أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي














المزيد.....

أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 689 - 2003 / 12 / 21 - 09:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في خطاب علني مرتجل منتصف الثمانينات قال الدكتاتور  وهو يتحدث إلى مجموعة من قيادات حزبه حاثا إياهم على تقبل العيش في أسوأ وأحلك الظروف قائلا: تعلمت من نابليون حكمة تقول ان "على القائد أن يتعلم المشي في ذروة مجده".

وفكرة المشي حافيا لإمبراطور عراقي في ذروة مجده وحكمه هي أحد مفاتيح الدخول الذهبية إلى أعماق الدكتاتور وهي الفكرة التي صبغت  دولة وحزبا ومرحلة وبشرا.

وهذه الفكرة هي الوجه الآخر لعالم الدكتاتور الداخلي أو صورته عن نفسه اليوم وغدا لأن " المشي حافيا" أمر ليس هواية بل هو فن إدارة الدولة والحزب والمستقبل: بمعنى أوضح الطريقة التي تبدو فيها هذه القوى ـ الحزب والدولة  والدكتاتور ـ في ظروف زلزالية قد تقذف بالجميع خارج المنازل والمدن والنفوذ والقوة.

وهاجس المشي حافيا( لا أدري ان كانت صورة هزيمة نابليون في "واترلو"  ماثلة في ذهنه مع موسيقى جنائزية نحو منفى بارد؟!) ليس هاجسا نفسيا فحسب، انما هو هاجس سياسي أولا وأخيرا.

 وحسب هذا التصور مطلوب من الحزب أن يغوص، في قمة مجده في عالم السرية، كي لا يجد نفسه يوما في مواجهة أحداث غير مستعد لها: هذا هو أحد الأسباب ـ ليس السبب الرئيسي ـ الذي جعل الدكتاتور يبني دولة سرية في مواجهة الدولة التقليدية، والجيش الخاص في مواجهة الجيش التقليدي، والأمن الخاص، والحزب الخاص، والعشيرة الخاصة، والحزبي الخاص، والمدن الخاصة ـ حيث توجد مدن حزبية مغلقة ! ـ والمشفى، والراتب، والشيخ، والجنرال الخاص ..الخ ... في مواجهة  نقائض هذه القوى التقليدية.

لذلك فإن الذي دمر في كل تلك الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية ـ بما في ذلك الحرب الأخيرة ـ هو الدولة التقليدية، والجيش التقليدي، والمؤسسات البوليسية التقليدية، في حين غاصت دولة المافيا، دولة الحزب السري، دولة العصابة، في الأنفاق، وفي عوالم سرية معدة سلفا حتى قبل خطاب الإمبراطور الحافي.

إن السلطة الجديدة، في ضوء الطريقة التي تم فيها التغيير، لا تحكم سوى أجزاء ممزقة  فوق سطح الأرض وستظل إلى أمد بعيد، أما عالم ما تحت الأرض فهو لدولة الأجهزة السرية.

وهذه( الدولة) كانت معدة وجاهزة بحكم التكوين النفسي للدكتاتور وهواجسه، للغوص في عالم العتمة الباردة، عالم الأنفاق، عالم الأشباح. فهي في ذروة السلطة كانت غاطسة في السرية: فالقيادات الحزبية والبوليسية العليا تعيش في مجمعات سكنية محظور على المواطن العادي دخولها ناهيك عن السكن فيها، وهؤلاء يحملون أسماء حزبية خاصة سرية، ولهم مستشفيات خاصة، بل لهم مقاهيهم ونواديهم وحدائقهم الخاصة. كل شي خاص، بما في ذلك سجونهم الخاصة التي كانوا يعاقبون فيها دون أن يدخلوا سجون( العامة) لأن ذلك يعتبر إهانة.

هذه الازدواجية: بين دولة علنية تحكم مزقا من سطح الأرض، ودولة مافيوية سرية  تحكم عالم تحت الأرض، ستطبع صورة الأيام القادمة بدم عراقي  يسكب في الشوارع حسب نبوءة إمبراطور حافي القدمين،
 وحافي الضمير!.



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 3 ذهنية القبو الحزبي
- أوهام القبض على الدكتاتور2 ، القمل موجود في رؤوس الآلهة
- أوهام القبض على الدكتاتور 1 وهم المعنى الوحشي للشجاعة
- من خطاب تبرير الحرب إلى خطاب تبرير الخراب
- أحزان العمة درخشان
- نهرب ونسمّى منقذين،ونخون ونُعتبر أبطالا
- الحروب السعيدة
- المنشق والمؤسسة والراقصة
- سجناء بلا قضبان
- الصحافة الالكترونية وسلوك الزقاق
- آخر طفل عراقي يبكي غرناطة
- قتلى الورق أهم من قتلى الشوارع
- مكتشفو السراب
- ذهنية السنجاب المحاصر
- حين يختزل الوطن بمسميات
- رائحة الوحش
- محمد شكري وعشاء الثعالب الأخير
- الزعيم الغائب
- زمن الأخطاء الجميلة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي