[email protected]
• لغرض فهم هذا الموضوع الحيوي لابد من التعرض بايجاز للتطور التاريخي في العلاقة بين الطرفين الكوردي والعربي . ولكن قبل كل شئ نعترف بكل موضوعية ان الغبن والتجاهل والتعتيم والحيف الذي وقع على الأمة الكوردية لم يقع على امة غيرها فقد تعرضت للتجزأة بين دول متعدده ولمحاولات الصهر القومي والتذويب ولجرائم الاباده الدولية تحت انظار العالم وسكوته بل وان الذي ساهم في ذلك ومارسها بانتظام هم اقرب الناس اليها جغرافيا ودينيا وتاريخيا ونقصد بهم الحكومات العربية ذات الايديولوجيات العنصرية كما في العراق وسوريا .و اود التنوية هنا بان الرأي الذي سأبينه هو ليس مجرد شعار او ادعاء او مجاملة لاحد بل هو صادر عن قناعة شخصية ومن خلال دراستي وادراكي لجوهر المشكلة الكوردية ولعموم القضية العراقية حيث نتمتع بحرية التفكير والتعبير في المنفى.
و من المعلوم ان العلاقة بين الكورد والعرب ليست وليده اليوم بل هي روابط وطيدة وتاريخية وتنطلق من مصير مشترك يمتد الى اكثر من الف عام , فالكورد من الامم الاولى التي دخلت الاسلام دون حروب وارتبطت بعلاقات حميمة مع الامم المجاورة الاخرى ومنها العرب .وقد برز قادة ومفكرون كبار من صفوف الامة الكوردية رفعوا شأن الاسلام و اغنوا الحضارة العربية على مر العصور وفقا لمبدأ المحبة والتسامح بين الشعوب ومنهم على سبيل المثال القائد الكوردي صلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس بجيش اسلامي ضم الكورد والعرب معا.
كما ظهر العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين من الامة الكوردية وفي مختلف فروع المعرفة الذين تركوا بصماتهم على الحضارة والفكر العربي ومنهم مثلا عالم اللغة العربية سيبويه والمؤرخ ابن خلكان والفقيه ابن تيمية من العصر القديم وكذلك الشيخ محمد عبده ومحمود تيمور و جميل صدقي الزهاوي و احمد شوقي وقاسم امين من العصر الحديث وغيرهم كثيرون . وهذا يشير بوضوح لمدى العلاقات والروابط التاريخية والدينية والثقافية بين الكورد والعرب على المستوى العام .
وفي النطاق الخاص , اي في العلاقة بين الكورد والعرب في الوطن الواحد ( العراق )فيكفي ان نشير الى اشتراك الكورد مع العرب في مقاومة الاحتلال البريطاني حيث شارك الشيخ محمود الحفيد بقوات كوردية كبيرة للدفاع عن البصرة عام 1915 مع العشائر العربية في الجنوب وكذلك الحال في مساهمة الكورد مع العرب في جنوب العراق لتفجير ثورة العشرين الوطنية ضد المحتلين الانجليز.وقد اشترك في قيادة الدولة العراقية في العهد الملكي كثير من الشخصيات الكوردية والعربية ومن مختلف الاقليات والديانات والاطياف العراقية الاخرى .
وهذا يشير بما لايقبل الشك الى ان العلاقة بين الكورد والعرب كانت في تلك المرحلة قائمة على التفاهم والتعايش لعدم وجود افكار عنصرية ضيقه ضدهم بالشكل الموجود عليه فيما بعد الا ان هذه العلاقات تدهورت في مراحل لاحقة ووصلت الى حد الاقتتال وقيام الثورة الكوردية كحركة تحررية وطنية بدءا بثورة الشيخ محمود الحفيد 1919 على اثر تأمر الدول الاستعمارية الكبرى وضم كردستان الجنوبية (والتي كانت تسمى بولاية الموصل) الى العراق الذي كان يتكون من ولايتي البصره وبغداد فقط, ومرورا بثورة البارزانين ( الشيخ احمد والشيخ عبد السلام ) ومن ثم الثورة الكوردية المعاصرة بقيادة الزعيم التاريخي الملا مصطفى البارزاني في عام 1961 وذلك بفعل تفاقم المشاكل بين الطرفين والتي نعتقد بان سببها يعود الى عاملين جوهريين وهما :
العامل الاول : تفشي الفكر القومي العربي الشوفيني في المناهج الدراسية وعند بعض الساسة العرب والاحزاب العربية التي تاسست بعد احداث مايس عام 1941 وبخاصة ممن استلم سدة الحكم فيما بعد مثل حزب البعث الذي تأثر مؤسسوه بسياسة ستالين القمعية وبالفكر النازي .
وممن ساهم في غرس مثل هذه الافكار في المناهج الدراسية العربية و عند بعض الاحزاب القومية هم عدد من حملة الفكر العربي الشوفيني ومنهم مثلا ساطع الحصري وميشيل عفلق وصلاح البيطار وغيرهم والغريب انهم كلهم ليسوا من العرب العراقيين . وهذه الافكار العنصرية اتخذت كشعارات رنانة بحيث اظهرت ان العرب هم في المرتبة العليا و ان الاقوام الاخرى في مرتبة ثانية و اعتبرت ان مطالبة العرب بحقوقهم واستقلالهم هي من باب الوطنية والقومية ووصفت الكورد عندما طالبوا بحقوقهم بعبارات تخدم المنهج العنصري مثل وصفهم بالانفصالين والمتأمرين والخونه والعصاة وغيرها مما تركت أثارها السلبية على الرأي العام العربي .
العامل الثاني : عدم الاقرار بحقوق الشعب الكوردي في حقه بتقرير مصيره و عدم الاعتراف بما يميزه من خصوصية قومية وثقافية وتاريخية ومحاولة صهر ه بالشعب العربي واعتباره جزءا من الامة العربية وهو ما رفضة الشعب الكوردي وتمسك بحقه في الوجود على ارضه التي وجد عليها منذ الاف السنين . هذا فضلا عن وجود عوامل اخرى واهمها العامل الدولي الذي تجاهل حقوق الكورد فبعد ان اقرت معاهدة سيفر لعام 1920 بحقهم في ان تكون لهم دولة مستقلة , عاد الاستعمار البريطاني ونكث ببنود المعاهده من خلال معاهدة لوزان عام 1923 التي حرمتهم من هذا الحق مما شكل نكسة لطموح الكورد في التمتع باستقلال وطنهم كوردستان اسوة بباقي الشعوب المجاورة . الا انهم لم يستسلموا للقدر و انما ظلوا في نضال مستمر بين مد وجزر .
و على الرغم من ان الكورد طالبوا بحقوقهم القومية المشروعة قبل ثورة الملا مصطفى البارزاني عام 1961 في عهد عبد الكريم قاسم الا ان هذا التاريخ يعد بداية انطلاق فاعلة للحركة التحررية الكوردية الحديثة والتي استمرت في النضال فيما بعد. و بعد سقوط حكم عبد الكريم قاسم لم يقم الحكم الجديد عام 1963 بحل القضية الكوردية بل على العكس منذ ذلك فقد قام نظام البعث الاول بتشديد القبضة على الحركة الكوردية بهدف القضاء عليها وحاول عبد السلام عارف ونظام البعث ان يضرب الكورد من خلال الحصول على فتوى دينية من السيد محسن الحكيم المرجع الشيعي الديني المعروف في النجف الاشرف الا ان السيد الحكيم رفض رفضا قاطعا اعطاء الفتوى بضرب الكورد قائلا قوله الشهير :
(( كيف نعطي فتوى بضرب من هم اخوتنا في الدين والوطن )) فباءت جهود حكم البعث بالفشل في الحصول على الفتوى المذكوره .وحينما حاول رئيس الوزراء العراقي الدكتور عبد الرحمن البزاز في زمن حكومة عبد الرحمن عارف الاقرار بحقوق الكورد من خلال مشروعه لحل القضية الكوردية انذاك فشلت جهوده بسبب وجود عقليات عربية عنصرية من العسكريين في الحكم التي اجهضت مشروع السلام في كوردستان .حيث كانت هذه العقليات الشوفينية تروج عراقيا وعربيا بان الحركة التحررية الكوردية هي مجرد حركة انفصالية وهذا مما اثر على تفكير الكثير من العراقيين والعرب واعتقادهم بهذه المزاعم الباطله .
وحين جاءت حكومة البعث الثانية في تموز من عام 1968 ادعت بانها ثورة بيضاء ولكنها لم تحقق شيئا مما وعدت به في الاقرار بحقوق الكورد المشروعة , غير انه حدثت مفاوضات بين نظام البعث والقيادة الكوردية وتمخض عن ذلك صدور بيان 11 اذار عام 1970 الذي منح الكورد حكما ذاتيا ناقصا ولم يلب كل حقوقهم ومنها استمرار بعض العقد بدون حل في القضية وبخاصة عقدة مدينة كركوك وخانقين وغيرها.
وتعزيزا للسياسة الشوفينية القمعية قام نظام البكر – صدام باكبر حملة عدوانية ضد الاكراد شملت القيام بعمليات الابادة للجنس البشري والتصفيات الجسدية ضد القيادات الكوردية وباتباع منهج خطير في سياسة التعريب وبالتهجير للاكراد الفيلية والتطهير العرقي ضد الاكراد في كوردستان .مما ادى الى انهيار اتفاقية بيان اذار في عام 1974 بسبب هذه السياسات العدوانية و هو ما دفع نظام البعث الى عقد اتفاقية الجزائر سيئة الصيت في 6 اذار عام 1975 وبموجبها فرط صدام بجزء من السيادة الوطنية العراقية على شط العرب الى ايران في سبيل ضرب الحركة الكوردية .
وحين بدأت الحقبة الصدامية الدموية عام 1979 استمر صدام بسياسته القمعية بصورة اشد من السابق وبخاصة خلال الحرب العراقية الايرانية وصار العرب والكورد معا ضحية للفكر العنصري لنظام صدام الذي ارتكب ابشع جريمة في التاريخ الحديث بضرب الشعب الكوردي بالسلاح الكيمياوي والغازات السامة في 16 اذار 1988 حين تعرضت مدينة حلبجه وكثير من القرى الكوردية الاخرى لهذه الجريمة الدولية فضلا عن عمليات الانفال التي راح ضحيتها اكثر من 188 الف مواطن كوردي لا يعرف مصيرهم حتى الان وهي بلا شك من الجرائم العمدية الخطيرة التي تستوجب العقاب طبقا لقواعد القانون الدولي .
وحين احتل نظام صدام دولة الكويت عام 1990 وما تبعها من تداعيات كبيرة بعد تحرريها في عام 1991 دخلت الحركة الكوردية في مرحلة جديده حيث انتفض الكورد في 1 اذار عام 1991 ( كما هو شأن العرب في وسط وجنوب العراق ) ضد النظام الدكتاتوري واستطاع الكورد تحرير جزء كبير من كوردستان من سيطرة النظام الفاشي وتمكنوا من الحصول على الرعاية الدولية لادارة شؤون الافليم .وقد صارت منطقة اقليم كوردستان – رغم بعض المشكلات بين الاخوة الكورد – واحة تجمع الكورد والعرب والاقليات الاخرى .كما اقر مؤتمر المعارضة العراقية الذي انعقد في صلاح الدين عام 1992 بحق الكورد في الفيدرالية ومنذ ذالك الحين وحتى الان يتولون هم ادارة وحكم اقليم كوردستان من خلال مؤسسات دستورية فتية واصبحت منطقتهم نموذجا يحتذى به في التعددية والديمقراطية .وهذا مما ادى بالكثير من العرب وحتى من ذوي الفكر الشوفيني ان يغيروا من تفكيرهم ونظرتهم للقضية الكوردية و صاروا يتعاطفون مع حقوق الكورد المشروعه لانهم عرفوا بان العراق لا يستقر الا بالاعتراف بحقوق الكورد الكاملة وان مفتاح التغيير في العراق لن يكون الا من خلال حل القضية الكوردية حلا منصفا وبالشكل الذي يقرره الشعب الكوردي نفسه وليس الحكومات .
وبعد كل هذه السلسلة التاريخية من الصراع والحروب والمأسي بين الكورد والعرب , فانني اعتقد ان الحوار بين الطرفين هو ضرورة ملحة وخاصة في الظروف الراهنة حيث ان العراق والمنطقة باسرها يمران بمرحلة تغيير شاملة و لابد للطرفين ان يتعاونا من اجل وضع اسس التفاهم والتعايش المشترك وصولا الى الصيغة المثلى لبناء علاقة جديدة مثمرة بينهما بعيدا عن تراكمات الماضي ولكننا نرى بان هناك بعض النقاط الاساسية المؤثرة في هذا الحوار والضرورية لانجاحه ويمكن ايجازها بالنقاط التالية :
1. ان نظام صدام العنصري – الدموي المتهم بهذه الجرائم الدولية لا يمكن ان يكون موضع ثقة او طرفا في الحوار الكوردي العربي بل على العكس من ذلك يجب على كل المنصفين من العرب والكورد (والاقليات الاخرى من الاشوريين والتركمان ) ان يتعاونوا معا لتقديم صدام ونظامه الى محكمة جنائية مختصة لمعاقبتة عن جرائم ابادة الجنس البشري التي ارتكبها ضدهم خلال فترة 32 سنه من حكمه الارهابي .
2. ان نظام الحكم الجديد لعراق المستقبل والذي سيتكون حتما من شخصيات عراقية متفتحة وغير عنصرية تعترف بحقوق الشعب الكوردي وبحقوق الاقليات الاخرى وبمبدأ التسامح والاعتراف بالاخر , هو المؤهل للحوار بين الكورد والعرب لصنع المستقبل .
3. ان اي حوار بين الطرفين لايمكن ان يكتب له النجاح الا اذا تفهم العرب تفهما كاملا وبعقلية متنوره قضية الاكراد المشروعة , فللشعب الكوردي – مثل باقي شعوب الارض – الحق في التمتع بحقوقه كاملة و في تقرير مصيره بنفسه واختيار نمط الحكم الذي يختاره او يناسبه سواء من خلال شكل الاتحاد الفيدرالي الاختياري ام في صورة تاسيس دولة كوردية مستقلة ( اذا سمحت بذلك الظروف الاقليمية والدولية ) . الا انه ومن خلال تصريحات القادة الاكراد وفكرة مشروع الدستور ( للجمهورية الاتحادية العراقية ) المقترحة و التي طرحت من قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني يتبين جليا بان الاخوة الكورد يرغبون في الفيدرالية كنمط للعلاقة مع سلطة المركز وهو الحل السليم في تصورنا لان اقوى الدول في العالم تنهج اسلوب الاتحاد الفيدرالي ولهذا على العرب ان يفهموا بان الفيدرالية ليست تقسيما للعراق و انما ضمان لوحدته و هي قوة له ستعزز دور القانون والمؤسسات الدستورية وهي تحقق مصلحة الكورد والعرب وباقي الاقليات معا .
4. ان الكثير من العرب يجهلون قضية الشعب الكوردي وحقوق الاقليات في العالم العربي بسبب التعتيم الاعلامي على وجود هذه القوميات ومطاليبهم القانونية وبشكل مقصود حتى ان العالم العربي اصيب بدهشة وهو يشاهد ولاول مرة من على شاشات القنوات التلفزيونية المختلفة هجرة ما يقارب مليوني كوردي عراقي نحو الجبال الحدودية تحت ظروف جوية قاسية هربا من بطش صدام وذلك في اواخر اذار 1991 وكأن العرب يشاهدون ويسمعون لاول مرة بوجود شعب اسمه الشعب الكوردي وبمأساته , الا اننا نقول للامانة التاريخية ان البعض من مثقفي العرب و زعمائهم يتفهمون بموضوعية حقوق الكورد نذكر منهم مثلا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي اعترف بهم صراحة و بحقهم في تقرير المصير وكذلك القائد معمر القذافي الذي صرح علنا ومنذ عام 1985 بان الاكراد هم امة عريقة لها الحق في تاسيس دولة مستقلة شأنها شأن الامة العربية . وهنا نود ان ننوه الى امر قد يكون خافيا على الكثير من ابناء الشعب العراقي وهو ان جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال ملك الاردن وفي الفترة الاخيرة من حياته كان متفهما لاهمية وخطورة القضية الكوردية على مستقبل العراق اولا وعلى المنطقة العربية ثانيا فشجع على طرح حل للقضية الكوردية والعراقية وذلك باعتماد نظام الفيدرالية في كوردستان العراق وقام بمحاولات جادة في هذا الميدان عام 1995 من خلال الدعوة الى عقد مؤتمر يضم الاطراف العراقية المعارضة لنظام صدام في عمان لغرض مناقشة هذه الفكرة والاخذ بها الا ان جهوده واجهت معارضة قوية من النظام الصدامي وبعض الاطراف الاقليمية , وبسبب من تداعيات المصالح الاستراتيجية والاقتصادية اجهض مشروع جلالة الملك الراحل .
