أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - آذار خان... سيد الشهور














المزيد.....

آذار خان... سيد الشهور


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدهر الرابع يعلن رحيله، الأنجم تقطر حنين آلم جديد، المزن تمطر دموع طفل آخر، العصافير تسبح بفراق آثم، الأزهار تنثر عبقها على كفنٍ لم يجف بعد، الأنامل ترسم لوحة ربيع جديد، البرق يلمع في أفق غائب، الحجل يقبقب تراتيل وآيات أنين متكرر، ويبقى آذار خان... سيد الشهور.

الملائكة تصطف لسرد حكاية موت قديم، الورود تبكي ندىً أحمر، والكرم تعصر أنفسها لتقدم للبلبل كأساً من النبيذ، الشوارع تطفأ أنوارها، والليل يقتل سكوته بصرخة أم ثكلت منذ أربعة آذارات، وأرملة تتفجر بالعبرات لتزور لحد كئيب، الحجارة تبكي أباً كظم غيظه يتوق لنجله جنات تجري من تحتها الأنهار، أو سقيا من كوثرٍ مبارك، ويبقى آذار خان ... سيد الشهور.

الطفل يشعل ربيعه الرابع بشعلة ألم، يرنو إلى أمه بخجل، يتيماً ولد، ويتيماً تربى، ابتسامة خجولة ترسم زهرة على ثغره الصغير، ورصاص يخط علي يديه الباردتين، أنيناً منذ الأزل، الشمس تشرق مع دموعه، وترحل غاربة عند النرجس المضرج بدماء والده الراقد بأنين، ويبقى آذار خان... سيد الشهور.

الجمهور يشاهد مباراة أخرى، الرابح فيها انتصر بكل قوة، قتل كل الإشارات الحمراء، وسجل في مرمى خصمه، كل أنواع الأهداف، الحكم صفر في النهاية، معلناً منتصراً آخر في دوري أبطال الألم، وحمل الفائز كأسه عالياً وقال "وأما بنعمة ربك فحدث" ويبقى آذار خان... سيد الشهور.

عزف البلبل سيمفونية حزنه، منادياً كل الأشجار والعصافير، وحتى الوطواط حضر بدون ريش، والأبابيل ألقت كل حجارتها، وتفقد النوروز كل الطيور فكان الهدهد غائباً، والحجحجيك غادر بغير رجعة.القصب ألقى خطبته قائلاً كلمة رقيقة وحرفاً طيباً، مخاطباً حبيبته... جميل هو بريق عينيك عند الشروق، أنين صوتك يرتفع عنان الكلمات، أهاتك عزف ناي حزين، يستمتع الكوجري بها، حينما تعود البيريفان من البرية، وترانيم شفتيك قبقبة حجل كوزل عند الأصيل، أيتها القُمري الوديع، كوني زهرتي عند الموت، وعند عودتي من الجبال، كوني معزوفة حبٍ عند العشاق، كوني كل شيء في حياتي، قلمي، بندقيتي، تبغي، زبيبي، وحجري الذي التجأ إليه، ويبقى آذار خان... سيد الشهور.

غيوم الذنوب، استرسلت الدموع، ساعات الليل تنشد أنيناً شاذاً، تتوسل الأنجم أن تسكت قليلاً جراحات النهار، ولعل أنين الظلام يطفأ ألم الانتظار، تراتيل الفجر تصلي حباً، ليوم جديد وألم ينتهي عند الصباح، لعل ساعة الليل
بأسرار وأسرار تبوح، ولعل أنين الظلام يوقد شمعة تؤنس وحشة الشوق، فتزغرد النسوة لما تبقى من زهور، والقاميش يزف عروسه من جديد، ويبقى آذار خان... سيد الشهور.

آذار خان ... يا سيد الشهور، صورتك انعكست على سماء القدر، مزقت كل آهات الصمت الأجوف، أحرقت كل أوراق الروزنامة، وهزمت كل أحصنة الكلام، صورتك انعكست على غيوم ثملة، ترنحت على وقعها كل الآلام، وطاف من حولها الفراش، صورتك التي أبرمت كل عقود الحب، وأنفلت كل الغنائم بين ثديي قصيدة، وارتمت في صدرها الأنامل، وارتعشت على لحدها كل الآثام.

آذار خان... يا سيد الشهور، خلف أحلامك نسير تائهين، تنير الأنجم لنا ما تبقي من كلام، الأنامل تتلاطم في جسد عميق، ويبقى وحده القلب مليئاً بالألم. كن سعيداً هذه اللحظة، وأنسى كل ما تبقى في الكون من أحزان، فقط انتظر ما يأتيك خلف نظرات الحجل، كن سعيداً هذا اليوم، واستهلك كل ساعات الفشل، فقط أرنو إلى عيني الحبيب، كن سعيداً هذا العام، واحذف كل تاريخ الكآبة، فقط أحب من أعماق فؤادك، وكن عشيقاً هذا اليوم.

آذار خان... يا سيد الشهور، حياتنا لحظات صمت ترنو إلى أفق عند المغيب، وأنين أحرفنا تتخلل كلماتنا الصدئة
آهاتنا قطرات مطر جبلي، لكن!!! رغم ذلك، كل ذلك...بريق الفرح يلمع في عبراتنا، تلك العبرات المتساقطة كحبات ندى في ربيع ينتظر الزهور، وعبير يشدو بعبقه في أرجاء المعمورة، للعشق نغني ونبكي للمطر، وتغرد الطيور للموت القادم، تخضر الأرض بعد جرح عميق، ويلتئم الجرح بعد المطر، نظرة منك تعيد لنا الحياة، وابتسامة تنير القلوب، تتفتح زهرة الأمل، النوروز يستحق أن نعيش معه، اليوم وغداً وكل الأيام. يا آذار خان... يا سيد الشهور، كن بلسماً، وزهرة، ومطراً، كن رسالة حب وسلام، كن سيداً هذا العام، وكل عام.





#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية بين ثنائية السياسة وحقوق الإنسان
- غني يا فيروز...
- إعلان دمشق.. اغتيال ربيع آخر
- رصيف أمن الدولة
- القمع الأمني للظواهر الكردية
- جرائم الشرف... وأد الأنثى من جديد
- خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة
- أصدقاء الأمس أعداء اليوم ... سوريا وتركيا وحزب العمال الكردس ...
- تركية وتحديات المرحلة الجديدة
- مقابلة مع السيد حسن سوادي عبد العزيز القائم بأعمال السفارة ا ...
- هنيئاً لك طاووس ملك
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - آذار خان... سيد الشهور