أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية














المزيد.....

عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 688 - 2003 / 12 / 20 - 08:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليس هناك شعب في العالم مولع بنظرية المؤامرة كالشعوب العربية. فكل ما يصيبهم من ويلات وهزائم ومصائب هو نتاج مؤامرة صهيونية إستعمارية إمبريالية أمريكية وحروب صليبية-يهودية ضد أمة العرب والإسلام. فكل العالم متحد في جبهة واحدة متراصة ضد العرب والإسلام !!
وقد تجلى ذلك بأوضح شكل عندما استسلم "فارس العروبة" صدام حسين إلى الجنود الأمريكان دون أية مقاومة، ذليلاً خانعاً جباناً مدحوراً وهو يخرج من حفرة حقيرة كالفأر المرعوب. ولا أدري كم بذل من جهد لتعلم جملة إنكليزية واحدة رأى فيها نجاةًً لحياته من الموت قالها في هلع عندما واجه الجندي الأمريكي عند استسلامه قائلاً:
(I am Saddam Hussein, don’t shoot me ) أي (أنا صدام حسين.. لا ترمني). حصل ذلك أمام الكاميرات وظهرت التفاصيل كيف استجاب بذلة وإهانة لفحص الطبيب الأمريكي.
ولكن أنصار صدام لم يخجلوا، فلا بد وأن يكذِّبوا كل هذه الأدلة الساطعة على جبن بطلهم الهمام الذي لا يقهر ويجدوا له عذراً!!. فقالوا أن كل ما شاهدوه من صور ما هو إلا فبركة أمريكية حيكت بكل دقة وذكاء!! وأنه كان مخدراً، وهو ليس كذلك بطبيعة الحال. ثم تفتقت عبقريتهم على "دليل علمي" وهو عذق البلح بلونه الأصفر في النخلة المجاورة لحفرة صدام. فقالوا هذا دليل قاطع على أن الفيلم قديم وقد تم اعتقاله في تموز الماضي. وراحوا يروون التفاصيل "العلمية"، تماماً على طريقة شرلوك هولمز في التحري عن الجريمة!! فقالوا أن لون ثمار النخل لا بد وأن يتحول من اللون الأصفر إلى البني الغامق إذا بقي على الشجر إلى فصل الشتاء. ووجدوا في هذا "الإكتشاف" نجاة لإنقاذ ماء وجه قائدهم وقد فاتهم أن هناك أنواعاً من النخيل يبقى لون ثمارها أصفراً حتى في الشتاء مثل الأشرسي أو إذا لم يلقح الطلع فيتحول الثمر إلى ما يسمى ب(الشيص) الذي يستخدم علفاً للحيوان، كذلك درجة حرارة المنطقة تلعب دوراً في ذلك.
ولكن جاءت الضربة القاضية لأيتام صدام ونسف تخرصاتهم من محطة تلفزيون البريطانية(بي بي سي) المعروفة بدقة وصدقية تقاريرها، حيث أذاعت مساء أمس 18/12/2003 تقريراً مصوراً من مراسلها المعروف جون سيمسون وهو يتلو تقريره بقرب تلك النخلة المجاورة لحفرة صدام وظهر في التقرير المصور عذق "شرلوك هولمز" بثمره الأصفر بكل وضوح. وفي نفس التقرير أبرز المستر سيمسون الصفحة الأولى من جريدة (المؤتمر) البغدادية الصادرة في نفس اليوم 18/12/2003 وعلى صفحتها الأولى صورة كبيرة فيها صدام حسين وجهاً لوجه مع الدكتور أحمد الجلبي. علماً بأن مقدم التقرير لم يعرف عن هذا الجدل العقيم الدائر في الإعلام العربي المضلل حول (عذق البلح) إذ لم يشر إليه لا من بعيد ولا من قريب. فهل يتعظ أيتام صدام من هذا الدرس البليغ؟ وهل يخجلوا ولو قليلاً ويكفوا عن أكاذيبهم؟ وهل يكفي هذا الدرس لشفاء العرب من مرض عضال أسمه (نظرية المؤامرة)؟ ورحم الله من قال: (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط صدام... سقوط آيديولوجية القومية العربية
- تهنئة لشعبنا العراقي العظيم
- تهنئة حارة وباقة ورد للحوار المتمدن
- لماذا يخاف العرب من الشيعة والديمقراطية في العراق؟
- لا للملشيات الحزبية في العراق
- الانتخابات تحت سيف الإرهاب وسيلة لإجهاض الديمقراطية
- العرب والسياسة
- العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟
- فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق
- مجلس الحكم ضحية لنجاحاته
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق
- الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام ؟
- إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق
- القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها
- سجال حول إعادة حكم الإعدام في العراق
- أخطر رجل على العراق الجديد
- قراءة في كتاب الدكتور جواد هاشم: مذكرات وزير عراقي مع البكر ...


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية