|
الدم المصري ليس حلال على أحد
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 03:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إذا كانت السلطات الحاكمة في مصر تظن إننا ننسى ، و أن الملفات تغلق بمرور الزمن ، فإنها واهمة ، فإذا كانت تنسى ، فنحن ، في حزب كل مصر ، لا ننسى ، و الملفات لدينا لا تغلق ، إنما تكبر ، و يسلط عليها مزيد من الضوء ، مع كل حادثة جديدة ، تمس أرواح ، و أعراض ، و أموال ، المصريين ، و تظل مفتوحة حتى تأخذ العدالة مجراها ، و إلى أخر أشواطها .
لهذا فإن الجريمة الأخيرة ، التي أرتكبت ، بحق الطفلة المصرية ، المغدور بها ، و التي قتلت برصاص الجيش الإسرائيلي ، الشهر الماضي ، فبراير 2008 ، لن تكون فقط ، هي محور حديثنا ، كما يفعل البعض ، ممن ينسون ، و يفيقون مع كل جريمة ، ثم يعودون بعد ذلك لسباتهم ، و غطيطهم .
فالضحية المصرية الأخيرة - و التي نتمنى أن تكون الجريمة التي أرتكبت بحقها ، و حق الشعب المصري ، هي أخر الجرائم - لن تكون إلا إضافة لإسم جديد ، لقائمة ضحايا الإعتداء على أرواح المصريين ، و أعراضهم ، الذين سنظل نذكر بهم ، و نعمل من أجل الإقتصاص لهم ، من خلال القانون ، المصري ، و الدولي .
الجريمة الأخيرة ، ليست إلا نتاج إهمال النظام الحاكم ، و ضعفه البين ، الذي لا تخطئه العين ، و نتاج عقد النقص التي أبتلي بها ، و التي جعلته يحتقر الشعب الذي إليه ينتمي ، بما سمح بالتطاول أن يصل إلى مداه ، بالقتل ، بعد أن كان بدأ بالسباب ، و الإهانة .
لهذا فإننا لسنا ممن يرفعون أصواتهم إليه للمطالبة بالعدالة ، لإننا ندرك بأن ذلك لا طائل منه ، و نعلم جيداً بأن القصاص ، بالقانون ، لكل الضحايا المصريين ، لن يكون في هذا العهد ، و إنما فيما بعد ، و ان ما بمقدورنا الأن تجاه تلك الجرائم ، ليس إلا الحفاظ على ذكرى الضحايا حية في الذهن الشعبي المصري ، و أن تظل ملفات تلك الجرائم ، التي لم يبت فيها ، و لم تعرف للعدالة طريق ، مفتوحة .
لسنا من أولئك الذين ينتقون الجرائم ، ليرفعوا عقيرتهم ، بناء على جنسية الجاني ، أو إنتماءه السياسي ، أو الديني ، أو المذهبي ، فالجناة جميعاً لدينا سيان .
و الضحايا لدينا أيضاً سواء ، يأخذون منا نفس الدرجة من الإهتمام ، الوزير ، أو السفير ، تماما مثل الغفير .
بناء على تلك الثوابت ، يمكننا أن نذكر بقائمة مختصرة ، للجرائم التي أرتكبت بحق المصريين ، في داخل مصر ، و خارجها .
أولاً : ضرورة فتح تحقيق في الإتهامات التي تتعلق بقتل أسرى مصريين ، في حرب 1967 ، لبيان الحقيقة .
ثانياً : جريمة قتل الطفلة المصرية ، في فبراير 2008 ، على يد الجيش الإسرائيلي ، التي يجب أن يقدم قاتلها للعدالة المصرية ، فالجريمة وقعت في نطاق السيادة المصرية .
ثالثا : الجرائم التي أرتكبت بالعراق ، غداة سقوط نظام صدام حسين ، بحق بعض المصريين ، حيث ذكرت وكالات الأنباء ، أنه تم قتل رجال ، و نساء ، مصريين ، و ألقاء جثثهم أمام مقر السفارة المصرية ببغداد ، تلك الأنباء تحتاج أيضا للتحقيق ، لبيان الحقيقة .
ثالثا : التحقيق في قضية القتلى المصريين ، من الذين تتطوعوا في جيش صدام حسين ، أثناء الحرب العراقية – الإيرانية ، في ثمانينات القرن الماضي ، لمعرفة هل كان تتطوعهم ، قسري ، أم بناء على الرغبة الحرة .
رابعاً : جريمة قتل السفير المصري ، بالعراق ، و التي يجب أن يحل لغزها ، و أن يطال العقاب المجرمين ، قبل إعادة إرسال أي مبعوث دبلوماسي ، إلى هناك .
خامساً : جرائم الإعتداء على أرواح المصريين ، من العاملين في العراق ، مثل بعض السائقين ، على يد بعض الجماعات المسلحة ، غير القانونية ، بعد إختطافهم ، و السعي للوصول إلى الجناة .
سادساً : جريمة إعدام مواطن مصري ، في أحد المناطق الشيعية ، بجنوب العراق ، على يد محكمة أهلية ، لا تتمتع بأي صفة رسمية .
