هل يتعلم الكبار؟... أو هل يقبل أن يتعلم الكبار!!
رواية خزي للكاتب الجنوب إفريقي ج.م.كويتزي تطرح هذا التساؤل عبر شخصية بروفيسور شبق جنسياً لدرجة الهوس والمتعة الدائمة. هذه المتعة التي يطرحها بنهم على أجساد نساء وفتيات عدة اخترق عالمهن بروح من ألق الشعر ولباقة الأدب. ليقف مهزوزاً وخائباً بعد فضيحة مع طالبته، تدفعه للهروب نحو منزل ابنته النائي متخليا عن عالمه ومنصبه ومصاحبا الحيوانات في دار رعايتها.
اعترافه بالذنب ونوع الذنب ومزاوجة قهره وغريزته مع شعر بايرون، أسلوب مذهل في قراءة الذات والوصول للصفاء الروحي. كويتزي يلخص في هذا السرد قضية البروفسور:
- " كان لدى الجيران كلب صيد ممتاز، كلما قابل كلبة في الجوار تثور شهوته ويصعب التعامل معه وكان أصحابه يضربون بانتظام. واستمر الأمر هكذا إلى أن احتار الكلب المسكين في أمره ولم يعرف كيف يتصرف. وأصبح كلما شم رائحة كلبة تراقص حول الحديقة وأذناه متراخيتان بين قوائمه، يئن، محاولاً أن يختبئ"... "الجانب الخسيس في المشهد، هو أن الكلب قد بدأ يكره طبيعته. لم يعد بحاجة إلى أن يضرب، فقد أصبح لديه استعداد لمعاقبه نفسه. هنا بات من الأفضل رميه بالرصاص، أو خصيه"
عالم خزي عالم غني بالمقارنات والمزاوجات التي تبرز ماهية الإنسانية، وقرب الإنسان العاجز من الحيوان العاجز. فتمازج حياة البروفسور وخذيه الذاتي الناجم عن اغتصاب ابنته على مسمعه في المنزل النائي يدفعه للنوم بجوار كلبة عجوزة مغمغماً "منبوذان".
- أشعر أنك تحب الحيوانات.
- "أنا أحب الحيوانات؟ إنني ألتهمها، إذن فأنا أحبها، أحب أجزاء منها"
الحقيقة رواية خزي تحكي صعوبة تعايش الكبار مع أجيال جديدة، وتوضح وصول الكبار لمرحلة الأطفال المتمردين على قانون الطبيعة، لكن الطبيعة وقهرها المجتمعي يرغمهم أن يعيشوا... أطفالاً حكماء.
"إن الله يتحرك بطرقٍ غامضة"
ج.م.كويتزي حائز على جائزة نوبل للآداب عام 2003
خزي حائزة على جائزة Booker Prize لعام1999
ترجمة: أسامة منزلجي
دار الجندي&دار العفاف