أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ريما كتانة نزال - العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني














المزيد.....


العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 10:54
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


بشكل عام؛ قفزت الحركة النسائية الفلسطينية؛عن تقديم خطاب نسوي واضح اتجاه قضية تحرير المرأة، ينطلق من تحديد طبيعة الإشكال لموقعها الدوني في المجتمع؛ مما أدى الى ابقاء مفهوم العدالة والمساواة لدى الحركة النسائية مشوشا وملتبسا.
قفز الخطاب النسوي الفلسطيني عن طرح مفهوم واضح للتمييز ومبرراته؛ بالذهاب مباشرة الى طرح المطالب المتعددة الحقوقية والسياسية والاقتصادية كبديل وآلية مؤقتة؛ فطالب بحق العمل والتعليم وبالمساواة في الأجور؛ وطالب بإجراء تعديلات على القوانين السياسية والاجتماعية؛ من أجل جسر الفجوة على مستوى مشاركة المرأة في مراكز القرار؛ عبر تبني التمييز الايجابي في قوانين الانتخابات.
تحركت أسباب الوضع الدوني للمرأة في مساحة واسعة من الذرائع او التبريرات؛ فقد اعتبرت الأسباب الفسيولوجية المتعلقة بالقوة الجسدية وبالقدرات العقلية كذرائع للإقصاء والتهميش؛ وتم طرح المبررات العقائدية والخصوصيات الثقافية؛ وتم التذرع بسلًة العادات والتقاليد والأعراف المتوارثة؛ وبالتراث الماضوي كأسباب ومبررات جوهرية لتحديد عمل وموقع المرأة في المجتمع.

نقاش المبررات سواء المتعلقة باختلاف التكوين الجسدي أوالعقلي أفضل من تجاهلهما؛ وبرأيي أنه يجب ان لا تقلقنا نحن النساء الفروق الجسدية؛ فلسنا بوارد المنافسة في أعمال تتطلب القدرات العضلية؛ ولا أرى غضاضة من جانبي الاعتراف بالتباين العضلي والفروق الجسدية دون المبالغة في تضخيمها من أجل استثمارها لتضييق مشاركة النساء؛ والاعتراف بالفروق الجسدية يزيح عبئا عن كاهل النساء ويريح النقاش؛ دون السماح باستثمارها لتبرير تقسيم العمل المجحف؛ والاستناد اليه في تحديد وتقنين والأدوار الاجتماعية والقيادية للمرأة، فالاعتراف بالإختلاف الجسدي يضع جانبا البعد السطحي للمشكلة؛ من أجل الانتقال الى نقاش الجوهر بادعاء الفروق في القدرات العقلية؛ والتي يفترض ان تناقش بحضور العلم فقط؛ حيث لا أساس علمي يثبت ما يذهبون إليه من فروق ذهنية لصالح الذكور لتبرير التمييز؛ سواء على مستوى الذكاء أو الاستيعاب أوالتفوق العلمي؛ ولدينا الجواب الواضح في نتائج الذكور والاناث في امتحانات الثانوية العامة لسنوات متواصلة والتي تظهر تفوقا ملحوظا للإناث على الذكور.
مشكلة المرأة يمكن احالتها لأسباب ترتبط بالتربية النمطية التي تتلقاها؛ والتي لا تخلق الشخصية المستقلة القادرة على اتخاذ القرار؛ وتربيتها لتنشأ كإنسانة ضعيفة خائفة اتكالية، وتعَد الفتيات عموما للقيام بالأدوار المرتبطة بالدور التقليدي للمرأة، وفي كل الأحوال فهي مواصفات متفاوتة الدرجة ومستحيل تأبيدها.

