أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الهوية السعودية للمعارضة السورية















المزيد.....

الهوية السعودية للمعارضة السورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 10:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كثرت زيارات وجوه المعارضة السورية البارزة للسعودية، تارة لأداء العمرة وغسل الذنوب الدنيوية الكثيرة، والسياسية، وتارة أخرى، من أجل "مناسك العمرة الخاصة والحج السياسي"، الذي يبدو أنه يتطلب السعي والطواف حول قصر الدرعية، وأحياناً المكوث الطويل لنيل رضا وبركات يرومها البعض ربما أكثر من كعبة رسول الله.

و لا أدري هنا، هل هناك ثمة رابط ما، في أن معظم الوجوه البارزة لما يسمى بالمعارضة السورية، باتت اليوم تحمل الجنسية السعودية، أو سعودية الهوى، أو أن لها امتدادات سعودية ما بكل ما في ذلك من إهانة للهوية الوطنية السورية والعمل الوطني الذي يجعجع به بعض من هؤلاء المعارضين صباح مساء؟ ولا اعتراض لدينا البتة أن يحمل هؤلاء أية جنسية، فهذا، في النهاية، حق واختيار شخصي، لكن ما يؤرقنا جميعاً، كوطنيين حقيقيين وليس خلبيين، هو تلك الازدواجية والمزايدة الرخيصة على وطنيتنا السورية التي نعتز بها أيما اعتزاز ونضعها فوق أية مكانة واعتبار، وترحيلها إلى درجات دنيا، لاسيما وأن السعودية، وعبر "بندرها" الشهير وارتباطاته وانبطاحاته البوشية، تشكل رأس الحربة وتقود حملة العداء لعزل سوريا وحصارها وإضعافها.

فعبد الحليم خدام، مثلاً، الذي شغل مناصب رفيعة في سوريا لعشرات السنين هو، وبكل أسف، من التابعية السعودية، ويحمل جوازاً سعودياً مع زوجته، وأبنائه، وبقية سلالته الفذة الكريمة، وتم انشقاقه المثير بتنسيق سعودي، أعلنه في اليوم الأخير من عام 2005 أيضاً، من قناة العربية الفضائية الممولة سعودياً. كما لا يخفى على أحد أيضاً، أن فريد الغادري، الابن العاق والضال لنهاد الغادري، ورئيس ما يسمى بحزب الإصلاح السوري، هو أيضاً "مواطن" سعودي، وقيل بأنه كوفئ بجواز سفر دبلوماسي سعودي بعد زيارته الشهيرة للكيان العنصري الصهيوني عندما مسح نواب الكنيسيت العرب الأرض به يومذاك، فتعرضت الأرض للتلوث والدنس والاتساخ ولم تعد صالحة للزراعة على الإطلاق. وهو من جانبه، يحاول جاهداً أن يكون "مواطناً" سعودياً باراً وووفياً بامتياز، ويتقمص شخصية "السعودي" التقليدي ولعب دوره التاريخي "المعروف" في المنطقة. ولا ننكر هنا العلاقة الحميمة تاريخياً بين الإخوان والسعوديين والتي تسمو أحياناً فوق علاقة المواطنة، وتتخطاها في كثير من الأحايين نظراً لخلفياتها الإيديولوجية والعقيدية المعروفة. وقد جادت السعودية لذلك، بكثير من جوازات السفر على قيادات وكوادر إخوانية سورية لا حصر لها. وثالثة الأثافي، هي العلاقة الخاصة والأبرز، التي تجمع بين "الدكتور" رفعت الأسد، النائب الأسبق "أيضاً" لرئيس الجمهورية، ( هل في ذلك أي مغزى ومعنى أم أنه محض مصادفة عابرة؟) والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، التي تذهب بعيداً إلى حد قرابة الدم والنسب. وبدل أن يوظفها السيد النائب السابق في لجم الاندفاعات العدوانية السعودية ضد سوريا، نراه، وبكل أسف قد تحول إلى طرف فاعل ومتآمر فيها.

