|
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين..... !!!.....الجزء الرابع.....3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:26
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
انتخابات 7 شتنبر 2007 وممارسة الانبطاح في أبشع صوره؟.....3 6) ولإيجاد تغطية شرعية لممارسة الهرولة، والانبطاح، فإن الحملة الانتخابية للائحة التراكتور، تميزت بممارسة الانبطاح الإعلامي، المتمثل في اللهث وراء وكيل لائحة التراكتور من قبل وسائل الإعلام الرسمية، والتي تسمى نفسها مستقلة، لتشد الرحال مجتمعة، ومتفرقة، إلى دائرة الرحامنة، من أجل تغطية حملة التراكتور، لتضليل الجماهير الشعبية الكادحة، حتى لا ترى ما تقوم به الأجهزة المخزنية الإدارية، والجماعية، لصالح لائحة التراكتور، سعيا إلى تجاوز الممارسات التي لا تتناسب وأخلاق الحملة الانتخابية الشريفة، وحتى تغض الجماهير الشعبية الكادحة الطرف عن تسخير الممتلكات العامة، والجماعية، لصالح لائحة التراكتور، ولأجل غض الطرف عن التلاعب الذي حصل في المكاتب الانتخابية في يوم التصويت 7 شتنبر 2007، ولجعل وصول مرشحي لائحة التراكتور إلى البرلمان، يتخذ طابع الإجماع، وكان معجزة حصلت في تاريخ المغرب الحديث، مع أن الأمر لا يتجاوز إعادة إنتاج نفس الممارسات المخزنية التي تجري عادة في المحطات الانتخابية، لإعطائها إخراجا معينا لا يخدم في نهاية المطاف إلا مصالح المؤسسة المخزنية، ومصالح الطبقة الحاكمة، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي. فهرولة وسائل الإعلام الرسمية، و"المستقلة" في اتجاه دائرة الرحامنة، واجتهادها في تزوير الحقائق كما هي في الواقع، حتى لا يراها المتتبعون على المستوى الوطني، والدولي، وجعل الناخب الرحماني مضبعا ومؤلها لوكيل لائحة التراكتور، ومن معه، حتى يخلص في عبادته، سعيا إلى قطع الطريق أمام إمكانية الاستماع إلى الخطابات النقيضة لخطب مرشحي لائحة التراكتور، التي لا تتجاوز أن تكون نسخة طبق الأصل للخطاب المخزني، ولخطاب الطبقة الحاكمة، ومن أجل أن لا يناقش المواطنون الأموال الطائلة، التي تصرف على الحملة الانتخابية للائحة التراكتور، والتي لا يمكن أن تكون إلا أموالا مشبوهة، يصعب أن يتحملها المرشحون من أموالهم الخاصة، ومن أن تجعل وسائل الإعلام الرسمية، والمدعية للاستقلالية، من وكيل لائحة التراكتور مرشحا فوق العادة، ليصير بعد ذلك برلمانيا فوق العادة، يتحكم في كل شيء، ويأمر كل ذي نفوذ، بما في ذلك الوزراء، والعمال، ومن يعمل تحت إمرتهم، كما هو حاصل في الواقع.
وقد كان المفروض أن تتصدى الصحافة النظيفة، والمستقلة فعلا، والحزبية، والتقدمية، واليسارية بالخصوص، إلى ممارسة الانبطاح الذي مارسته وسائل الإعلام الرسمية، والمدعية للاستقلالية، وان تخضعه للتشريح، حتى تكون قد تحملت مسؤوليتها المرحلية، والتاريخية، تجاه الواقع، وتجاه الجماهير الشعبية الكادحة، سعيا إلى ترسيخ إعلام جاد، ومسئول، وهادف، وأملا في تحقيق الحياد الإيجابي للإعلام الرسمي، وفرض استقلال الصحافة "المستقلة" عن التوجيه المخزني، ومن أجل أن تصير صحافة مستقلة قولا، وعملا، ترفض أن تنهل من معين المؤسسة المخزنية، وان تتقوت من فتات الطبقة الحاكمة. فالاستقلالية مفهوم يرقى بالإعلام النزيه، والجاد، والمسئول، الذي لا يلتمس إلا الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، مهما كانت الشروط الموضوعية التي تعمل فيها الصحافة المستقلة، التي تترفع عن ممارسة الانبطاح أمام أي كان، حتى وإن كان وكيل لائحة التراكتور، حتى ولو كان هذا الوكيل صديقا للملك، كما تردد وسائل الإعلام التي شدت الرحال إلى منطقة الرحامنة، أثناء الحملة الانتخابية للائحة التراكتور، التي سبقت يوم 7شتنبر 2007.
7) وكنتيجة للتضليل الإعلامي الذي مارسته وسائل الإعلام الرسمية، و"المستقلة" المأجورة، على الجماهير المغربية، وعلى جماهير دائرة الرحامنة بالخصوص، اعتقد الرأي العام المحلي، والوطني، والدولي، المهتم بوكيل لائحة التراكتور، أن الانتخابات في دائرة الرحامنة بالخصوص، كانت حرة، ونزيهة، وهي في الواقع ليست حرة، وليست نزيهة، بسبب التجنيد المكشوف للأجهزة الإدارية، والجماعية، إلى جانب لائحة التراكتور، ووكيلها الأستاذ فؤاد عالي الهمة، وتوجيه رؤساء المكاتب إلى ضرورة الإتيان بنتيجة التصويت لصالح لائحة التراكتور؛ ولكن سلطة الإعلام تأبى إلا أن تحرف الحقائق، وكيفما كانت هذه الحقائق مرة، من أن تنشر بين الناس الأحلام الوردية، التي قد تتحول مع مرور الأيام إلى كوابيس تتجلى في جعل المواطنين المغاربة بصفة عامة، وسكان منطقة الرحامنة بصفة خاصة، لا يقوون على اكتساب قوتهم اليومي، بسبب انتشار البطالة، والتخلف في مستوياته المختلفة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة أمية القراءة، والكتابة، التي وقفت وراء استمرارها الطبقة الحاكمة، التي يعتبر الأستاذ فؤاد عالي الهمة، القطب المركزي فيها.
وممارسة وسائل الإعلام للتضليل الإعلامي عما جرى في منطقة الرحامنة، لا يمكن أن يعتبر إلا ممارسة خبيثة ومنحطة، تسعى إلى تضبيع المواطنين البسطاء، الذين لا حول لهم، ولا قوة، من أجل أن يهللوا باسم وكيل لائحة التراكتور، بعد إصابتهم بالوعي المقلوب، الذي لا يخدم إلا مصالح الطبقة الحاكمة، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي للجماهير الشعبية الكادحة. وهذه الممارسة الإعلامية، لا يمكن وصفها إلا بالممارسة الانبطاحية، مقابل ما يتلقاه المسئولون عن وسائل الإعلام المختلفة، مما يمكنهم من تحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي هي الهدف الأسمى من وراء كل ذلك.
8) ونظرا للإصابة بفيروس الانبطاح الذي تحول إلى مرض عضال، فإن المنبطحين صاروا يتباهون بما "حققته" لائحة التراكتور، سواء تعلق الأمر بالمنبطحين المحليين، أو الوافدين، أو الإعلاميين. وعملية التباهي لا تعنى، في عمق الأشياء، إلا الكشف عن المحرم إظهاره، تباهيا بما جرى، واحتفاء به، إلى درجة الانتشاء المنقطع النظير، إرضاء لوكيل لائحة التراكتور، وللأجهزة الإدارية، والجماعية، التي دبرت عملية الإخراج لصالح لائحة التراكتور المخزنية .
فبماذا تباهى المنبطحون بعد "فوز" لائحة التراكتور؟
إن الرصد العلمي، والعملي للواقع، يوضح بما فيه الكفاية: أن ذلك التباهي لا يعنى إلا:
ا ـ استمرار تكريس السيطرة الطبقية على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للطبقة الحاكمة، وجعل استبدادها المتعدد الأوجه، يتخذ طابعا "ديمقراطيا".
ب ـ التشفي في الجماهير الشعبية الكادحة، وفي الأحزاب الديمقراطية، لعدم انسياقهم وراء التحالف الطبقي المسيطر، والذي صار يمثله في منطقة الرحامنة: الأستاذ فؤاد عالي الهمة. ج ـ التشفي في البرامج الانتخابية الهادفة إلى جعل الجماهير الشعبية تنخرط في النضال المرير، من اجل تغيير أوضاعها المادية، والمعنوية إلى الأحسن، حتى تتخلص من الاستغلال الهمجي، الذي تمارسه الطبقة الحاكمة على سائر الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.
د ـ اعتماد منهجية التضليل، كوسيلة للسيطرة على العقول، إلى جانب السيطرة على الأجساد، التي تتكفل بها وسائل أخرى. ونحن نعرف أن التضليل هو الوسيلة المثلى، التي تلجأ إليها الطبقة الحاكمة، لجعل الجماهير الشعبية الكادحة، تفقد القدرة على امتلاك الوعي اللازم لانخراطها في النضال من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية.
فتباهى المنبطحين بفوز لائحة التراكتور، لا يمكن أن يعتبر في نهاية المطاف إلا إعلانا عن الانتقال من مرحلة بشاعة الاستغلال الإقطاعي لمنطقة الرحامنة، التي كان يتزعمها المدعو كبور، إلى مرحلة مضاعفة بشاعة الاستغلال الرأسمالي / الإقطاعي المتخلف، التي صار يقودها وكيل لائحة التراكتور. وهذا الإعلان يصير قطيعة قائمة بين مرحلة سابقة، ومرحلة لاحقة. والجماهير الشعبية الكادحة، وحدها، سوف تؤدى الضريبة المضاعفة لهذا الانتقال، الذي يراد له أن يسمى "انتقالا ديمقراطيا".
فهل هو انتقال ديمقراطي بالفعل؟
وماذا تستفيد الجماهير الشعبية منه؟
وما هي المكافئات التي يتلقاها المنبطحون عن تباهيهم؟
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين....
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....5
-
المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....4
-
المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....3
-
المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....2
-
المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....1
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
هل يصير ممارسو الاستبداد المخزني ومستعبدو الجماهير ومستغلوها
...
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....29
-
الرحامنة: هل من الحداثة إغراق المنطقة في التخلف باسم الحداثة
...
-
مصادر ثروات الأثرياء المغاربة
-
انتخابات 7 شتنبر 2007 مجرد وسيلة لإنتاج برلمان على مقاس الاس
...
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....28
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|