أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سليم سوزه - الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى















المزيد.....

الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 04:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


بدأت بوادر حرب اعلامية عالمية كبرى بين مؤسستين اعلاميتين عراقيتين تختلف احداهما عن الاخرى بقدر اختلاف المؤيدين والمعارضين للعملية السياسية العراقية والوضع الجديد الذي شهده العراق بعد سقوط الصنم 2003، فقد شنّت جريدة (المدى) العراقية التي تصدرها مؤسسة المدى الاعلامية هجوماً عنيفاً على جريدة (الزمان) اللندنية التي تصدر من قبل مؤسسة الزمان للنشر والاعلام في لندن على خلفية قيام الاخيرة التي لطالما تبجّحت بأنها جريدة مهنية مستقلة بقطع رأس احد الصحفيين العاملين في جريدة المدى والتمثيل بجسده لدرجة ركبّت رأسه على جسد صحفي آخر يخاف الظهور علناً وبكامل اعضاءه على الناس.

نعم هذه هي الحقيقة التي لم تنكرها الزمان نفسها، ففي لقاء طهران الاخير الذي جمع وفد الصحفيين العراقيين الذين زاروا ايران مع الرئيس الايراني احمدي نجاد، نشرت عدة صحف وقنوات فضائية محلية واقليمية صورة واضحة لمجموعة من هؤلاء الصحفيين وهم واقفون امام نجاد ينتظرون القاء التحية، ولم يقطع احداً رأس احد فيها على الاطلاق الاّ الزمان، فقد قامت (وبكل مهنية وحرفنة) بنشر هذه الصورة على صدر صفحتها الاولى قبل ايام قليلة بعد اجراء عملية جراحية هي الاولى من نوعها في العالم حيث نجحت فيما عجز عنه الطب لحد الآن بقطع راس سكرتير تحريرها الذي كان موجوداً في الصورة ووضعت بدلاً منه راس صحفي آخر مسكين (لا بيها ولا عليها) وهو سكرتير تحرير ايضاً لكن لجريدة المدى، الامر الذي جعل المدويين يعلنون حربهم اليومية تقريبا على حرفية ومهنية الزمان غير المسبوقة. كيف لا وقد قُطِع رأس احد منتسبيها دون موافقته او استشارته على اقل تقدير لتكون بضاعة ممتازة في سوق الزمان الاخباري.

الزمان برّرت هذا العمل بعد ايام بانه كان خطئاً غير مقصوداً وتذرّعت بان حياة زميل افضل من صورة وهي تعلل بان هذا الزميل (سكرتير تحريرها المنزوع الرأس) كان قد تلقّى عدة تهديدات سابقاً وتخاف عليه من عيون العذارى!، ولا اعتقد ان هناك عاقلاً يعترض على هذا الكلام لولا انها استخدمت صورة اخرى لصحفي آخر حياته ليست ذا قيمة على ما يبدو لجريدة الزمان، فآثرت راس صحفي لا ينتمي الى معسكرها على رأس زميلها لتقطعه بسكين مهنيتها وتلتقطه بشوكة استقلاليتها كوجبة (تيك أوَي) سريعة على مائدة اخبارها الصباحية.

السؤال المُلِح هنا: كم رأساً قطعت الزمان لحد الآن ؟ وكم ساعدت في قطع الرؤوس في العراق حتى هذه اللحظة ؟

في نظرة سريعة على هذه الجريدة التي اتخذت خندق المعارضة ضد الحكومة العراقية بل ضد كل ما تحقق على ارض العراق بعد سقوط صدام، ملهمها ومعلّم رئيس تحريرها اللندني، نجد بان هذه الجريدة ما انفكت تعوّي خارج السرب العراقي وتنشر تقاريرها واخبارها التي اقل ما يقال عنها بانها كذب وافتراء فضلاً عن مبالغات تثير الضحك حتى اكثر من مسرحيات عادل امام نفسه، فقد غرقت المسكينة في بحور من الاوهام وهي تحاول مع شقيقاتها الاخريات (قناة الشرقية وراديو دجلة) تصوير الوضع العراقي بانه يتجه من سيء الى اسوأ يوماً بعد يوم واخذت على عاتقها تمثيل من لفظته كل شرائح المجتمع العراقي وهي هيئة الشر وامامها الضاري، فلا يمر يوماً دون ان نرى على صفحاتها خبراً لهذا الضاري وهو يستنكر .. ويدين .. ويشجب .. وغيرها من الالفاظ التي تربّت عليها العقلية العربية وامتلأ بها القاموس القومي.

وكان آخر مهزلة لهذه الجريدة (الرصينة) هي ما كتبته على مدى اكثر من اربعة ايام وعلى صفحاتها الاولى بان هناك مظاهرات كبيرة ومسيرات احتجاج عديدة تندد بزيارة نجاد للعراق، ولو لم اكن انا في العراق لكنت قد صدّقت فعلاً بان الشعب العراقي كله من زاخو الى الفاو خرج عن بكرة ابيه ضد هذه الزيارة .. الحق انهم كانوا مجرد عشرات ونيّف (مع احترامنا لهم حتى لو كانوا اربعة انفار فقط) تظاهروا في مناطق (معيّنة) وبدا التسييس واضحاً وراء تضخيمها، انه امر مستغرب فعلاً هذا الذي نراه! لماذا يجب علينا ان نكون غير موضوعين وغير حياديين في نقل اي شيء يتعلق بخصومنا السياسيين ؟ لماذا علينا ان نتخلى عن مهنيتنا عندما تتعلق المسألة بمن نحب او نكره ؟ يبدو انها مسألة تعود بجذورها الى التربية الاعلامية والمنشأ التاريخي الذي تربّت عليه بعض الصحف وبعض الاقلام وليس من السهل التخلي عن هذا الماضي التليد.

بالحقيقة ان امبراطورية الاعلام العالمية تشهد صراعاً ازلياً بين مدرستين اساسيتين وذلك امر طبيعي ضمن المنافسة المهنية الجارية في مختلف المؤسسات الاعلامية، فالمدرسة الاولى تكون مؤيدة لوضع معيّن او حالة محددة قد تكون سياسية او اجتماعية او ثقافية او حتى دينية على سبيل المثال، اما الثانية فهي افراز لتيار مضاد لهذه الحالة اي انها تمثل وجهة نظر المعارضة في هذا الصدد، ولا يُزعج احد ذلك طالما المعيار في المنافسة هي المهنية والمعلومة الدقيقة، بل بالعكس هي ديناميكية خلاّقة تؤسس لحرية رأي وراي آخر .. لكن حينما يكون التشويه والتلفيق هو الاساس في العمل الاعلامي وتكون الاثارة المبنية على الشبهة والظن المعيار المهني لاي منبر اعلامي، حينها فقط نستطيع القول بان هذا هو الافلاس والخواء بل السقوط الاخلاقي بعينه على مرأى ومسامع الناس جميعاً.

ليس عيباً ان يدافع الشخص عن سلطته وليس عيباً ايضاً ان يكون معارضاً لها طالما الامر لا يخرج عن كونه رأياً وموقفاً حراً، فرئيس تحرير محروستنا الزمان نفسه كان بالاصل احد عرّابي الثقافة البعثية وواحد من اقلام صدام في السابق فتحوّل آخر عشر سنوات من عمر هذا النظام الى معارض لسياساته من لندن الحبيبة، ليعود مرةً اخرى وبقدرة القادر القدير للدفاع عن رفقاء الدرب بعد سقوط عرشهم حسب قاعدة الأستصحاب للأصل الفقهية وعقدة الحنين الى الماضي، بل العيب هو ان تكون المعارضة عن طريق قطع الرؤوس ومونتاج الصور بطريقة مُريبة لا يُعرف السبب من وراءها، فكيف لنا بعد ذلك ان نثق بهكذا معارضة او هكذا صور واخبار تنشرها صحافة الرفض.

الزمان قطعت رأس المدى وهي صحيفة مؤمنة بالتغيير وتمثل المعسكر الموالي للوضع الجديد من خلال قطع رأس سكرتير تحريرها واستعارته ليكون راساً جديداً لزميلها المنكوب والخائف من تهديدات الاعداء، فلننتظر ونرى بماذا سترد المدى ؟ هل ستقلع عيناً زمانياً مثلاً ؟ ام ستكتفي بقلمها كسلاحٍ وحيدٍ وتفوّض امرها الى باريها عز وجل ؟

قبل ان انهي كلامي اريد انوّه فقط بان احد الاقلام الصحفية البارزة والذي كان لديه عموداً ثابتاً في صحيفة الصباح وفي صحف عراقية اخرى انحسرت كتاباته لتُختزل الى عمود يومي في صحيفة الزمان، فقد قال هذا الاعلامي في احدى اعمدته البترايوسية (لكثرة اعجابه وترويجه المبالغ لافكار الجنرال بترايوس) بان هناك من انتقده ووصف انتقاله من الكتابة في الصباح الى الزمان بانها اشبه بالانتقال من معسكر علي الى معسكر معاوية، فاجابه حسب ما قال في عموده (نعم انا مع معاوية اذا كان علي يمنعني من الحرية)، ويبدو ان المدى ايضاً كسبت كاتب عمود زماني هرب من معسكر معاوية مؤخراً ليكتب عموده اليومي على صفحاتها .. ولا ادري ان كان تبادل المراكز هذا تكريس لعقدة تاريخية قديمة ام صراع جديد للفوز بقيادة الثقافة العراقية !



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟؟
- غزو تركي من جديد
- اجتثاث البعث
- صحوات ولكن ...
- هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!
- الفيدرالية وعي جماهيري لمصلحة وطنية
- الحنين الى الحرية
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سليم سوزه - الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى