|
المعتقدات الدائرة حول الحيوان
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 10:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
شغل الحيوان في المعتقدات الشعبية حيزا كبيرا،وأخذ من اهتمام الناس وتفكيرهم،الشيء الكثير،وقد نسجت حوله الأساطير،وصاغوا لتكوينه أسباب مختلفة،ونسبوا إليه الكثير مما يتعلق بحياتهم اليومية ""فقد يتشاءمون من بعض الحيوانات،ويتيمنون ببعضها الآخر،وجعلوا لتصرفاتها وحركاتها العفوية،الكثير من المدلولات،التي أثرت على أنماط تفكيرهم وتصرفاتهم ،وجانب من مأثور الحيوان،هو في حقيقته قسم من جماع الأوهام والمعتقدات الخرافية،وذلك هو الخوف المعروف،من أن إلقاء أسماء الحيوانات الخطيرة والسامة جدير بأن يجذبها"گراب (1) ويعتقد الكثيرون أن بعض هذه الحيوانات كانت على أشكال الآدميين،مسخها الله حيوانات مختلفة بسبب كفرانها بنعمه عليها،ونسبوا الحيوانات القميئة والمكروهة إلى عقوبات ألاهية ودعوات لبعض الأنبياء والأولياء،جراء تصرفاتها المشينة،وأعمالها الوضيعة،بما نسج حولها من حكايات وأساطير. وتعتقد جدتي اعتقادا جازما،أن الحيوانات تعرف كلام الناس وتفهمه،وتتكلم بلغة الإنسان،وهناك الكثير من الحكايات الشعبية الدالة على عمق هذا الاعتقاد،وتستطيع الحيوانات أدراك ما يطلب منها،وتسارع لتطبيقه،ألا الغبية منها كالمطايا والحمير والبغال،فأنها لا تفهم الكلام،لذلك خلق الله العصا لسوقها وإرشادها إلى الطريق الصحيح،وأسباب عدم معرفة الإنسان لكلام الحيوان،أنه لو عرف الإنسان كلامه لتعقدت حياته،وأضيفت إليها أعباء جديدة،لأن الحيوانات تعرف ما سيكون،وتستطيع التنبؤ بحدوثه،وهناك أسطورة تقول،أن أحدهم طلب من أحد الأنبياء أن يعلمه لغة الدجاج،لأن الدجاج الذي لديه كثير الكلام،ويتمنى أن يعرف ما يقوله،وما يفكر به،فنهاه النبي عن ذلك ،وقال له إذا عرفت لغتها فسوف تتألم لما تسمع منها،فأزداد إلحاح الرجل عليه،والظاهر أن لذلك الرجل داتلة كبيرة على ذلك النبي،فعلمه لغة الدجاج،وجاء ذلك الرجل إلى داره وأرهف أذنيه لما يتفوه به الدجاج من كلمات،فسمع أحداهن تقول لصاحبتها التي شكت لها ضيق المكان،"لا تحزني لذلك سيكون المكان واسعا بعد موت البقرة التي تشاركنا فيه بعد يومين"فلما سمع الرجل كلام الدجاجة،تملكه الوجوم،وأخذ ينتظر الأيام لمعرفة صدق كلامها،وبعد يومين نفقت بقرتهم،فلما رأى ذلك علم صدق حديث الدجاج،فأخذ يرهف السمع لما يتحدث به الدجاج،وبعد أيام سمع من الدجاج أن كلبه الوفي سيموت بعد ثلاثة أيام،وأنتظر الأيام الثلاثة بفارغ الصبر ليعرف صدقها من كذبها،ومات كلبه بعد انقضاء الأجل الموعود،وذات يوم سمع من خلال تنصته لكلام الدجاج،أن ولده الأصغر سيموت بعد عام،فخرج من بيته راكضا إلى ذلك النبي،وقال له أنظر ما فعل بي معرفتي للغة الدجاج،وقص عليه قصته،فقال له "ولذلك جعل الله الإنسان لا يعرف لغة الحيوان،لنه لو عرفها لتغيرت موازين حياته،"وعاد الرجل إلى بيته ،وذبح الدجاج،وألا على نفسه أن لا يجني دجاجا بعد اليوم،وظل يعيش في قلق وترقب مرور الأيام العصيبة عليه،وهو بانتظار وفاة ولده الحبيب،فذبل عوده،وضعف جسمه،وتغير نظام حياته،فلجأ إلى النبي مرة أخرى طالبا العون والمساعدة،فطمئنه بأن الله فوق المخلوقات جميعا،بيده الخير،وبيده الشر ،وهو على كل شيء قدير،فعد إلى دارك ومارس أعمالك،فسوف لا يكون الأ خيرا. وقيل في أسباب عدم تكلم الحيوانات أن آدم كان"يحرث الأرض،إذ وقف أحد الثوريين،فضربه بعصا كانت معه،فأنطق الله ذلك الثور،فقال: لم ضربتني؟فقال:لأجل مخالفتك أمري،فقال له الثور:لطف الله بك حيث لم يضربك حين خالفته،فبكى آدم وقال:الهي صار كل شيء يوبخني حتى البهائم،فأمر الله جبرائيل أن يمسح على لسان البهائم،فأخرست،وكانت البهائم تتكلم قبل هبوط آدم إلى الأرض"(2) وقد يكون لهذه الروايات بعدها الأخلاقي ،أصافة لبعدها الإيحائي،فهي تدعوا الناس للرفق بالحيوان ومعاملته بالأسلوب الجيد،ولكن المفاهيم السائدة في تلك الأيام حالت دون الاستفادة من هذا الجانب الإرشادي بسبب خمول الفكر لدى الوعاظ ورجال الدين ،وأخذهم للأمور بظواهرها دون الغوص في أعماقها ,استخراج المفيد منها،وهو ما انتبه إليه المفكرون في الصور الحديثة. وسنستعرض في الصفحات التالية ما ورد عن الحيوان ،من معتقدات وأساطير،ولا أدعي لنفسي الأحاطة ولكنه جزء من كثير،يمكن أغناءه بالبحث والتوسع والأحاطة من آخرين ،ودراسته على ضوء النظريات الحديثة في علم الموروثات. المسخ :ـ وما أحب الكتابة عنه هنا ليست رواية "لمسخ" لكافكا،ولكن هو إصرار جدتي،على أن بعض الحيوانات كانت بشرا سويا،ولكن الله مسخها،وأحالها من صورتها الآدمية إلى صورة الحيوانات،وبعيدا عن التاريخ الذي كتبه المؤرخون،وحوادث التاريخ عبر العصور،فأن للشعوب تأريخها المروي أيضا ،الذي يختلف بمضامينه عن التاريخ المكتوب،فالكثير من الشخصيات التاريخية التي اكتسبت في ميادين الحياة شيئا مميزا،جعلها علامة واضحة لذلك الميدان،وكتب التاريخ أخبارها وحوادثها فأن لها سيرا شعبية،قد تلتقي أو تختلف مع التاريخ في تفصيلاتها،وتظل متداولة جيلا بعد جيل،يعتو رها النقص والزيادة،وتحتمل الكثير من المبالغات التي يضفيها الخيال الشعبي عليها،لذلك نلاحظ أن سيرة عنترة،والزير سالم،وسيف بن ذي يزن،وجحا،وأبو نؤاس،وأبي زيد الهلالي،وغيرهم،أثار يرويها الناس تختلف اختلافا كليا عما نقرأه في كتب التاريخ والسير،والكثير من هذه الحكايات تغلب عليها الحكمة والموعظة،ويجري سردها في معرض التوجيه والإرشاد،وقد تكون لنا عودة في دراسة هذه الظاهرة بإسهاب أكثر،ولكن ما يعنينا هنا،هو دراسة بعض المظاهر الداخلة ضمن هذا البحث،ومن ذلك نسخ الكائنات وتحويلها من شيء إلى آخر بتغيير صورتها إلى شيء قميء،وذلك لارتكابها أخطاء جعلتها عرضة للعقاب،والمسخ هو تحويل الشيء إلى شكل يختلف عن شكله السابق،ومن تلك الممسوخات: 1)تحول القرد إلى أنسان:وجدتي تخالف داروين في نظرية النشوء والارتقاء،وما ذكره في أصل الأنواع بأن اصل ألإنسان قرد،تطور بمرور الزمن،وتحول إلى كائن يمشي على اثنتين بعد أن كان يسير على أربع،وأن تطوره جاء بدافع الحاجة لاستعمال الأيدي والحواس الأخرى لتأمين حاجته في الحياة،،حيث تطورت الحياة بتطوره،وتحول من شكل إلى آخر،خلال أحقاب طويلة،حتى وصل إلى هيئته الحالية.