أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟















المزيد.....

هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 690 - 2003 / 12 / 22 - 04:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الآونة الأخيرة تعالت صيحات البعض من المتصيدين في الماء العكر و من بعض المنظمات الدولية الغير الحكومية التي تدعي الدفاع عن حقوق الأنسان أينما كان و أينما وجد كمنظمة العفو الدولية أو منظمة ( Human Right Watch ( بسبب ما تدعيه من أنتهاكات لحقوق السجناء و المعتقلين القابعين في سجون قوات التحالف الموجودة في العراق و على رأسهم بالطبع جرذ الأنفاق صدام .. تلك المنظمات التي كانت خرساء ..  صماء .. عمياء طيلة ثلاثة عقود عن جرائم النظام البائد و أنتهاكاته المستمرة لحقوق الأنسان و الحيوان و النبات بل و حتى الهواء في العراق .
فطيلة ثلاثة عقود لم نسمع من منظمة العفو الدولية أو منظمة ( Human Right Watch ) أي شجب أو تنديد أو حتى تنويه لما كان يقترفه نظام صدام من جرائم وحشية و دموية و لا أنسانية بحق الشرفاء من أبناء الشعب العراقي ممن كانت تمتليء بهم سجون النظام المقبور و ما كان ذنبهم سوى أنهم أرادوا العيش بسلام و حرية و كرامة في وطنهم وعلى أرضهم التي أمتلأت بمقابر جماعية للملايين منهم .. فعلى مدى هذه العقود الثلاث العجاف من تأريخ العراق كانت سجون النظام الصدامي المجرم مكتضة على الدوام بخيرة رجال العراق و نسائه و كان هؤلاء المساكين يعيشون في هذه السجون ظروفاً معيشية و نفسية صعبة للغاية أن لم نقل غير طبيعية بالمرة .. فلم تكن تتوفر في هذه السجون أبسط متطلبات العيش للحيوان فكيف بالبشر ! هذا بالأضافة الى أن أغلب هؤلاء المعتقلون كانوا يساقون الى هذه السجون و يزج بهم في زنزاناتها و من ثم يعدمون بأبشع الطرق بدون محاكمة و في أحسن الأحوال بمحاكمات صورية يجريها جلادوا النظام و أزلامه بأنفسهم .. و هكذا تم أعتقال و سجن و من ثم قتل الملايين من الشباب أما لأسباب طائفية أو عنصرية أو أنهم أخذوا بالشبهة كما حدث للمئات من الشباب الشيعة في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات تحت ذريعة الأنتماء لحزب الدعوة أو لتيار السيد الشهيد محمد باقر الصدر .. أو كما حدث للمئات من أبناء الكرد الفيلية ممن سيق بعضهم سوقاً الى جبهات القتال و وضعوا في الصفوف الأمامية للجبهة ليكونوا كدروع لباقي وحدات الجيش أبان الحرب العراقية الأيرانية أما البعض الآخر فمصيرهم مجهول لأهاليهم حتى هذه اللحظة فقد فصلوا عن أهاليهم و وضعوا في السجون بعد أن تم تسفير الأهل الى أيران بحجة أنهم من أصول أيرانية في حين أنهم أكثر عراقية ممن قاموا بتسفيرهم .. أما ما حدث للأكراد فيكفي أن نذكر ضحايا الأنفال الذين بلغ عددهم بحسب أحصائيات الأمم المتحدة نفسها ( 180 ) ألف شخص من الرجال و النساء و الأطفال أقتيدوا و أخذوا و بالجملة الى أماكن مجهولة لا يعلم بها أحد حيث تم أستخدام أغلبهم كنماذج أختبار لأسلحة النظام الكيميائية والبايولوجية والجرثومية في حين أذيب البعض الآخر في أحواض الأسيد أو دفن في المقابر الجماعية التي لا تزال تكتشف للعالم يوماً بعد يوم في كل شبر من أرض العراق .
أين كان العالم و منظماته الأنسانية يومها من كل هذه الجرائم الوحشية والبشعة لنظام العفالقة المجرم و رئيسه صدام ؟  و لماذا لم يتحدث أحد عن الجرائم و الأنتهاكات السافرة التي كانت تحدث يومياً لحقوق الأنسان العراقي عموماً و لسجناء العهد البائد بشكل خاص ؟  و هل كانت هذه المنظمات ( الأنسانية ! ) نائمة عما يحدث في العراق من جرائم بحق البشرية ؟
الغريب أن هذه المنظمات بالذات و في مقابل صمتها المطبق طيلة السنين السابقة عن جرائم صدام ونظامه نراها تحث الخطى و منذ اليوم الأول لحرب تحرير العراق لتتابع كل صغيرة وكبيرة حول قوات التحالف و تطالعنا يومياً بتقارير عن أنتهاكات هذه القوات لحقوق الأنسان في العراق أثناء هذه الحرب و بعدها من دون الأشارة أو الأخذ بنظر الأعتبار الى أن هذه الحرب قد تمت بأقل الخسائر البشرية الممكنة التي تحدث عادة في الحروب مقابل أسقاط نظام دموي أستبدادي دكتاتوري بشع كان ينتهك حقوق الأنسان العراقي على مدار الساعة لمدة ثلاثة عقود أو أكثر .. و آخر ما طالعتنا به أحدى هذه المنظمات ( منظمة العفو الدولية ) هو شجبها و أستنكارها لنشر صورة جديدة لصدام مع الدكتور أحمد الجلبي عضو مجلس الحكم و وصفتها بأنها مهينة .. و كانت المنظمة قد أنتقدت قبل أيام الطريقة التي عرض بها الرئيس المخلوع على شاشات التلفزة بعد أخراجه من جحر الجرذان معتبرة أن مثل هذه الأعمال لا تندرج ضمن أطار المعاملة الأنسانية لأسرى الحروب حيث تقول المنظمة بأن صدام و بأعتباره قائداً سابقاً للقوات المسلحة العراقية فهو يعتبر أسير حرب لذا فمن حقه التمتع بجميع الضمانات ذات الصلة بموجب القانون الدولي بما فيها الحق في عدم التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة أو الحماية من فضول الجماهير .. بربكم أي هراء هذا ؟ أليس في هذا الكلام أستخفاف و أستهتار بمشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي الذين عانوا الأمرّين من ظلم و جور هذا النظام دون أن تتكلم أغلب المنظمات الأنسانية التي يبدوا أنها هي الأخرى تتحرك وفق أهواء بعض أعضائها و مؤسسيها من حملة الآيديولوجيات الديناصورية .
بالأضافة لهذه المنظمات هناك بعض النشامى من الملثمين الذي يخرجون تقريباً بعد كل صلاة جمعة منذ فترة و بتحريض من وعاض السلاطين وهم يحملون السلاح رافعين شعارات تطالب بأطلاق سراح المعتقلين لدى قوات التحالف.. أين كان هؤلاء يوم كانت سجون النظام و معتقلاته مكتضة بالسجناء و المعتقلين السياسيين أو بأبناء الأنتفاضة و الأنفال و عمليات التسفير وغيرهم من ضحايا التطهير العرقي و الطائفي الذي كان يمارسه النظام ضد أغلب أبناء شعبه ؟ و لماذا لم يحركهم و يحرضهم الوعاظ أيام النظام البائد مطالبينه بالأفراج عن زهور العراق التي ذبلت و ماتت قبل أوانها في سجون و معتقلات الطاغية وذابت في أحواضه الحامضية ؟
ولا يفو تنا في هذه المناسبة أن نطرح التساؤل نفسه على ( شلّة ) كوبونات النفط من بعض ما يسمى بالمثقفين العرب ممن كانوا يزورون العراق سنوياً لأخذ المقسوم دون أن يذكروا أو حتى يُنبّهوا الى الأنتهاكات الخطيرة ضد حقوق الأنسان التي كان يرتكبها النظام المقبور ضد شعبه.. فأين كان هؤلاء المرتزقة مما كان يحدث في العراق ؟ أم أن رائحة النفط العالقة بالكوبونات كانت تسكرهم و تعميهم عن رؤية جرائم النظام الصدامي الذي كان يمطرهم بهذه الكوبونات الى الحد الذي دفع بأحداهم الى الأعلان عن أستعدادها التخلي عن جنسية بلدها و التبرء منه ( كرمال عيون صدام ) و دفع الآخر و هو من الروائيين الكبار الى كتابة أحدى الروايات لينسبها صدام فيما بعد لنفسه أملاً في دخول مجال التأليف الروائي من أوسع أبوابه ( بأعتباره موسوعة ) .. فهذا الجيش الجرار من الكتبة و الوراقين المرتزقين كان الهدف منه هو تبييض صورة النظام كالحة السواد في أعين الناس و قد نجح هؤلاء الى حد ما في مسعاهم الخبيث هذا .. و لكن يبقى السؤال .. أين سَيَفُر هؤلاء و سيدهم من حساب رب العالمين ؟
أقولها و أعتقد بأن الكثيرين من الأخوة الكتاب و المثقفين العراقيين يشاركونني هذا الرأي .. لا مجال للتسامح و لا الرأفة و لا الأنسانية مع صدام أو مع أي من أركان نظامه المقبور كطارق عزيز و طه الجزراوي و محمد حمزة الزبيدي و عزة الدوري ( بعد ألقاء القبض عليه في أحد الجحور أن شاء الله ) و غيرهم من الحثالات  تحت أي ظرف كان و مهما حاول البعض أيجاد المبررات لمثل هذه الرأفة و هذا التسامح .. و لنتذكر فقط دماء شهداء الحركة الوطنية العراقية و بقايا عظام ضحايا المقابر الجماعية و محمد باقر الصدر و بنت الهدى و أطفال حلبجة و قباب مراقد أهل البيت في النجف و كربلاء التي ضربت بمدفعية أزلام النظام المقبور و غير هذا الكثير الكثير مما لا تكفي لسرده ألوف المجلدات .. فالرأفة بصدام و أزلامه تعني تنكراً لكل هذه التضحيات و خيانة لأصحابها الذين قضوا هم في سبيل أن نحيا نحن .
السؤال المؤلم هنا هو .. هل أنقلبت موازين هذا الزمان ليصبح الظالم مظلوماً تدافع عنه و بقوة منظمات الدفاع عن حقوق الأنسان التي و جدت أصلاً للدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة و ليس حقوق طغاتها هذا أن كان لهؤلاء الطغاة حقوق أصلاً .. و لماذا لم تدافع هذه المنظمات في السابق بنفس القوة و الحماس عن حقوق الشعب العراقي التي كانت تنتهك يومياً و بأبشع الصور على يد من تنبري هذه المنظمات اليوم للدفاع عن حقوقه ! سبحان الله !  



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا ينتهي الطغاة
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...
- مروجوا نظرية المؤامرة من العرب يتآمرون على العراق
- وليمة لآكلي لحوم البشر
- بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