بالتوازي مع ذلك كله، فقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن محاولات لعقد مؤتمر شامل لجميع فصائل وتيارات المعارضة السورية في الخارج، تتم الدعوة والإعداد والتمهيد له، هذه المرة، من قبل التجمع القومي المعارض الذي يرأسه "القائد" رفعت الأسد، النائب السابق لرئيس الجمهورية، ويقف المال والدعم السعودي بالطبع من وراء ذلك، ناهيك عن امتلاك "العديل" لقناة بائسة ممولة بالكامل سعودياً، حيث لا يستغرب المرء الإطلالات الاستهلالية والمميزة للعاهل السعودي وهو يخطب بفصاحته وبلاغته المميزة المعهودة في قناة من المفترض أن تعبر عن هموم وشجون السوريين لا تسويق الملوك والأمراء السعوديين. وهناك الكثير من الكلام يدور في الأفق وعبر تسريبات صحفية، عن محاولات حثيثة من قبل خدام وجماعة الإخوان لإيجاد قنوات اتصال مع الأمريكيين والفرنسيين للتنسيق في سبل الإطاحة بالنظام في سوريا، ناهيك عن وقوف المملكة وراء حملة التبرعات لتمويل المحكمة الخاصة باغتيال قتلة الرئيس الحريري وتحويل تلك المحكمة إلى محكمة سياسية للابتزاز والضغط السياسي. ولا يخفى هنا ما للتجمع القومي "الموسخ"، من امتدادات سعودية، لاسيما وأن علاقة نسب تجمع "قائد" التجمع مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، فالاثنان "عدايل" باللهجة المحلية، و"السبعة انعام"، والله يبارك للجميع. ولا تشكل علاقة النسب و"العدالة" القديمة تلك أي مصدر قلق أو أية مشكلة لأي سوري، لولا أنها بدأت توظف، وتستغل سياسياً لصالح التآمر والإطاحة بنظام الحكم في سوريا الذي يغرد خارج السرب السعودي، أو ما يعرف بمحور الاعتدال العربي الذي تتزعمه السعودية ومصر. هذا المحور الذي بات لا يخجل من أن يعلن عن نفسه كحليف استراتيجي تقليدي ورأس حربة للسياسة الأمريكية والإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، ويمارس دور السمسار والوسيط، ولا بل والمسهل أحياناً لتلك السياسات، وبات يقف على طرف النقيض من المصالح الكبرى للدول العربية، وشكّل موقفه العدائي من المقاومة في حرب صيف 2006 صدمة للشارع العربي والإسلامي حين كشف أوراقه على الملأ دونما خجل أو وجل. وثمة كلام وحديث ولغط كثير، اليوم، عن تنسيق، وعلاقة غزل حميمة بدأت بالظهور بين الحليفين التقليديين الإخوان وخدام، من جهة، وبين رفعت الأسد من جهة أخرى، وتجلى ذلك بوقف الحملات الإعلامية بين الجانبين، ومحاولات التودد والسفاح السياحي للم الشمل بين الأعداء الألداء التقليديين، واختفت لذلك حملات التخوين والنقد والتجريح المتبادلة، التي كانت تحفل بها منابرهم الإعلامية المختلفة.

ويأتي استقبال العاهل السعودي لرفعت الأسد، كما يستقبل رؤساء الدول، وبث صور ذلك اللقاء في وسائل الإعلام وخارج اعتبارات البروتوكولات المتعارف عليها، كاستفزاز وخرق فاضح لكل مواثيق "الشرف" الدبلوماسية العربية الأخرى، وسيبقى عالقاً طويلاً في مخيلة وأذهان السوريين كدليل على درجة الغدر والمكر التي جبل عليها السعوديون وحليفهم الجديد في هذا الوقت العصيب حيث يتكالب الجميع ومن كل حدب وصوب ضد سورية. ويعد ذاك الاستقبال نقلة نوعية وتصعيدية هوجاء وغير محسوبة جيداً سعودياً فيما يتعلق بالخلاف السوري السعودي، حاملاً معه أكثر من رسالة، وفي أكثر من اتجاه. فهذا الاستقبال وبهذا الشكل الفج والغريب يعني ثمة قطيعة وتدهوراً حاداً وصل ذروته في العلاقة السورية السعودية. وهو ثانياً، وناهيكم عن المحاولات الحثيثة والخبيثة لحشر النظام في زوايا ضيقة وإحراجه، محاولة لتعويم رفعت الأسد محلياً، وإقليمياً، ودولياً، ورعايته لإدماجه خاصة في صفوف المعارضة" الخلاصية" التي تتوجس منه تاريخياً، وتبرئته سياسياً ووطنياً، لتقديمه كبديل محتمل، وممثل لطيف سوري بعينه، يحظى بقبول ورعاية سعودية، لأية عملية تغيير يعول عليها كثيرون، في الوقت الذي يعرف الجميع بأن جميع أوراق الرجل باتت محروقة، ولا يحظى بأي تأييد أو شعبية على الصعيد المحلي. وهو من جانب آخر تنزيه وتبييض لصفحة السعوديين الذي يمكن أن يثير سلوكهم التآمري سخط وتوجس فئات محددة من السوريين، فها هم يحاولون الظهور كـ"راع" نزيه للمعارضة السورية يستقبلون جميع "الألوان" السورية بغض النظر عن أية اعتبارات، ولا يقتصرون، خلافاً لما هو معروف عنهم، على لون معين.

