أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - سامان عبدالكريم - يقتلون المرأة ويحتفلون لها















المزيد.....

يقتلون المرأة ويحتفلون لها


سامان عبدالكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:30
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


في كل سنة وفي الثامن من مارس تحتفل الشعوب العربية بعيد المرأةوتقام الحفلات والمهرجانات وتلقى بعض الاشعار ,الكل يتهافت في ارسال التهاني والتبريكات المقدسة من الحاكم والرئيس الى رجل الدين
ذو الأفكار الوسخة و اللحى الطويلة .ان هذه المناسبة في واقعنا ما هي إلا تقليد رمزي ممل ومحاولة لإضفاء شكل من الإنسانية المموهة على النظام الإجتماعي العربي الموحل في الطين في كل جوانبه السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
لكن هنا يتمحور السؤال التالي وهو لمصلحة من أن يصبح يوم المرأة عيدا وطنيا وتكون عطلا رسمية,إن المحتفلين من هذه النظم يحاولون دائما جردها من محتواه النضالي والإنتقادي لواقع المرأة المتدهور والغير إنساني في البلاد العربية,خلف إرسال التهاني وإقامة العطل يوجد وجه ثاني لهؤلاء الناس وهو بالاحرى الوجه الحقيقي الذي يعمل ليل نهار لأقامة مجتمع لا يعترف بشئ إسمه حق المرأة في الحياة الا ضمن حدود مجتمع كهنوتي وقح يعتبر المرأة جسد مجرد وعورة يجب دائما أن تحمى من قبل الرجل.كيف لهكذا عقل أن يحتفل بالعيد وهو الذي يبرر دائما لقتلها وإهانتها وحرمانها من أبسط الحقوق ,بل حتى منهم من يعتبر ضرب النساء وقتلهم جزء من تأديب المجتمع والحفاظ على الاخلاق والدين(ويملكون من الايات والاحاديث الكثير).
إن التخلص من مما يحصل للمرأة من ممارسة للعنف ضدها واقصد هنا جميع انواع العنف(الجسدي والفكري)والإرهاب الذي يحصل ضدهن لا يمر عبر الاعياد والاشعار بل أن يكون إتماما لنضال وصراع طويل بدا في القرن التاسع عشر ولم ينتهي لحد الان,وإن تثبيت هذا اليوم كيوم للمرأة جاء لتذكير المرأة بان نضالها لم ينتهي وان ممارسة العنصرية الفجة ضدها ستبقى ما دامت هناك انظمة وافكار غارقة في الرجعية كالتي عندنا في النظام العربي,في الوقت الذي يهنؤنها بالعيد يسوقون وينضرون لأفكار خلقت لإهانة المرأة,لكني اريد ان أشير هنا بان مساعي المراة للحصول على حقوقها مرتبط جدليا بنضال المجتمع عامة في الوصول الى التمدن والرقي ولا يمكن مطلقا عدم الموازاة بين الإثنين,أي نضال المرأة والمجتمع وفلم ولن أرى في حياتي مجتمع متدهور في جميع النواحي وخاصة ناحية الحقوق الفردية وان تكون المرأة في موقع جيد,فمن السذاجة التصور بأن شأن المرأة خاص بها,بل إن للنساء نفس المهام التي يجب ان لا تتأخر عنها والذي من شانها أن تغير واقعنا الحياتي وفي هذه الحالة وعند هدم وإنتقاد بعضا من المقدسات العقيمة سيصبح حينئذ المسار الذي يستطيع المجتمع من خلاله دق المسمار الاول لنعش الإستبداد.

لو القينا نظرة على واقع المرأة في المجتمع العربي فسنرى من اول وهلة بان ليس عليها أن تحاول الحصول على المزيد من الحقوق لأنها لا تملك أصلا اي حق بل يجب عليها أن تصارع الموت الذي يخيم على حياتها,أي إنها معرضة في كل لحظة للقتل من قبل الكل في المجتمع ومن أقرب الأشخاص لها من الاب والاخ إلى العم والدين والقانون وفي أكثر الحالات لمجرد الشك في إنها تحب شخصا ما,ولو إعتدوا عليها وإغتصبوها ستقتل لأن العائلة لا تستطيع ان تنظر في أعين الناس ,ولي من الشواهد الكثير بحيث يصعب عده ,لكن السؤال هو هل هناك قانون يحمي الإنسان بغض النظر عن الجنس واللون والدين, في هذه المجتمعات المفرطة في الأبوية والتي في عمومها مجتمعات قبلية حتى القوانين التي تحكم هي مستقاة من شرائع ونظم دينية(مقدسة في نظرهم) فمن الصعب إنتقادها ومن أهم ما فيها هو قانون الرجم المقرف والوحشي والتي تستعمل لحد الان في بعض النظم العربية ومنها دولة الإسلام المقدسة(السعودية).
قبل مدة قرأت خبرا كان مؤلما جدا,فقد قامت مجموعة من الشبان في السعودية بإغتصاب فتاة بأبشع طريقة ,لا اتكلم هنا عن حجم المعاناة التي أصابت تلك الفتاة البريئة بل الى طريقة معالجة الدولة لهذه المأساة,فقد ألقي القبض عليهم وهي تصرخ بين أيدي جلاديها,وبعد سلسلة من الجلسات القضائية(حسب الشريعة الإسلامية كما يدعون)حكمت الفتاة بالسجن بمدةأطول من الشبان الذين فعلوا هذه الجريمة,لقد سميت هذه الواقعة بفتاة القطيف,لقد أثارت هذه القضية جدلا واسعا بحيث اصبحت تتناول نوع من الإنتقاد لقوانين ونظم اقل ما يقال عنها هي إنها لا تصلح لهذا العصر,وفي النهاية خرجت الفتاة بقرار عفو من الملك السعودي وفي نص القرار إشارة الى إن الفتاة قد تأدبت.هذه هي نظرة الدولة الدينية للمرأة.
لكي اكون موضوعيا يجب ان أقر بأن واقع التطور التاريخي للمجتمع مرورا بالمراحل الأقتصادية تكون المسبب الاقوى لبقاء حال الإنسان عامة والمرأة خاصة بهذا الشكل المتدهور,إن المجتمعات الزراعية والبدوية لا تملك غير ان تشكل مثل هذا الوعي والفكر,إن المجتمعات العربية لم تتخلص بعد من إرث المرحلة الإقطاعية ونتاجه الفوقي من دين وفلسفة وأخلاق,ففي تلك المرحلة من التاريخ البشري عانى الإنسان كثيرا والمرأة بشكل خاص فقد كانت كثيرة الواجبات ومسلوبة الحقوق,لقد كانت مؤسسة الأسرة والعائلة مرتبطة بفكر السلطة الدينية انذاك(الكنيسة)وهي التي كانت بدورها تخدم النظام الإقطاعي ومصالحها.وبعد تفتت الإقطاعية وتغيير شكل الإنتاج الإجتماعي وأدوات إنتاجه تغيرت وظيفة المرأة بشكل جذري,فبعد أن كانت ربة البيت المطيعة والتي تنحصر أغلب مهامها في الإمور المنزلية ومساعدة زوجها الفلاح وابنائها في بعض أعمال الحقل والرعي,صار عليها النزول الى سوق العمل الرأسمالي الفتي والذي بدا جشعا حيث كان على الأسرة جميعها أن تعمل وكان هذا النظام الجديد ثوريا في بعض مراحله حيث إستطاع تدمير شكل الاسرة التقليدي وأنهى سلطة الكنيسة على المجتمع,وفي تلك الحقبة لم تملك المرأة الكثير من الحقوق وكانت مضطهدة كثيرا
لكن من حسن حظ البشرية إن الرأسمالية أنتجت ومنذ بداياتها وبفعل ظروف إنتاجها الفكر الإشتراكي وبعدها الفكر الشيوعي والذي نادى منذ بداياته بالصراع ضد كل اشكال القمع والإضطهاد وقد كان للمرأة العاملة دورا كبيرا فيها ,وهكذا وبموازاة الحركة الإشتراكية العالمية وبمساندتها ظهرت الحركات النسوية والتي طالبت في اول الامر ببعض الحقوق البسيطة مثل حق التصويت للمراة وتحسين ظروف العمل ومن رائدات النضال الطبقي والنسوي في ذلك الوقت كلارا زيتكن الالمانية,حيث نادت ولاول مرة في مؤتمر النساء العالمي الذي إنعقد في الدنمارك في عام1910 إلى ان يكون الثامن من مارس يوما للمرأة.جاء هذا بعد الإضراب الشامل لمصانع النسيج في الولايات المتحدة والذي صادف الثامن من مارس سنة 1908والذي كان للمرأة الدور الرائد فيها.وفرضت المرأة الكثير من حقوقها عبر النضال الطويل حيث لم تنتظر المرأة من أن
تعطى لها حقوقها بل فرضتها ضمن صراع عنيف أحيانا وهو جزء من الصراع ضد اللامساواة والعنصرية والقمع.

هنا أريد ان أرجع الى مجتمعنا العربي,قصدي من هذا السرد المختصر لواقع التطور التاريخي للمراحل لتي مرت بها اغلب الشعوب هو وللاسف من إن المجتمع العربي لم يستطع ان يخطو ولو خطوة صغيرة لمجتمع منتج له إمكانية التغيير نحو مرحلة تاريخية أكثر تطورا ,اي إنه لم يتخلص من واقع البداوة والريف بكل مفاهيم البداوة البالية,صحيح من إننا نستعمل اكثر الوسائل تقنية لكننا مستهلكون في كل شئ,لا نملك اي من مقومات المدنية,عقل جامد يرى نفسه من افضل العقول وهو للاسف لاشئ.إن العالم العربي متخلف في كل المجالات من العلمية ,الإقتصادية,السياسية,الإجتماعية والثقافية. ولهذا اقول إن نضال المرأة هو جزء لا يتجزأ من نضال التيار المدني والعقلاني. في مجتمع أكثر من نصف أبنائه أميين,مستوى الفقر خيالي لا يتصور,إنتاجها الادبي اقل من أي مدينة أوروبية أو اسيوية,أفكارها مقتبسة من شريعة مضت عليها قرونا من الازمان,في مثل هذه المجتمعات يجب أن ترى المرأة نضالها ضمن حركة إنسانية شاملة تسعى لبناء مجتمع مدني متحرر ومؤسساتي,قوى الظلام المتوحشة واقفة كالخفاش في وجه كل شئ جميل في هذه الحياة,ولهذا كما في السابق تحرر المراة يمر عبر تحرر المجتمع.


سامان عبدالكريم
كركوك-هولندا



#سامان_عبدالكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - سامان عبدالكريم - يقتلون المرأة ويحتفلون لها