أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كاظم حبيب - هل من طريق لتسريع حل ازدواجية السلطة في اتحادية كردستان العراق؟















المزيد.....

هل من طريق لتسريع حل ازدواجية السلطة في اتحادية كردستان العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 687 - 2003 / 12 / 19 - 07:57
المحور: القضية الكردية
    


تبذل اليوم أكبر الجهود لمعالجة الوضع في العراق والسعي لإيجاد لغة وقواسم مشتركة بين أطراف الحركة الوطنية العراقية للخروج من كل المآزق التي يمر بها الوضع السياسي المعقد في العراق والذي تسبب به النظام المخلوع والدكتاتور المعتقل. وإذا كان في مقدور القوى السياسية العراقية أن تجد معالجات جادة وحلول عملية لمشكلاتها الأكبر على نطاق العراق, فمن غير المعقول أن تعجز القوى الكردية في كردستان العراق عن إيجاد مثل هذا الحل وهي في السلطة منذ حوالي 11 سنة, رغم الصراعات التي امتدت طوال سنوات بعد إقرار الفيدرالية في كردستان العراق.

إن ازدواج السلطة والإدارة والمنظمات المهنية والنقابات لا يعقد العملية السياسية, بل يمكن أن يفجر المشكلات دفعة واحدة من حيث لا يدري الإنسان كيف تفجرت, إذ أن الطريق الذي تسير عليه كل القوى السياسية على نطاق العراق كله وفي كردستان العراق مليء بالعقبات والعراقيل على الصعد الداخلية والعربية والإقليمية والدولية, وبالتالي من الممكن أن نخسر الكثير دون أدنى مبرر في وقت نجد أن الفرصة سانحة تماماً لمعالجة المشكلة بين الحزبين الشقيقين التي دامت طويلاً لصالح وحدة الشعب الكردي ووحدة العمل المشترك ولصالح وحدة السلطة, وبالتالي سيقدمون الأخوة الأكراد نموذجاً إيجابياً ينفع العراق كله.

لست معنياً الآن في معالجة التباين بين الحزبين السياسيين, إذ من جانبي لا أجد إشكالية كبيرة في هذا الصدد, ولا أدعو إلى وحدة الحزبين, فهذه القضية تمس الحزبين مباشرة وليس من حقي التدخل فيها, ولكن من حقي كمواطن عراقي أولاً, وكصديق صادق للشعب الكردي ثانياً, ولأني ساهمت في نضال الشعب الكردي لسنوات في جبال كردستان الشماء وفي سفوحها الجميلة ثالثاً, ولأني أرى في ذلك توطئة لتحقيق الوحدة الوطنية وتأمين المكاسب المشتركة للقوميات المختلفة في العراق على أساس الحرية والديمقراطية والتحرر للعراق والفيدرالية لكردستان العراق والحقوق القومية والثقافية العادلة للأقليات القومية في العراق رابعاً, أن أدعو الأحزاب الوطنية والديمقراطية في كردستان العراق, ولكن بشكل خاص الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني, إلى بذل أقصى الجهود الواعية والمدركة والاستفادة الفعلية من الفرصة السانحة لتحقيق وحدة السلطة والإدارة والعمل في كردستان العراق, إذ في ذلك وضع حد ونهاية فعلية لصراع متعدد الأشكال, منه السلمي ومنه الدموي, بين الحزبين والقوى التي تؤيد الحزبين على صعيد كردستان العراق, والذي انسحب على قواهما في الخارج أيضاً, رغم أن الصراع في الخارج لم يكن دموياً.

ورغم أن الحل, كما يبدو لي أو للبعض منا, سهل وبسيط, ولكنه في حقيقة الأمر ما يزال معقداً, لأن الاختلاف والنزاع قد جرى في ظروف أخرى وفي مرحلة تاريخية أخرى واكتسى بمشكلات متنوعة جديدة كبرت بمرور الزمن مثل كرة الثلج المتدحرجة, ولكن كرة الثلج هذه يمكن أن تذوب تماماً حال سطوع الشمس عليها وبروز النية الصادقة والواثقة بالنفس وبالشعب نحو معالجتها.
ما هي القاعدة المادية والأساسية لمعالجة المشكلات العالقة بين الحزبين الصديقين في كردستان العراق؟
أرى بوضوح, وأثق وأدعي بأن بنات وأبناء الشعب الكردي يتفقون معي حول ما أقول في هذا الصدد, بأن هناك أرضية واقعية لمعالجة جادة للمشكلات القائمة بين الحزبين, وهي:
1. أن الحزبين يناضلان في سبيل مصلحة الشعب الكردي وكلاهما يحمل شعارات مشتركة, سواء أكان ذلك بالنسبة للديمقراطية أم بالنسبة للفيدرالية أم بالنسبة لمصالح الشعب الكردي.
2. وأن الحزبين لا يختلفان في البقاء في إطار الجمهورية العراقية كخيار واقعي ومفيد للشعبين الكردي والعربي وللأقليات القومية الأخرى في العراق.
3. وأن وحدة كردستان العراق هي هدف الحزبين, إضافة إلى مهمة التخلص من بقايا سياسات النظام العنصري والدموي المخلوع في العراق على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية والجغرافية وغيرها.
4. وأن كردستان العراق بحاجة ماسة إلى جهود مشتركة لرفع الحيف الذي نزل بها اقتصادياً وتنموياً خلال العقود المنصرمة منذ نشأة الدولة العراقية حتى سقوط النظام الصدامي, وبالتالي فهي بحاجة إلى عملية تنمية اقتصادية وبشرية عاجلة وجادة وواسعة للتخلص من التخلف الاقتصادي والأمية والبطالة الواسعة وضعف مستوى معيشة السكان واستمرار الهجرة من كردستان العراق إلى الخارج لأسباب كثيرة ...الخ.
5. وأن هناك مشكلات كثيرة حقاً تواجه فيدرالية كردستان, وخاصة على الحدود مع تركيا وإيران مثلاً, دع عنك المشكلات الداخلية وتلك المصدرة لها من الخارج وخاصة قوى الإسلام السياسي المتطرفة والإرهابية والقوى المخربة على نطاق العراق كله, مما يستوجب التحري عن وحدة القوى والسلطة والإدارة في كردستان العراق لتساهم بدورها في تعزيز الوحدة على نطاق العراق كله, وبشكل خاص لكل القوى الديمقراطية العراقية.

لا أدعي بأن الحل بالضرورة سهل بسبب استمرار الخلاف والصراع سنوات طويلة تقترب من عقودها الأربعة, وأعني بذلك حتى قبل تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في عام 1976, إلا أن نجاحات الحاضر يفترض فيها أن تساهم في التئام جروح الماضي المشتركة وتركها خلف الظهر والتطلع إلى مستقبل مشرق للشعب الكردي في كردستان العراق وعلى صعيد العراق كله, خاصة وأن هناك تاريخ مشترك أقدم بكثير من تاريخ الخلاف والنزاع.

أدرك تماماً الفارق بين الحزبين وأساليب العمل ولا أدعي بأن المشكلات الداخلية القائمة سهلة الحل, ولكن حضارة القرن العشرين التي دخلت إلى العراق من الشباك وليس من الأبواب المشرعة عليها أن تدفع بنا لنفتح لها الأبواب كلها لنشم معاً نسمات الحرية والديمقراطية والعمل المدني الجديد. ومن هذا المنطلق لا بد من معالجة المشكلات القائمة على أسس حديثة تتجاوب مع المهمات الكبيرة الملقاة على عاتق الحزبين الشقيقين وبقية الأحزاب السياسية في كردستان العراق. إن الحل لا يطالب بوحدة الحزبين, بل يطالب بمساومة عقلانية ممكنة بين الحزبين وبمشاركة بقية القوى السياسية العراقية لوحدة السلطة والإدارة والنقابات وما يتطلب وحدته في كردستان العراق. ويمكن أن يستمر التباين بين الحزبين والاختلاف في الرؤية لقضايا كثيرة, فهي أمور ممكنة وليس في ذلك أي عيب أو إخلال بوحدة السلطة والإدارة, ما دمنا نعمل وفق أسس اللعبة والقواعد الديمقراطية.

لقد طال انتظار إنهاء المشكلة والمطالبة تتصاعد باستمرار من بنات وأبناء الشعب الكردي ومن الأصدقاء المخلصين للشعب الكردي في أن الحل ليس بعيداً وينبغي أن يمسك به من المواقع المناسبة, وسيكون الحل خدمة جليلة ليس للشعب الكردي وحده فحسب, بل وللقضية العراقية كلها في المرحلة الراهنة وفي المستقبل أيضاً. ونداءاتنا لا تكفي وحدها, بل يفترض أن يتخذ قادة الحزبين الصديقين خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح, ولا أعتقد بأن القادة الأصدقاء, الذين أعرفهم عن قرب وأكن لهم كل الاحترام والإعجاب, عاجزون عن إنجاز مثل هذه المهمة الكبيرة. فإلى ذلك الحل نتطلع ونأمل أن يتحقق في القريب العاجل.

برلين في 18/12/2003         كاظم حبيب 
                            



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المغزى الحقيقي لاعتقال الدكتاتور صدام حسين؟
- ما هي الأهداف الكامنة وراء قرار حصر منح العقود بالشركات الأم ...
- دراسة أولية مكثفة عن أوضاع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ...
- فهد والحركة الوطنية في العراق
- الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتمت ...
- تقييم برنامج النشر الصحفي في صفحة الحوار المتمدن
- الهمُّ العراقي وهموم العالم!
- القوميون العراقيون العرب والأوضاع الجديدة في البلاد!
- سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني والوضع في العراق!
- موضوعات للتفكير والحوار!
- هل الديمقراطية هي السائدة حقاً في العراق, أم حرية الفوضى؟
- ما المخرج من همجية فلول صدام والقوى الظلامية والسياسات الخاط ...
- نص إجابة الدكتور كاظم حبيب عن استفتاء الزمان بشأن الدستور ال ...
- الاحتلال والصراع على السلطة والمصالح في العراق 3-4 & 4-4
- مرة أخرى مع المهمات المباشرة والأساسية لقوى اليسار الديمقراط ...
- تصحيح لخطاً وقع في الحلقة الثانية من سلسلة 1-4 حول -الاحتلال ...
- الاحتلال والصراع على السلطة في العراق وسبل معالجته 2-4 حلقات
- الاحتلال والصراع على السلطة في العراق وسبل معالجتها!1-4 حلقا ...
- من أجل التحويل الديمقراطي الحقيقي في السعودية!
- كيف يمكن التعامل مع أقطاب النظام السابق لتعميق التجربة الديم ...


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كاظم حبيب - هل من طريق لتسريع حل ازدواجية السلطة في اتحادية كردستان العراق؟