أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايد سعيد السراج - القضية الفلسطينية والموت الرحيم














المزيد.....


القضية الفلسطينية والموت الرحيم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


القضية الفلسطينية , هي إحدى أهم القضايا الجوهرية في القرنين الماضي والحالي , وهي قضية ملأت الدنيا وشغلت الناس , بل هي الآن كما في الماضي , محور أي سياسة في منطقة الشرق الأوسط , وتداعياتها تحس بها وتتأثر جميع القارات في العالم , ولكن الأكثر حزناً وألماً للشعب الفلسطيني , وبقية الشعوب العربية , أو الإسلامية التي تتأثر بها , أو التي جعلت سياستها مركّزة على القضية الفلسطينية, هي أن هذه القضية الجوهرية , تحولت من قضية شعب ووطن إلى قضية سياسية , إذ أصبح القاصي والداني يتحدث بها , ويذكرها إما عرضاً أو لماماً , وبما أن السياسة هي مصالح , فإن الكثيرين حولوا القضية الفلسطينية إلى قضية مصلحية , فإذا كانت هذه المصلحة أي السياسة توافق مصالحهم كانوا معها , وإذا كانت تعارض جنحوا إلى المراهنة والرياء, فلا بأس من ذكر فلسطين والعروبة , والنضال القومي الخ , أما البعض الآخر فقد فهم اللعبة تماماً وعرف مدى أهمية هذه القضية , عند الشعوب العربية , أو الإسلامية بشكل عام , وبدأ يظهر لهذه الشعوب أنّ جوهر سياسته هي القضية الفلسطينية , لاعباً على أهم وأخطر وتر عند هؤلاء الناس , وبذا يكون أيضاً جَانَبَ الحقيقة , وكذلك ساهم في موتها الرحيم, فالسياسات إذن لهؤلاء جميعاً تحاول أن تظهر أن القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في سياساتهم ومواقفهم 0 هذا كان قديماً عند الشيوعيين , وكذلك الأحزاب اليسارية , واليمين بأشكاله المختلفة المتطرفة , أو الكامنة , أو التي تلهج بذكرها في الجوامع منفوخة الأوداج وتبسمل , وبعد ذلك يذهب كل ٌ إلى سوقه , ليسوِّق , مصالحه كما سوّق
بالعواطف الرخيصة القضية الفلسطينية , ويظل جوهر القضية ( هم الفلسطينيون) , أصحاب الشأن والمأساة , بآن , والمضحوك عليهم من الجميع , رغم التضحيات الهائلة التي قدمها هذا الشعب العظيم , الذي واجه ولا زال ومنذ البدء الرصاص بصدر مفتوح , ورخّصَ الدم والولد من أجل ذلك , وتفنن بكل أشكال العذابات ليصل إلى أي جزء من قضيته , ولكن دون جدوى وبلا أمل , لأنه ظلّ اللاعب الوحيد الخاسر بكل أطيافه وأنتماءاته والمضحوك عليه أبداً , لماذا؟ لأن الجميع بما في ذلك القسم الأعظم من الساسة بمن فيهم الفلسطينيون, لم يفهموا أن هذه المسألة الخطيرة هي مسألة شعب / أي دم وروح وجغرافيا وانتماء , أنما فهموها قضية سياسية, أو تسيسوا مع المتسيسين , وتصالحوا مع المتصالحين , وتعاركوا مع المتعاركين وتعادوا مع المتعادين, إلى أن أضحت العائلة الواحدة , متعادية وتحمل السلاح بوجه بعضها البعض, وهذا ما جرى منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي , أي منذ نشوء المنظمات الفلسطينية , والتي كل منها تتبنى سياسة حزب ٍ ما , أو دولة ما تدعم هذا التيار , أو هذا الفصيل , لذا كان ولا يزال الشعب الفلسطيني , متطرفاً مع المتطرفين , ومهادناً مع المهادنين, وموضوعياً مع الموضوعيين , ولكنه إلى الآن لم يكن يوماً فلسطينياً خالصاً , ولكن الجميع أخذوا من القضية الفلسطينية بعض أطرافها , هذه الأطراف التي بعثروها على مساحة العالم العربي والعالم , وكأن القضية الفلسطينية كانت أكبر من الجميع , إذ أنها كانت ولا زالت أكبر من العواطف والدموع , وتموت قبلها الرغبات والنوايا الحسنة لأنها قضية شعب , شردوه في كل أنحاء العالم , ولكنه ظل أسير قضيته , على