ايمان كمال
الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما بين حديث عن تأجيلها أو تحويلها إلى مُصغّرة تنعقد في شرم الشيخ، لاتزال القمة العربية -التي كان من المقرر أن تنعقد في سوريا آخر الشهر الحالي-، تعيش حالة من الحيرة والتشتت وغير قادرة على الاستقرار فوق بر أمان، وفي الوقت الذي يتحدث بعض الساسة العرب عن القمة وكأنها ستقدم الخلاص لكل الأزمات الحالية، هناك من يرى أنها حتى لو انعقدت -موسعة أو مصغرة- فلن يكون لها أي تأثير على الأطلاق.
الباحث التاريخي الكاتب "صلاح عيسى" رئيس تحرير جريدة القاهرة يرى أن المشكلة تكمن في أن البعض يتصور أن القمة العربية لابد أن تأتي بقرارات في الوقت الذي أصبحت أهمية القمة العربية تقف عند مرحلة أنها أصبحت دورية بحيث تكون قادرة على امتصاص التوترات بين الدول والزعماء والسياسيات العربية قائلا لـ"بص وطل": "هناك تصور ساذج يقول بأن القمة العربية عندما تجتمع يجب أن تعلن الحرب على إسرائيل مثلا وهو أمر خيالي لن تسمح به الموازين الدولية حاليا، نفس الأمر يتعلق بمشكلات العراق أو فلسطين أو السودان فهي كلها معارك داخلية وليس من السهولة حلها في جلسة، معتبرا أن عدم انعقاد القمة أمر يدعو لمزيد من المشاكل وتشتت الأمة".
وأكمل "عيسى قائلا: "الهدف من أي قمة عربية هو تنسيق العمل العربي بحيث تكون هناك رؤية عربية مشتركة لكل الدول العربية كإنشاء دولة فلسطين -مثلا- على أرض1967 والتخطيط لتنفيذ ذلك عبر سلسلة من الضغوط على العالم، أو كالعمل على تفعيل السوق العربية المشتركة، كل هذه أشياء يمكن تحقيقها أما تلك المتعلقة بإخراج أمريكا من العراق أو تحرير فلسطين فهذه أحلام وردية".
وهو نفس ما يذهب إليه الكاتب والمحلل "عبد العال الباقوري" الذي قال: "إننا يجب أن نكون مع أي لقاء عربي سواء على مستوى ثنائي أو جماعي لأنها حتى وإن اتخذت قرارات شكلية فهي بصورة أو بأخرى تقلل من حدة الخلافات المشتعلة بين الدول العربية وحكامها وقد كان الاتفاق على دورية انعقادها بشكل سنوي هو خطوة هامة يجب ألا يتم التراجع عنه لأن تشتت القرار العربي يمكن أن يسبب مشكلات كبيرة للبلدان العربية"، وأشار إلى أن هناك عائقين ربما يمنعان انعقاد القمة العربية الجديدة أولهما المشادة التي حدثت بين الملك "عبد الله" والعقيد "القذافي" منذ سنتين والتي لاتزال آثارها السلبية قائمة حتى الآن، وكذلك الموقف السوري حينما وصف الرئيس "الأسد" بعض الحكام بأشباه الرجال بعد حرب لبنان الأخيرة 2006.
وعلى العكس فالكاتب والباحث "أمين إسكندر" يرى أن القمة بلا أهمية كبيرة؛ مرجعا ذلك إلى الخلافات الموجودة حاليا بين تيارين، الأول يتبنى السياسة الأمريكية رافعا شعار خيار التسوية والثاني الذي يرفع راية المقاومة ويضم سوريا ومن خلفها "حزب الله" و"حماس".
وأشار إلى أن السبب في هذا الانقسام هو خروج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني مشيرا إلى أن القمة القادمة حتى لو انعقدت فلن تفعل شيئا، مقارنا بينها وبين القمم العربية الأخرى التي خرجت بقرارات مهمة مثل قمة 1965 التي رفضت تحويل مجرى نهر الأردن بما يخدم المصالح الإسرائيلية وكذلك قمة الخرطوم عام 1968 التي أعلنت اللاءات الثلاثة الشهيرة تجاه إسرائيل "لا صلح لا تفاوض لا استسلام".
#ايمان_كمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