جروه من رجليه كالجرذ ، قال لهم: أنا صدّام رئيس العراق فقالوا له لك تحية من بوش ... كان بائساْ ذليلاْ كالمتشردين المدمنين على الكحول النائمين على الأرصفة والمواقف في المدن الكبيرة الباردة .
لعله قد أسدل الستار عن الفصل الأخير من تلك المأساة الدموية التي عانى منها شعب العراق الأبي خلال 35 عاماْ من حكم ذلك البلطجي وأولاده وأزلامه ، أو لعله سيسدل نهائياْ بعد المحاكمة العادلة التي وعد رجال مجلس الحكم العراقي بتوفيرها له ولأركان نظامه البائد .
وعندما خرج معظم أهل العراق فرحين بالنبأ يرقصون ويغنون ويوزعون الحلوى كان الصّداميون كعادتهم يصرخون موتورين ، يبررون للطاغية الذليل الجبان جبنه واستسلامه ويلومون الشعب العراقي وأحرار العالم على فرحهم بخلاصهم من الظالم .
يكتب الموتور عبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي بتاريخ 15/12/2003 : " فلو كان صدّام حسين يريد الاستسلام بهذه الطريقة لاعترف باسرائيل ولقبل العروض الكثيرة بمغادرة السلطة والعيش كريماْ مرفهاْ في المنافي ، ولكنه اختار أن يقاتل حتى اللحظة الأخيرة ويقف في وجه الغطرسة الأمريكية " !!
هل هناك تدليس واستخفاف بعقول الناس ومشاعرهم أكثر من ذلك ؟ ! صدّام صاحب أم المعارك والأنفال وحلبجة ، صدّام الذي سلّم بغداد والعراق كله للمحتل دون يبدي مقاومة تذكر، صدّام الذي اختبأ في جحره حتى جرّه الأمريكان من رجليه هو في نظر عبد الباري عطوان وأمثاله رمز وضمير الأمة العربية ..
ولعبد الباري عطوان ومصطفى بكري وظافر العاني وأصحابهم نقول ان الشعب العراقي الذي ذاق طعم الحرية بعد ليل الظلم الطويل سيبني بسواعد أبنائه وبناته عراقاْ جديداْ حراْ ديمقراطياْ ليس فيه مكان لصدّام وبعثه وزمرته .
ولن يبقى للصدّاميين العرب بعد ذلك سوى الانتحار على أسوار بغداد ..