أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عفيف إسماعيل - فلتهتف .. لا .. للإحتلال














المزيد.....

فلتهتف .. لا .. للإحتلال


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 688 - 2003 / 12 / 20 - 09:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاسم الحركي: سلام عادل الحق
المكان : مدرسة فيهلم بيك للشبيبة – المانيا الديمقراطية
الزمان : منتصف سبتمبر 1989م
مرحباً يارفيق
ولله قلقنا عليك كثيراً.. وعلي كل الرفاق بالسودان.. كيف الحال بعد الإنقلاب المشؤم؟؟ وسكرتير حزبكم هل من أخبار من معتقله؟؟ وأين الرفيق الآخر لماذا لم يحضر معك؟؟!!
هكذا ..
    بهذا السيل من القلق الرفاقي الحميم أستقبلني الرفيق العراقي" سلام عادل الحق" لكي نتشارك السكن الطلابي رقم "424"  وثالثنا الرفيق "عبد الكريم" من إتحاد شبيبة اليمن الديمقراطي "أشيد" . ويصبح " سلام عادل الحق"  دليلي في تلك الغابة "بوقانزي"  ويسلفني دفاتر المحاضرات التي سبقتني قبل أسبوعين..

وتمضي الأيام
      ونغرق في الهم الدراسي، يشرح لي "سلام عادل الحق" ما يستعصي علي في دروس الإقتصاد السياسي، واعاونه قليلاً في دروس الفلسفة، ونقتسم الأشجان والمصروفات القليلة المستقطعة من عرق الطبقة العاملة الالمانية.. أحياناً يسبقه فرحه يأتيني بخطاب ظننته لن يجيء كنا نتشاجن عنه ليلاً.. وأحياناً أحضر له قصاصات التضامن مع بلده المحروق.. برغم إختلاف مداخلنا للعمل السياسي لكننا كنا نتفق كثيراً، يكثر في اسانيده المنطقية من مقولات "لينين وسلام وماركس" ويدلل بإنجلز ارد عليه بسعدي يوسف ومظفر النواب ومنعم الفقير ، يحاول ان يتلو فقرات من خطابات كاسترو حول حرب العصابات في متناولي يكون برشت وغرامشي يردان عني بصوت عالٍ. قليلاً.. قليلاً.. صار بيننا الإنسجام والإحترام .. وطرائق التفكير في الوسائل النضالية لكل حسب دوره..

 وتمضي الأيام
     تصيبني لوثة التشكيل، التي أتمني أن لا تعاودني مرة أخري.. يكون متفرجي وناقدى الأول.. وعند إفتتاح معرضي بنادي المواهب الشابة ببرلين.. كان "سلام عادل الحق" أول الحاضرين يتأمل بعمق تلك اللوحة التي خباتها عنه لكي أفاجئه بها، وحداتها في غاية البساطة التعبيرية بورترية "صدام حسين" علي هئية "دراكولا" يغرس نابيه في دجلة والفرات وشواطئ محروقة.. وكثيراً من بقايا الهياكل العظمية والجماجم طافية فوق أمواج الدماء.. بعد نهاية الإفتتاح عانقني طويلاً وهويقول:
- ماتركت لي شيئ أخبر به الناس عن العراق.
ونتسامر تلك الليلة عن حلمه بالعودة إلي العراق مباشرة .. لكي يكون في أحد جبهات القتال المسلح، ورفاق حزبه ببرلين يمانعون خوفاً علي سلامته..وامام عناده وافقوا أخيراً علي شرط أن تكون محطته للذهاب عاصمة أوربية أخري وليس عربية كما كان يصر هو، فقهقهت وقلت له بصوت مظفر النواب:
وقنعت بان نصيبي من الدنيا كنصيب الطير
 لكن سبحانك
حتي الطير لها أوطان
وتعود إليها
وانا مازلت أطير
فهذا الوطن الممتد من البحر إلي البحر
سجون متلاصقة سجان يمسك سجان..

وتمضي الأيام
وينهار حائط برلين .. لا تعجبه سعادتي بذلك..يحتد عليّ.. ثم نصفو ونتفق علي ان بلادنا أصلاً لا تنفعها سوي الإشتراكية الإجتماعية.. حين ركل الشعب الروماني "شاوسيسكو " إلي حيث يجب ان يكون، قلت له هذا مصير كل حكامنا هناك ..فرد قائلاً:
- أولهم الملعون صدام.
وتمضي الأيام
لسبب ما تأخر بنا الطريق إلي المطار.. " وسلام عادل الحق" في كامل حلة السفر .. جلدٌ إلي من غصة راعفة تجعلني بالكاد أسمع صوته حين نبهني بأن علية أن يقوم بثلا ثة إجراءات في عشر دقائق وهذا مستحيل..فأعطاني التذكرة لكي أنتهي من الإجراء الأخير، عندما عدت.. وجدته مرتبكاً ويتفصد عرقاً وقال بصوته المبحوح:
- أنا الآن تحت رحمة الحزب الشيوعي السوداني، هل عرفت اسمي الحقيقي،ووجهتي؟؟!
-  نعم.. لكن لا أتذكره الآن..
وتعانقنا من غير ان نتبادل العناوين

وتمضي الأيام
صديقي
"سلام عادل الحق" عندما لمحت رايات حزبك الحمراء ترفرف ببغداد ليلة القبض لغير المغفور له صدام حسين.. ومكتوب عليها "وطن حر.. وشعب سعيد" أدركت بأن هناك راية مخفية، لا تصورها وكالات الإعلا م الأمريكية وحلفاؤها .. قطعاً أنت حاملها ومكتوب عليها " لا.. لا .. لا.. للإحتلال..
عفيف إسماعيل
15ديسمبر 2003م
بيرث



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان تأسيسي
- في الصباح
- كهولة
- تشوهات
- ملك .. أم كتابة
- جائزة مراقبة حقوق الإنسان لعام 2003م د. عايده سيف الدولة امر ...
- تجاعيد الشجن - إلي الشهيد عبد المنعم رحمه
- إيلين وقطتها الصغرى
- دنيا
- وسط الدينة
- حوار مع الشاعر المصري حسن بيومي
- سلالة
- مؤجز أنباء عام 2000م
- طقوس ميلاد الأبدية
- طقوس ميلاد الأبدية
- بلا وعود
- حوار الشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي
- شادي في أوان البكاء
- صياد ونمل وأشجار وضفادع
- حوار مع المبدع /د. طارق الطيب


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عفيف إسماعيل - فلتهتف .. لا .. للإحتلال