أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا














المزيد.....

الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 10:49
المحور: المجتمع المدني
    


- حوران تريد حقوقها وتريد ترين يمشي على الجلة-
في هذه العبارة التي كان يسخر فيها معظم الشعب السوري من أهل حوران ولهجتهم، ولم يكن هذا التهكم يميز بين حوراني مسيحي أو شيعي أو سني! لم تعني هذه التهكمية لأهل حوران المقيمين في المدن السورية الأخرى سوى نكتة. وهكذا بالمجمل كان يتم التعاطي مع هذه السخرية على لهجة حوران وثقافتها من قبل أهل الشام أو حلب أو حمص،من قبل السني والمسيحي في المدينة ومن قبل العلوي والدرزي، هنا أتحدث عن تجربة معاشة من قبلي لكوني حوراني! وفي الشيخ مسكين التي هي قريتي، يوجد ثلاث عشائر كبيرة لها امتداد خارج الشيخ مسكين، وهي عشائر الحريرية والديرية والفواعرة- التي انتمي إليها- هذه العشائر أيضا تنكت على بعضها وتسخر من تعدادها، ومن بعض رجالاتها، مع ذلك كان هنالك شخصيات رحمها الله محترمة من كل القرية مثل النائب عن حوران في البرلمان السوري في الخمسينيات محمد خير الحريري، و المرحوم حامد الشلهوب الفاعوري، والمرحوم الحاج ياسين الندى الديري، ومحمد سعيد الزرازرة والمرحوم شفيق وهدان وغيرهم حيث لا تسعفني الذاكرة. هذه شخصيات كان لها حضورا مع غيرها من الشخصيات من عائلات أخرى أصغر تعدادا. لها احترامها من كل أهالي الشيخ مسكين، ولهم مكانة، الذي تلجأ إليه فتاة هربا من أهلها، في حال اقترفت ذنبا مع شاب مثلها- كما يقال في لغتهم! وكان هؤلاء يحمونها. ريثما يجدون حلا للتزوج من الشاب أو من رجل غيره.مع ذلك ذاكرتي في القرية ضعيفة لأنني عشت في دمشق، حيث أن الأجواء التي عشت فيها يتواجد فيها من كل الأديان والطوائف السورية، وكانت ثقافة السخرية من لهجات بعضها وثقافتها أمرا لا يعدو كونه موجودا في كل دول العالم وأساسه هو ريف- مدينة، دمشق في الخمسينيات كانت مدينة، ولم تكن قرية. حتى قياسا بالقاهرة ذاتها، وهذا أمر ربما نعود إليه في مقال مستقل. لهذا لم يشعر أهل حوران أنهم مضطهدون اجتماعيا بل كان شعورهم يتعلق باستغلال التجار في دمشق لمنتجاتهم الزراعية، أما الحديث عن اللهجات، لا يمكن له أن ينضوي تحت عنوان اضطهاد اجتماعي. وإن كان ينضوي تحت هذا العنوان، فأهل المدن السورية، يتهكمون على كل لهجات الريف السوري، والعكس صحيح في حالات أخرى. أهل مدينة دير الزور يتهكمون على أهل الرقة، ومن أهل حوران في دمشق، من حاول أيضا تجنبا لهذا التهكم أن يقلد لهجة أهل دمشق. في المحصلة نعتقد أن هذا جزءا عاديا من الاجتماع الإنساني، ولا يمكن بوتقته ضمن عنوان الاضطهاد الاجتماعي، إلا عندما يأخذ مضمونا سياسيا، يعيد هيكلة علاقات سلطوية وطبقية ذات بعد إقصائي، وهذا ما يجب التركيز عليه في سورية، فالمدينة تضطهد الريف بمعزل عن هويته الدينية والطائفية، مثلا: حوران جارة لجبل العرب والذي يسمى أحيانا جبل حوران الذي تسكنه أغلبية درزية، هم أيضا يتهكمون على لهجة أهل حوران، ولكن هل هذه المسألة تسبب إحساسا بالاضطهاد من قبل أهل حوران أو أن الدروز يريدون من خلال هذه التهكمية إقامة حالة اضطهاد ضد أهل حوران؟ أم أن التهكم على أهل حمص ولهجتهم من قبل كل سكان سورية لا يعد اضطهادا اجتماعيا. علينا النظر للمسألة من زاوية أخرى، لا تحميها السلطة ولا تشجعها في الحقيقة، وأخص تحويل سنة سورية إلى أكثرية متماسكة على ثقافة واحدة، تضطهد أقلياتها من خلال السخرية على لهجات هذه الأقليات، وهذا غير صحيح لا في تاريخ سورية القديم ولا في تاريخها الجديد، فإذا كانت الأكثرية السنية متماسكة على ثقافة واحدة، معنى ذلك أن الأقليات السورية أيضا كذلك، وهذا أيضا غير صحيح، ولكن من وجهة نظر الفاعل التاريخي داخل هذه (التجمعات- لا نجد مصطلحا أفضل) يمكن لنا معرفة مقدار هذا التماسك والتراص وبناء على أية أجندة وثقافة؟ هذا مبحثه ليس هنا- هذا التهكم لا يتم في السر، أما التهكم من اللهجة العلوية فأصبح أحيانا في السر لأنه انخرط في عامل سياسي إقصائي قمعي أعاد هيكلة المجتمع السوري وثقافته. عندما كنا نعتقل في فروع المخابرات كان بعض الضباط يسخرون من لهجة مناطق المعتقل، ولكن عندما يكون المعتقل من الطائفة العلوية لا أحد يسخر من لهجته. أما عن القبيسيات وثقافتهن، علينا العودة إلى دهاليز الاستخبارات لنعرف ما الذي يجري في سورية. وماهو الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب السوري بكل طوائفه وأديانه وأيديولوجياته، هنا علينا البحث.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.
- فسحة بين إقصائين.سماح إدريس وفخري كريم.
- الليبرالية والمشروع الأمريكي، فك ارتباط أم التصاق آني؟
- إنه العار المطلق!
- إعلان دمشق في ميزان ذو كفة واحدة!
- على الحكومة اللبنانية تسليم سلاحها إلى حزب الله.
- العقلانية واللاعقلانية، هل السلطة حيادية؟
- أغنياء سورية، رفقا بها. إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه.
- المعارضة السورية بين التنوير والبراغماتية!
- أكرم البني هل لديك شمعة وزجاجة؟ كي لا ننساهم!
- دمشق توأم فيروز، فلا تترددي سفيرتنا إلى النجوم.
- حوار السلطة أم سلطة الحوار؟
- رسالة صريحة إلى الدكتور برهان غليون.
- اليسار اللبناني ومطلب الدولة البرجوازي! إلى سمير قصير ورفاقه ...
- خواطر: إلى راشد صطوف.


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا