الأخيرة في 2003، ولم يستسلموا حتى سقوط النظام..
وهذا ما لا يدركه بعض المحللين والمراقبين الذين يكيلون الاتهامات إلى الشعب العراقي بأنه لم يلتف حول قائده أو القائد العربي القومي أو أنه ارتمى بأحضان أمريكا !! . في حين أن الشعب العراقي بشخصيته الجمعية التاريخية لا يتحمل قيادة أخرى ليست عراقية !!
أن صدام حسين والقيادة العراقية السابقة مطالبين بتقديم حساب للشعب العراقي وللأمة العربية عن سياساتهم الداخلية والخارجية طيلة أكثر من ثلاثين عاما. فان مصارحة الشعوب العربية ومناقشتها في السراء والضراء ليست من تقاليد وقيم النظام السياسي العربي برمته والعراقي بشكل خاص!!
كان على صدام أن يتحاور مع شعبه ويستمع له ويأخذ برؤيته لأمور الحياة والسياسة..لا أن يفعل ذلك الآن تحت تأثير القوة الأمريكية.. وهنا لابد مالقول:
إن أمريكا ليست القوة المهيأة دوليا لتكون قاضيا ومحاميا وشرطيا دوليا نزيها، فإذا كان بوش قد صرح في 17/12/2003، "إن صدام حسين كانت لديه غرف للتعذيب ولاغتصاب النساء وكان يعذب معارضيه ويقتلهم ". فهل هذا لا يفعله شارون وكل من تناوب على الحكم في اسرئيل؟ ، أم لا تفعل ذلك معظم الأنظمة العربية البائسة التي ابتلتنا بها أجهزة الاستخبارات الغربية وبالمقدمة منها الأمريكية؟؟!! فأمريكا ليس من حقها أن تحاكم صدام حسين إلا إذا كانت تعتبره احد رعاياها !! وبخاصة أن صحيفة نيويورك تايمزقد ذكرت في 13 آب 1990، أثناء احتلال العراق للكويت بـ"إن العراق بلغ ذروته في القوة بموافقة أمريكا وبمساعدتها، ويشمل هذا تجارة مزدهرة في الحبوب مع المزارعين الأمريكيين، والتعاون مع الاستخبارات في الولايات المتحدة، وبيع النفط من المصافي الأمريكية الأمر الذي ساعد على تمويل قوة العراق العسكرية، واخفاض صوت البيت الأبيض في انتقاد انتهاكاته لحقوق الإنسان وارتكابه الفظائع في الحرب ". ومنذ 1982 أصبح العراق واحدا من اكبر المشترين للرز الأمريكي، “ حتى انه اشترى ما قيمته زهاء خمسة بلايين ونصف البليون دولار من الحاصدات الزراعية واللحوم بقروض مضمونة من الحكومة وإعانات زراعية وبمبالغ نقدية منه ". وتسلم العراق مبلغ 270 مليون دولار على شكل ائتمنات مضمونة من الحكومة لشراء سلع أمريكية أخرى رغم تخلفه عن دفع الديون..وتبين أرقام البيانات لسنة 1987 أن أكثر من 40 بالمائة من غذاء العراق كان قد استورد من الولايات المتحدة كما تسلم العراق في سنة 1989 ضمانات قروض بمبلغ مليار دولار ولم تتسلم دولة أكثر من ذلك إلا المكسيك..ويقول تشارلز غلاس :" إن الولايات المتحدة أصبحت السوق الرئيسية للنفط العراقي :" في وقت أخذت منظمة بيزنيس فورم الأمريكية العراقية التي يتصدرها رجال أعمال أمريكيون بارزون ودبلوماسيون سابقين تمتدح أعمال صدام حسين وسيره نحو الديمقراطية". ولم تحرك حكومتا ريغان وبوش (الأب) ساكنا حين ابتاع العراق طائرات مروحية أمريكية وحولها إلى الاستخدام العسكري فنكث بذلك وعوده وحين استعمل الغازات السامة ضد القوات الإيرانية وضد مواطنيه الأكراد وهجر نصف مليون كردي وآشوري بالقوة وغير ذلك من الفظائع " ( انظر نعوم تشو مسكي الولايات المتحدة والديمقراطية إعاقة الديمقراطية ص 224- 225، )..
كل هذا بالطبع لأن صدام كان يخدم سياستها الاستراتيجية ضد الاتحاد السوفيتي وضد إيران تماما، وهذا ما تفعله اليوم مع مجاهدي أفغانستان الذين تربوا وترعرعوا على أيدي السي أي إيه لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان واليوم تطاردهم باعتبارهم إرهاب..
إن أي محاكمة لصدام حسين يجب أن تكون من قبل الشعب العراقي وكل الديمقراطيين والثوريين العرب، بوصفها محاكمة للوجه الدموي في التاريخ العربي والإسلامي، ومحاكمة لثقافة الاستبداد والإلغاء والإقصاء، ويجب أن تكون محاكمة للنظام الرسمي العربي الذي هو نسخة مكررة ممجوجة عن صدام حسين، هذا النظام الذي أرست دعائمه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل.الذين يجب اجلاسهم في القفص المجاور لصدام..
-------------------------------------
فلسطين



#أحمد_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد يعقوب - جانب مما ينبغي أن يقال في صدام حسين