أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - تقارب عراقي ايراني.. يا لها من مصيبة















المزيد.....

تقارب عراقي ايراني.. يا لها من مصيبة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يا لها من مصيبة.. ليس هناك مصيبة من تقارب عراقي ايراني , اذا كان تقارب حقيقي بين شعبين جارين وحكومتين مخلصتين لشعبيهما.. بل المصيبة ان ينبري ويتنافس كتاب وصحفيين ايرانيين وعراقيين متأرننين , للتطبيل والتصفيق لزيارة احمدي نجاد الاخيرة للعراق , والانجازات العظيمة التي تحققت في ليلة وضحاها , وصار الشعبان وخاصة العراقي ينهل منها وينعم بكهربائها ومائها وامثالها . لا يا ناس لا يا بشر.. لا تقارب ولا هم يحزنون .. انما سقوط في قعر التبعية الكاملة مذهبيا وحكوميا رسميا الى ايران وتنفيذا لاتفاق امريكي ايراني , من أجل ان تمارس ايران دورها في استقرار العراق , خدمة لبقاء وأدامة الوجود الامريكي فيه , الى امد غير محدد , مقابل تأجيل الضربة الامريكية لأيران وعدم التدخل في شؤؤنها الداخلية في المدى المنظور. فلا يعقل منطقيا ولا سياسيا بان امريكا التي تحتل العراق وتتربع على صدر رئيس الوزراء العراقي , ويلهث عبد العزيز الحكيم لتقريب وجهات النظر الامريكية الايرانية , على حساب مصالح العراق وتحقيقا لمصالحه المذهبية الطائفية, ستسمح لأيران بالتقارب السياسي والاقتصادي مع العراق , وان يزور رئيسها بغداد دون علمها ودون موافقتها , ويوقع اتفاقيات سوف تبقى حبر على ورق كسابقاتها . ربحت ايران وربحت امريكا من وجودهما على ارضه وخسر العراق . اما الحكومة العراقية فهي لا تحس ولا تشعر بربحها او خسارتها , لانها تابعة لايران وغارقة في مزايا الحكم والسلطة مع امريكا , وما يقبل عنه الامريكان وايران فاهلا وسهلا به وان خسر العراقيون وهم يخسرون ومنذ سنين.
ليس الصداميون مرعوبين من التقارب العراقي الايراني , بل عموم الشعب العراقي , وهذا الاسلوب في الصاق التهم بالشعب لا ينطلي على احد , لان عبث ايران بالعراق واضح للجميع , بحجة مقاومة الوجود الامريكي , ومنعه من التقدم نحوها وان تم تقتيل العراقيين وتهجيرهم . ثم ان ايران في الوقت الذي كان يجب عليها ان تدعم المعارضة العراقية التي كانت موجودة على اراضيها في الثمانينات, فقد منعتها( قوات الشهيد الصدر) وشكلت قوات فيلق بدرالتابعة لها قلبا وقالبا . وكانت مهماتها مهمات امنية استخباراتية ايرانية بحته , لم تقم باي واجب خارج الاستقصاء والاستخبار عن الوضع الاقتصادي العراقي , وتحت امرة الحرس الثوري الايراني ووزارة الاطلاعات الايرانية . وقد رفض معظم المخلصين العراقيين انذاك في حزب الدعوة الاسلامية ومنظمة العمل الاسلامي من الانضواء في الفيلق المذكور وتحت راية ايران , وقد اوقفت المقاومة والمعارضة المسلحة نظام صدام ومنعت حتى صحف هذه الاحزاب الاسلامية من التوزيع العلني بين العراقيين المتواجدين في ايران . فاي معارضة ايرانية اسلامية لنظام صدام , يتحدث عنها مطبلي الاعلام السياسي الاسلامي الايراني وتابعيه , الذين يحتفلون بزيارة نجاد الى بغداد. ليس تقاربا عراقيا ايرانيا , وانما دما عراقيا اسيل ويسيل على ايدي ارهاب القاعدة , التي تدعمها ايران بالمال والسلاح , وعلى ايدي الميليشيات المسلحة التي تقتل الابرياء على الهوية والبريئات على الحجاب , كما كانت تفعل اللجان الثورية الايرانية مع بنات ونساء ايران في الثمانينات , الى ان فشلت هذه اللجان وحلت والغيت اخيرا . ليس تقاربا عراقيا ايرانيا بل تهريب النفط الى ايران من جانب وسرقته في حقول مجنون في البصرة وحقول ميسان من الجانب الاخر . انه التجاوز على المياه الاقليمية العراقية في شط العرب وتهديد الاكراد العراقيين في كردستان العراق ضمن بنود سرية في اتفاقية الجزائر لعام 1975. ليس تقاربا عراقيا ايرانيا , وانما امتلاء السوق في العراق بالسلع والمواد الغذائية