|
الغنوشي يكفر أوردغان
أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 10:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الإسلامي برئاسة الأستاذ طيب رجب أردوغان-رضوان- بثورة إسلامية مباركة لتجديد ديننا الإسلامي وتنقيته من الشوائب التي لحقت به أو العقوبات الشرعية التي فات زمانها ... عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم ، يبعث الله على كل رأس مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمور دينها ودنياها. وها نحن على رأس الألفية الثالثة الميلادية،وقد أرسل لنا طيب رجب رضوان ليقوم بهذه المهمة الإصلاحية الجليلة. فمنذ سنتين كلف هذا المصلح الموهوب رئيس مكتبه ووزير الشؤون الدينية لتنقية تراثنا الفقهي من الأحكام التي ابتكرها الفقهاء لزمانهم ولكنها لم تعد صالحة لزماننا وتطهير الأحاديث النبوية الشريفة من الأحاديث المكذوبة، وما أكثرها ،حتى سماها الشيخ محمد الغزالي-رحمه الله- في كتابه "السنة" (ركام الأحاديث) التي ترهقنا بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان. وبعد ما نسخ الشيخ حسن عبد الله الترابي أحكام آيات القرآن التي لم تعد صالحة لزماننا مثل آية عدم المساواة بين المرأة والرجل في الشهادة أمام القضاء ،وآية عدم المساواة في الإرث وغيرها من الآيات مثل"سدرة المنتهي" التي قال شيخنا الترابي أنها لا وجود لها ... ها هم الإخوة الأتراك في "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي بعد سنتين كاملتين من البحث والتنقيب ينفضون الغبار على الأحاديث لتطهيرها من الأحاديث الموضوعة أي المكذوبة المعادية للمرأة مثل "المرأة ناقصة عقل ودين" أو الحديث السادي الذي لا يمكن للمبعوث رحمة للعالمين الذي قال عن النساء"النساء شقائق الرجال" أي مساويات لهم في الحقوق والواجبات أن يقول:"شاوروهن وخالفوهن" والمعروف أن رسولنا الكريم شاور أم المؤمنين ،أم سلمة،في أكبر أزمة تعرض لها الإسلام الوليد "صلح الحديبية" وعمل بمشورتها التي أنقذت الإسلام من هلاك محقق. وقد أصدرت وزارة الشؤون الدينية التركية في آخر سنة 2007 خمس مجلدات من الأحاديث المدسوسة،وألغت أحكامها التي شوهت ديننا الحنيف. وقد قالت مجلة "جون أفريك" أن هذا العمل الإصلاحي الهائل "سيغضب الإسلاميين الأكثر تزمتاً وانغلاقاً" وفعلاً صدقت النبوءة، لكن هؤلاء "المنغلقون " لم يظهروا في تركيا، لحسن الحظ ،بل في لندن. واسمهم حركة "النهضة" وبالتحديد ،رئيسها إلى الأبد، راشد الغنوشي . فقد نشر مقالاً في صفحة "بريد القدس العربي" وقعه-كعادته- من "شيكاغو". وليس مصادفة أن ينقل نفسه،على بساط الريح،من لندن إلى شيكاغو بلاد عصابات الأشرار، والطيور إلى أمثالها تطير. تعليق خفاشنا التونسي هو بعنوان"الأتراك سيشربون الجعة من غير كحول" 10 مارس 2008 ص 19 جاء فيه:"نشرت القدس العربي،وعلى الصفحة الأولي يوم 28 فبراير 2008 خبراً مفاده أن الحكومة التركية ترعى مشروعاً لتقديم "فهم عصري للإسلام من خلال إلغاء قوانين وأحاديث نبوية. إلغاء النص:لايوجد في الفقه الإسلامي شيء اسمه "إلغاء النص" لكن يوجد "تعطيل أو وقف العمل بالنص" فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أوقف العمل بزواج المتعة وقد كانت سنّة مشروعة ،كما أوقف العمل بدفع نصيب الزكاة المفروض للمؤلفة قلوبهم. وهذا نص قرآني. هذا الأمر منوط بالخليفة وليس العلماء والفقهاء،كما أنه يجب الرجوع إلى العمل بالنص عند انتفاء الظروف الموجبة للتعطيل" أولاً نسجل أن الغنوشي،الذي كان إلى السنوات التسعين على الأقل يعتبر نكاح المتعة زنا،أقر أخيراً بشرعية زواج المتعة،رغم أن البخاري أورد أحاديث صحيحة ناسخة له!وثانياً،الغنوشي يفترى على الإسلام وأمير المؤمنين عمر كذباً. فالآيات المنسوخة في القرآن الكريم نسخت أحكامها إلى الأبد. وحق المؤلفة قلوبهم في الزكاة نسخه أبو بكر رضي الله عنه إلى الأبد. انظر تفسير الآية في تفسير الإمام الطبري، وحتى آية الفيء "وما غنمتم من شيء" نسخها عمر بن الخطاب وعلى ابن أبي طالب ومعاذ بن جبل إلى الأبد،واعترض على نسخها بلال بن رباح والزبير بن العوام رضي الله عنهم جميعاً.