سابعاً : جريمة الإعتداء على حياة ثلاثة مجندين مصريين ، في يناير 2006 ، و الذي كانت هي الرد ، من مجموعة فلسطينية ، معروفة الأسماء ، على إعتقال السلطات الفلسطينية ، آنذاك ، لأحد الأشخاص ، بتهمة تتعلق بالإعتداء على حرية مواطنة أوروبية بقطاع غزة ، و تمت الجريمة ، أثناء تواجد أولئك المجندين ، في الأراضي المصرية ، و بدون أن يكون لهم أي دخل في القضية ، فالإعتداء كما يبدو ، أفضل تجسيد ، لمدى ما وصلت إليه مهانة المصريين ، في أعين الأخرين ، فهم الوحيدين ، الذي يعتبر الإعتداء على أرواحهم ، و أعراضهم ، مأمون العواقب ، و بالإمكان قتل أي مصري تعبيراً عن الغضب ، أو تنفيثاً له .
ثامناً : المطالبة بتسليم الأمير القطري ، الذي تسبب في مقتل خمسة مواطنين مصريين ، أثناء عبورهم الطريق ، أثناء تسابقه بسيارته مع آخر ، في طريق صلاح سالم ، منذ أعوام قلائل ، و تركته سلطات آل مبارك يذهب إلى بلاده ، ثم بعد ذلك أعلنت عن إرسال فريق من النيابة المصرية للتحقيق معه في بلاده ، ذلك التحقيق الذي لم يظهر للنور لليوم .
تاسعاً : الجرائم المتعددة ، و التي أرتكبت بحق كرامة المصريين ، و أعراضهم ، في داخل مصر ، و خارجها ، مثل إعتداء الأميرتان السعوديتان ، على طبيبة مصرية بالضرب ، و السباب ، و تحطيم الممتلكات الخاصة ، و جرائم هتك العرض ، التي تعرض لها أطفال مصريين في بلاد مجلس التعاون الخليجي ، و جريمة إرغام العمال المصريين في الأردن ، منذ أعوام قليلة - الذين ذهبوا للشكاية في مخفر للشرطة لإسترجاع حقوقهم - على تنظيف أرضية المخفر ، و يضاف إلى ذلك جريمة غض طرف السلطات المصرية الحاكمة عن تنفيذ الأحكام القضائية التي تصدر بحق خليجيين ، و الكثير من جرائم سرقة مستحقات المصريين العاملين بالبلدان المتحدثة بالعربية .
عاشراً : جريمة إختطاف المخابرات الأمريكية ، للمواطن المصري ، في ميلانو ، بإيطاليا ، و التي تعد جريمة متعددة الأطراف ، من أمريكية ، إلى إيطالية ، إلى مصرية رسمية ، و هي الجريمة التي فتح ملفها القضاء الإيطالي ، و لكن سرعان ما أغلقها ثانية .
هذه قائمة مختصرة للغاية ، كما ذكرت عالية ، لجرائم أرتكبت بحق مواطنين مصريين ، تترواح بين إزهاق النفس ، إلى الخطف ، و التعذيب ، إلى هتك العرض ، و الضرب ، و الإهانة ، و السباب ، و تحطيم الممتلكات ، و النصب ، و القائمة مفتوحة لكل مصري ، ليضيف إليها .
فإذا كان الجريمة الإسرائيلية بحق الطفلة المصرية ، تثير حزننا ، و غضبنا ، و تجعلنا نرفع عقيرتنا طلباً للعدالة ، فإنها أيضاً تذكرة بالجرائم السابقة ، التي طالت المصريين .
إننا ، في حزب كل مصر ، نعتبر أن دم المصري ، ليس حلال على أحد ، فلسنا كهؤلاء الذين يثورون ، أو يسكتون ، حسب جنسية الجاني ، أو إنتماءه السياسي ، أو العقائدي ، فمثلما أن كل الضحايا المصريين لدينا سيان ، و لهم الحق جميعاً في أن نتذكرهم ، و نسعى للقصاص لهم بالقانون ، السفير ، كالعامل الذي على باب الله ، فإن المجرمين لدينا جميعاً سواسية ، و عليهم الوقوف جميعاً أمام العدالة المصرية ، الإسرائيلي ، كالقطري ، كالفلسطيني ، و العدالة و إن غابت اليوم ، بسبب نظام آل مبارك ، الذي جعل الجميع أسياداً على الشعب المصري ، إلا إنها ستأتي ، لأن هناك مصريين لا ينسون .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية بوخارست - رومانيا
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المناضل من أجل العدالة سيبقى ، الإختلاف في الوسيلة و الخطاب
-
الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ ا
...
-
الإعتراف بكوسوفا ، إعتراف و تكفير
-
أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو
-
إنما ينطق سعد الدين إبراهيم عن الهوى
-
ابنة مارجريت تاتشر ربعها عربي ، و توماس جفرسون فينيقي ، فماذ
...
-
طفل واحد لا يكفي
-
على آل سعود الإعتذار لنا ، نحن أهل السنة
-
لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر
-
علينا ألا ننغلق ، علينا ألا نكرر خطأنا زمن الإمبراطورية الرو
...
-
الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
-
حان وقت إسقاط أسرة أبو جيمي ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا
-
هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة ا
...
-
هل يعد ج. د. بوش الإيرانيين برئيس مثل أبو جيمي ؟
-
لقد حطموا الذكاء المصري ، إنهم يريدونا عبيد
-
لن نقف أمام تكايا آل مبارك
-
مخاوفنا مبررة ، فالحرية الإقتصادية ليست مطلقة
-
هكذا يجب التعامل مع آل مبارك
-
نصب تذكاري لضحايا مذبحة المهندسين
-
يعقوب صنوع أديب الحرية
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|