|
الطائفية في الكويت ،هل من حل
عمار ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 10:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يحق للأستاذ فهد راشد المطيري نقد الطائفية في مقاله "عدنان عبد الصمد وتجمع ثوابت الأمة"في عدد جريدة الجريدة235 ،فهي من أكبر مشاكل العالم العربي.ولكن السؤال لماذا سوق الطائفية والأصولية مرتفع بشكل كبير.ولماذا هي ظاهرة عامة في عالمنا العربي.ولماذا تشكل المشاركة في تأبين عماد مغنية مشكلة تهدد الوطن. لا شك أن الوطن لا ينبني على الطائفية فهي حين ذاك مصدر دماره،ولا ينبني كوطن لجميع أفراده إلا حين يتخلوا عن كل تمثيل خاص و تمثيل أبناء الأمة بأكملها.ولذلك ليس من الممكن إلاّ رفض كل دعوة ما دون الوطنية وأيضاً كل دعوة لا تحصّن حقوق المواطنين بمجموعة من الحقوق والحريات العامة. وبالتالي ليس من وطن إن افتقد أفراده حريتهم كما أنه ليس من وطن إن استعمر.الدعوة إلى تأبين مغنية تكون مشكلة طائفية إن اقتصرت على أفراد من طائفة سياسية محددة ،وتكون قضية وطنية إن كانت على قدم المساواة لكل من يقتل في إطار الصراع مع المستعمر. مشكلة الطائفية هي مشكلة البنية المتخلفة بامتياز حيث تفرز بصورة مستمرة نزعات اجتماعية ما دون الوطنية وتشتد هذه النزعات حين يتراجع دور الدولة بالإضافة للقوى الحداثية .وهو ما يفرض علينا الإجابة عن سؤال محدد: لماذا هذا التراجع المريع للدولة أمام المتشددين طائفياً وكأنهم يتحولون إلى مشروع دولة يحل محل الدولة القائمة.أليست قوة الإسلاميين الآن في الكويت تهدد مستقبلها،ثم أليس كل دعوة فوق الوطنية أو ما قبلها تقع في المحذور،أقصد التضحية في الوطن من أجل الأمة أو العالم أو من أجل القبيلة أو الحزب السياسي الطائفي. لا يمكن تجاوز مشكلة الطائفية ما دامت الدولة تحتضن في داخلها مؤسسات تستبطن الطائفية،وبالتالي وكرد فعل سيكون هناك دائماً نزوع طائفي عند من ينتمون لمذاهب أخرى،وكذلك من يحرم من الاستفادة من الدولة وإن كان من نفس المذهب وعندها ستكون الأصولية هي المشكلة.الطائفية أو الأصولية، يمكن تجاوزها حين يتم تجاوز البنية المتخلفة.فهل هذا ممكن. أشير هنا، أن الطائفية في الكويت جزء من ظاهرة عربية وكونية.المقابل لها ستكون ظاهرة محلية منبثقة من الكويت وتنتمي إلى فضاء عربي وعالمي ،وهو ما نقصده بالحداثة المجتمعية.وبالتالي سيادة منظومة عالمية تُعلي من شأن الأفراد والجماعات بحيث تكون على قدم المساواة والعدل والحرية.وطبعاً هذا مستحيل في شروط عولمة متوحشة وبنية اجتماعية منقسمة ، تكاد تلج بحر الدوران في رؤى ماضوية تنعزل عن العالم الموحد لتدخل فيه فقط من بوابة الحدود المطلقة والاختلاف الماهوي الديني أو العرقي أو صدام الحضارات أو الأديان وهو ما يدعّم قوى الدمار والموت ،الكثيفة الحضور في عالمنا العربي. الإشارة لنقد مزدوج لكل الجماعات الطائفية هو الفعل الصواب حيث يتم توزيعه بالعدل،وبذلك يبني الفكر مقوماته الحداثية بعيداً عن التصادم مع المجتمع وعبر التصادم المفروض مع الجماعات الطائفية ؛ فالأخيرة ظاهرة طارئة ولكن المجتمع بتمذهباته وأديانه ظاهرة دائمة وثابتة .وهي تتعايش مع كل ظواهر العصر الحديث وتستفيد منه بكل الأشكال الممكنة.وبالتالي، بناء وطن ذو معنى هو بناء آلية سياسية تتيح لكل أفراده التعبير عن حاجاتهم وآمالهم عبر قوانين وتشريعات وبكفالة الدستور حول منع القوى الطائفية من تهديد حرية الآخرين وحرية الوطن. التعارض بين حرية الفرد والوطن الذي يشير إليه المطيري بالقول"أليس مفهوم الحرية أثمن من مفهوم الوطن؟ قد يعيش الإنسان حراً بلا وطن، لكنه لن يطيق العيش في وطن بلا حرية!" هي مسألة كثيراً ما كانت تتم على حساب الفرد ولكن ليس لمصلحة وطن وهنا المشكلة بل لمصلحة أفراد من طينة أخرى . وبالتالي أتفق تماماً مع المطيري في أن حرية الأفراد تحتمل إمكانية بناء وطن كما فهمت ولكن العكس يرسخ فقط وجود رعايا يجب الحظر عليهم. أي أن السعي من أجل وطن حر هو ما يميز البشر الأحرار ويدل على إنسانيتهم ولذلك يقدم فهماً خاصاً عن الوطن والحرية والفرد ويقف السيد المطيري ضد الطائفية من أين أتت.وإذ اتفقت معه بخصوص حرية الأفراد أولاً ثم حرية الوطن فإنني أكرر السؤال هل بالعقل يمتلك الأفراد حريتهم إن استبد بهم الوطن .أم يكتسبون حريتهم بالعيش في وطن يحترم حرية أفراده ويصونها،وهل من الممكن أن ينتقل كل سكان الوطن المستبد إلى الوطن الحر. وهل هناك أوطان حرة تستوعب الأفراد المنتقصي الحرية. وإذ كان الأمر غير ذلك.هل يقصد الكاتب أن الحرية لبعض الأفراد والآخرين يمكنهم التعايش مع الاستبداد.ربما تتطلب هذه القضية بحثاً منفصلاً. يمكن امتلاك الحرية الفردية على مستوى الفكر دون أدنى شك، حيث قال هيغل بان الحرية وعي الضرورة.وبالتالي الحرية مقولة أكثر قيمة من مقولة الوطن ولكن البشر لابد من أن يعيشوا في وطنٍ ما.وإذ بقي الظلم في وطن آخر هل نكون مالكين لحريتنا. ربما يعتبر البعض أن هذه الأسئلة أخلاقية وتتجاوز موضوع النقد ،ولكنني أرى أنها في أساسه وهي أساس للسياسة وبدونها لن يكون هناك عالم حر أو وطن حر أو أفراد أحرار.
#عمار_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واقع الكتاب العربي جزء من أزمة الواقع العربي
-
في آفاق المسألة الفلسطينية
-
ضرورة النقد ضرورة العقل
-
في نقد المعارضة السورية: ضرورة الانسحاب لا التجميد
-
لسنا أصحاب ضمير أو عقل
-
ماذا يفعل بوش في المنطقة
-
حوار مع الأستاذ مازن كم الماز- من أجل استنهاض جديد لقوميات ا
...
-
بعض أزمات سوريا في العام 2007 وبداية 2008
-
بعض من أخطاء إعلان دمشق
-
حركة كفاية والاحتجاجات في مصر
-
سوريا تودّع مفكرها الأهم المفكر عصام الزعيم
-
في آفاق الحوار المتمدن
-
دولة واحدة ديموقراطية أم دولة ديموقراطية علمانية
-
المشكلة في الدولة الصهيونية
-
قراءة في أفاق المسألة الفلسطينية
-
من أجل دولة ديموقراطية علمانية
-
مواليان يخدمان الهيمنة
-
في ضرورة تصويب المفاهيم ... حوار مع الدكتور حيدرعيد في مقالت
...
-
هل الاختلاف حق مطلق؟
-
مقابلة مع المفكر السوري عصام الزعيم
المزيد.....
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|