أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ابراهيم البهرزي - في اعيادها الحزينة ...رسائل الى امراة عراقية كثيرة !....(الرسالة الاولى)














المزيد.....

في اعيادها الحزينة ...رسائل الى امراة عراقية كثيرة !....(الرسالة الاولى)


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:31
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


في الثامنَِ من آذار الورد.. يحتفي العالم بوردته المقدسة ...المرأة !
غير أن نساء العراق المنكودات بفعل مظالم الحاكمين والمحكومين ..... مشرعين ومستهترين ..بلا شرعة ولا رادع عن استخدام الظلم بأقسى أحابيله الشيطانية ....متوكلين بذلك _زورا _ على قوانين السموات حينا ...وعلى قوانين الأرض الملتوية أحيانا!
نساء العراق لا عيد نساء لهن !
قالت زينب الحوراء ( أما سبايا العراق فلابواكي لهن ...)
واحسب أن هذه الصرخة مذ قيلت قبل قرون ..لم تزل صادحة كنشيد صباحي حزين ....وستبقى _للأسف _ما دمنا نعيش على الحال الذي نعيشه رجالا مظلومين مغتصبي الكرامة !....فيا ويل النساء ممن لايجد لتفريغ قهر ظلمه غير كائن كتب له أن يكون اضعف منه بفعل المظالم التاريخية المتواترة
هذه الرسائل التي اكتب ..بصدق المعرفة حينا ..وبدم الندم أحيانا ...هي ليست اعترافات رجل شرقي ظلم في طور من صباه ..وبفعل تربيته الذكورية المستبدة ...ظلم بشكل طفيف وآخر ربما غيرطفيف! .....نسوة ظلت دموعهن تغسل قلبه من الخطايا ....ولا طهارة الا بالمزيد من انذباح القلب ...
سأتجاوز كل الخطايا الصغيرة ..تاركا لقلبي أن ينتقم بما يشاء من عضله وشرايينه ..
وسأنظر واصفا القامات المكابرة السامقات لنسوة يستأهلن الجلال والإكرام ..ممن عرفت عن كثب ...عن نساء يستأهلن تدوين أسماءهن على مسلات تطال عنان السماء ....
هذا المساء (6-3-2008) وأنا أتطلع إلى إحدى الفضائيات فاجئني وجه لامرأة احمل لها ذكرى يوم واحد سعيد ..ولكن قبل أكثر من ربع قرن ...
كانت وحسب توصيف مقدم البرنامج قد أصبحت الدكتورة .....(ط.....)
شعرت بسعادة مفرطة لهذا التوصيف ....وحين تحدثت ...وكان موضوع حديثها مؤلما ..وهو عن الطفولة المهانة في العراق ..حتى أنني كنت أرى ومضة الدمعة الخفية تحت غيوم تلك العيون السود التي أحببت يوما ...
(في أوائل الثمانينات ...وربما كانت الحرب العراقية الإيرانية قد حدثت أو هي على وشك الاندلاع .....إعطاني احد الأصدقاء اليساريين العراقيين ..حزمة من مخطوطات ....كان بعضها بقلم الرصاص كما اذكر ....وقال لي أقرا ....وأعطني رأيك فيما قرلت ...)
ذهلت حقيقة حين قرات تلك المخطوطات ...لقد كانت من قصائد النثر التي لم تجد لها أرضا بعد في ساحة الثقافة العراقية المنمطة حينذاك ...شككت بالأمر ..وحسبتها نوعا من الخديعة .خديعة أن يقدم لك شخص شعرا مترجما ويدعيه لنفسه ...وتمر (وقد مرت فعلا !)مثل هذه المصائد ..فلا احد يستطيع استذكار كل الشعر المترجم ..أو الاطلاع عليه كاملا .
قلت لصديقي :
أريد أن أرى كاتبة هذه القصائد وجها لوجه ...
قال لي :
اترك ألاعيبك جانبا ...الفتاة محجوزة لأخي !
أقسمت له (بالعقيدة والمبادئ ! ) أن الأمر لايعدو عن استكشاف أدبي صرف!
وحدث اللقاء ...أخذني لمنزلها ..ورايتها !
طلبت أن نخرج من المنزل لنتحدث منفردين .عن قصائدها .فوافقت !
وأمضينا وقت الحديث في حدائق 14 تموز في الكاظمية ..وهي للمناسبة اعرق وأجمل حدائق بغداد .قبل أن تستولي على المنطقة المحيطة بها ..أكثر المؤسسات رعبا حينذاك :
دائرة الاستخبارات العسكرية !
في هذا اللقاء اليتيم ...تأكدت من قوة جرأتها وصدقها ...وتحررها في الحوار ...وعمق درايتها بما تكتب ..وأدركت أنها شاعرة خطرة ....وحين استفسرت منها عن إمكانية نشر قصائدها في مجلات أدبية .رفضت بإباء غامض ...
ربما بعد ذلك حدثت الحرب اللعينة ....فافتقدت صديقي هذا ....ولم تعد ثمة وسيلة للتعرف على أخبارها ...
غير أن الصدفة ..وفي لقاء عائلي مع الشاعر ( و.ه ) في بستان بقريتي ...وجدته يطرح اسمها بمحض الصدفة ...
فألححت بالسؤال عنها : فحدثني عن زيجة غير سعيدة لها ..تألمت ..ونسيت الأمر !
بعد 9-4-2003 وفي ظل التكاثر الأميبي للصحف ..كنت أتابع إحدى الصحف الرزينة .. واقرا بشغف تحقيقات صحفية جريئة ومن نمط خطير وغريب على طبيعة التحقيق الصحفي الروتينيي السائد لأكثر من نصف قرن ..موقعة باسم (ط .د..) التي أتذكر وجهها الجميل ولباقتها ....
كانت تحقيقات ذات فرادة عجيبة في العمل الصحفي :
تحقيق في داخل سجون النساء
تحقيقات مع النساء الممتهنات جنسيا

