من يقاضي شركات النقال

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 07:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تردي منظومة الهواتف الارضية وسوء خدماتها أنعش خدمة الهاتف النقال ونسي المواطن أن هناك جهازا يدعى ( التليفون ) وصار الموبايل التوأم الروحي لكل مواطن عراقي ، ولو اجريت احصائية عن الاكثر حميمية والتصاقا بالآخر لخرجنا بحصيلة ان الموبايل الاكثر سحرا وجاذبية من النصف الآخر ( الزوجة ) ، فليس باستطاعة اأي مواطن في العراق اليوم التخلي عنه ولو للحظة واحدة ، يتبادل الاشقاء والازواج والعشاق الاخبار والحوادث لحظة بلحظة ، ما أن تنفجر عبوة ناسفة او سيارة مفخخة الاوتشتغل الموبايلات ( عالآخر ) وتنتعش ميزانية شركات الهواتف النقالة ، ناهيك عن البريد الاثيري الذي قصم ظهر البريد التلغرافي وراحت نكهة الرسائل الورقية والبرقيات التي تصل الى المرسل اليه بعد عشرات السنين او بعد موت الشخص المعني ...
منذ فترة وخدمات الهاتف النقال في اسوأ حالاتها رغم التنزيلات التي اعلنتها هذه الشركات قبل المناقصات التي اجريت في عمان وأطاحت بشركة عراقنا واستحوذت شركة زين على ملكيتها ، ولكن الخدمة ساءت اكثر مما كانت عليه ولم يحصل المواطن الا على متوالية ( فشل المحاولة ) و ( لايمكن الاتصال بهذا الرقم ) و (اعد المحاولة ) ياايها العراقي مرة ومرتين وثلاث والى مالانهاية الى ان تنقطع انفاسك إسوة بلهاثك وراء النفط والغاز والحصة التموينية والصمون وبقية الازمات السياسية والدبلوماسية والخدماتية ...
الجهات المعنية لاتحرك ساكنا والمواطن يدفع الثمن دائما ، فبطاقات التعبئة تباع بأعلى من اسعارها بدولارين والحكومة لاتحاسب هذه الشركات على تجاوزاتها وباتت هذه الشركات تتمادى في استغلال المواطن لانها تعرف ان ليس بامكانه مقاضاتها على اجورها المرتفعة او سوء الخدمة لان هذه الشركات قادرة على المراوغة وعدم الوقوع في فخ المواطن ، وقد تعزو فشل منظوماتها وخدماتها الى الوضع الامني الذي تنقله الفضائيات التي باتت تتفرج على مآسينا وتضخمها لاعلى الواقع الارضي ، أو التشويش الذي تمارسه القوات الامريكية على اجهزتها ، أو ربما الى انفلونزا الطيور التي تفشت في العراق وباتت تضرب حتى المنظومات ، أي تعدت منظومة الانسان المعدية لتطال البث الفضائي والتلغرافي ...
كان الاجدى بالبرلمان استجواب الجهات المعنية الممثلة بوزارة المالية صاحبة المناقصات المطروحة ووزارة الاتصالات التي تعنى بتلك الشركات ومطالبة هذه الاخيرة بالالتزام بالتسعيرة المقررة على بطاقات التعبئة وتحسين الخدمة أو إرجاعنا الى عصور ماقبل التغيير حيث الرسائل الورقية وتليفون ( ابو الهندر ) الذي كان يستخدم في الوحدات العسكرية ولنعيد نكهة الرسائل المعطرة والمعايدات وغزل التليفونات الذي لاينتهي حتى يدرك شهريار الصباح وتكف شهرزاد عن الكلام المباح .....

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات