أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - هكذا ينتهي الطغاة














المزيد.....

هكذا ينتهي الطغاة


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 688 - 2003 / 12 / 20 - 08:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صدام حسين عدو العراقيين الأول و المطلوب الأول للعدالة في العراق  يقبع في جحر صغير في أحدى ضواحي تكريت .. و العراقيين و أصدقائهم من قوات التحالف يلقون القبض عليه ذليلاً مهاناً كجرذ خائف مذعور .. صورة بدأت تفرض نفسها على أرض الواقع الذي يعيشه العراقيون هذه الأيام .. و أغلبهم بدؤا يتقبلون هذه الحقيقة و يستوعبونها كأمر واقع مُعاش تعيشه أغلب شعوب العالم في هذه الأيام فأغلب شعوب العالم المتحضر تربطها اليوم مع بعضها البعض أواصر و قواسم مشتركة من أهمها رغبة هذه الشعوب في العيش بسلام و طمأنينة على هذه الأرض .. و لتحقيق هذه الرغبة لا بد من أن يسود التعاون الأحترام والمحبة بين هذه الشعوب بدلاً من الأختلاف و التناحر .  
لقد كان صدام واحد من أعتى الطغاة و أشدهم وحشية على الأطلاق ليس في تأريخ العراق فحسب بل في تأريخ البشرية جمعاء .. فقد عرف صدام حسين و خلال سنوات حكمه الطويلة بروح عدائية و وحشية و دموية ليس تجاه الشعب العراقي فقط بل تجاه الكثير من الشعوب و الأقوام بدئاً بأبناء شعبه من الشيعة و الأكراد و وصولاً الى جيرانه من الشعوب العربية و الأسلامية كالشعب الكويتي الشقيق و الشعب الأيراني الجار ..  فجرائمه البشعة تجاه أبناء شعبه من الشيعة و الأكراد و أعتدائاته السافرة على جيرانه و أستباحته لأراضيهم .. كلّها أمور غنية عن التعريف و الشرح لأي متابع منصف للشأن العراقي .. و الطريقة التي ألقي بها القبض على الطاغية و هو مختبيء في أحد جحور قضاء الدور التابع لمدينة تكريت أن كانت تدل على شيء فأنما تدل على النهاية الحتمية التي ينتهي أليها كل طاغية متجبر يبني حكمه لشعبه على أساس من الظلم و الطغيان .
فصدام و أمثاله من الطغاة لا بد أن يصلوا بعد سنين طغيانهم و قمعهم لشعوبهم الى هذه النهاية المذلة و المهينة التي أنتهى اليها صدام لأن الطغاة بطبيعتهم جبناء في باطنهم .. متسلطون و أستبداديون في ظاهرهم .. و هم يحيطون أنفسهم و أنظمة حكمهم بهالة من الأستبداد و الجبروت ليُخفوا بها جبنهم و ليَحموا بها أنفسهم المريضة من غضب شعوبهم .. و لقد كان صدام بثيابه الرثة و لحيته القذرة التي و جد بها ساعة القاء القبض عليه مثالاً صارخاً لأمثاله من الطغاة .. فرغم توارد الأنباء عن وجود مسدس  و رشاشتين الى جانبه و هو في جحره .. الاّ أنه لم يمتلك الشجاعة الكافية لمقاومة الأمريكان أو لأطلاق رصاصة الرحمة على نفسه لينهي بها حياته التعسة نهاية رجولية بدلاً من مظاهر الذل و المهانة التي ظهر بها أمام الملايين من الناس على شاشات التلفزيون و هو الذي كان يحث العراقيين على المقاومة و عدم الأستسلام للمحتلين في خطاباته الأخيرة و التي أدّعى في آخرها بأنه يلف حول جسمه حزامين ناسفين سيفجرهما أذا أهتدى الأمريكان الى مكانه .. و هذا ما لم يحدث و لم يكن ليحدث على الأطلاق خصوصاً من قبل شخص مجنون و مهووس بحب الحياة كصدام حسين .
المؤسف أن بعض الشرائح من مجتمعنا العربي و الأسلامي لا تزال ترى في هذا الجرذ الجبان قائدها الملهم و أملها المنشود في الخلاص ( لا أعرف مم ؟ ) مدفوعة بالنظريات القومجية لخمسينيات القرن المنصرم حتى بعد أن رأته بهذه الصورة المذلة المهينة و بهذا الجبن و الأنصياع أمام جنود قوات التحالف.. فلازال البعض و على مستوى النخب و المؤسسات الحكومية في بعض الدول العربية يكابر و يراهن على شعارات خاوية مهترئة أكل عليها الدهر و شرب فرضتها ضروف مرحلية خاصة في الماضي محاولين تسويقها على بعض السذج من شعوبهم التي بدأت تعي حقيقة ما يجري حولها في هذا العالم بشكل واقعي و موضوعي .. ظهر ذلك جلياً من خلال متابعة التغطية الأعلامية التي رافقت خبر أعتقال الرئيس العراقي المخلوع .. أذ أن الكثير من وكالات الأنباء الرسمية لبعض الدول العربية تطرقت بشكل عابر و سريع الى هذا الحدث الكبير بل أن بعضها لم تتطرق أصلاً لهذا الموضوع متصورة أنها بتجاهلها لأحداث الواقع ستوقف دولاب الزمن الذي سيطالها أن عاجلاً أو آجلا ًبدلاً من التعامل مع هذا الواقع بشكل موضوعي يخدم بلدانها و شعوبها التي تعيش بسبب سياسات هذه الحكومات على حافة العالم أن لم نقل خارجه .     
وعند الحديث عما جرى للطاغية في صبيحة ذلك اليوم في الدور و ما سبقه من أحداث قبل أشهر لولديه في الموصل لا بد من الأشارة الى ما يمكن تسميته ِبنيّة أمريكية صادقة هذه المرّة لتخليص العراقيين من سنوات القمع و الظلم التي قاسوها على يد الطاغية و أزلامه و لمساعدتهم في فتح صفحة جديدة من حياتهم و حياة أجيالهم القادمة ملؤها التفائل و الأمل بمستقبل مشرق بلا دكتاتورية و بلا حروب .
فألف مبروك لكل العراقيين الشرفاء سقوط الطاغية بما كان يمثله من أستبداد و ديكتاتورية و رعب للعراقيين و لنفتح بيوم سقوطه صفحة جديدة للمصالحة الوطنية و لبناء العراق الجديد بعيداً عن تأثيرات المرحلة الصدامية الغابرة و لنقف يد بيد الى جانب مجلس الحكم لنجتاز معاً هذه المرحلة الفاصلة من تأريخ وطننا الحبيب .
وألف مبروك لكل الطيبين و الشرفاء في العالم من المحبين للشعب العراقي و ممن و قفوا و لا زالوا الى جانب العراقيين في نظالهم ضد الديكتاتورية و في مسيرة بناء عراقهم الجديد عراق الحرية و الحب و السلام .. و سيبقى يوم الرابع عشر من كانون الأول يوماً فاصلاً ليس في تأريخ العراقيين فحسب بل في تأريخ كل الشعوب الحرة المنكوبة بأمثال صدام من الطغاة ممن خرجوا من جحورالجرابيع و أليها سيعودون .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...
- مروجوا نظرية المؤامرة من العرب يتآمرون على العراق
- وليمة لآكلي لحوم البشر
- بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء
- هل أخطأت أمريكا بأحتلالها (بتحريرها) للعراق ؟


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - هكذا ينتهي الطغاة