5. ان العالم الاسلامي يتحمل قسطا كبيرا في الاسهام بدعم القضية الكوردية وتعريف الرأي العام الاسلامي بها لان الغالبية الكبرى من الكورد هم مسلمون ومن غير المعقول ان نشهد تعاطفا اسلاميا مع قضية الشيشان والبوسنه وكوسوفو في اوربا بينما يعاني الكورد الذين يعيشون في قلب العالم الاسلامي من تهميش لقضيتهم وهم الذين لعبوا دورا فاعلا في نشر الاسلام وحماية مقدساته مما يجعلهم يستحقون الاعتراف بحقوقهم من قبل الدول الاسلامية وفي ان يكون لهم على الاقل تمثيل في منظمة المؤتمر الاسلامي .
6- وتقع ايضا على الكورد مسؤولية كبيرة في توضيح قضتهم العادلة والمشروعه للرأي العام في الوطن العربي كافة و افهام الجميع بانهم امة عريقة وكبيرة لها تاريخ طويل في المنطقة وهم امة مغبونه تاريخيا ومجزأه بين دول متعددة , اثنان منها عربية وهما سوريا والعراق , و ان لها الحق مثل الامة العربية في العيش على ارضها والتمتع بحقوقها المشروعة وان على العرب عدم التخوف من قيام الفيدرالية او الدولة الكوردية و ذلك لان من مصلحة الامة العربية ان تكون بجانبها امة كوردية قوية ومتماسكة ومحررة تساندها في السراء والضراء .
و نعتقد بان هناك وسائل متعددة يمكن ان تساعد الكورد في طرح قضيتهم العادلة ومن ذلك مثلا عقد سلسلة حوارات مع القادة والمفكرين والمثقفين العرب والانفتاح عليهم من خلال جميع الوسائل الاعلامية كالانترنيت والصحافة والفضائيات وتنظيم المؤتمرات والزيارات للعرب وغيرهم لكوردستان لابراز قضيتهم والتعريف بها وبانهم يشكلون السند و العمق الاستراتيجي للعرب .
7- ان اي حوار يتعلق بمستقبل العراق عامة و بمنطقة كوردستان خاصة سيكون اكثر فاعلية ونجاحا باشراك الاقليات الاخرى التي تعيش بتاخي وسلام في المنطقة كالاشوريين والتركمان حيث لا يمكن اغفال دورهم ماضيا وحاضرا في العراق الجديد القائم على التعددية ودولة القانون.
و نستخلص من كل ما تقدم بان اي حوار لا يكون مجديا الا من خلال الاحترام والاعتراف بالاخر وبخاصة حقوق الكورد والتركمان والاشوريين كما لا بد للعرب في العراق اولا وفي الوطن العربي ثانيا ان يتفهموا حقيقة وجود وتاريخ الكورد في المنطقة و بان الشعب الكوردي في العراق هو جزء من الامة الكوردية وهو ليس جزءا من الامة العربية كما ان الكورد ليسوا بمستوطنين جدد و انما هم اصحاب ارض منذ الاف السنين وحتى انهم اقدم من الاقوام المجاوره لهم مثل العرب والفرس والترك .وبرأي ان الحوار السليم بين الكورد والعرب يجب ان يقوم على هذه المبادئ التي ذكرتها اعلاه و يجب ان يدركها العقل العربي ويعترف بها وبدونها لا يكتب لاي حوار النجاح .