إنه لمن العار، والأمر المشين أن تنخرط جهات وتيارات سورية تدّعي وتتشدق بالانتماء والحس والعمل الوطني السوري، بالتحالف والتنسيق، وعلى مستوى عال، مع اللوبي السعودي المتورط حتى شحمة أذنيه، في الشرق أوسطية والمخططات الأمريكية والإسرائيلية لتفتيت المنطقة ونشر الفوضى "الهدامة" بها، وكان قاعدة ومنطلقاً لها، والتي بدأت بالعراق، ولا يعلم أحد أين سترسو، وما هي وجهتها القادمة، وكيف تسير؟

ومن الضرورة والأهمية بمكان الإشارة إلى الثقل النوعي، والتاريخ التآمري الطويل للسعودية وبما تملكه من فائض مالي موظف لأغراض سياسية تصب غالباً في طواحين قوى دولية، عبرالتدخل في الشؤون الداخلية، وتقويض أنظمة في غير مكان على هذه الخريطة مترامية الأطراف من العراق ومصر عبد الناصر إلى اليمن الجنوبي وثورة ظفار، وعلى الصعيد الدولي يمكن القول أن أحد أهم "إنجازاتها" البارزة تجلى في كونها أحد أهم العوامل الرئيسية والمساعدة لانهيار الإمبراطورية السوفياتية العملاقة عبر ما قدمته من مقاتلين وأسلحة وأموال للأمريكين والجهاديين. ومن هنا يجب عدم التقليل والاستهانة بقوة الشر والتدمير التي يتمتع به هذا النظام الباغي فله باع طويل وتاريخ عريق في الكيد، والخديعة والتآمر والمكر، فالملوك ما دخلوا قرية إلا وعاثوا فساداً فيها وأهلكوها حسب ما جاء في القرآن الكريم. وأن عائداً مالياً بترولياً يقدر بمائتين وخمسين مليار دولار، يعبث به ويديره جهلة وموتورون وحمقى، لا هم لهم سوى المكر والخديعة والتآمر والطعن في الظهر، من الممكن أن يشكل خطراً حقيقياً لاسيما حين يلقى تجاوباً وترحيباً من مرضى متخاذلين وصغار النفوس يبدو أن فصائل المعارضة السورية ومافياتها المختلفة باتت تحفل بهم ويشكلون عمودها الفقري.

إن هذا التصرف والسلوك غير المسؤول التآمري والمشين، من قبل رئيس ما يسمى بالتجمع القومي الموحد، وهو بالمناسبة، تجمع عائلي أسروي ضحل، ويعد أعضاؤه على أصابع الكف الواحدة، لـ"لمامات" إيديولوجية نكراء مجهولة ومهزومة تاريخياً، وشخصيات فوضوية محروقة أخرى، لا رابط ولا انتماء حقيقي لها سوى المزايدة السياسية الفارغة والانتهازية وحب الانتفاع والتسلق والوصولية، نقول إن هذا السلوك، يبطل أية مزاعم وأقاويل عن وطنية التغيير ونزاهة "مناضلين" قومويين بعينهم، وينهي الأسطورة السياسية الفارغة لهذا "القائد" الذي تحول إلى مجرد متآمر وتابع وجرم صغير في الفلك السعودي. تلك الأسطورة التي بناها بالدجل والشعوذة والجعجعة والإرهاب السلطوي، فلقاؤه وارتماؤه بالحضن السعودي بهذا الشكل المهين، وبعيداً عن أية تضمينات وتسويغات بروتوكولية أو تنميقات لفظية، يندرج ضمن سياسة الاستقواء بالخارج، فقط، وأي خارج شيطاني، وجهنمي هذه المرة؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أطاحت وفاء سلطان بأسطورة الجزيرة؟
- كل عام وأنتم بالشادور والنقاب
- يو إس إس كول: البحث عن هزيمة
- أنا لست مسلماً
- آل تعوس وقصر الدرعية والتاريخ الملعون
- مهلكة آل جحود
- ثقافة الحذاء
- نعم هناك خطر سوري
- فالانتاين سوري
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية
- اصلاح المعارضة السورية
- أأفاضل الإعلان
- لا بارك الله بهذه الثقافة
- هل فينو غراد عميل سوري؟
- فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
- إعلان بيع بالمزاد العلني
- إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
- نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
- اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الهوية السعودية للمعارضة السورية