|
الحوار المتمدّن_آخر البيوت
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:00
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
بيتي_الجميل_في بسنادا. من جديد يتيح لي الوقوف على أرض صلبة....للتأمّل،والتجريب،والمخاطرة. الموقف المعرفي...هل هو واقعيّ أم محض خيال،وضرب في الوهم؟ هل يمكن لأحدّ أن يتجرّد(يتعالى ويتسامى ويعرض) من وعن،مؤثرات المناخ في عالمي الداخل والخارج،وأن يحيّد ولو مؤقتا،قوى الجذب والدفع.... ليعرف فقط؟ هل طرق المعرفة في التجربة أم في العقل والتفكّر؟هل من طرق أخرى؟ ما الذّي أعرفه! ما الذّي يمكنني أن أعرفه! هل توجد المعرفة في الكتب؟في حركة الواقع وأشيائه؟في الكلام؟ هل توجد المعرفة في خلايا هذا الكائن الهزيل_أنا وأنت_؟بينها أم حولها؟ . . أنا الآخر السوري. أنا الغراب الأبيض أطير فوق المستنقعات والجثث المتفسّخة،فوق الحدائق والغابات،فوق العشاق والقتلة، أنا حسين _الرجل الصغير_ مملكتي كأس صغيرة بيضاء...وسيجارة...وكلمة. * هذا البيت في بسنادا_يشبه وإلى حدّ عجيب_ الحوار المتمدّن. عتبته أخفض من بقيّة البيوت،وسقفه أعلى من الجميع. بيت بلا سقف. التسفيل....هوس الغوص إلى الأعماق،واختبار المكبوت وخارج الوعي،بلا حدود. التصعيد...هوس الخروج فوق الشرط الإنساني، الطيران فوق الحواجز والجدران ،صياغة وعمارة....أفكار جديدة وعلاقات نادرة،بلا حدود أيضا. . . الحوار المتمدّن وبيت بسنادا،من_الثرثرة من الداخل إلى رسائل الغفران، بيت في العالم الافتراضي وآخر في العالم الصلب،يسمحان وحدهما،لهذه الدودة التي اسمها حسين عجيب بالحفر اليوم،والطيران غدا،والعكس حتى ينتهي الكلام...،فراشة تثير رعب الآخرين وحسدهم. فراشة على الأرض ودودة تتشقلب في الهواء. * موقع"الكاتب المستقلّ،أو الحرّ". الموقع الجديد في العربية،مخطّطه الأولي في الحوار المتمدن. بلا شبيه بلا قريب،خارج ثنائيات الخصومة أو التبعية،خارج حفرتي السلطة أو المعارضة،....بيت بلا عتبة ولا سقف. * أحبّ عبارة"الكلام من الآخر" أو هات الكلام من آخره....بمعنى الدخول المباشر في صلب الموضوع. عكس الثرثرة. في حياتي التي تتمدّد فوق نصف قرن،دخلت أكثر مما أفصحت عنه في ثرثرتي إلى عالم الداخل...خرابه ووحوله وأشلائه المتناثرة،بالمقابل،ابتعدت أكثر مما أفصحت عنه في ثرثرتي،في جوانب عالم الخارج وجهاته الأربع في الفكر والسياسة والأخلاق....وربما في المعرفة أيضا. أنا أقلّ مما أرى نفسي وأكبر مما يراني الناس. عبارة شيبون أخو عنترة،سأردّدها طويلا. والمفارقة،أنّ أحد أسمائي (الحركيّة) بتعبير زمن الثورة والأسرار،شيبون الاسم الذي أحبّ. فقط تجربة القتل لم أختبرها. * حسب علمي_وأرجو تصحيح المعلومة_ لا توجد جريدة أو مجلّة أو تلفزيون أو محطّة إعلاميّة، في العربية،لا ترتبط بشكل مباشر أو مستتر،بحكومة ونظام وتتقيّد بحدودها. . . هذا قبل زمن الأنترنيت. انخفضت العتبة،أجل.....أكثر المواقع التي أعرفها_تحت عتبة الثقافة المكتوبة_ دخلت في الأمراض النفسيّة الفردية،للمحرّر والصاحب، وازداد الزحف بالأكواع والركب... بهدف الحصول على فتافيت الثروة والسلطة والشهرة. إلا الحوار المتمدّن. حسب تجربتي الشخصيّة خلال خمس سنين ومع عشرات المواقع_بدون تسمية. . . هل يمكن رفع العتبة والسقف معا؟ في بيت بسنادا،....نعم بالتأكيد. وهذا ما سيستمرّ...حتى يتهدّم البيت أو ينفق حسين. ربما انخفض السقف،في غفلة منّي،....هذا أكثر ما يخيفني في الحياة. . . لمست سقف الحوار المتمدّن مرّة،لم تتكرّر....ضاعت المادّة والنصّ. ربما...ركاكة الصياغة والأسلوب،ربما الخروج عن اللياقة،ربما.... كانت حول مقالة للمعارض السوري(المعتقل الآن) ميشيل كيلو الكاتب والناشط. الفكرة الجوهريّة في النصّ كانت حول حادثتين،خلاف سابق بين الكاتبين السوريّين كيلو وطيّب تيزيني،....بعدما قرأت قسوة الردّ من ميشيل على الطيّب. والثانية في ردّ ميشيل اللطيف واللبق على مقالة_حادّة_ لجهاد الزين اللبناني في جريدة الحياة. كرّرت إرسال المادّة للحوار المتمدّن حينها،وتكرّر رفضها،بدون توضيح. طبعا كان ميشيل كيلو حرا طليقا،يكتب ويتحدّث بجرأته وصراحته المعروفتين، ويجب التوضيح هنا،أنني أعتبر استمرار سجن ميشيل كيلو خسارة مزدوجة لسوريا الشعب والنظام معا،مثل بقية سجناء الرأي. * موقع الحوار المتمدّن محجوب،ومنذ أشهر لا أستطيع الدخول إليه وقراءته،ولحسن حظّي صديقي الطيّب كثيرا وصديقتي الرائعة أحيانا،يوصلان النصوص للحوار. . . ماذا لو توقّف الحوار المتمدّن وتمّ إغلاقه؟ كارثة على المستوى الشخصي بالتأكيد،لا ثرثرة لا رسائل غفران.... لن تكون الصدمة أقلّ،من انهيار بيت بسنادا،ربما أشدّ وطأة. على المستوى الثقافي_العربي_ أظنها أكثر خرابا من خسارات الحروب العربية الحديثة مجتمعة. هنا الخسارات لا تنقص،دوما في الذروة والسقف. . . الحوار المتمدّن حدث نوعيّ في الثقافة العربية. مفهوم الكاتب المستقلّ أو الحرّ،خارج فكّي السلطة والمعارضة، يختبر هنا بالفعل. هل ينجح ويستمرّ.....؟ ما أفقر البلاد والأوطان....وكلّ،ما يحتاج إلى بطولة وأبطال. الحوار المتمدّن موقع ثقافي_فكري أدبي،تميّزه ما يزال يصدر من بؤس ما حوله. هل ينتقل مركز أهميته وضرورته، إلى رفع العتبة والسقف معا؟ كيف يحصل ذلك؟ هذه تحيّتي للحوار المتمدّن_آخر البيوت. فيه أتنزّه،أفرّج عن همومي،أصرخ وأحلم. رجاء كونوا بخير،واستمرّوا.... بعدكم لا شجرة مثمرة في هذه الغابة.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي
-
أفتح الباب بالمفتاح وأدخل
-
أحلام تشبه الواقع
-
الوضوح قيمة جمالية أيضا
-
اللا تواصل
-
الأعور في مدينة العميان
-
الصراع اليومي
-
رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
-
الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا
-
رسالة حب_ضدّ الحب
-
عيد وحبّ....وسط سيل جارف
-
لا تقطعي شجرة اللوز يا عليا
-
من السيد فضيحة إلى الرجل الغامض
-
نهاية الفصل الأول في الثرثرة
-
لا جدوى عارية تنهش أعصابك_ثرثرة
-
في ليل وحيد
-
الأميرتان
-
مدخل إلى سوء الفهم
-
جعجعة بلا طحين_ثرثرة
-
اليوم قبل الأخير في سنة 2007_ثرثرة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|