أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام














المزيد.....

اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 688 - 2003 / 12 / 20 - 08:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم تكتفي سلطة النظام المهزوم بالاعمال الوحشية ضد افراد الشعب العراقي وانعكاساتها على مختلف اوجه الحياة في العراق والتي هزت كيان الانسان العراقي وجعل الرعب وعدم الامان زاده اليومي ولم تكفي قصائد المديح والرياء و كلمات اصحاب الاقلام الرخيصة وقوادي المسخ الثقافي والفكري في التمجيد والتعظيم وتشويه الحقائق ارضاء نرجسية الطاغية وحبه اللامحدود لذاته المريضة وجنون العظمة الذي انتابه عندما تمت له وفي غفلة من الزمن السيطرة على اعلى قمة للسلطة. وانما راح يملاء العراق طولا وعرضا  بملايين من صوره الشخصية  واقامة معارض لصور المليونية التي اصبحت ظاهرة تمثل بمفردها ارهابا نفسيا لايطاق. وكانت تلك مدعاة الاستغراب لدى الزائرين الى العراق وبالاخص رجال الصحافة  اينما حلوا، وكان النظام يحاول ايهام العالم بانها تعبير لحب الجماهير لقائده والوقوف خلف قيادته. وقد سال احد الصحفيين الاجانب دكتاتور العراق ذات مرة عن مغزي انتشار صوره بهذا الشكل الفاضح حيث بلغت تعدادها في حينه 30مليون صورة منتشرة في كل زوايا العراق، بينما كان نفوس العراق 17 مليون نسمة ( في ذلك الوقت)، اجابه الطاغية كعادته في الكذب والدجل "كيف لي ان امنع الفنان من التعبير عن ما يشعر به بالرسم او اقيد حرية الشاعر عندما يريد ان يعبرعن ما يجول في خاطره بقصيدة فالناس في العراق احرار في الاعراب عن مشاعرهم بالطريقة التي يريدونها".

اصبحت صور صدام تصطدم ليس بوجه الانسان في العراق وانما كانت تنغرز كسكين في قلبه ومخيلته.  لم تكن الجداريات الكبيرة وهياكل الاصنام المتنوعة الاحجام والاشكال والصور التي كانت تغطي الصفحات الاولى من الجرائد والمجلات او الكتب المدرسية للاطفال و التي كانت تعلق في المؤسسات والدوائر الرسمية والشبه رسمية والمساجد والكنائس والازقة والشوارع وحتى في البارات والنوادي والملاهي الليلية كافية  بل كانت تغطي شاشات التلفزيون يوميا ومنذ وقت افتتاحها وعلى مدار ساعات البث التلفزيوني.

اصبحت صورة الوحش الهائج كابوسا يطاردنا اينما ذهبنا ويعكر اجواء حياتنا بكل دقائقها وكانت تلازمنا في احلامنا مثلما كانت في يقظتنا.  وقد تعرضت الى المسألة والاستجواب مرات عديدة لعدم تعليق صورة الطاغية في داخل منزلي اثناء المداهمات التي كنا نتعرض اليها بصورة مباغتة من قبل عناصر النظام ويقينا ان الالاف من امثالي مروا بتلك الحالة . ولكنني لم افكر يوما ما في ذلك حتى لو اودى ذلك بحياتي. ولكنني الان وانا في المنفى قررت بملء ارادتي ان اعلق صورة كبيرة لدكتاتور العراق في مكتبي لتكون امام ناظري ولكن بطلعته الجديدة التي تثلج القلب وفي اللقطة التي كنت احلم بها منذ سنين وهي خاتمة صوره المليونية.  وانها دعوة للجميع للاحتفاظ بهذه الصورة وتعليقها لاظهار معانيها ودلالاتها.


19/12/2003

 



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما توقعناه ومنينا النفس به... وهكذا حال الجبناء
- ساهم الحوار المتمدن بشكل جاد في خلق مناخ للتفاعل الانساني
- إني أتهِم ...
- أجتثاث جذور البعث مهمة انسانية
- التحالف يكافيْ قتلة الشعب.. طارق عزيز من تابع ذليل الى ملك غ ...
- تركيبة لجنة المتابعة تناقض صارخ لمقررات مؤتمر المعارضة العرا ...
- الحوارالمتمدن يعتبر بحق موسوعة مهمة
- عن الانتهازية والانتهازيون
- أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441
- مبادرة الدكتور كاظم حبيب .. موقف انساني مسؤول تجاه ضحايا ا ...
- العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل ...
- تموز اسود ... ام حقد اتاتوركي اسود
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق
- حول تشريعات الحكومة الاسترالية الجديدة بخصوص " مكافحة الارها ...
- شؤون وشجون الجاليات الكردية
- ماذا يهدف وفيق السامرائي من تصريحاته حول توطين الفلسطينيين؟
- لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - اخيرا سأعلق صورتك في مكتبي يا صدام