أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الخالق السر - لماذا انتقلت حركات المقاومة من الروح الوطنية إلى حضن الطائفية والانقسام؟














المزيد.....

لماذا انتقلت حركات المقاومة من الروح الوطنية إلى حضن الطائفية والانقسام؟


عبد الخالق السر

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في اعتقادي أنه قبل السعي لتفكيك "لماذا" سنجد أننا مرغمون للتوقف قليلا أما مفهوم "الوطنية" الذي أتى إلينا ضمن ملحقات الدولة الحديثة كم ورثناها من الاستعمار. إن محاولة تحليل هذا المفهوم سوف يعيننا كثيرا في الإجابة على السؤال "لماذا" مشروع هذا المقال.

من المعروف تاريخيا أن الروح الوطنية في فترات التحرر الوطني للعالم العربي كانت عنصرا مهما من ضمن عناصر راس المال الرمزي التي ساهمت في الدفع المعنوي لحركات المقاومة ضد الهيمنة والإمبريالية. ولكن يبقى هناك سؤالاً ما انفك يعلن عن نفسه بإلحاح: هل كانت هذه الروح الوطنية مفهوما فلسفيا يتسق وواقع الحال الاجتماعي، الثقافي والاقتصادي بنيويا أم كانت مجرد لغة خطابية Rhetoric تستدعي العواطف ولها قدرة على الحشد والتضامن ضد عدو واحد؟ بالطبع لن نجهد كثيرا في الإجابة على هذا السؤال. فالشاهد أن فترة ما بعد الاستعمار المصاحبة لقيام الأنظمة السياسية "الوطنية" قد كشفت بما لا يدع مجالا للشك أن الوطنية والحداثة وما تفرع منهما من أيدلوجيات لم تكن سوى بنى خارجية لواقع متخلف متخم بالانقسامات العرقية، القبلية، الجهوية والدينية. ومع أنه ثبت عمليا أن هذه البنى المتعارضة كليا مع مفهوم الدولة القومية والهوية الوطنية يمكن في لحظة ما أن تتضافر وتشكل مجمل عناصر راس المال الرمزي للمقاومة الإيجابية ،كما حدث إبان لحظات التحرر من ربقة الاستعمار، فالثابت أيضا أنها ببناها المفاهيمية والثقافية القائمة على النفي والإقصاء لا يمكن أن تعيش في تآلف وانسجام تحت مظلة الدولة القومية إلا قسرا وإكراها.
المؤسف حقا إن حركات المقاومة والتي تحولت فيما بعد إلى أنظمة سياسية لم تتوقف كثيرا أمام هذه الحقائق -نسبة لتوقها وتلمظها للسلطة- ومن ثم العمل على تفكيك هذه البنى المتخلفة والحد من امتيازاتها التاريخية لصالح بناء دولة المواطنة. الشاهد أن هذه الأنظمة وفي سبيل حصولها على مشروعية السيادة عمدت على سلك أقصر الطرق الانتهازية للحصول عليها وذلك بالعمل ما وسعها للتحالف مع مختلف هذه القوى التقليدية دينية كانت أم قبلية أو عرقية وبالقدر الذي يحقق لها مصالحها الآنية وطول الاستمرارية. أنتج هذا النمط من السياسات المنحازة واقعا من الظلومات الفادحة والخراب المنظم والفساد المؤسس، ومن ثم بات الاستحواذ على السلطة السياسية بأية ثمن هو الطريق الأوحد لرد المظالم والخروج من حالة الهوان لمختلف قطاعات المجتمع التقليدية وبالتالي السعي لفرض الهيمنة ورد الصاع صاعين على الآخرين كما تمثله الغالبية الشيعية الآن في العراق. نتج عن كل ذلك تحالفات وتعارضات عملت بقوة فيما بعد لتفكيك بنى الاستقرار ومن ثم نشوء بدائل أيدلوجية دينية، جهوية وعرقية تعمل بهمة لخطف الدولة وتنصيب نفسها البديل "الوطني" لتعيد من ثم الدائرة الجهنمية التي تتلظى بنارها المجتمعات العربية المعاصرة.
نخلص من كل ذلك: أن الوطنية فيما مضى كانت حالة طارئة وواقعا عارضا أكثر من كونها واقعا حقيقيا يمثل انعكاسا لحقيقة التطور الذي أصاب بنى دولة ما بعد الاستعمار. والحال هكذا، فإن صعود التيارات الطائفية والأيدلوجيات الدينية لمسرح الأحداث بهذا الشكل اللافت ما هو إلا بلورة لحقيقة هذه المجتمعات التقليدية وتجسيد حي للإنهاك – إن لم نقل الموات- الذي أصاب ما يعرف بالدولة "الحديثة" في العالم العربي والإسلامي. وكل ذلك تم بفضل وهمة هذه الأنظمة الفاشية التي عملت بقوة لتمكين هذه الكيانات التقليدية اقتصاديا واجتماعيا وسوقتها دعائيا عبر أجهزة الدولة البيروقراطية.



#عبد_الخالق_السر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة -الاسلاموية- والتسلق على أكتاف منجزات المرأة المعاصرة
- محنة سودان ما بعد الدولة الدينية: هل بات طريق العودة إلى الد ...
- مفهوم -الامتثال- للإرادة الإلهية كمدخل للاضطهاد الاجتماعي وا ...
- القطط واللحمة، ومأزق ممفتي المسلمين بأستراليا!
- حماس 000 سلطة سياسية أم ورطة لا هوتية؟!!0
- في بلد مؤسس على التطرف... هل يحل مقتل -العوفي- أزمة الارهاب ...
- انفجارات لندن وتداعياتها 000و ذلك -الارهابي- الكامن داخل كل ...
- السلام الاجتماعي المفقود00 أو الحقيقية العارية كما جسدتها ال ...
- حكم -الحجاب- من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنو ...
- على هامش مأساة أبليس 000 ما مصير جماعات الاسلام السياسي في ح ...
- العمالة الاجنبية في السعودية بين مطرقةالدولة وسندان المجتمع
- بعض من أزمات الفقة المعاصر ... -ركاكة فتاوى المرأة-. ابن باز ...
- تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي ب ...
- مآلات دولة -الطهارة الفرعونية ... وظاهرة الوهابية كافراز حتم ...


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الخالق السر - لماذا انتقلت حركات المقاومة من الروح الوطنية إلى حضن الطائفية والانقسام؟