مع اعلان خبر اعتقال "صدام حسين"، غمرت الفرحة جماهير العراق التي انطلقت في تظاهرات واحتفالات عمت الكثير من مدنه. لقد عانت جماهير العراق، وعلى امتداد اكثر من ثلاثة عقود، من جرائم النظام البعثي القمعي الذي يقف على راسه صدام حسين. ان الجوع، الفقر، البطالة، مصادرة الحريات السياسية والحقوق المدنية، التبعيث القسري والتعريب، حمامات الدم، المقابر الجماعية، الحروب، والقصف الكيمياوي هي السجل اليومي لهذا النظام الاجرامي. ولهذا، فانه حق الجماهير ان تفرح وترقص باعتقال رئيس مثل هذا النظام الذي تقطر اياديه بدماء الجماهير وهي التي ناضلت طيلة عقود من اجل الاطاحة به وارساء مجتمع انساني ومرفه. ان سعادة البشرية ورفاهها تستلزم عالم خالٍ من صدام وامثال صدام .
لقد كانت جماهير العراق تمني النفس بلحظة اطاحتها بالنظام البعثي واعتقال صدام وتقديمه وسائر مجرمي هذا النظام لمحاكمة جماهيرية عادلة. ولكن، وللاسف، لم يتحقق هذا. بل جاء نتيجة حرب ودمار وقتل قامت به امريكا وحلفائها من اجل مصالحهم السياسية في العراق. لقد وقع صدام، وللاسف، بايادي امثاله. على اية حال، ان اعتقال صدام يزيل مبررات استمرار امريكا ومواصلتها لسياسات الحرب والعسكرتاريا والقصف والتجويع ويسحب بساط ادامة سياساتها من تحت اقدامها.
يجب محاكمة صدام وازلامه الذين لهم دور في الجرائم التي ارتكبت في العراق. ليس هذا وحسب، بل يجب محاكمة كل الذين خلقوا هذه الاوضاع الماساوية والمصائب في العراق. يجب محاكمة بوش وبلير وشوارتسكوف وكلنتون و...الخ وذلك لما ارتكبوه من جرائم ابادة جماعية بحق جماهير العراق التي راح ضحيتها بحدود مليوني انسان عراقي. يجب توفير اكثر الاجواء العصرية والراقية والمتمدنة والانسانية في هذه المحاكمات التي يجب ان تكون جماهيرية وعلنية وعادلة.
ان جماهير العراق المتشوقة للتحرر والمساواة ومعها الحزب الشيوعي العمالي العراقي يناضلان من اجل ارساء سلطة الجماهير، سلطة تستند الى التدخل والارادة الحرة والمباشرة والواعية لجماهير العراق وارساء حكومة علمانية غير قومية وغير دينية. ان بوسع مثل هذه الحكومة فقط تامين حل انساني وعادل تجاه مجمل المسائل التي تواجه المجتمع.
15 كانون الاول 2003