ولست بمعرض المفاضلة بين النظريتين،فلجدتي رأيها ولداروين رأيه،ويتلخص رأيها ،بأن القرد كان أنسانا كامل الحلقة مسخه الله بعد أن كفر بنعمه،وقصته:أن امرأة في عصور موغلة في القدم،وجدت طفلها ذات يوم قد أحدث في ملابسه،فتناولت رغيفا من الخبز ومسحت مؤخرته،فأستاء الله لعملها،وأعجل عقوبتها في الدنيا ,أحالها إلى قرد،وقد تناسل القرود منها،وبسبب خطيئتها تلك لا تزال تذرف دموع الندم لفعلتها الشنيعة،لذلك نرى القرود دامعة العينين، رغم مضي ألاف السنين على مسخها. ولعل الأطرف من ذلك ما تعتقده قبائل الهنود،التي تقطن في الغابات والجبال الهندية،وهي قبيلة(الهوتا ناكا) التي تقول أن بعض الناس طولبوا بجلب خشب دون أن تفقد شيئا من أوراقه،وذلك لإحراق قربانا،ولما لم يتمكنوا من تنفيذ شرط مهمتهم،استحوا وهربوا إلى الغابة،وفي الغابة وجدوا أنفسهم قرودا صارخات(كبيون...كبيون) ،وعندما تبين لزوجاتهم ما وقع لهم،وكن قد وضعن دقيق الرز في قدر كبير لصنع الجعة،دهن جباههن وأصبحن قرودا صارخات(ووكا...ووكا). ولقبيلة (چنك) حكاية أخرى تقول(أن رئيس الكهنة قرر إحراق غابة،لتصفوا الأرض وتحرق عليها الأضحية،فأتى بالنار من بيته،ومن مدرسة الصبيان،ومن بيت العمدة،ومن دار الساحر،ودار حارس القرية،ولم تقبل الغابة النار،ولم تشتعل،وقد تعب القرويون في هذا العمل الشاق،فما كان منهم ألا أن ربط كل واحد غصنا في الغابة على عجيزته،وأخذ الجميع يصيحون(هوب..خوب)وذلك لتهدئة نسائهم،ولكن الأغصان تحولت إلى أذناب،والوسخ والعرق إلى شعر،فأصبحوا قرودا تعيش على أثمار الغابة(3) وذكر الدميري(أن القرد فيه كل عيب مخالف،لأن الله نهاه فلم ينته"(4) 2)وتقول جدتي أن ليلى والمجنون مسخهم الله نجمين في السماء،لحبهم الطاهر،وهو نهاية محزنة للأحبة العذريين،ولهم قصة مغايرة لما طالعناه في كتب الأدب،صاغها الخيال الشعبي،أسطورة من الأساطير،حيث زعموا:أن قيسا شاهد ليلى تستقي الماء من غدير،فهام بها وهامت به،فباح لها بحبه،فبادلته نفس الشعور،وأتفق وإياها على اللقاء في اليوم التالي جوار الغدير.وجاء قيس قبل الموعد،وظل ينتظر حضورها،ولكنها لم تحضر لوجود شواغل أعاقتها عن الحضور ومضى شهر كامل ولم تحضر إلى الغدير،وذات يوم جاءت فوجدت قيس جالسا في مكانه السابق،وقد نبت العشب حواليه،وطال شعره،وبنى الغراب فوق رأسه عشا له،فنادته باسمه فلم يجبها،فظنته غاضبا عليها،فأنقضت عليه وعانقته،فوجدته ميتا،فسقطت إلى جانبه وقد فاضت روحها،ورفع الله روحيهما إلى السماء.وتضيف الأسطورة أن قيس لفرط حبه لها،حتى بعد أن أصبح كوكبا في السماء،ظل مقيما على حبها،لذلك يطير من جهة الغرب عند حلول فصل الشتاء،وهي في المشرق،لأن الشرق أكثر دفئا من الغرب، في هذا الفصل،وفي فصل الصيف يتبادل معها المكان للسبب ذاته،وينتظر الناس التقائهما،عندما يتبادلان مكانيهما،لاستجابة الدعاء في ذلك الوقت،أقول وتشترك أكثر شعوب العالم في هذه الأسطورة ،مع الأخذ بنظر الاعتبار تغير الأسماء. 3)البوم:وهو من الطيور المعروفة،لا يطير في النهار لضعف بصره،وتأثير الشمس عليه،ويكون طيرانه ليلا،ويوحي منظره القبيح بالكآبة والحزن،يتطير الناس منه،ويتشأمون من رؤيته،وهو من الطيور التي تسكن الخرائب والأماكن المهجورة،وتقول جدتي ان البومة كانت فتاة رائعة الجمال،وحيدة لأبويها، فنفخ الشيطان في عطفيها،فكانت تسير بكبر وخيلاء، وترى نفسها أفضل من الآخرين،بما منحها الله من الجمال والأنوثة الصارخة،وما لمسته من والديها من دلال وأدلال،والمدللة كما تقول جدتي(خارمة)(5) والدلال يفسد البنت،فتطاولت على والدتها بالكلام البذيء،ورفضت الانصياع لأوامرها،فاستاءت منها،ودعت عليها،فمسخها الله بومة قميئة الشكل،مقززة المنظر،تسكن الخرائب والدور المهجورة،بدلا من القصور المنيفة،يعشيها ضوء الشمس في النهار بدلا من ذينيك العينين الساحرتين،وتعيش في ظلام دامس،بعد تلك الأنوار الساطعة،مكروهة من الناس بعد ذلك الحب الغامر الذي منحه لها والديها،نذيرا للشؤم بدلا من ذلك الوجه الذي يبشر بالخير. 