|
فضيحة: تيد يلجأ إلى أساليب غير ديمقراطية لإقصاء الحركات الاجتماعية
أيمن حور
الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لجأ تجمع اليسار الديمقراطي (تيد) المكون من الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الديمقراطي وحزب النهج الديمقراطي، إلى أساليب غير ديمقراطية لإقصاء جل الحركات الاجتماعية المؤسسة لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية في الملتقى الوطني الرابع لتنسيقيات مناهضة الغلاء يوم الأحد 2 مارس 2008. فمنذ أن تلقى (تيد) الأوامر من أزلام النظام السياسي القائم شهر شتنبر، مباشرة بعد انتفاضة صفرو والبهاليل المجيدة، التي أعادت أسعار الخبز إلى مستواه السابق، والتي تأمره بإنهاء هذه الحركة الكفاحية التي أذكت شرارتها الحركات الاجتماعية المشكلة والمؤسسة لتنسيقيات مناهضة الغلاء: النقابيون، الحقوقيون، مجموعات حاملي الشهادات المعطلين، الجمعيات النسوية، المنظمات الشبيبية، أطاك المغرب بجناحيها، لجان الأحياء، مناضلون قاعديون ... الخ ، منذ ذلك الحين و(تيد) يحيك المناورات تلوى الأخرى لتصفية هذا الإطار المكافح. ففي شهر نونبر 2007 وبدلا من عقد الملتقى الرابع في حينه، قام (تيد) بمحاولة فرض تنظيم ندوة وطنية استدعى لها كافة التنظيمات السياسية الرجعية كالتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي والحزب العمالي والمؤتمر الاتحادي والحزب الاشتراكي مغيبا في نفس الوقت كافة الحركات الاجتماعية المؤسسة لتنسيقيات مناهضة الغلاء من نقابيين وحقوقيين ومجموعات حاملي الشهادات المعطلين وجمعيات نسوية ومنظمات شبيبية وأطاك المغرب بجناحيها ولجان الأحياء والمناضلين القاعديين وتمثيليات التنسيقيات ...، لكن وعي عدد من مناضلي التنسيقيات حالت دون تحقق المناورة التي كانت تهدف إلى الهيمنة على التنسيقيات بواسطة التنظيمات الرجعية لوضعها تحت تحكم النظام الديكتاتوري القائم. ورغم دفع أغلب التنسيقيات بمطلب تنظيم الملتقى الرابع في خنيفرة في 9 دجنبر 2007 إلا أن قيادة (تيد) وأبواقه داخل لجنة المتابعة الوطنية للتنسيقيات، الغفري، الحطاب، كويجان، لعبيبي، عمر مرشود ...، عملوا على تعطيل هذا المطلب واقتراح تنظيم الملتقى الرابع في 2 مارس 2008 بالدار البيضاء في مقر أحد الأعضاء الرئيسيين ل(تيد) وهو الحزب الاشتراكي الموحد. لقد خطط (تيد) لعملية إقصاء كافة الحركات الاجتماعية ولكافة التنسيقيات المناضلة ومن تم الهيمنة على قيادتها الوطنية، فقد حاول (تيد) ابتزاز مكونات تنسيقية الرباط فانسحب منها بعد أن انظم إليها في البداية وذلك حينما لم يتمكن من الانفراد بالتحكم فيها، وبدأ في المساومة ليس على بضعة مقاعد وإنما بهدف عقد جمع هام ثاني لتتشكل التنسيقية من جديد وحيث يمكن حينذاك من التحكم المطلق فيها بواسطة (تيد)، لكن المسعى لم يتحقق بسبب يقظة المناضلين وحرصهم على استمرار هذا الإطار المكافح. أما في الملتقى الرابع في الدار البيضاء، فقد استطاع (تيد) أن يعبئ الكثير من الغوغاء والفتوات الذين لا يفقهون في السياسة سوى استعمال العنف والنفاق والكذب والمصالح الذاتية، فلأول مرة يصل عدد المشاركات والمشاركين في ملتقى للتنسيقيات 240 عن طريق الانزالات المختلفة، ولأول مرة لم تتم مناقشة أية ورقة معروضة على الملتقى، ولأول مرة يتم التصويت بالأيدي على مجموعة من القرارات التي اعتمدها (تيد) دون أن يسمح للتنسيقيات بمناقشتها، ولأول مرة يتم التصويت بالأيدي كذلك على لائحة 54 لتشكيل أعضاء المجلس التوجيهي بدون أن يعرف أو يناقش الحضور الأسماء الموجودة في اللائحة. نعم هذا هو تجمع اليسار الديمقراطي الذي ليس له من اليسارية والديمقراطية سوى الاسم. الآن ماذا سيفعل (تيد) بهذا الإطار السياسي الجديد (لأنه لم يبق إطارا اجتماعيا) الذي يتحكم فيه بالكامل؟ عليه أولا أن يغير الاسم إلى شيء آخر غير تسمية "تنسيقيات" مادام طرف واحد هو الممسك بهذا الإطار، ثم عليه أن يغير عبارة "مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية" ليستعمل شيئا آخر أكثر لمعانا كوثيقة على الهمة مثلا. إن (تيد) يريد عبر هذه المناورة والهيمنة الديكتاتورية على التنسيقيات الوصول إلى شيئين اثنين: 1 – إرضاء النظام عبر عدم إزعاجه ومن خلال ذلك العمل على الحصول منه على بعض الوعود خلال الانتخابات الجماعية المقبلة؛ 2 – الدخول في تحالفات مع باقي القوى الرجعية داخل الحكومة أو داخل البرلمان، للاستفادة من بعض الحقائب الوزارية ومن التمويلات المشبوهة لتنظيماتهم الرجعية. إن مهندسي الهيمنة غير الديمقراطية على التنسيقيات يتمتعون بغباء منقطع النظير، لأنهم تحملوا معاناة عملية فاشلة من الأساس، فكيف يمكن لأشخاص من أمثال الغفري والعمراني والحطاب والشاوش وعمر مرشود ولعبيبي وخديجة نطاسي وابراهيم كويجان ...، الذين لا يعرفون من السياسة أو اليسار سوى الثرثرة الفارغة، ولا يمكنهم تركيب حتى جملة مفيدة في مجال الغلاء أو في مجال السياسة، أن يقودوا حركة أكبر منهم، وحتى بالنسبة ل(تيد) بكامل مكوناته والذي لا يعبر سياسيا سوى عن مصالحه الذاتية، كيف يمكن له أن يدافع عن مصالح العمال والفلاحين والطبقات المسحوقة وهو لا يريد سوى استعمالها في الانتخابات الجماعية المقبلة. إن الجماهير الشعبية ستقاطع الانتخابات الجماعية كذلك وستصطدمون بفشكلكم بعد فوات الأوان.
#أيمن_حور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|