|
على هامش الفيلم المنتظر ، والكاريكاتور المسيئين للرسول و للقرآن هل الله قادر على كل شيء حقا ؟
علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)
الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 11:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن حالة ردة الفعل العنيفة والغليان العاطفي الذي يصاب بهما الإنسان المحسوب على العالم الإسلامي بين قوسين كلما سمع نقدا لاذعا موجها للدين الإسلامي ، أو للرسول قد يحوله من وضعية الإنسان المظلوم الذي يتم جرح مشاعره ممن لا يرون للحرية حدودا ، إلى وضعية الإنسان الظالم الذي يتحول بغضبه إلى مجرد نار تحرق الأخضر و اليابس ،لأن مطالبته ورغبته الانتقام من كل الدانمركيين أو من كل الهولنديين هو الظلم و العدوان بعينيه ، لأن هذا المسلم ذو الأفق الضيق في النظرة و التفكير ، والتحليل المنطقي لا يرى أنه يوجد وسط هذين الشعبين من يغير على الإنسان عامة و المسلم منهم خاصة أكثر مما يغير هذا المسلم على نفسه وعلى دينه ، إذ أن هناك بين شعب الدانمرك و الشعب الهولندي من يطالب بلاده لمحاكمة من يطلق لسانه أو قلمه للإساءة للأخريين كيفما كان أصلهم وعرقهم ودينهم وفصيلتهم ، وهذا ما لا يعلمه ، ولم يتعلمه للأسف المسلمون من المطالبين بالانتقام الأعمى من هذين الشعبين العظيمين ، اللذان يحترمان حقوق الحيوان و الطبيعة فما بالك بحقوق الإنسان، ويظل الحادث مجرد سحابة لم تمطر ، فلو اختلط المسلمون ممن يعطي الحق لنفسه بأن يهدر دم هذين الشعبين مع الأوروبيين لخرج بخلاصة بعيدا عن العاطفة مفادها أنه كيفما كان الكاركتور المشير إلى الرب و الإله ، أو إلى ما يسمى بالأنبياء و الرسل و الأولياء ، بكل بساطة لا يستحق كل تلك التظاهرات الشعبية و الضجة الإعلامية المسخرة من قبل المنابر الإعلامية التي يتحكم فيها الرئيس أو الملك أو السلطان ، ويستغلها في مثل هذه المناسبات لجعل الشعب المقهور يخرج للشارع ليفرغ مكبوتاته ، وإفراغ كل ما في جعبته حتى لا يستطيع هذا الشعب المغلوب على أمره ، والمحكوم بقبضة حديدية التظاهر بهذا الشكل الغاضب ضد نفس الحاكم الفاسد الذي دنس الدين و الدنيا مسيئا في ممارسات حكمه ليس فقط للشعب و الرسل و الأنبياء بل حتى لله بتنفيذ حكم اليوم خمر و غدا أمر فمن ينتفض يا ترى ضد هؤلاء ، ومن يستطيع إصدار فتوى أو فتاوى لهدر دم هؤلاء الطغاة عوض لعب دور الله وحل محله في معاقبة الأخر . لقد كان من الواجب و المفروض ، و من الصحيح وهذا هو الفرق بيننا وبين من يتجرأ على الخوض في أي موضوع ، و في أية إشكالية كيفما كان حجمها أن نتعلم كيف ننظر إلى الأشياء في عمقها ، كيف نضع الأسئلة ، وكيف نتلقى الجواب الصحيح ، نحن شعب تعلمنا الكذب منذ طفولتنا وصبانا ، عندما كانت الأوامر تمنح لنا ممن هو أكبر منا سنا ، فنرد بلسانه عندما نقول للسائل ذكرا كان أم أنثى أننا لا نملك شيء أو أن فلان غير موجود أو قسما أننا لم نر شيئا أو لم نسمع أو لم نكن حاضرين ، فيما أن العكس هو الصحيح ، حتى صار الكذب عادة يومية نمارسها دون أن تحمر وجوهنا مع العلم أننا مسلمون ، لأننا حسب العرف و العادة قد ترعرعنا في وسط إسلامي يهيمن عليه الكذب ، ولا يحق لنا كصغار أن نعارض أوامر الكبار ، ألم نثق إلى درجة الإيمان بحكايات خرافية منسوجة من واقع الخيال ، وفي هذا الباب لا يوجد مغربي لم يسمع ولم يرتعش جسده من القبور ، أو من خرافة{ بغلة القبور أو عائشة قنديشة } ثم الخرافة التي روجها إعلام الديكتاتور الملكي الذي كان يتحكم فيه ما يسمى بحزب الاستقلال عندما قال أن محمد الخامس قد ألقي به بين الأفاعي و السباع من قبل الفرنسيين إبان عهد الحماية فبايعته تلك الأفاعي و السباع لأنه من سلالة الرسول ، ولهذا تم الإقرار من قبل الفرنسيين أنفسهم عن ضرورة عودته فورا إلى الحكم ، فيما أن الأمر مجرد مؤامرة على الشعب المغربي المسكين ، ألم يروج نفس الإعلام على أن صورة محمد الخامس قد ظهرت على سطح القمر ، ثم خرافات تواجده بالطائرة بدون كيروزين وعندما علم الأمر و هو في السماء تبلل جبينه بالعرق خوفا من الموت و السقوط ، حينها وضع عرق جبينه بخزان الطائرة التي واصلت رحلتها في السماء لإنقاذ حياة واحد من أهل البيت ، حينها كان عقلنا ضيقا وصغيرا و لا يعرف سوى الحمار و البغل و الحصان و الأكباش ، لهذا وجدت الخرافة مكانها بعقلنا الصغير كما هو حال المتظاهرين في الشوارع ، وتكفيرهم الجميع البريء و المتهم ،ألم يتم غسل عقولنا ، و الضرب على أيادينا في سن الطفولة ، لتقديس الرموز الدينية كالخالق الذي لم نعرف عنه شيئا سوى ما تم حشره بالقوة في عقولنا ، وكم تساءلت بيني وبين نفسي هل سأكون مسلما حقا لو ولدت في الهند أو الصين ... ثم الخوف من كافة الأنبياء والرسل والأولياء بل و الفضيحة حتى ممن يقول على نفسه أنه من الشرفاء ، من منا لم يتم سبه أو ضربه عن أوراق القران كلما تمت الإساءة وبدون سوء النية لها ، ألم تختلط العادات مع التقاليد وصار اللحم و الحليب والخبز من المقدسات أيضا ،إذ لا يحق لأحد أن ينفخ في الحليب فليضعه جانبا إن كان جد ساخن أو أن يشربه ساخنا كما هو إذ يحرم النفخ فيه ببراءة الطفولة التي قد يحترق لسانها بتلك السخونة و الحرارة ، ألم يكن من الممنوع أن تزور أحد و أنت تحمل قطعة لحم بسلتك دون أن تخبره بذلك وعليك أن تمنحه قليلا منها قبل أن تأكل الحرام وحدك . ألم يكن من الممنوع عليك الدخول و أنت على جنابة إلى قبر من قبور من يسمى بالسادة و الأولياء ، وما بالك في ذلك بالنساء اللواتي هن على حيض ، وكأن صاحب القبر المدفون هناك أفضل من باقي البشر رغم أن تاريخه مملوء بكل أشكال الجرائم ، والحسن الثاني على سبيل المثال ، فمن سيستطيع حتى يومنا هذا ولوج قبره دون أن يتوقف شعر رأسه من جراء الرعب و الخوف من شدة الحراسة . ألم يكن هذا المجرم حسب إعلامه المسخر أميرا للمؤمنين ، وحامي حمى الملة و الدين ، ومن سلالة الرسل و الأنبياء ، فعندما يستيقظ العقل البشري يعلم أن الأمر في ذلك مجرد أكاذيب وخيال ، فيما أن الواقع قد يشهد أن الحسن ، و أمثاله ممن ينسب نفسه لكلمة الشرفاء التي تدل في جوهرها وفي عمقها عن العنصرية و إقصاء الأخر، مع العلم أنهم مجرد مجرمين و قتلة ، طغاة مشرد ين للعباد و للأبرياء فكم من مغربي لا يزال يطلب من الخالق ألا تنزل الرحمة على مثل الحسن هذا الطاغي.. ألم يكن المغاربة من عبدة قبر الشريف بمنطقة = صفرو = قد صدموا لما اكتشف في الأخير أن ذلك القبر ليس إلا لبغل من البغال الذي مات فجأة في رحلة ما و لم يجد صاحبه سوى اللجوء إلى دفنه احتراما لمجهوداته في مجال النقل و التحول و الترحال ، ألم يستغل ، ونهب ومارس كل شريف نزواته ورغباته الوحشية على الأبرياء مستعملا كل أشكال الحيل ، و الخدع للإقاع بضحاياه ، ألم يدعي أولئك الشرفاء بين قوسين أنهم يصرعون الجن ـ ويعالجون كل الأمراض ، لا لشيء إلا لامتصاص جيوب الأبرياء ، ألم يستغل الفقهاء حفظهم للقرآن حيث نفذوا باسمه مختلف جرائمهم ؟؟؟ ألم تستغل عائدات الحج من قبل المجرمين الخليجيين الذين أعاثوا في الأرض الإسلامية كل أشكال الفساد ، بل تضامنوا مع غير المسلمين لنحر المسلمين رغبة في البقاء في الحكم ؟ والحكم هو مصدر الصراع الداخلي الذي يؤدي إلى البيع و الشراء فيما بين المسلمين بعضهم للبعض حيت يحتد الصراع بين كل من الشيعة ، و السنة إلى درجة النحر من الوريد إلى الوريد ، وما يفعلون بإيران ، والعراق ، وبحزب الله ، وحماس هو الحقد الإسلامي للإسلامي و العربي بعينيه ، رغم أن جذور ذلك الصراع قد تجاوزها الزمن بحوالي أربعة عشر قرن ونصف ، وهو صراع مجسد في من يحق له تولي الخلافة بعد موت محمد هل هو علي أم أبوبكر ؟ وهو صراع وجدال ، ونقاش أضاع من الوقت و الزمن أغلى اللحظات ، ولا يزال يضيع وقت الإسلاميين رغم أنه تاريخ لا جدوى منه مقارنة بما هو واقبعي ، و حالي ، وحضاري ، فيما أن المجتمعات الغير عربية ولا إسلامية مهتمة بالمستقبل وتخلصها من أخطاء الماضي حيث هيمنة الكنيسة ، فصارت الحرية و الديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والحيوان هو المستقبل ،والفيلم المنتظر الذي يعتزم زعيم حزب الحرية اليميني الهولندي – خيرت فيلدرز – ثم الكاريكاتور لصحافي دنمركي المسيئين للرسول و القرآن يندرجان في حرية التعبير التي لا يعلم عنها الإسلاميون شيئا ، بعدما لا يزالون مرتبطين بصراع تلك القرون ... أليس من حقنا أن نتساءل رغم أن الجواب الذي قد سنتلقاه هو جواب جاهز لم يستخدم فيه العقل العصري عندما نقول ببراءة ما هو السر الذي جعل – عثمان - يأمر بحرق النسخ القرآنية الأربعة المتواجدة حينها بالمشرق العربي ، وتم الاحتفاظ بنسخة واحدة ؟ ما هي الأخطاء أو الحقائق التي يريد إخفائها وراء ذلك ؟ لماذا لا نقول ، إذا كان القرآن إلهيا وصحيحا حقا فما الجدوى من الأحاديث التي نسبت للرسول الأمي ؟ و إذا كان لهذه الأحاديث صحة ومعنى فما الجدوى من القرآن ؟ و إذا كان الله و الرسول قويين فلماذا القيام مقامهما ، و الدفاع عنهما بإباحة دماء الأبرياء ممن ليس لهم دخل لا من قريب و لا من بعيد فيما قيل أو كتب حول الله و الرسول ؟ ألم يقال أن الله قوي و إذا أراد أن يهلك قرية أهلكها بأهلها ، وقال للشيء كن فيكون ، وبذلك فإن شاء أهلك كل من الدنمرك وهولندا لأنه قادر على كل شيء ، بعيدا عن الغضب العاطفي للمتظاهرين بالشوارع حول أحداث لا تستحق تلك التظاهرات ؟ متى نعي أننا شعوب تكذب و لا تستحيي ، تخاف و لا تقر بذلك ، تسرق و لا تخجل ... ألم تفرض العقائد الثلاثة على الناس بقوة السيف و القتل ، و التعذيب ، و الجبروت ؟ وهاهي بعض الشعوب تتحرر من طاغوت العقائد وتجند لتشخيص عيوبها ومكامن ضعفها .. ..وهذا طعم من الحرية و استخدام العقل للوصول للحقيقة التي حرم منها الإسلاميون من المكبلين بقيود الساسة ورجال الدين الذين يجهلون ويتجاهلون أن الإنسان في الواقع هو بالدرجة الأولى أعظم المقدسات في المجتمعات الديمقراطية التي لا يهمها سوى ضمان العيش الكريم للإنسان ، والراحة العقلية و البذنية التي تجعله يشعر بالمدة الزمنية التي سيقضيها على هذه الحياة ، حيث ضمان الشغل ، و السكن ، والصحة و التعليم ، و التعويض عن البطالة والعجز ، وهذا ما لم يستطيع حتى الله القوي العظيم ضمانه لأتباعه من المسلمين فمن سيدافع عن من يا ترى؟؟؟
#علي_لهروشي (هاشتاغ)
Ali_Lahrouchi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرثية إلى نزار قباني
-
عودة إلى قضية ، قضاة ورجال سلطة ديكتاتورية القبيلة العلوية ب
...
-
الطريق إلى الجمهورية الديمقراطية المغربية
-
الأشواق و الأشواك
-
الصحراء الغربية بين طموحات الشعب الصحراوي وتخاذل القبيلة الع
...
-
مواطن مغربي بهولندا يعلن تخليه عن الجنسية المغربية إلى حين،
...
-
يا فلسطين ! ويا عراق ! ويا لبنان ! لا تنتظروا شيئا من حكام ا
...
-
مرثية إلى أخي -سعيد- الذي مات ولم ُيسعد في حياته!!
-
الجزء الثاني من موضوع : القبيلة العلوية المسلطة على المغرب ،
...
-
الجزء الأول من موضوع : القبية العلوية المسلطة على المغرب ، و
...
-
قمع خدام ، وعبيد القبيلة العلوية للمغاربة يفرض علي المناضلين
...
-
النساء درجات في القهر و الظلم بالعالم والمرأة الأمازيغية بال
...
-
قصة الوجه الثاني لمحمد
-
التزامات الحزب الجمهوري الديمقراطي المغربي الذي لم يؤسس بعد
-
سقطت عذريتكم يا حكام العرب من المشرق إلى المغرب
-
حرقة الاِنتظار
-
وزارة التربية الوطنية والتعليم بالمغرب تدس السموم للأطفال في
...
-
قصة :الله يرى ولكنه لا يتدخل
-
قصة : الطريق إلى الجحيم
-
تأملات من عمق الذاكرة: صرخة يقظة من القلب إلى الشعوب المحكوم
...
المزيد.....
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
-
المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|