4) الدجاجة:والدجاجة المسكينة التي أصبحت طعاما سهلا للناس،كانت من الطيور التي تطير في الفضاء،لا يستطيع الإمساك بها الأ أمهر الصيادين،كانت ذات يوم في مجتمع الطيور يتحدثون،في القدرة على الطيران ،وعبور البحار دون الشعور بالتعب،فعقدت رهانا مع الطيور على أيهما التي تستطيع الطيران إلى أعالي الجو،فقال أحد الطيور للدجاجة ،أنشاء الله سأطير أعلا منك،فقالت الدجاجة ،ولكني سأغلبك بجناحي القويين،لأن قدرتي على الطيران أفضل منك،ولا أستعين عليك بأحد،وعندما طارا،لم تستطع الدجاجة الطيران،وأخذت بتحريك جناحيها دون أن تستطيع التحليق،فسقطت متهاوية على الأرض،ولم تتمكن من الطيران بعد ذلك. 5)أسد بابل:وأسد بابل رمز الدولة البابلية،الذي ينبيء عن قوتها ومنعتها،وعظمتها وسيطرتها،وسطوتها ونفوذها،والفتاة التي تحته رمز لنفوذ الدولة وهيمنتها،يثير غضب جدتي،فهو منقض لأفكارها بعيد عن تصوراتها،ولا تتفق مع ما يقوله المؤرخون الذين يقلبون الحقائق،وتصر على أن الأسد والفتاة أخوين،انزلقا إلى مستنقع الرذيلة،ومارسا الحب الحرام،وقد أغرى شقيقته وواقعها،فمسخهم الله،وأحالهم إلى حجر صلد،وهم في وضعيتهم المخزية،وجعلهم عبرة لمن يساوره عمل القبيح،فيما يرى آخرون،أن الأسود بصورة عامة قد مسخت لغضب الله عليها،فالأسد كما تقول الأساطير،كان رجل دين يعظ الناس،ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر،،ويدعوا لمكارم الأخلاق،ألا أنه كان يناقض ما يدعو إليه،ويعمل الموبقات،فمسخه الله ليكون عبرة للآخرين، وأحاله إلى حيوان ذا فم كريه الرائحة،والحمد لله أن زمن المسخ قد ولى،فلوا مسخ وعاظ السلاطين،لامتلأت الأرض أسودا،ولكن الله ارأف بعباده،فتركهم يأكلون الناس بلسانهم لا بأنيابهم،رغم أن بعضهم أصبحوا ذئابا على صورة أنسان، لو أنهم فعلوا ما يأمرون به لكان خير لهم لكنهم خابوا يدعون للبر والتقوى وقد غرفوا من الذائذ أن حلوا وأن غابوا وجاء في كتب السلف،ممن ذكروا العجائب والغرائب والأساطير،أن الكثير من الحيوانات ،كانت بشرا سويا ألا أن الله مسخها،لسوء أعمالها،ورداءة أفعالها،ومن تلك الممسوخات: 6ـالضب وسهيل:ذكرهما الجاحظ في الحيوان فقال،أنهما كانا ماكسين عشا رين ،فمسخهما الله وجعل أحدهما في الأرض والآخر في السماء .(6) 7ـالزنبور:بقول عنه الدميري،أنه كان رجلا زاغ عن الطريق،وعمل بالباطل،فمسخه الله زنبورا.(7) 8ـأبن آوى(الواوي):جاء في الأساطير،أنه من الذين ساهموا في إحراق سيدنا إبراهيم الخليل،بالنفخ على النار. 9ـأبن عرس:قيل أنه يعمل حانوتيا،يعمل في دفن الموتى،فنبش أحد القبور للعبث به ،فمسخه الله حيوانا يعيش بين المقابر،ويصنع جحوره فيها. 10ـ الخنزير:مسخ لدعاء المسيح عليه، عندما ورد بعض الأحبار ،فلما شاهدهم قال جاء الساحرين،فمسخه الله خنزيرا،وتقول جدتي أنه خرج من عطسة الفيل،وما يدعم قول جدتي ما ورد في بدائع الزهور(لما كثر روث الدواب في سفينة نوح،شكوا من ذلك إلى نوح،فأوحى الله إليه أن أعصر ذنب الفيل،فلما عصره،وقع منه خنزير وخنزيره،فصارا يأكلان الروث(7 ) 11ـالخفاش::ان امرأة لا حياء لها،تنظر إلى الرجال بشهوة عارمة،فمسخها الله على هذه الصورة،وجعلها لا ترى شيئا في النهار. 12ـكانت الزهرة،امرأة خارقة الجمال،رائعة المنظر،خلبت لب الملكيين هاروت وماروت،حيث جاء في قصتهما،أنهما نفسا الإنسان على محبة الله له،فقالا نحن أفضل منه،لأننا لا نرتكب المعاصي التي يرتكبها الإنسان،فقال الله سأجرب ذلك،وجعل فيهم شهوة الإنسان،وأنزلهم إلى الأرض،بعد أن علمهم الصعود إلى الأرض بترديد الاسم الأعظم،وسلط عليهم تلك الفاتنة اللعوب(الزهرة)التي تخلب الألباب وتسبي العقول،فسحرتهما برقتها وجمالها وعذوبة صوتها،وما أبدته أمامهم من غنج ودلال،فراوداها عن نفسها،فتمنعت وطلبت منهما أن يشربا الخمر،فلما شربا وصعدت سورة الخمر لرؤوسهم،طلبا منها ما يطلبه الرجال،وأخبراها عن قوتهما الخارقة،وقدرتهما على الصعود إلى السماء،واستطاعت بوسائلها الخاصة، معرفة الاسم الأعظم،فمالت على أحدهما وأغرته بقتل صاحبه،فتشاجرا من أجل الحصول عليها،فتركتهم وعرجت إلى السماء،وعندما أفاقا من السكر،لم يجدا في نفسيهما القدرة على العروج إلى السماء،ونسيا أسم الله الأعظم،فطلبا من الله مساعدتهما،فخيرهم بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة،فاختارا عذاب الدنيا،فسحنهما الله في بئر ببابل،وقد ملئت قاعه بالنار،فأخذا ينفثان ما في نفسيهما،فأخذ السحرة يتوافدون إلى البئر لسماع أقوالهم،ويتعلمون منهم السحر. وهناك الكثير من الممسوخات التي ذكرت في الكتب العربية والأجنبية أثرنا تركها لعدم وجود ما يؤكد مسخها في معتقداتنا الشعبية،ولعل هناك الكثير مما لم أستطع الوقوف عليه، عسى أن يتصدى له من عرف له وجودا أو ذكرا في مجتمعنا العراقي. وسنتطرق في بحث قادم إلى الحيوانات الأخرى التي دخلت في معتقداتنا الشعبية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ـگراب:علم الفولكلورص392 2ـبدائع الزهور في عجائب الدهورص70 3ـالمعتقدات الخرافية في القبائل البدائية/فرزدق المالكي/ مجلة التراث الشعبي/العددان5و6/1976 4ـالدميري/حياة الحيوان الكبرى2/247 5ـخارمه:المرأة التي لا تجيد الأعمال المنزلية،أو تدبير أمورها الحياتية. 6ـالجاحظ/الحيوان/2/10 7ـالدميري/2/10 8ـبدائع الزهور/94
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلاما عيد النضال
-
مع الحلاوي مرة أخرى
-
حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
-
وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
-
شيوعي... ولكن خارج التنظيم
-
(الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
-
(صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
-
حمزة عبد الرضا الغريباي
-
جابر جودة مطر... شيء من الماضي
-
سعاد خيري والخلط العجيب
-
المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
-
التوغل التركي في العراق
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
-
محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
-
محطات من حياة الراحل معن جواد(8)
-
حول عودة الملكية للعراق - القسم الأول
-
(روح فهم أحمد أغا)
-
(احتلال الأرصفة والشوارع)
-
مقدمة لكتابي حكايات أبي زاهد
-
التحالفات الجبهوية للحزب الشيوعي العراقي
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|