(انظر كتاب الخراج لأبي يوسف صاحب أبي حنيفة ص 18)،وآية وجوب كتابة العقود "وإذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه" نسخها أصحاب المذاهب الأربعة وعوضوا العقد بالشهادة المقبولة في الديون إذا لم يكن فيها عقودا. والحديث الذي حرم الزكاة على آل البيت نسخه الشيخ أبو أحمد الونشريسي، من فقهاء القرن التاسع إلى الأبد،والآيات التي نسخها الترابي نسخها إلى الأبد. ويكذب الغنوشي مرتين: مرة عندما يدعي أن الخليفة وحده وليس العلماء ،هو الذي يحق له نسخ الكتاب والسنة،فالأئمة الأربعة ليسوا خلفاء،والونشريسي ليس خليفة،والشيخ حسن الترابي ليس خليفة،ومع ذلك نسخوا القرآن والسنة، ويكذب مرة أخرى على تركيا الإسلامية،تركيا طيب رجب رضوان قائلاً:"يرى الغربيون أن الحدود في الإسلام قاسية مما دفع تركيا اليوم إلى إلغاء عقوبة الإعدام من أجل كسب رضا الغرب،لا يحق للمسلمين إلغاء الحد،فمحمد عليه الصلاة والسلام قال"لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"وهذا الحديث الظرفي قاله صلى الله عليه وسلم إثبات المساواة بين الأغنياء والفقراء في الحدود. هل نسخ الشيخ حسن عبد الله الترابي، صديقه الحميم وشيخه الذي له عليه سلطان مبين خمس آيات قرآنية، كان "إرضاء للغرب" كما يزعم بالنسبة إلى الرئيس رضوان؟! أم استجابة لحاجة الأمة الإسلامية في أن تكون معاصرة لروح عصرها، لا منبوذة بين الأمم؟؟!! ويعترض الغنوشي على إلغاء تركيا الإسلامية بقيادة حزب العدالة والتنمية الإسلامي لعقوبة الزنا وعقوبة الإعدام وإعطاء المسلم الحق في تغيير دينه طبقاً لأحكام القرآن"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". فلماذا سكت عن إلغاء الشيخ الترابي ،عندما كان شريكه في السلطة في السودان في السنوات 1990، حكم آية منع زواج المسلمة من المشرك الذي أباحه الشيخ الترابي وقال إن من حق المسلمة أن تتزوج يهودياً أو مسيحياً أو وثنيا ًمن جنوب السودان؟ هل نسخ الأحكام حلال في السودان،عندما يحكمه الترابي والغنوشي،وحرام في تركيا،عندما يحكمها طيب رجب رضوان؟ ما هذا التناقض الجنوني يا شيخ "النهضة" الكسيرة الجناح؟ وصدق من قال :"لكل داء دواء يستطب به،إلا التطرف أعيا من يداوية" . وكعادته يختم الغنوشي تعليقه بتكفير الأتراك. جملة وتفصيلاً عطفاً على تكفير المتزمتين من فقهاء الظلام في العصور الوسطى لقاضي قضاة قرطبة ابن رشد رضي الله عنه . فيكذب : " يريد الأتراك إدخال الفلسفة الغربية على الإسلام ليصير مقبولاً عند الغرب. وهذا ما فعله بعض الفلاسفة المسلمون فكفروا وهذا أيضاً ما فعلته الكنيسة في أنطاكيا في أول ظهور الديانة المسيحية حيث أدخلوا الفلسفة اليونانية على الدين المسيحي مما جعل أحد المفكرين الغربيين-لا أذكر اسمه ولا اسم كتابه للأسف- حيث قال"لا يوجد اليوم دين مسيحي". ألا لعنة الله على الكاذبين. الغنوشي مازال يواصل كل يوم في "بريد القدس العربي" حملة الافتراء على جميع الحكومات العربية، على دول الخليج والسعودية،وعلى المغرب والجزائر،وحتى على ليبيا. فهو كالكلب العقورفعندما لا يجد من يعضه يعض ذنبه،والعياذ بالله. ولنا لذلك عودات وعودات لفضح افتراءات هذا المفترى الذي لم يعرف له تاريخ الإسلام مثيلا في الافتراء والدس والتحريض على التكفير والفتنة النائمة"لعن الله من أيقظها".
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غلق المساجد
-
رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
-
دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين
-
رسالة إلي يهود باراك: إذا قتلت هنيه فقد قتلت السلام
-
قائد من حماس: يدين إنقلاب ميليشيات حماس
-
الغنوشي يهددنا
-
الغنوشي يتحدي مفتي السعودية
-
خفاش تونس :مطرود من السعودية
-
الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية
-
بشائر عام سعيد
-
لا لخفافيش الإرهاب: لا ترحل يا ساويرس
-
المشروع الطالباني دموي
-
دفاعاً عن مفتي السعودية :ضد الإرهاب
-
دفاع جبان عن القاعدة
-
سمكة الإرهاب تختنق
-
على غرار تونس:شجعوا المعارضة الديمقراطية البناءة
-
د. سعد الدين إبراهيم:لم يفقد عقله
-
المتأسلمون مجانين دمويون
-
حادثة جديدة من مسلسل كريه: الأقباط مستهدفون
-
ثعالب المتأسلمين تجندوا: لتقويض حكومة الوحدة الوطنية
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|