أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - البديل الوطني الديمقراطي للعملية السياسية الطائفية المسخ قي العراق















المزيد.....

البديل الوطني الديمقراطي للعملية السياسية الطائفية المسخ قي العراق


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 10:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تدور النقاشات والحوارات السياسية الثنائية من قبل عراقيين مخلصين لشعبهم ووطنهم عبر المواقع الالكترونية , حول ضرورة ايجاد البديل السياسي المؤثر في الاحداث الحالية , الذي ينقل العراق والعراقيين من الحالة الطائفية المأساوية التي يعيشون الى حالة افضل فيها حق المواطنة يعلو وصوت الديمقراطية يزغرد.
يبدأ الحوارالسياسي بداية هادئة مفيدة , ثم سرعان ما يتحول الى صراع شخصي , واساءات متبادلة ودفاع مستميت عن الذات والتشبث بالموقف السابق , دون الاستمرار بالحوار والانطلاق الى موقع اخر اكثر رقيا واكثر منطقية وواقعية , وبناء الموقف الجديد الذي يقود الى طرح برنامج عمل جديد. تمر الاحزاب السياسية بمنعطفات وقد تكون خطيرة خاصة عندما تمر شعوبها واوطانها بمنعطفات سياسية حادة في حياتها. وما مر ويمر به العراق منذ سقوط النظام السابق واحتلاله من قبل الامريكان ولحد الآن يعتبر من اشد المنعطفات خطورة وتهديدا للحاضر والمستقبل , لم يمر به شعب ولا دولة مثل الذي يمر به العراق . كان المطلوب لمواجهة هذا المنعطف يتمثل بتوحيد الشعب تحت قيادة وطنية جبهوية واسعة للتغيير نحو الديمقراطية والوحدة الوطنية, ومراقبة ما يفعله الاحتلال وقوى الاحزاب الاسلامية الطائفية المتخلفة وكشف ادعاءاته حول التحرير والديمقراطية. واي مؤشر يناقض ذلك فأنه يدعو المخلصين الى تبني موقف وطني حاسم وحازم , ورص الصفوف والشروع بالمقاومة الوطنية بالطريقة المناسبة , ولتكن مقاومة سلمية تشد نحوها العالم الحر والديمقراطي , و تسحب البساط من تحت اقدام المنهزمين السابقين والقاعدة والتكفيريين , وان تمنع من ان تقف امريكا موقفا اجراميا من الجميع وتتهم الشعب العراقي بانه شعب ارهابي لا يؤيد الديمقراطية التي حملتها له ولا يرغب بالتحرير من نير حكم صدام السابق. البداية تبدأ من بناء الموقف الوطني الذاتي و تشخيص الخطأ وتحديد الموقف المطلوب مهما تطلب الامر من وقت وجهد. فقد اخطئت امريكا ابتداءا بتعيين الحاكم العسكري ثم الحاكم المدني بريمربدل ان تسمح بتشكيل حكومة وطنية ذات مهام محددة , اولها الشروع ببناء الديمقراطية وهذا يتطلب ترجيح كفة الوطنيين الديمقراطيين على حساب الاسلاميين وسوف لن يلومها احد في العراق والعالم الا الاسلاميين انفسهم ان صدقت نوايا امريكا .فقد استهتر بريمر هذا بمقدرات الدولة العراقية والشعب وسرق ما سرق واسس للفساد ولا يستوجب الامر الان تعداد ما قام به بريمر من جرائم بحق الشعب العراق والدولة العراقية . الظرف لا يبرر الابقاء على الخطأ وانتظار المزيد من الوقت وضياع الموقف بحجة ان الظرف جديد يتطلب المرونة والواقعية ولا بد من دعم عملية سياسية ولدت مشوهة ومعوقة. الظرف تطلب من القوى الوطنية ان تميز نفسها عبر موقفها الواضح وبرنامجها الصريح وممارساتها العلمية الشفافة التي تستقطب حولها الشعب والقوى السياسية التقدمية العربية والعالمية وتتوسع بذلك جبهة العمل الوطني والأنساني بشكل يقطع الطريق على التعاون والتعاطف مع القوى المنهزمة من بقايا النظام السابق والقوى الطائفية والمذهبية والتكفيرية والارهابية . ان انغماس القوى الوطنية في العملية السياسية يعتبر بداية للخطأ الاسترتيجي الكبير .الرد عليه يتطلب خطوة شجاعة وجريئة الى الوراء , واجراء المراجعة السريعة واتخاذ الموقف السليم والمؤثر في مجريات الامور والاحداث . لقد فات الاوان وانقسمت الاحزاب الوطنية على نفسها وتشرذمت قوى اليسار وسارت العملية السياسية في طريقها ليس الخاطيء فقط وانما المدمر . البديل المؤثر يبنى على اساس تشخيص الخطأ وطرح البرنامج التصحيحي الجديد وعلى اساسه ينموالبديل ويظهر شيئا فشيئا ولا يمكن المطالبة به جاهزا . ولكن ليس هناك اعتراف بالخطأ من جميع الاطراف الوطنية التي سارت مع العملية السياسية , ولا تأييد بضرورة التصحيح وبناء البديل ..اذن البديل المؤثر هو عملية بناء مستمر وليس بناء جاهزا متكاملا. لا هكذا بنيت دفعة واحدة الاحزاب السياسية الفاعلة وخاصة تلك التي لها جماهيريتها وديمومتها وتأثيرها في الاحداث .. عندما يكون الخطأ صغير وليس ستراتيجيا فالحل لابد وان يكون من الداخل عبر الحوار والنقاش وتبادل الاراء والاطروحات , ولكن عندما يكون الخطأ كبيرا وستراتيجيا ومؤثرا تأثيرا فعليا على سير العمل الحزبي والسياسي عنده لا يمكن التأثير عليه من الداخل بل ان المعارضين له سيصبحون في عداد الخارجين اوتوماتيكيا عن خط الحزب وقد يتعرضون الى الأعفاء او الطرد من صفوف الحزب كلما ازداد نشاطهم المعارض وكلما ارتفع صوتهم , مما يضطرهم الى ترك الحزب اوالانشقاق عنه حسب الظروف , والأعداد التي تؤيدهم وتتبعهم وهكذا انشقت الجماعات وانقسمت الاحزاب عندما فقدت القيادات الاصلية السيطرة على الامور نتيجة خطأ كبير او موقف ستراتيجي جديد. فاذا كان الاخوة المتحاورين يعتقدون ان الخطأ موجود ويستسهلون الامر ويعتقدون ضرورة التصحيح من الداخل , فلا بأس ان يصححوا اذا تمكنوا وعبر فترة زمنية معقولة ,وان يلاحظوا النتائج ويدرسوا الظروف والمتغيرات , والا فالجرأة مطلوبة والتكاتف مع الصح وان قل العدد , افضل من اتباع الاكثرية القلقة التي تتبع قيادة مائعة لم تحقق لجماهيرها ولا لعموم الشعب شيئا يستحق الذكر, او يناسب حجمها وحجم الشعب الذي عليه تعتمد وفي سبيله تعمل وتنشط . لذا فالمطالبة ببديل سياسي جاهز مؤثر في الاحداث , والقول بالتغيير من الداخل او من الخارج لا يمكن ان يدوم طويلا لان الاحداث تفعل فعلها . والنتائج تتقدم او تتأخر فأنها دائما تحتاج الى موقف مناسب ثابت , اذا ثبتت النتائج بالاتجاه الايجابي الصحيح , وتتغيير حسب تغيير اتجاه النتائج اذا كانت سلبية.. ادعو المتحاورين ان يروا النتائج على الارض في العراق الان .. هل انها ايجابية ؟ وعندها لا يستوجب التصحيح .. ام انها سلبية قاتلة وخلال الخمسة سنوات تزداد سوءا وتدهورا؟ ماذا ينتظر الانسان الحزبي الشجاع والجريء؟ وعندها استوجب التصحيح والتغيير والتوحد مع الاخرين.
ليس المقصود بالمرونة والاعتدال والواقعية , القبول بالعملية السياسية بعلاتها , والدخول في الحكومة بوزير او وزيرين واعتبار ذلك هو الحل . وعندها تقيد القيادة الحزبية حرية اعضاء الحزب وتمنع على كوادره ومؤيديه وانصاره توجيه السؤال الواضح وليس الخجول , او توجيه النقد الجريء, خاصة عندما يكون الحزب حزبا وطنيا يساريا لان في صفوف هكذا حزب سياسي معروف , يتواجد وبكثرة اصحاب الوعي العالي والثقافة الواسعة والحدس الحاضر والرؤية الثاقبة للامور والاحساس المرهف والخوف على الحاضر والمستقبل من الضياع في ظل التبريرات والاعتذارات والتأجيلات , وليس لديهم ما يخسرونه الا كرامتهم وعزة شعبهم ووطنهم وهي على المحك الان . لقد جربت كوادرحزبية سابقة مواقف احزابها في حقب زمنية سابقة عاشت ايضا على التبريرات والتأجيلات , ثم احبطت امالها وعانت احزابها ما عانت , ثم انتقدت قياداتها بعد فوات الاوان اخطائها . اما الان فالاخطاء ستراتيجية واساسية بدأت منذ الانطلاقة الاولى للعملية السياسية , ومجلس حكمها الانتقالي الطائفي وحكوماتها المتعاقبة . وستكون النتائج النهائية كارثية من خلال القضاء التام على قيادات الاحزاب الوطنية واليسارية خاصة وكوادرها , المشاركة في العملية السياسية , ولن يسمحوا لهم حتى من الهرب ثانية خارج العراق. فهل تنتظر تلك القيادات تلك النتائج؟؟ اتمنى ان لا يكون ذلك وتعود هذه القيادات الى كوادرها وشعبها , وهذا لن يحصل الا بمبادرة جريئة من الكوادر المتقدمة التي ما زالت تخجل من نفسها ان تعارض القيادة الحزبية, مبادرة الالتفاف حول جماهير الحزب ومعرفة ارائهم وتوجيهها نحو الموقف الصحيح وليس الموقف المائع.. وليس تخديرها بالانتظار و القول بان الظرف الحالي غير مناسب. الظرف جدا مناسب والتأخير ليس في صالح المخلصين والوضع في العراق يتطلب بديلا وطنيا ديمقراطيا يناقض العملية السياسية الطائفية المسخ .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن من آذار عيد المرأة العالمي
- تقارب عراقي ايراني.. يا لها من مصيبة
- يمكننا ان نمنع نجاد وايران من التدخل في شؤؤننا
- مازال الجعفري حيا يرزق (سياسيا)
- شاعرنا الكبير يجب ان يعتذر
- آراء الداخل حول الاستقرار الامني والتهديدات القائمة
- لم تبادر قوى الداخل... مالعمل اذن؟
- نداء مثالي الى اوباما
- القلق على مستقبل العراق
- رسالة استفهام مفتوحة الى الشعب الامريكي
- مشروع لينين ليس نصا مقدسا
- الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسل ...
- ما فائدة النقد الذاتي بعد فوات الاوان
- سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة
- عجيب امر بعض اطراف اليسار العراقي
- من اجل الدولة الديمقراطية المدنية في العراق نتحاور2
- من اجل الدولة الديمقراطية في العراق نتحاور /الهدف من الكتابة ...
- بالوحدة يعوض اليسار الفلسطيني عن فقدان ابرز قيادييه
- لا تتشككوا ولا تيأسوا.. بل اعملوا فأنتم وطنيون
- الى اهلي واحبائي في العراق... و (مدنيون) / مهمات اليسار والق ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - البديل الوطني الديمقراطي للعملية السياسية الطائفية المسخ قي العراق