من هنا يجب أن يحدد الخطاب النسوي الفلسطيني في شقه الاجتماعي؛ الإشكالية التي تقف وراء التمييز والوضع الدوني للمرأة؛ بأنها تكمن في الأسباب الثقافية السائدة وبالمفاهيم التقليدية الموروثة؛ فالمرأة بالمفهوم التقليدي ملكية عامة وخاصة للعائلة والعشيرة والمجتمع والقرية والاب والاخ والزوج والابن، وهناك منطق وصاية وسيطرة على حرية خياراتها؛ وعلى خروجها من المنزل واسبابه ودواعيه؛ وتحديدا عندما يتعلق الامر بقراراتها المصيرية؛ فالعلاقات الاسرية الفلسطينية محكومة بالعلاقات الاقطاعية، التي اعطت السيطرة والسلطة المطلقة للرجل؛ وفرضت الخضوع على الفئات الأضعف في الاسرة؛ بسبب كونهم امتدادا طبيعيا لملكيته؛ يحق له وللعائلة التصرف بقرارهم، وعليه فإن قيادة المرأة تعتبر مشكلة للرجل؛ لذلك يحكم عليها دونما تدقيق بأنها غير مؤهلة للمهام الإستثنائية، ويحسم الجدل في هذا الشأن باستحضار الماضي والتراث؛ ويغلفا بهالة من القداسة لممارسة الارهاب الفكري المسبق لقمع حرية النقاش وتحديد فضائه؛ بإ طلاق مقولة عدم فلاح المرأة في الشأن القيادي؛ ويتم استحضار الماضي لتقوية الحكم للهروب من نقاش استحقاقات الحاضر، وعلاج مشاكله استنادا لمعطياته واحتياجاته.
المرأة في الثقافة السائدة أيضا تسكن في مساحة الاخلاق؛ وينظر اليها على أساس كونها مخلوق ضعيف لا يستطيع الدفاع عن ذاته؛ والمفارقة هنا بأنها في الوقت الذي ينظر لها كمخلوق ضعيف وعاجز عن اتخاذ القرار؛ يتوقف عليها وعلى سلوكها اسم العائلة وشرفها؛ لذلك يبرر التشدد في التعامل مع حركتها؛ وهي من متطلبات العمل القيادي سواء لأغراض المشاركة السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية؛ الذي يتطلب أحيانا منها التنقل والسفر وربما الاختلاط؛ وقد كان هذا النقاش حاضرا حتى لدى قيام بعض الفتيات بالعمليات الاستشهادية التي تتطلب السفر والتنقل على انفراد!

وأخيرا؛ وعلى ضوء بعض ما يدور من نقاش حول ماهية الخطاب النسوي الفلسطيني الذي نريد؛ وهو الخطاب الذي ينطلق من منصة العدالة والمساواة للجميع على أساس المواطنة؛ أرى بأن النقاش لأهميته يجب ان لا يُسلق؛ وأن يأخذ مداه اللازم لإنضاجه؛ وتحديد أساسه ومرجعيته الفكرية المستندة الى المرجعيات الفلسطينية الوطنية للمجتمع الديمقراطي المتعدد؛ والى مواثيق حقوق الانسان، مع الاخذ بالاعتباربأن إطلاق مسمى الخطاب النسوي عليه؛ لا يعني بأنه خطاب خاص بالمرأة وحدها؛ ولا يعني بأن المرأة تأخذ شيئا من حصة الرجل؛ بل إنه الخطاب الذي يطرح قيم المشاركة والعدالة والمساواة للمجتمع الفلسطيني بنسائه ورجاله؛ وهو الخطاب الذي يطور معيار تقدم المجتمع بمدى تقدم المرأة؛ ليصبح الحكم على وجود المرأة المتخلفة في المجتمع؛ كدليل على وجود الرجل المتخلف.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنترك جدارا مدمرا من مقاطعة نابلس
- صورة المرأة في مسلسل باب الحارة
- واحد وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة
- لنعط حكومة الوحدة الوطنية فرصة قبل الاضراب
- -لماذا تركت وزارة المرأة -لحماس
- في القدس
- نعبر الى العام2007 ممزقين
- دور الاعلام الفلسطيني في مواجهة العنف ضد المرأة
- مطلوب مبادرة للمرأة الفلسطينية لتحريم الاقتتال الداخلي
- من خواطر الحرب على لبنان
- ضوء على معاناة المرأة الفلسطينية اللاجئة
- أحمد سناكرة يخرج حيا من تحت الأنقاض
- وداعا ممدوح نوفل
- من يوميات الحصار في نابلس
- هل أصبحت الرواتب كأحد بنود وثيقة الحوار الفلسطيني!
- الدكرى العشرون على استشهاد خالد نزال
- هل تحرر الطفل نور من سجنه
- أجمل الأمهات-سمر صبيح-
- يوم قائظ في أريحا


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ريما كتانة نزال - العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني