أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد منصور - أرجوحة أطفال عزون














المزيد.....

أرجوحة أطفال عزون


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:19
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يسألنا العالم-- لم كل العاب أطفالكم بنادق ومسدسات..؟؟!! ولم اللعبة المفضلة لأبنائكم هي اللعبة التي ينقسم بها الأطفال إلى فريقين-- فريق يمثل جنود الاحتلال فيحملون البنادق ويلبسون الخوذ ويشهرون الهراوات-- بينما الفريق الآخر يمثل الشعب يحملون الحجارة ويرشقون جنود الاحتلال بها.. صحيح أن أصدقاءنا الدوليين يعرفون السبب لكنهم وكغيرهم ينظرون دوما إلى دمى أطفالنا وألعابهم بأنها رمزا للعنف.. ويطالبونا بالحاح بإعادة تربية هؤلاء الأطفال، ليكونوا أكثر وداعة، ولإبعادهم كليا عما يغرس في سلوكهم ونشأتهم نزعة العنف.. ولكن هؤلاء الأصدقاء جميعا وكل المجتمع الدولي يغفلون أننا الضحية ولسنا الجلاد، وان أطفالنا يولدون ومنذ يومهم الأول على وقع أزيز الرصاص، وهدير الدبابات وناقلات الجند، والاقتحامات وأعمال القتل والإرهاب.. بل إن هؤلاء الأطفال هم بالعادة أولى ضحايا البربرية والهمجية الإسرائيلية، وتختزن الذاكرة الفلسطينية أبشع الصور لأطفال رضع، وفتية قتلتهم بوحشية آلة الحرب الإسرائيلية-- البعض منهم لم يتجاوز الأيام من عمره، والبعض لم يزل باللفة وفي حضن أمه، قتلوا جميعا بدم بارد-- ولم يتقدم أي من قاتليهم إلى يومنا هذا إلى محاكم الجرائم الدولية..
وهكذا وعلى هذه الوتيرة وبدون أي رادع تواصل دولة الاحتلال إسرائيل جرائمها، وتمعن في تحدي كل الشرائع والمواثيق الدولية، الداعية إلى حماية الأطفال وصون حقوقهم.. ولإدراك هذه الدولة بان شعب فلسطين بأكمله يرفض احتلالها، وان هذا الشهب لن يركع ولن يستكين لمخططاتها، فإنها تفقد صوابها وتتصرف مثل وحوش الغابات تثيرها رائحة الدم وتركض خلفها، وتؤمن بالقوة وتقدسها، حتى بلغت بها الغطرسة تهديد شعب فلسطين بالمحارق على طريقة الهولوكوست.. وبذلك تكون إسرائيل قد أفرغت كل في جعبتها من وسائل وأساليب لقمع الشعب الفلسطيني وترويعه.. فمن القتل المباشر والاغتيالات، إلى الاقتحامات والمداهمات وتكسير العظام وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ومن حرق الكروم والمحاصيل وتجريف الأراضي، إلى العقاب الجماعي بالحصار والإغلاق والتجويع، ومن الاعتقالات والتنكيل والتعذيب، إلى المس مباشرة بأرواح الأطفال والنساء والشيوخ، ويأتي هذا اعتقادا من زعماء إسرائيل بان القوة الغاشمة والمزيد من الضغوط يمكن إن يفتت عزيمة الفلسطينيين ويضعف من صمودهم وقدرتهم على مواصلة المقاومة والكفاح ضد محتليهم وغاصبي أرضهم..
ويبقى متنزه بلدة عزون الواقعة شرقي مدينة قلقيلية، شاهدا حقيقيا على الانحدار الكبير في منظومة القيم والأخلاق الصهيونية، حيث وجهت دولة الاحتلال بلدوزوراتها ومئات الجنود من جيشها لمداهمة هذا المتنزه الهادئ المسالم، وأعملت فيه آلة حربها وهدمها بعنف لتدمر أسواره ومنشاته وبرك السباحة فيه، ولم تنجو من ذلك أشجاره وحتى أراجيح الأطفال فيه.. ليتحول المتنزه خلال ساعات قليلة إلى ركام ودمار، لا لشيء إلا لإشباع سادية قادة جيش الاحتلال، ولتوجيه ضغوط اكبر على سكان هذه البلدة الفلسطينية-- التي تحاصرها المستوطنات من كل جهة ويخطط المحتلون لإحاطتها تماما بأسلاك شائكة، وتحويلها إلى سجن حقيقي كباقي القرى والبلدات الفلسطينية.. ومتنزه عزون-- الذي لم يتم الانتهاء من إقامته-- كان أملا بالنسبة لسكان عزون، وهم المحرومون من كل وسائل الراحة والترفيه، وقد كانوا ينتظرون بشغف إلى يوم تشغيله كي يتمكنوا من إدخال الفرحة إلى قلوب أطفالهم.

مخيم الفارعة – 14/3/2008



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء
- محطات في تاريخ حزب مجيد
- فاطمة تودع ابنها الثاني شهيدا
- متى تنفذ الحكومة وعدها للمزارعين متضرري الصقيع..؟
- اللاجئون.. أوضاع تسوء وأحلام تبتعد
- جورج العظيم .. جورج الحكيم
- لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر
- شعارات لمسيرات ضد الحصار والعدوان على غزة
- يا سادتي اغضبوا ولو مرّة
- على بوابة الأغوار
- دعوة لعمل تطوعي في رام الله لتطهيرها من آثار بوش
- فلسطينية تتحدى الجدار
- ليس منا من يحبك يا بوش
- عن النساء والتنمية والتوفير والتسليف
- الانطلاقة تستوجب الاستفاقة
- عندما يكون المسئول حاضرا
- اعيادنا مصبوغة بدمائنا
- الاعتداء على وليد العوض عمل جبان يكشف ظلامية الجهة التي تقف ...
- منطق اعوج ونهج عقيم
- ابو مازن وليس عبد ربه


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد منصور - أرجوحة أطفال عزون