الايرانية , وقتل معنوية العامل و الفلاح العراقي الذي يرى معمله متوقفا والنفط يسرق ويهرب ومزرعته تحولت الى ارض بور ودجلة والفرات نهران في العراق .. اذا كان تقاربا مخلصا فليتمتع ابناء الجنوب على الاقل بالكهرباء , التي وعدت بها ايران ووقعت اتفاقياتها . اما اذا سارت سيارة الرئيس الايراني من مطار بغداد الى المنطقة الخضراء آمنة , فهذا ليس غريبا او مستغربا , لان قوات الأمن العراقية والميليشيات الطائفية تحميه وقوات الامن والمخابرات الايرانية ممكن ان تملأ الشوارع العراقية. ناهيك عن القوات الامريكية الضامنة . الفرق واضح بين زيارة سرية لمسؤؤل امريكي ورئيس جمهورية ايران الأسلامية ؟؟؟ المهم ملاحظته والكتابة عنه هو ماذا ظهر على حياة العراقيين منذ ان تحسنت العلاقات العراقية الايرانية؟ ارجو من مطبلي الاعلام السياسي الاسلامي الايراني والتابعين له ان يعددوا بعضا منها , سوى ارتهان العراق لايران تحت الرعاية الامريكية . ذو العقل السليم وذو الضمير الانساني الوطني عليه ان ينظر الى وطنيته وانسانيته والى واقع حال حياة العراقيين , لا ان يزهو بزيارة رئيس دولة تعبث بحياة مواطنيه , وهو يسميهم صداميين وكل معارض له ولايران يسموه صدامي او ارهابي . التقارب العراقي الايراني السليم هو الذي يصب في تطوير الصناعة والزراعة في العراق ويقضي على البطالة , لا ان يغرق السوق بأنتاجه الرديء الذي لا يشتريه احد في العالم. يجب ان يهب الشعب كل الشعب ضد زيارة أي مسؤؤل خارجي , اذا كانت دولته تعبث بأبناء شعبنا ووطننا . ولولا ميليشيات ايران التي تملأ شوارع مدن الجنوب لهبت رافضة الزيارة هي الاخرى ايضا فالعراقيون الاصلاء هم عراقيون اينما وجدوا وحيثما سكنوا .. واذا اعتبرتم هبة ابناء غرب العراق ضد زيارة نجاد , فهو امر طبيعي لانهم احرار بعض الشيء من سطوة المليشيات الايرانية , وان كان هناك نفسا طائفيا لا ايرانيا فهو امر طبيعي ايضا , ونقيض للطائفية الاخرى التي عبرت عنها زيارة نجاد والاحتفاء به من قبل الحكومة العراقية واتباع ايران. الشعب العراقي لا يريد احد يتدخل في شؤؤنه , وسوف لن يكون طائفيا اذا ترك حرا . ومن يريد التقارب معه مخلصا ان يساعد على جلاء الاحتلال الامريكي واي احتلال اخر. لا ان يتفاوض على ارضه , لتوزيع الادوار ومواقع النفوذ بين اطراف احتلالات بغيضة . والنتائج على الارض تقول ذلك ولا تستطيع الأبواق المفتوقة اخفائها . لا يمكن الدعوة الى وحدة وطنية ومصالحة وطنية ويدعو رئيس دولة تدعم طائفة ضد اخرى , او تميل الى طائفة على حساب الاخرى.. كلما استبشر الناس خيرا في تقارب وطني , جاء (تقارب) خارجي فأفسد ما لم يستطع الدهر اصلاحه. الاساس خاطيء فكيف نبني وطنا؟ الاساس مذهبي طائفي في العقل والفكر والثقافة والدعم والاسناد الخارجي.. فكيف يحكم العراق اناس طائفيون؟ ايها الاعلاميون الايرانيون وتابعيكم , لا تعودوا القهقرى وتتحدثوا عن ثورة الخميني في ايران وحكم صدام في العراق , فالماضي فات , وحاضر فعلكم في العراق اشد بؤسا وألما , فاذا كانت ثورة الخميني خيرا لكم فهي بؤسا لغيركم , وقد جلبت حربا طاحنة راح ضحيتها الملايين من الشعبين , والان يدمر العراق بفعل الاحتلال الامريكي وطائفية ايران وتابعيها في العراق , والفوضى العارمة التي اوجداها وغذاها. يمكن اقامة علاقة طيبة مع ايران وهو امر ضروري , عندما يستقل العراق وتحكمه حكومة وطنية بوزراء اكفاء , ويحميه جيش وطني وشرطة وطنية , وعندما تخرج امريكا وايران وسواهما. ايران حكمتها وما زالت تحكمها العقلية القومية الفارسية ولم تؤثر على قادتها العقلية الاسلامية التي جاء بها الخميني , فرغم اسلاميته السياسية الا ان القومية الفارسية ظلت تحرك ضميره على طول الخط , وما زالت موجودة في عقلية الحكم الاسلامي القومي في ايران , خاصة بعد ان اعطيت وزارة الاطلاعات الايرانية دورا اساسيا في توجيه السياسة الايرانية داخليا وخارجيا. والدليل على ذلك معاملة الحكومة الايرانية للعراقيين المخدوعين الذي شاركوا مع قواتها في الحرب العراقية الايرانية , فقتل منهم من قتل وعوق من عوق , ولم يحصلوا على حقوقهم اسوة بالايرانيين. فاين هو الاسلام المحمدي الذي تنادي بها ايران وتابعيها؟ واين محمد وعلي من فعل الايرانيين القومي العنصري ازاء غيرهم من الاقوام ؟ .. اما الامام علي والائمة الاطهار فليس لهم أي تأثير في العقلية القومية الفارسية , بل استغلوا لاغراض قومية ايضا , معاداة لعمر وخالد بن الوليد والقعقاع وغيرهم من قادة المسلمين , الذي احتلوا ايران في وقت ما من معارك نشر الاسلام , ودمروا ما دمروا واثار دمارهم ما زالت قائمة في مدينة ديزفول جنوب ايران.. كما ان امهات وزوجات بعض الائمة كن من الفارسيات وهم أي الايرانيون يقولون( نحن اخوال الائمة) ولم يكتسبوا من علي وابنائه انسانيتهم, بل حافظوا على كروموسومات امهاتهم. والشباب العراقيون الذين يشجعون المنتخب الايراني لكرة القدم في مقاهي البصرة في العام الماضي, اعتقد انهم ابناء تلك الايرانيات , زواجات منتسبي فيلق بدر وهن كثر , وكل واحدة انجبت اثنين الى اربعة , وهم يشكلون تلك الآلاف من الشباب العراقيو الاب والايرانيو الام والعقلية فارسية والهوى فارسي .. فلا تخلطوا اوراق السياسة القذرة مع صفاء ونزاهة الامام علي , ايها الاعلاميون السياسيون الاسلاميون الايرانيون وتابعيهم. طبول الأعلام الاسلامي المتخلف المساندة لأيران ,طبول ممزقة خاوية لا تحتاجها ايران ولا تعبر عن عقول العراقيين المخلصين , الا من تخلف منهم وتردى وضعه الاجتماعي والثقافي. ليس من المنطقي ان تغامر احزاب الاسلام السياسي الطائفي بعلاقتها بايران , وهي سندها الوحيد البائس في العالم من الناحية السياسية والاقتصادية والاعلامية والفكرية والفقهية , ولا يمكن الاستغناء عنها وهي تابعة لها وتربت على ارضها لعشرات السنين وتشبعت بفكرها وثقافتها , وان انتهى الامربالعراق الى التقسيم والتجزئة على اساس عرقي وطائفي. في خضم هذا الواقع المرير فأن امريكا تضحك على الجميع سنة وشيعة , رغم ما اعطوا من تنازلات بعد تنازلات . الطائفيون ومن الطرفين سيقرأون تاريخهم بعد حين , وسيعرفوا بانهم ساعدوا في تدمير بلادهم وتمزيق وحدة شعبهم . فلا تقارب عراقي ايراني والعراق يعاني.. ولا تسامر عراقي سعودي والعراق يتألم ... كفوا عن العراق سنيتكم الطائفية ايها السنة ..وكفوا عن العراق ايرانيتكم العنصرية وشيعيتكم الطائفية ايها الشيعة وكونوا وطنيين مخلصين له الدين , يسلم العراق ويعود لنا جميعا . عبد العالي الحراك 5-3-2008



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمكننا ان نمنع نجاد وايران من التدخل في شؤؤننا
- مازال الجعفري حيا يرزق (سياسيا)
- شاعرنا الكبير يجب ان يعتذر
- آراء الداخل حول الاستقرار الامني والتهديدات القائمة
- لم تبادر قوى الداخل... مالعمل اذن؟
- نداء مثالي الى اوباما
- القلق على مستقبل العراق
- رسالة استفهام مفتوحة الى الشعب الامريكي
- مشروع لينين ليس نصا مقدسا
- الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسل ...
- ما فائدة النقد الذاتي بعد فوات الاوان
- سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة
- عجيب امر بعض اطراف اليسار العراقي
- من اجل الدولة الديمقراطية المدنية في العراق نتحاور2
- من اجل الدولة الديمقراطية في العراق نتحاور /الهدف من الكتابة ...
- بالوحدة يعوض اليسار الفلسطيني عن فقدان ابرز قيادييه
- لا تتشككوا ولا تيأسوا.. بل اعملوا فأنتم وطنيون
- الى اهلي واحبائي في العراق... و (مدنيون) / مهمات اليسار والق ...
- دعوة مخلصة الى الشيوعيين والوطنيين الاحرار
- دور الحركة الكردية القومية في بناء الدولة الديمقراطية في الع ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - تقارب عراقي ايراني.. يا لها من مصيبة