أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم خطاوي - ليس الحزب الشيوعي العراقي وحده الذين ابتهجوا بالقبض على الطاغية - تعقيب حول موضوع السيد عصام شكري















المزيد.....

ليس الحزب الشيوعي العراقي وحده الذين ابتهجوا بالقبض على الطاغية - تعقيب حول موضوع السيد عصام شكري


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 689 - 2003 / 12 / 21 - 09:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 تعقيب حول موضوع السيد عصام شكري ( الرايات الحمر – حول الظهور المتكرر لرايات الحزب الشيوعي العراقي في قناة CNN ابتهاجا بالقبض على صدام ) المنشور في صفحة الحوار المتمدن يوم 19-12-2003

  أقول بأن للسيد عصام شكري الحق كله أن يعبر عن وجهة نظره , سواء فيما يخص الموقف من أمريكا  وسياساتها , أو من قوات التحالف التي تحتل العراق حاليا . كما أن له الحق كله أن ينتقد هذه القناة أو غيرها , ولو أني أجزم قاطعا بأنه لن يفعلها مع تلك القنوات التي تحاول تسويق سياسة النظام المقبور .

 وقد بادر محمودا على تذكير القراء بما يعرفوه سلفا من أن قناة أل CNNالأمريكية هي الأكثر تعصبا للسياسة اليمينية للولايات المتحدة .

  ولكن ليس من حق السيد عصام ولا غيره أن يكيل التهم الجاهزة والتجني على الآخرين دون حقائق .

بداية أقول بأن ليس من ذنب الحزب الشيوعي العراقي أن تبث قناة تلفزيونية مشاهد لرفاقه وأصدقاءه وهم يبتهجون برحيل الطاغية . خصوصا وأن زمن القهر والعبودية قد ولى , والناس , بما فيهم القنوات التلفزيونية , حرة . ودعايات قناة العربية والجزيرة خير شاهد على ما أقول . كانت المشاهد عفوية فعلا , وقد كانت بعد زمن قصير من سماع الخبر . كما أن الصحف الرئيسية في السويد ( AFTONBLADET- EXPRESEN) قد نشرت وبالمانشيت العريض صور لمر اسليها من بغداد , وفيها صور الشيوعيين العراقيين وأعلامهم الحمراء ,. كما نشروا لقاءا مع إحدى الرفيقات التي فقدت 11  فردا من اخوتها , وأبيها , شهداء على أيدي نظام صدام .

 لا أدري ما الذي يغيضك أيها السيد عصام ...!

 هل هو فرح الشيوعيين العراقيين وابتهاجهم بسقوط الطاغية ؟

أم بث القناة الأمريكية لفرحهم وابتهاجهم ؟

وبمقدار تعلق الأمر بالفرح والبهجة , أود أن أخبرك بأن الذين ابتهجوا وفرحوا وهللوا , هم الملاين من أبناء الشعب العراقي . ولك الحق أن تصدق هذا أم تستمر بقناعتك , وأنت حر في هذا , وستكشف لك الأيام الحقائق .

 تعداد الشعب العراقي معروف , وهو لا يتجاوز أل 25 مليون . ومن خلال الحساب البسيط للملاين الثلاثة التي أجبرها النظام المقبور على ترك الوطن , ثم أضف لها ما شئت من أمهات اليتامى والثكلى وقتلى الحروب وعائلات شهداء القبور الجماعية والمعارضين والناس عامة , الناس الذين سحقهم هذا الطاغية ونظامه .

 إن هؤلاء هم الأكثرية الساحقة من الشعب العراقي . الأكثرية التي ترفض الاحتلال , ولكنها لن تنخدع بأن أيتام صدام والمرتزقة الذين يريدون ويحلمون بعودة ذلك الزمن الذي ولى , هم مقاومة .

 الحقيقة يا سيد عصام بسيطة وسهلة لمن يريد أن يدركها , فقد كان للطاغية ألوف مؤلفة من الذين يحرسوه ويسبحوا بحمده . وقد أغدق على هؤلاء بالنعيم واليسر. فكانت أحدث الحاصدات الزراعية والماكينات في حقولهم , وكانت الوزارات والمناصب المهمة من نصيبهم , وكانت خزائن الدولة مباحة لهم . وهؤلاء كانوا قلة على حساب ملايين الشعب الذي كان يعاني . واليوم وبعد زوال الطاغية , فأن هذه القلة لا تريد أن ترى مجدها الغابر وقد ولى , تماما كالمأجورين والمرتزقة في البلاد العربية والعالم , الذين كان ينفق عليهم النظام من أجل تبيض صورته, وقد ماتوا كمدا اليوم وهم يروه ذليلا خانعا .

لماذا تستكثر على الشيوعيين العراقيين تسميتهم بالجماهير ! أليسوا هم وجماهير القوى الوطنية الأخرى , وهي كثيرة , من ناهض نظام البطش والإرهاب , وقدم القرابين في سبيل الحرية ؟

   صحيح أن الحرية جاءت بفعل قوى خارجية , ولكنك تتوهم بأننا كنا يومها نسمع أغاني أم كلثوم والنظام يصول ويجول . أود أن تستفسر قليلا عن المعارك أل بطولية التي خاضها وببسالة أصحاب الرايات الحمر ضد جيش ومرتزقة النظام الذي ولى .

 لقد قاتل ألوف الشيوعيون العراقيون , عربا وكردا وتركمانا , مسيحيين ومسلمين وصابئة , وآخرين , عبر فصائل البيش مركه ( الأنصار ) , ولمدة تزيد على العشر سنوات . وفي نفس الوقت قاتل أبطال شيوعيون آخرون نظام الأبارتيد في بغداد والمدن الأخرى . وما عليك سوى أن تفتح صفحة الحزب الشيوعي العراقي عبر الانترنيت لتطلع قليلا على ذلك , عبر الرائعين والمناضلين والزهور الجميلة لبنات الحزب الذين ذهبوا شهداء في طريق الوطن الحر والشعب السعيد .

إن هؤلاء الذين قارعوا الدكتاتورية وبقوا أحياء , هم الذين كانوا يرقصون , ومعهم الملاين من العراقيين في داخل الوطن وخارجه وكذلك الشرفاء والطيبين في كل أنحاء العالم .

ولا أدري ما هي الأسس والمعايير التي استندت عليها في محو صفة الشيوعية عن هؤلاء في قولك ( برأي لا علاقة لهؤلاء بالشيوعية ) .

 وإذا ما علمنا بأن الحزب الشيوعي العراقي كله قد فرح وابتهج فأنك بالتأكيد ستقول أن لا علاقة للحزب الشيوعي العراقي بالشيوعية .

 دعك عن الملاين من العراقيين الذين عبروا عن فرحهم راقصين , فأنك بالتأكيد ستخونهم وتتهمهم بالعمالة .

إنك يا سيد عصام تظن خاطئا بأن اليساريين التقليدين وبحكم عداءهم للسياسة الأمريكية سيقفون متضامنين مع الطغاة .

يجب التميز بين موقف الناس المتذمرة من السياسة الأمريكية في أماكن مختلفة من العالم وبين الموقف من النظم الدكتاتورية التي حاولت أن تخدعنا بعدائها الكاذب للإمبريالية , إذ كانت تنتقدهم في الصباح وتتبادل معهم القبل والكؤوس في المساء .

لم يتقافز أحدا حبا وحبورا بأمريكا , بل فرحة بنهاية الطاغية .

 وليس من حقنا أن نقول لكل من ذاق القهر والجور أن لا يفرح بيوم نهاية الطاغية .

لقد كان محظوظا بأن الأمريكان قد مسكوه . إذ لا يمكن لأحد أن يتخيل المصير الذي كان سيلاقيه , لو مسكه أبناء العراق ( استثني من استفاد يوما وكسب بغير حق في زمنه , والمخدوعين وإلى اليوم بشعاراته الديماغوجية ) .

أنت تقول بأن الكثير في العالم أذهل لمرآي صدام منهارا , ومعك الحق كله , لأن هذا المارد والطوطم المزيف كان ينفخ في نفسه وفي بطولاته وقد خدع الكثيرين بذلك . .

 ثم تقول ( بأن اليساريين والتحرريين قد استغربوا لمرآي الشيوعيين العراقيين وأرجلهم تخف على حس الطبل الأمريكي , بينما يعاني الملاين من العراق من الآثار المدمرة للسياسة الأمريكية من انعدام الأمن ووسائل الحياة وانهيار المجتمع ومجهولية مستقبلهم ) .

هذه المرة لم تكن منصفا يا سيد شكري أيضا , فالشيوعيين العراقيين قد عارضوا الحرب , وخرجوا في مظاهرات كبيرة وكثيرة في أنحاء العالم ضد الحرب قبل وقوعها .

 ولم يكن هذا الموقف استعراضيا , بل موقف تبنته منظمات الحزب ورفاقه , وبقناعة ودراية .

 ومعروف موقف الحزب وعدم مشاركته باجتماعات المعارضة العراقية في الخارج , قبل وقوع الحرب , وهو بأن الذي يزيح النظام هو الشعب العراقي وهي مسؤليته , وللأسف لم يحظى موقفه بالقبول . وحصل الذي حصل .

 وهنا أود أن أوجه لك سؤالا منطقيا :

ما الذي تطلبه من الحزب الشيوعي العراقي ! هل يبقى مكتوف اليدين متفرجا على الأحداث بعد أن أصبح الوطن تحت الاحتلال , والنظام قد انهار, بعد هزيمة صدام ورجال حزبه ؟

هل يتكاتف مع أعوان صدام والمرتزقة للقتال في سبيل إعادة مجد البعث الذي ولى والى الأبد ؟

هل يعبر عن معارضته للاحتلال بالسلاح , في وقت أعربت فيه العشرات من الأحزاب والمنظمات الوطنية والمرجعيات الدينية عن معارضتها للاحتلال , وعلانية , وعبر أساليب مدنية مشروعة ؟

هل كان الحزب الشيوعي العراقي السبب في الحروب والويلات والمآسي ؟

من الذي سد جميع الدروب في وجه التغير والإصلاح ؟

أليس طارق عزيز لا غيره من قال بأن هؤلاء الذين في الخارج كلهم عملاء , وأنكر وجود أي معارضة .

أليس شيوعيي العراق جزء من الشعب العراقي , وهم يعانون مثل بقية الناس من الأوضاع الحالية ؟

من الذي قال لك بأن انعدام الأمن سببه السياسة الأمريكية وحدها !  أليست أعمال تخريب الكهرباء والماء والطرق وسكك الحديد والنفط مسبب لانعدام الأمن أيضا ؟

لقد انهار مجتمعنا منذ سنوات طويلة بسبب السياسة الاستبدادية والتخريب الذي أصاب المجتمع ولم يكن يوم التاسع من نيسان هذا العام بداية المأساة .

كنت أتمنى لك أن تكون معي وأنا العائد في تموز هذا العام لزيارة وطني بعد 25 عاما وكيف ذهلت وفجعتني الصدمة وأنا أتطلع لمدينتي التي تحولت إلى خرائب . تصور مدينة تقارب النصف مليون لم يتم فيها بناء معلما واحدا وخلال ربع قرن . كنت أتمنى أن ترى الجهل والأمية والتخلف التي فتك بالشعب العراقي ...........

أريد أن أطمئنك يا سيد شكري بأن الحزب الشيوعي العراقي لم يتغير عن مواقفه ونضالا ته . وهو يكافح اليوم سوية مع باقي أبناء الشعب العراقي , وهم الأكثرية, من أجل استرداد السيادة الوطنية , ومن أجل الديمقراطية في عراق حر ديمقراطي , لا مكان فيه للاستبداد والدكتاتورية . إن موقف الحزب ينبع من مواقف رفاقه وأصدقاءه والمقربين منه من الناس الذين تهمهم قضية الديمقراطية . والشيوعيون في العراق يدركون بأن أساليب النضال السلمية كثيرة وهي لم تستنفذ . ولا زال الحزب من موقفه من الرأسمالية والاستغلال . كما أن الاشتراكية لا زالت هدفه النهائي ولكن ليس الآني . ومن غير المعقول أن ندوس على تاريخ الشيوعيين العراقيين المجيد عبر ال67 عاما وهو تاريخ ملئ بالنضال ضد الرأسمالية والاستغلال والقهر أيضا لمجرد مشاركة الحزب في مجلس الحكم المحلي .

أخيرا أود أن أقول لك بأن المطرقة والمنجل والأعلام الحمراء هي ليست ملكا للحزب الشيوعي السوفيتي , فهي موجودة منذ زمن ماركس والكومونة . كما أن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والنقابات العمالية في أوربا ترفع هذه العلام في مهرجاناتها وهي تنشد النشيد أل أممي في مؤتمراتها واجتماعاتها , الذي كتب كلماته شاعر ثوري فرنسي , وليس من روسيا .

لقد حالفني الحظ أن أكون يوم أل 14 تموز من هذا العام في وطني العراقي . وقد قدر لي أن أكون سوية مع الألوف الغفيرة من الشيوعيين العراقيين الذين خرجوا محتفين بالذكرى أل 45 لثورة 14 تموز المجيدة  1958 . ولا أظنك تجادلني في وطنية هذه الثورة ومعاداتها لسياسة أمريكا وغيرها . وكيف أن الأمريكان قد ناصبوها العداء .

في هذه المظاهرة لم يطلب الشيوعيون العراقيون إذنا من أحد, وقد خفت أرجلهم على حس النبض العراقي وليس الطبل الأمريكي الذي لا يدق بالتأكيد ابتهاجا بثورة 14 تموز  كما خفت أصابعهم على الزناد ضد نظام صدام المقهور, وبجسارة في أيام أخرى .

السويد

20&12&2003 
***************

الرايات الحمر حول الظهور المتكرر لرايات الحزب الشيوعي العراقي في قناة -السي ان ان- ابتهاجاً بالقبض على صــدام
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=12742



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم خطاوي - ليس الحزب الشيوعي العراقي وحده الذين ابتهجوا بالقبض على الطاغية - تعقيب حول موضوع السيد عصام شكري