الرغم من أنه بشكل ما , لم يستطع على الأقل إلى الآن من القبض على بوصلة القضية , ومعرفة توجيهها – كما أراد الشاعر – مظفر النواب – وشهداء جوهر وروح القضية الفلسطينية – غسلن كنفاني – ناجي العلي – وكل الذين كبَِروا عن الانتماء ضيق الأفق , وتماهوا مع قضيتهم الفلسطينية , وهم أكثر من أن يُعَدّوا , وربما على رأس هؤلاء جميعاً هم أطفال فلسطين , الذين ذهبوا شهداء على مذابح القضية المقدسة, ولم تستطع السياسات بانتماءاتها الداعمة من تكريمهم , لأنهم هم الكرامات, أما هؤلاء الساسة الجدد الذين يصرون على ذبح القضية الفلسطينية بسياساتهم المتهورة , أو تصدير أزماتهم الداخلية , على شماعة القضية الفلسطينية , فهم لن يزيدوا المسألة إلا أَوَاراً , إذ يصبون الزيت على النار , على الجثة الفلسطينية التي يتنعمون بخيراتها , ولا يهمهم من ذلك سوى ذر رماد جثتها في العيون , فهل أسياد الجهل والتخلف , والهمجية , والعودة بالمفاهيم إلى القرون الوسطى , واستخدام الولاءات إلى المنتَظر المجهول , قادرون على أكثر من دق آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية , حتى لو كان ذلك على حساب حرق المنطقة , وذلك تماماً كما يريد النهج الصهيوني , ويظل السؤال الجوهري هل الذين يتقاتلون بسيوف ملائكة , الوهم وأجندة الشر, والتعصب الأعمى , لأجندة الرب المجهول والسياسي الخاذل والمخذول, هي التي تحرر أرض فلسطين, وتعيد الأرض إلى أصحابها , والمقدسات إلى طلابها , أم أنّ هذا الوهم المستشري , لا يريد أكثر من اللعب على ضعف الفارس الفلسطيني , الذي ظلمه الأهل, وبَرقَعَهُ الرومُ بِبُرْدةٍ مسمومةٍ , فلم تعدْ له سوى آلام قروح هذا الجسد المتهالك , الذي أصبح يباع في مزاد السياسات الرخيصة , والطوائف البغيضة 0
* لله درك أيها العظيم – ناجي العلي – كنت الأفهم فينا لذى أدار- حنظلة – ظهره لهم جميعاً0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هن . مالهنّ وماعليهنّ.
- اطلقوا سراح عبد الله اوجلان
- عيد الحب , دعوة إلى الحياة 0
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- عام مضى , وعام سيمضي0
- الشخصيات المريبة -2-
- هل لمحمد معجزات؟
- حوار مع الشاعر : عايد سعيد السراج
- الشخصيات المريبة-1-
- حكي بردانين
- الحوار المتمدن منارة الحرية
- الشخصيات المريبة
- القراءة الناشئة من اختلاف اللغات
- جمعية سي السيد , ومأساة فتاة القطيف0
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن -1-
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن
- جدلية العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية
- حول بقية القصص القرآنية
- حوار الأحرار
- المرأة الشيطانية


المزيد.....




- بوتين يعلق على طلب ترامب بضمان سلامة جنود أوكرانيا في كورسك ...
- إدارة ترامب توجه تحذيرا جديدا لحماس بشأن المقترح الأمريكي لت ...
- مراسل CNN يشرح ما سيحدث بعد رد حماس على مقترح أمريكا
- هل انتهت أحداث العنف في الساحل السوري؟
- بعد تعيينه قائدا للجيش اللبناني، من هو العماد رودولف هيكل؟
- اتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاع ...
- مدفيديف: سيتم تدمير القوات الأوكرانية في كورسك دون رحمة في ح ...
- الولايات المتحدة: طرحنا مقترحا لتمديد الهدنة في غزة وحماس -ت ...
- نظام كييف في حالة صدمة بعد تصريحات روته عن عضوية أوكرانيا في ...
- أكثر من 50 جامعة أمريكية تواجه تحقيقات كجزء من حملة ترامب ضد ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايد سعيد السراج - القضية الفلسطينية والموت الرحيم