أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الإله بوحمالة - أبا الخيزران.. إنهم يطرقون الجدران فعلا (!)














المزيد.....


أبا الخيزران.. إنهم يطرقون الجدران فعلا (!)


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 03:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد يبدو لمن يحزنه الواقع المتردي للقضية الفلسطينية أن هذه الأخيرة تراجعت عن إنتاج طاقة الصمود والمجابهة والرفض، وأن مخزونها من هذه الطاقة مال إلى الخفوت بفعل الفرقة والشنآن الداخلي بين الفصائل والزعماء. لكن نظرة ممعنة متأنية متفائلة في الواقع اليومي تثبت عكس ذلك، فلازالت هناك كثير من الأشياء الأصيلة تفعل فعلها في الناس البسطاء الذين يكتوون يوميا بنار العنف اليومي الذي يغرقهم فيه رصاص الاحتلال ودباباته وجرافاته، ولازال التشبث المستميت بالأرض يغذي أوردة المواجهة والكفاح رغم قوى الغزو والتقسيم.. ورغم طوابير الهرولة والاستسلام.. ورغم موجة التخذير والتمييع السياسي والإعلامي الكاسح.
صحيح أن بعض أسباب هذا النضوب والتراجع الملحوظ نابعة من كثير من العيوب الكامنة في أصحاب القضية وفي من اختاروا أن يكونوا إلى جانبهم في هذا الخندق الصعب.. وصحيح أيضا أن بعضها الآخر موجود في ثقافة الإنسان الفلسطيني، كفلسطيني وعربي، وفي ثقافة الإنسان العربي، كمسلم ومسيحي، يمنتمي لعالم ثالث متخلف مستكين لجهله واستضعافه يميل إلى الكسل والخنوع والدسائس والمؤامرات..
لكن الصورة لها ألوانها الأخرى ولها ظلالها الجانبية وبالتالي لها قراءتها الأخرى، فالسبب الأساسي، على العموم، يبقى دائما هو العدو، المعلن الصريح أو المستتر الخفي، الذي لم يتوقف يوما عن محاولات بسط هيمنته السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية على المنطقة، ولم يتخل لحظة عن محاولة ترجمة هذه الهيمنة إلى إخضاع فعلي للإمكانات الجغرافية والثروات الطبيعية والبشرية التي تتوفر عليها وتعريضها للسلب والنهب والاستنزاف.
وفي تقديري أن ليس هناك في التاريخ الحديث للأمم أمة تعرضت لمثل ما يتعرض له العرب والمسلمون حاليا ومنذ قرن وأكثر، من تنكيل وتدمير وأطماع. ولو أردنا سرد ندوب هذا النهش المتواصل واستعراض أمثلته لوجدنا تحت كل بقعة أرض مسربا يؤدي إلى مخطط استعماري ولألفينا تحت كل طوبة تراب شُقا ينتهي إلى حلم توسعي، لكن يكفينا للتمثيل على ذلك هذه المؤامرة المحبوكة التي كان من نتائجها زرع كيان ناتئ عنوة في قلب الوطن العربي ومركز نبضه ليشتغل في الجسد بالإدماء والتنزيف والإيلام وليبث من خلاله الوهن والعلل إلى باقي الأطراف فقط بالاستناد إلى أساطير ومستحاثات منخورة غابرة في القدم.
إن استمرار القضية الفلسطينية على قيد نبضها الشعبي الخافق ودمها الطفولي البريء، هو الدليل الأكيد على أنها قضية عسيرة على الطمس عصية على التزوير والمساومة، وأنها قضية شعب يملك مخزونا ذاتيا من المناعة يستلهم منه مع مرور الوقت واشتداد الكرب كل أسباب القدرة المتجددة على النهوض ولملمة الجروح وكل أسباب السخاء في إنتاج قيم وأساليب البقاء.. بل وإبداع فنون غير مسبوقة في حب البقاء ومقارعة الانهيار.
قضية من هذا النوع، بهذا التاريخ الملحمي الحافل.. وبهذا العنفوان الفياض وهذه الولادات المتجددة.. وبهذا المعدن النفيس من الأطفال الرجال.. لن يخشى عليها مهما اشتدت وطأة المحن والخطوب والمؤامرات الخارجية إلا من طينة واحدة ووحيدة..
هي طينة زعماء القضية (!) من أصناف "أبي الخيزران"،
قائد تلك الشاحنة/ الخزان في رواية "رجال في الشمس" للراحل غسان كنفاني، الذي بعد أن جر الأبطال للهلاك في مغامرة للحل الفردي والهروب الجبان جردهم من ممتلكاتهم البسيطة ورماهم في مزبلة بالصحراء بكل وقاحة ثم رمى المسؤولية عليهم متباكيا: لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟.




#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبا الخيزران.. هاهم يطرقون الجدران فعلا (!)
- جرح العنوسة.. الطوق والأسئلة
- اللغة والمعنى.. القوالب التي تحكمنا
- القضية تهمنا أيضا
- الجار والمجرور والنكرة والمعرفة: درس في قواعد الاستوزار
- موسم الهجرة نحو الوسط
- في الحاجة إلى معارضة حزبية قوية
- ملاحظات على هامش انتخابات سبتمبر
- البذور المنتقاة لديمقراطية بوش
- الانتخابات والأمية بالمغرب: -إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب-( ...
- التعليم في المغرب: صانع السم لا يذوقه
- تعديل الدستور: نحو حكومات تحكم وتحاسَب
- السباق نحو تدبير الأزمة
- باتش وورك
- وعي العزوف السياسي
- زبانية الجنة
- الحكومة التي ننتظر
- الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية
- محاربة الفساد تبدأ من أعلى
- كَمَرَادْ عبد -العالي- الليبرالي ورفاقه


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الإله بوحمالة - أبا الخيزران.. إنهم يطرقون الجدران فعلا (!)