تحقيقات عن الأحداث المغرر بهم
وتحقيقات ...وتحقيقات ...تعد _برأيي الشخصي _ من اجرا التحقيقات الصحفية المتاحة ....
في هذا المساء (6-3-2008 )رأيت في ذلك الوجه شديد الإشراق تعبا غامضا ...ولكن الجمال المنبعث من الروح لم يزل ذلك الجمال الذي ر ايته لمرة واحدة والى الأبد في متنزه 14 تموز في الكاظمية..قبل أكثر من ربع قرن !
لقد تحدثت عن مشاريع لمتابعة أحوال الطفولة المهانة في العراق الجديد ..وعن مشاريع تبنتها هي شخصيا لإقامة مدارس متجولة للأطفال ....وتحدثت بألم عن عدم تعاون الجهات الرسمية معها في مشاريعها الإنسانية ...وتحدثت وتحدثت ...والغصة تلك الغصة منبعثة من ذات الروح الجميلة العتيقة.....
أيتها الدكتورة (ط.د)....التعب حول عينيك يذكرني بان قصائدك القديمة الصادقة لم تزل مختمرة في القلب ...وربما كانت ثمة تجربة مرة في الحياة هي التي حولت طاقة الشعر إلى سعي إنساني دؤوب تقومين به لأجل المرأة والطفل ....المضطهدين الأبديين في شرق الخطايا...
حزينة كنت جدا في هذا اللقاء يا صديقتي القديمة ..
ولكن ..لم وقد كنت حرة في الشكل والثياب ..تمتثلين بصورتك التي رايتها اليوم لحكمة سلاطين ( الحرملك )؟
اعن يقين .أم مسايرة (وحاشاك من ذاك أيتها القوية ) ..أم لان الدنيا مصرة على تطويعنا لمشيئة السلطان ؟
أحييك بعد أكثر من ربع قرن على اللقاء الوحيد ..
احيي شجاعتك التي حولت أناقة الشعر إلى صيحة الم وأداة كفاح لصالح النساء المهانات والأطفال الممتهنين ..في حرب لا يقوم باعباءها الا بطلات من أمثال الدكتورة (ط,د)..
محبتي... ووردا احمرا من دم القلب لعيدك الحزين ..



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرباعيات الضالة_4
- الرباعيات الضالة__3
- الرباعيات الضالة_1
- الرباعيات الضالة __ 2
- اسفا ايها الاصدقاء ...ساصير( خوش ولد! ) ر غما عن انفي ..
- عراقيون نبلاء في زمن غير نبيل .....1-عمو بابا
- وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ...
- الفكر تاه......... واسعفيني يادموع العين!
- ثمة فاصلة ...بين اللعنة والنسيان
- ايها الاصدقاء في قواعد الحزب الشيوعي العراقي.....لا تشتموا ر ...
- من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السي ...
- عن صديقي العزيز صالح .......ومحنته في بلدة ثمود
- الى باسنت موسى ...عن التلميذة والمعلم ....وتهافت معضلة العمر ...
- محنة التخوين والقتل في الثقافة السياسية العراقية
- موقع (ايلاف ) الالكتروني ..وقناة (فينوس) الفضائية...وصورة ال ...
- في عيد الحب ...رسالة الى امراة عراقية
- برلمان الاطفال المنغوليين !
- محكمة ايرانية تحكم بالاعدام على شاب في العشرين ...لاحتسائه ا ...
- وجر الذئب العجوز
- هانت دماء العراقيين ....بين القتل الخطا من قبل المحتل المعلو ...


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ابراهيم البهرزي - في اعيادها الحزينة ...رسائل الى امراة عراقية كثيرة !....(الرسالة الاولى)