|
التدريسي الجامعي وتحديات القرن الحادي والعشرين
تركي البيرماني
الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 02:21
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
قبل الحديث عن تحديات هذا القرن نجد أنفسنا إمام التساؤلات التالية: من هو التدريسي الجامعي؟ ما طبيعة هذا القرن وما معالمه؟ التدريسي الجامعي: قائد ميداني وثروة الجامعات ومصدر عطائها الفكري والتربوي والإبداعي وأداتها في التثوير والتنوير والتغير والتطوير والمواكبة وأداتها الفاعلة في تحقيق أهدافها وان جودة تعليمها يعتمد على كفاءة تدريسيها في المجال الأكاديمي والمهني والقيمي خاصة إذا علمنا إن مهمة الجامعة لم تعد نقل المعرفة والبحث العلمي فحسب بل إن مهمتها الأساسية في هذا القرن تنمية العقل الناقد والفكر المحلل المبدع القادر على تشخيص المشكلات الحياتية التي تواجه المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة لها.الجامعة بصر المجتمع وبصيرته وهي إحدى خلاياه الدينامية التي أنيط بها خلق الحراك الاجتماعي والإسهام في خلق النقلة الحضارية وتصميم ووضع خطط التنمية بالمفهوم الشمولي للتنمية.علما إن التنمية لم تعد تنمية اقتصادية فحسب بل هي تنمية رأس المال البشري الذي يتضاءل إمامه رأس المال الطبيعي والمالي. ولكي تتمكن الجامعة من تحقيق هذه الأهداف السامية لابد لها من التخلص من كل مايعيق حركة التجديد والتطوير والمواكبة وفي مقدمة ذلك وعلى رأسه تجاوز الاتجاهات التخلفية والتقليدية في الفكر والممارسة. معالم القرن الحادي والعشرين: يعد هذا القرن قرن مافوق التصنيع وما فوق الحداثة قرن الثورة المعلوماتية والانفجار المعرفي والتقني والمنافسة الحادة في المعرفة والتقنيات والسلع والخدمات قرن الأسواق المفتوحة ورؤوس الأموال الجوالة في مقدمتها رأس المال البشري قرن العولمة قرن الشبكة العنكبوتية والانترنيت والاتصالات السريعة قرن تحول فيه العالم إلى قرية صغيرة يهيمن عليها الأقوياء الذين يمتلكون ما فوق المعرفة Thinking MetaCognitoin قرن المستقبليات والنظرية الوظيفية والمدارس الذكية Schools Smart ومصادر التعلم والتعليم الموازي والمنزلي والتعليم الافتراضي Virtual Learning قرن جعل من معارفنا ومعتقداتنا في مجال التربية والتعليم متخلفة ويؤكد الفين توفلر AlvinTOfflor وجهة النظر قائلا( إن ثورة مافوق التصنيع والحداثة ستدفع بالجهل معظم معتقداتنا الحالية عن المعرفة وعن التعليم وعن القيم والمستقبل)273:1 لهذا لابد لنا من إعادة النظر بأفكارنا ومعتقداتنا وتقنياتنا عن التعليم والتعلم فلم يعد التعليم الجيد هوالذي يأخذ مكانة داخل الصف بل أصبحت المكتبة والمختبر والبيت والمعمل و Out Door Education أفضل أمكنة للتعلم وان التعليم الفاعل هو الذي يشابه الوضع المرجعي Referent situation ,ويحصل علية المتعلم في المكان والزمان المناسبين له وان يشعر بالحاجة والراحة عند التعامل معه. إن مثل هذا التعلم يسهم إسهام كبير في التخفيض من حدة الضغوط التي تفرضها المحاضرة التقليدية.5 :
التحديات التي افرزها هذا القرن: افرز هذا القرن العديد من التحديات وخلق العديد من المعضلات لدول العالم المختلفة وفي مقدمتها الدول النامية نتيجة لمخرجات هذا القرن وأخرى ناتجة عن الكوابح والموانع التي افرزها الوضع الداخلي لهذه الدول منها: أولا: التحديات التي افرزها هذا القرن: 1-الانفجار المعرفي وثورة المعلوماتية تواجه مؤسساتنا التربوية وعلى رأسها الجامعات تحديات كبيرة لأبل معضلات متفاقمة نتيجة للثورة المعلوماتية التي افرزها هذا القرن في مختلف المجالات والتخصصات فعلى سبيل المثال ينشر في الولايات المتحدة وحدها ما يزيد عن مليون بحث ومقالة في مختلف العلوم والتخصصات حتى أصبح الكتاب الذي يخرج توا من المطبعة متخلف عن المعرفة بما لايقل عن أربعة سنوات هذا الانفجار المعرفي والتقني المذهل والمتسارع جعل من معلوماتنا وخبراتنا متخلفة وغير مواكبة. ويمكننا القول إننا نواجه ما يسمى صدمة الثقافة المصاب بها مثله مثل الجندي أو ضحية الكارثة الذي يجد نفسه إمام موقف معقد ويواجه إحداث وعلاقات معقد غير مألوفة وغير متوقعة لايعرف كيف يواجهها.نحن في الجامعة نواجه سيلا متدفق من المعلومات المتضاربة والمتعارضة وفيها الغث والسمين والصالح والطالح الضروري والمستحب الأهم والمهم. يعد هذا الوضع للعديد من العاملين في هذا الحقل وضعا معقدا يصعب التعامل معه فالبعض منا لايعرف كيف يحصل على المعلومة وان حصل عليها لايعرف كيف ينظمها وان نظمها لايعرف كيف يحتفظ بها وان احتفظ بها لايعرف متى يستخرجها وان استخرجها لايعرف كيف يستعملها.هذا الوضع جعل العديد منا يشعر بالعجز وعدم المقدرة على المواكبة فبدلا من مواجهة الانفجار العرفي وثورة المعلوماتية بعقل ناقد وفكر متحرر وتقنية مواكبة نجدة يتمسك بنظريات تقليدية متخلفة ويغرق طلبته بسيل من المعلومات الخامدة غير المنظمة ليس هذا فحسب بل يحيطها بهالة من التخويف والامتحانات غير الهادفةالامن الحفظ والتذكر اعتقادا منة إن عقول الطلبة ثلاجات أو مخازن يمكن إن يخزن فيها كل شيء وأي شئ ويستخرجة وقت الامتحانات وهذا ليس مستغربا فالعديد منا اعد محاضرا وملقنا يقذف مالديه على سامعيه بغض النظر عن استعدادهم أو رغبتهم في الاستماع والتعلم هذا الإعداد غير المواكب دفع بالبعض من تدريسينا وطلبتنا إلى الاستهلاك دون الإنتاج والاستيعاب دون الإبداع والترديد دون التفكير والتفكير دون التطبيق. 430:2 كان لهذا الموقف انعكاسه السيئ على العملية التربوية ككل و من مخرجاته اللامبالاة وتنمية ثقافة الصمت والإمعة والامتدادية وضعف ألقدره على التفكير المنتج واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالتالي العيش على هامش الحضارة. ويعتقد جون دوي إن المجتمعات التي تريد المواكبة والإسهام في بناء حضارة إنسانية فاعلة وان تتصدى للظلم والاستبداد والتعسف والفساد وان تحقق حياة مرفهة تتفيأ بأجواء من الحرية والديمقراطية على أبناء هذه الشعوب والمجتمعات إن يتسلحوا. بتربية تقدمية وثقافة دينامية لكي يتمكنوا من تشخيص مشكلاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لها. وان يتجاوزوا التربية التخلفية والتقليدية لأنها تعيد إنتاج نفس الحضارة والثقافة الخامدة التي تعيق عملية التطوير والتحديث.لهذا دعا إلى تبني التربية التقدمية لأنها القادر الوحيد على صياغة الغد المشرق. ويؤيد لوبورت Lobort 1966 وجهة النظر هذه قائلا إن مجتمع الغد تصنعه التربية التقدمية وان الثورة في التربية شرط لازم لكل ثورة مهما يكن شأنها. والواقع الحياتي لمجتمعنا يدلل على صحة وجهة النظر هذه . لقد جربنا مختلف النظم السياسية من الملكية إلى الجمهورية إلى الدكتاتورية والشمولية والتي اعتمدت جميعها الاتجاهات التربوية التقليدية لما يزيد عن خمسة عقود وكانت النتائج كراثية على الوطن والمواطن ومن مخرجاتها على سبيل المثال لاالحصر تنمية الثقافة الماضوية الامتدادية والشخصية المطواعية سريعة التصديق والقطيعيه التي لاتمتلك القدرة على قول لا لأولئك الفاسدين والمفسدين.إن مثل هذه التربية على حد تعبير فرنتيز كونكلFrit Kunkel في كتابة دعونا طبيعيين Lets Be Normal تخلق أنسانا يعيش حياة نيابية كأنة يعيش بالنيابة عن شخص أخر.هذا الإنسان يغني لإلانة مبتهج ولا يؤمن إن صوته حسن بل لمجرد ظنه إن هناك أخر يرتاح لغنائه. هذه الحياة المستعارة النيابية التي نشاهدها في مختلف مجالات الحياة في الجامعة وفي العمل والبيت والمدرسة.375:5هي نتاج لثقافة وتربية ستاتيكية خامدة لها تأثيرها على مجمل حياتنا. 2- القدرة على اتخاذ القرار الصائب: الانفجار المعرفي لايقدم سيلا من المعلومات فحسب بل يقدم الغث والسمين الصالح والطالح المهم والاهم مما يتطلب القدرة على الفرز والتميز واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالسرعة المطلوبة في المقابل نتميز بالبطء باتخاذ القرار وبالاختيارات الخاطئة وما جرى ويجري في مجتمعنا دليل واضح على صحة هذا الرأي فقد اخترنا ذوي القدرات المتدنية ليحتلوا اعلي المواقع ويتخذوا القرارات المصيرية. مما أدى إلى اختلال السلم الهرمي وباختلاله يؤدي هذا إلى الاختلال في كل شيء. احد أهم أسباب تخلفنا عدم قدرتنا على الاختيار الصائب انظر حولك في كل موقع إداري ستجد من يمتلكون قدرات متدنية يتصدون لعملية التغير والتحديث ويفشلون في تحقيق هذا الهدف ويتساءلون لماذا هذا الفشل !؟ يضعون كل الفرضيات والاحتمالات ويحاكمونها إلا احتمال واحد إن يكونوا هم السبب في هذا الفشل. هذه الظاهرة لم تنتج من فراغ فثقافتنا وتربيتنا الماضوية النقلية خلقت شخصية فهلوية من سماتها الإزاحة. إن تقدم الأمم ورقيها يتحدد بقدرة أبنائها على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب والمكان المناسب والسرعة المناسبة. بكلمة اخرىالقدرة على استخدام المعلومات المتوفرة من اجل إيجاد الحلول المناسبة والسريعة لمعالجة المشكلات التي تواجههم.من المؤكد إن مالدينا من بضاعة تربوية لاتؤهلنا للقيام بهذه المهمة. 3- التحدي التقني: من إفرازات هذا القرن المدرسه الذكيةsmart school ومصادر مراكز التعلم والمكتبةالاكترونية وتفريد التعليم والتعليم الموازي والتعليم المنزلي .هذه التقنيات الجديدة والمبتكرة.جعلت من تقنياتنا متخلفة وغير مواكبة فالتدريسي الجامعي ملقن لمادة أكل عليها الدهر وشرب .المجتمع الجامعي مجتمع كلام ولفظية مفرطة ومن المعلوم إن اللفظية المفرطة من أسباب ونتائج التخلف الثقافي.ومن أسباب هذه اللفظية سيطرة المفاهيم التقليدية التي تغلب السياق النظري على التعلم بالعمل وتقدم مناهج لاتلبي الحاجات الحقيقية للمتعلم والمجتمع وسوق العمل نحن بأمس الحاجة إلى اعتماد النظرية الوظيفية(الإنمائية) وتطبيقها ميدانيا من خلال التعلم بالعمل Learning By Donning فالنظرية التربوية إن وجدة نظرية ميتافيزيقية تتحدث عن شئ في الخطب والإعلام وتمارس نقيضه ميدانيا. انظر مجريات الإحداث في الشارع أصوات إعلامية مبحوحة تتمشدق بالتطور والمواكبة والعمل (لحظة حلم) أو ذر الرماد في العيون وواقع مر متخلف يسهمون إسهاما مباشر في تضخيمه. من الإنصاف إن لانعزو أسباب هذا التخلف إلى التربية المدرسية فحسب على الرغم أنها تتحمل العبء الأكبر في ذلك فالسياسة خلال السني المنصرمة ولحد ألان لها دور متميز في خلق هذا التخلف. التعليم الجامعي مطالب اكثرمن غيره إن يكون له موقف حازم مما يجري وان يعمل على تربية العقل الناقد الذي يؤمن بالسببية ( العلة والمعلول) وبعكسة سيسهم في توسيع السياق اللفظي والتربية الغيبية بدلا من خلق قاعدة التعلم بالعمل.11:7 والتربية الحوارية بمفهومها الشمولي والحوار الذي نقصده لايقتصر على الحوار بين المدرس والطالب فحسب بل بين الإنسان والظواهر المحيطة به وقد أكد العديد من التربويين على أهمية الحوار بمفهومة الشمولي وعلى رأسهم باولو فريريPalo Friere 1921_-1997 فهو يعتقد إن التربية الحوارية قادرة على تغير ثقافة المجتمع وأنماط حياته وأساليب عملة لهذا يعطي للحوار بعدا حياتيا واسعا حيث يرى إن كل من له دورا اجتماعيا في الحياة سواء كان مدرسا أو سياسيا أو ادريا ولا يعتمد الحوار في علاقاته مع الآخرين ليس تربويا ولا سياسيا.......الخ بل هو سجين تعصبه الأعمى الذي يقوده إلى الاعتقاد بأنه وحده مثقف وعارف ببواطن الأمور دون غيره. لهذا دعا إلى اعتماد نظرية الوعي في التربية ووضح إبعادها في كتابه تربية المقهورين Pedagogy Of The Oppressed التي تعد واحده من أهم نظريات تعليم الكبار.241:4 هذه التقنية تتطلب تشخيص الموقف وتحليل إبعاده و تفسيرها واتخاذ موقف منها وإعطاء التغذية المرتدة . Feed Backإن التقنيات المعتمدة في تعليمنا تحولت إلى سلاح للوأد فهي تؤد كل عقل مبتكر وكل تفكير حر فالمحاضرة التقليدية من وجهة محمد جواد رضا اخصاء لعقولنا إن أساليب تنميط التفكير السائدة في التعليم الجامعي أسهمت وتسهم في خلق أجيال امتدادية منمطه غير قادر على إيجاد طريق خاص بها سواء في الحصول على المعلومة أو التعامل مع إحداث الحياة اليومية هذه المخرجات غير قادرة على مواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين 4- تحول المجتمع الدولي إلى قرية صغيره: لقد حولت العولمة المجتمع الدولي إلى قرية صغيرة أسواقها ومؤسساتها مفتوحة للجميع يسيطر عليها الأقوياء في مختلف المجالات المعرفية والتقنية. هذا الوضع جعل جامعاتنا إمام منافسة حادة غير مستعدة لها لان الدخول في مثل هذه المنافسة يتطلب وجود نظام تعليمي جامعي قادر على تحقيق مخرجات عالية ألجوده وبعكسه فان مخرجاتنا سيصيبها الكساد في سوق العمل-الشهادة وحاملها- ولكي نتجاوز هذه ألازمه على جامعاتنا تبني سياسة ألجوده والتخلي عن السياسة التقليدية في التدريس وفي المحتوى لهذا يمكن القول إن التجويد أصبح ضرورة حياتية لجميع الجامعات من اجل بقائها واستمرار وجودها. ومن المعلوم إن ألجوده لاتعني جودة المخرج فحسب بل هي عملية شمولية تكاملية مستمرة تبدأ بمدخلات النظام ولا تنتهي بجودة مخرجاته بل تعمل على تطويرها بصورة مستمرة اظافة لتطور النظام بكل مدخلا ته وإجراءاته وفي مقدمة من يجب على الجامعة تطويره التدريسي الجامعي لان ألجوده تتطلب درجة عالية من الكفاءة الأكاديمية والمهنية والقيمية. ويعزو كلايبرP.Clapper أسباب تدني مستوى التدريسي الجامعي في الجامعات الأمريكية!! بالدرجة الأولى إلى إن اغلب التدريسيين لم يعدوا إعدادا خاصا يؤهلهم للقيام بمهامهم التدريسية ويضيف قائلا إن السبب في عدم كفاءة التدريسي الجامعي ليس الإعداد الكبيرة للطلبة وليس قلة خبرة المدرس أو طول اليوم الجامعي أو عبء العمل.هذه أسباب ثانوية السبب الأساس إن عضو هيئة التدريس لم يعد للتدريس لقد اعتدنا مقولة إن المدرسين الجيدين مطبوعين وليس مصنوعين ربما كان ذلك أهم الأسباب وراء عدم كفاءة التدريسي الجامعي وضعف مخرجاته العلمية.48:9 ولكي تحقق جامعاتنا مخرجات عالية الجودة عليها: 1-إن تعمل على إن يتمتع أساتذتها بسمعة وشهره أكاديمية ومهنية من خلال تأكيدها على التدريب إثناء الخدمة وإيجاد ورش عمل حوارية موسمية وتوفير متطلبات البحث العلمي الرصين 2- إن تعمل على جعل نسبة الطلبة إلى الاساتذه بحدود المعقول 3- توكد على أهمية الإعداد والتدريب للتدريسي الجامعي 4- إن لأتقبل تدريسي الأمن يمتلك سجل أكاديمي جيد 5- إن تغطي كل تخصصاتها بكادر تدريسي متمكن من خلال الحصول على مقاعد دراسية لطلبة الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأجنبية المتقدمة 6 – إن تضع ضمن معايرها لتقويم العاملين في هذا السلك التزامهم بالوقت واحترامهم لعملهم 7- إن يتفرغ التدريسي كليا لعمله التدريسي والبحثي 8-من متطلبات الجودة المشاركة الفاعلة في اللجان المهنية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لتطوير المجتمع المحلي 9- من مستلزمات الترقية التي يجب أن تعتمد حجم الإنتاج العلمي الجاد والملتزم بمتطلبات الحياة اليومية للمجتمع 10- إلزام التدريسي بالتأليف والترجمة وطبع نتاجا ته على حساب الجامعة 11- تفعيل قانون المحاسبة والتقويم المستمر. ونتيجة لعدم تفعيل هذا القانون افرز ويفرز تدريسيين غير قادرون على إدارة صف 12- إبعاد التدريسيين غير المواكبين ممن تجاوزتهم ثورة المعلوماتية وإيجاد مجالات اخرىتناسب إمكاناتهم .من الظلم إن نبقي تعليمنا الجامعي مرهون بايدي من ثبت إن زمن التعليم الحديث قد تجاوزهم. وقد سبقتنا دول وجامعات كثير تخلت عمن لايستطيع تأدية عمله وفقا للجودة المطلوبة فعلى سبيل المثال رصدت بريطانيا 20 مليون جنيه للتخلص من المعلمين غير الكفوءين وغير المواكبين_- التخلص بالطبع ليس على الطريقة العراقية التي اعتدنا عليها- 13- تحسين الوضع الاقتصادي ولاجتماعي للتدريسي الجامعي وتوفير السكن والنقل المناسبين 14-حمايته من الضغوط الخارجية التي تحيط به من كل حدب وصوب 15- مده بتقنيات المعرفة الحاسوب والانترنيت وبأسعار تناسب دخلة الشهري 16- اعتماده كمستشار لتطوير الواقع الحياتي الميداني للمجتمع المحلي
5-صيرورة المعرفة من السمات المميز لهذا القرن السرعة في التطور و في مختلف المجالات هذا التطور المتسارع ليس نتاج لحتمية تاريخية أو خلدونية أو ماركسية بل نتاج لعمل جاد مثابر وظف له العديد من العلماء والباحثين والاكاديمين وأنفقت علية أموال وجهود طائلة واستشراف مستقبلي فعلى سبيل المثال ينفق زملاؤنا من أساتذة الجامعات الأمريكية 25-30% من وقتهم في الاستشراف المستقبلي كل في حقل اختصاصه في المقابل نجد العديد من التدريسيين لدينا من لم يقرأ أو يتابع مايحدث حتى في حقل اختصاصه. 10: ليس هذا فحسب بل يحارب كل عمل يشم منه راحة التجديد والتطوير.
6- الإلمام بالغة الانجليزية: استخدام الشبكة الالكترونية يتطلب في المقام الأول الإلمام في اللغة الانجليزية إضافة لإجادة استخدام الحاسوب في المقابل العديد من طلبتنا وحتى العديد من تدرسينا من لايجيد استخدام هاتين اللغتين. 7-وضوح الرؤيا من خلال امتلاك فلسفة تربوية واضحة الإبعاد محددة المعالم: لأناتي بجديد حين نقول إن هذا القرن حمل إلينا أكداس من كل شئ فيها الغث والسمين وتتطلب جهدا ووعيا لفرز الصالح من الطالح ولايتحقق ذلك الأمن خلال وجود مدرس مبدأي علمي يمتلك فلسفة تربوية واضحة الإبعاد محددة المعالم تحميه من الانتهازية الفكرية وتبعده عن البرمائية الثقافية والتربوية لان البرمائية لم تعد قادرة على مساعدتنا في مواجهة متطلبات هذا القرن فإما إن نكون تقدميون حداثيون ا وتقليديون.البرمائية في التربية والثقافة نتيجتها الحرمان من بركات البحر والبر في إن واحد وتحمل كل أعباء ومساوئ الحياتين.639:3 لقد جربنا الاتجاهات التقليدية لما يزيد عن خمسة عقود وكان نتيجتها كارثية بكل معنى الكلمة وما نحن علية دليل ساطع لايحتاج إلى برهان .
الكوابح والموانع الداخلية(الذاتية) التي تحد من قدرتنا على الإفادة من مخرجات هذا القرن: هناك العديد من الكوابح الذاتية التي يفرزها النظام التعليمي الجامعي والثقافة الخامدة السائدة التي تحد من قدرتنا على الإفادة من الثورة المعلوماتية التي افرزها النظام الدولي الجديد منها: 1- ضعف أهلية مدارسنا وجامعاتنا فيزيقيا يحد من قدرتها على الافاده من منجزات هذا القرن. من المعلوم للجميع إن البنى التحتية لأغلب المدارس والجامعات غير مؤهل للافاده من الثورة المعلوماتية التي افرزها ويفرزها هذا القرن فعلى سبيل المثال إن لطبيعة البنية التحتية للمؤسسة دور في تسهيل استقبال التقنية الحديثة اوالحد من دورها ويؤيد ( لأري كوبان) من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا وجهة النظر قائلا( إن التقنيات الحديثة لأتغير المدرسة بل يجب إن تتغير المدرسة لكي تتمكن من استخدام التقنيات بصورة فعالة.) ليس هذا فحسب بل إن هناك من يرى إن للواقع الاجتماعي المتخلف تأثير كابح على قدرة الجامعة على المواكبة(إذا لم يكن المجتمع بخير فان إمراض تخلفه لابد إن تظهر في بنية الجامعة وطريقة عملها).36:7 2- التجهيل المنظم والمقصود: كان للنظام المباد دورا سيئا يتمثل في تجهيل الجامعات العراقية وتغريبها عن مجريات الإحداث في العالم لأبل حتى عن مجريات الإحداث في العا لم العربي مما حرم الجامعة وأساتذتها من لعب الدور الريادي الذي يجب إن تضطلع بة في تطوير المجتمع وتحديثه ناهيك عن محاربتهم والعمل على إفقارهم بالمفهوم الشمولي للفقر .لقد عمل النظام المباد على دفع التدريسي الجامعي إلى الشعور بالإحباط والدونية والميل إلى العزلة والتزام الصمت والخشية من التعبير عن الذات أو الحديث عن هموم الوطن والمواطن ناهيك عن ضعف الاهتمام بالثقافة والبحث العلمي. على الرغم من سقوط النظام واستبشرنا خيرا وتوقعنا الكثير ولم نحصل إلا على النزر اليسير من توقعاتنا وبدلا عن تلك الأحلام الوردية ظهرت لنا دكتاتوريات متنوعة الألوان والمشارب أخذت القوانين على عاتقها من اجل إن تملي أفكارها التخلفية والتكفيرية بالإرهاب والترهيب ودفعت بالجامعات وأساتذتها إلى التقوقع والانزواء مرة أخرى.من نافلة القول لايمكن لأي وطن إن يتقدم إذا كانت جامعاته منزوية ومتحجرة وعلماءه واكاديميوه صامتون سجناء لهذا الصمت يخشون الحديث عما يعانونه اوتعانيه جامعاتهم خوفا من التهم الجاهزة هل بإمكان مثل هذه الجامعات وأساتذتها الافاده من ثورة المعلوماتية الإفادة المتوقعة لأاعتقد ذلك
3- فتح أبواب التدريس الجامعي لكل من هب ودب وكأن التدريس الجامعي وظيفة لمن لا وظيفة له: هذا الوضع المزري أدى ويودي إلى تخلف التعليم الجامعي ويدفع بالجامعات إلى الاغتراب والى تهميش دورها الريادي في قيادة المجتمع وتحديثة ناهيك عن قدرتها على الإفادة من ثورة المعلوماتية في العالم. على سبيل المثال أفواج المتقدمين للدراسات العليا مستمرة دون وجود ضوابط أكاديمية ومهنية ودون توفر ابسط مستلزمات هذه الدراسة.خريجوا هذه الدراسات مصدر العطاء العلمي والتقني وأداة التثويروالتحديث والمواكبة إذا كانوا على مستوى المسؤولية وبعكسة فهم أداة للإعاقة والتخلف. الجامعات العراقية بحاجة ماسة إلى تعليم عال الجودة هذا النوع من التعليم يتطلب وجود تدريسيين على درجة عالية من الكفاءة الأكاديمية والمهنية والقيمية.إن رفد الجامعات بأفواج من غير المؤهلين والذين يتسمون بالأمية الوظيفية سيؤدي حتما إلى تغريب الجامعات وعجزها عن الاطلاع بدورها الريادي في بناء المجتمع وتطويره ناهيك عن عجزها في توظيف الثورة المعلوماتية لخدمة أهدافها وبرامجها التنموية. 4-الإبعاد المقصود والمتعمد للاكاديمين عن الإسهام في صنع القرار: يمكننا القول إن النجاح الوحيد والمتميز للنخب السياسية ذات التأثير في صنع القرار هو تمكنها من تحجيم دور أساتذة الجامعات وإبعادهم عن المشاركة في صنع القرار في حين نجد الجامعات في الدول المتقدمة تعد أهم المراكز الاستشارية للدولة مما يدفع بالاساتذه إلى المتابعة والاستشراف المستقبلي وتوظيف مالديهم من خبره وقدره على المواكبة لصالح الدولة والمواطن
5-ظاهرة سوق مريدي اومايطلق علية دكاكين خدمة الطلبة: الواقع الاجتماعي والتربوي والاقتصادي المتخلف افرز العديد من الظواهر السلبية ذات العلاقة بالعملية التربوية في مقدمتها ما يمكن إن نطلق عليها دكاكين تغشيش الطلبة هذه الدكاكين انتشرت داخل الجامعات وخارجها وتمارس دورا تخريبيا من خلال تقديمها بحوث جاهزة ومقررات وملخصات لأبل وصل الامرببعض هذه الدكاكين أنها لم تكتفي بتقديم بحوث للتخرج جاهزة بل تمادت لتكتب أطروحات للدراسات العليا اضفة لترويجها للتدريس الخصوصي الذي بدأت تظهر بوادره السيئة على الوسط الجامعي. لاناتي بجديد حين نقول إن هذه الدكاكين لاتسهم في إنتاج المعرفة ولا تدفع بالطلبة إلى البحث والاستقصاء الذي هو من أساسيات إنتاج المعرفة كما إن هذه الدكاكين تحول بين الطلبة وبين مراكز مصادر المعلومات لأبل يمكن القول أنها تساهم في تنمية ظاهرة spoon feedingالتي تعد من أساسيات التدريسي الملقن وكأن ظاهرة التدريسي الملقن لاتكفي لوحدها لتخريج طلبة يتسمون ( بالتنبله ) وضعف الرغبة.في العمل الجاد والمنتج. في المقابل نجد الجامعات الأمريكية والأوربية تدفع بطلبتها إلى الاعتماد على النفس وحفزهم على المشاركة الفاعلة في إنتاج المعرفة ومواكبة مستجداتها. من المؤكد إن الطلبة ليسوا لوحدهم مسئولون عن هذه الظاهرة بل للمدرس الجامعي دورا رئيسيا في دفعهم إلى هذا السلوك الخاطئ كما إن بإمكان المدرس الجامعي الحد من هذه الظاهرة الخطيرة على مستقبل التعلم والمعرفة. وهناك طرق كثيرة يمكن للتدريسي الجامعي استخدامها منها على سبيل المثال لاالحصر تشجيع الطلبة على كتابة بحوثهم على الحاسوب وإرسالها إلى التدريسي عن طريق الانترنيت لتولى المدرس قراءتها وتقديم التغذية المرتدة إلى الطلبة مما يشجعهم على استخدام التقنيات الحديثة في المقابل لكي يحقق المدرس هذه المهمة على الجامعة توفير الحواسيب لتدريسيها وبأسعار رمزية ويجاد مراكز للشبكة الالكترونية داخل كل كلية وتوفير العدد الكافي لكي يستطيع الطلبة استخدامها.
6-قلة الأموال المخصصة للتعليم الجامعي: من المتعارف علية إن للمال دور حاسم في عملية التجديد والتطوير وفي بناء الكفاءات العلمية وتطويرها خاصة إذا أريد الافاد من نظم المعلوماتية في عملية التطوير والتجديد فهذه النظم باهظة الكلفة كما إن الحصول عليها وتوظيفها يتطلب الكثير من المال والجهد في المقابل يجب إن توضع هذه الأموال بأيدي أمينة تحسن استثمارها إن توظيف الأموال في التعليم الجامعي عملية استثمارية أثبتت الدراسات إن الأموال التي تنفق على التعليم تعطي مردودا مضاعفا عما تعطيه نفس هذه الأموال إذا أنفقت في مشاريع صناعية.إضافة لذلك فان ماحققتة الجامعات في بعض الدول الأسيوية كمعهد كوريا المتقدم للعلم والتقانة وجامعة سنغافورا الوطنية والمعهد الهندي للتقانة يعزى تقدمها إلى حجم الأموال التي وظفت فيها فحجم الإنفاق على هذه المؤسسات يساوي ماينفق على نظيراتها في الدول المتقدمة .لهذا استطاعة هذه المؤسسات توفير قاعدة عريضة من التنوع في انساق التعليم والبحث العلمي ولعبت دورا رياديا في تطوير العلم والمعرفة وفي إنتاج البحوث الأساسية والتطبيقية وأسهمت إسهاما مباشرا في دعم الابتكارات المحلية في الصناعة والزراعة.10: 7- تلكؤ الاداره في إدخال التكنولوجيا الحديثة في مجالات العمل الجامعي. 8- المناهج التقليدية السائدة تحد من الإفادة من مخرجات القرن الحادي والعشرين د.تركي البيرماني
المراجع والمصادر 1- ألفين توفلر ترجمة محمد علي ناصيف صدمة المستقبل مطبعة النهضة مصر1990 2- الفين توفلر ترجمة عصام الشيخ قاسم حضارة الموجة الثالثة دار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلام 1990 3- مصطفى ملكيان ترجمة عبد الجبار الرفاعي وحيدر نجف العقلانية والمعنوية مقاربات في الفلسفة والدين دار الهادي ط1 2005 4- تركي البيرماني اتجاهات حديثة في التربية مكتبة طرابلس العالمية 2001 5- تركي البيرماني المناهج الدراسية بين الواقع والطموح موقع على الانترنيت بنفس الاسم 2007 6- مجلة المستقبل العربي العدد 230 مركز دراسات الوحدة بيروت 1998 7- كتاب الزحف الاخضرالعدد27 دور الجامعات في ترسيخ الوحدة العربية المائدة المستدير جامعة ناصر الدوره الثامنة 8- مركز الإمارات للبحوث الستراتيجية 2000 –موقع على الانترنيت- 9- الاتجاهات الحديثة في التعليم الجامعي المعاصر وأساليب تدريسه عالم الكتب 10- تركي البيرماني الجامعات العراقية بين الواقع والطموح موقع عل الانترنيت 2008
#تركي_البيرماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية التقدمية اداة للتطوير والتحديث
-
مدرسة شيكاكو ا لتجريبية
-
المدرسة الابتدائية وضرورة تطويرها
-
العراق ومستلزمات المواجة 3
-
( 2 )العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
-
العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
-
التربية من وجهة نظر براجماتية
-
فلسفة التربية
-
البرجماتية فلسفة وتربية
-
المناهج العراقية بين الواقع والطموح
-
تجويد التعليم الجامعي في العراق
-
النتائج الكارثية للمحاصصة على التعليم في العراق
-
القيادة وامن المجتمع
-
المعلم وتقنيات المواجهة
-
الجامعات العراقيه الواقع والطموح
-
التعليم غير قابل للمحاصصة
-
تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|