أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - أخيرا صدام سجينا














المزيد.....

أخيرا صدام سجينا


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 686 - 2003 / 12 / 18 - 05:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أخاطبكم جميعا أيها البشر ، أيها الناس ، عادلين وظالمين ، بسطاء ومثقفين وحكاما ، متحسسين لآلامنا أو غير متحسسين ، فرحين بهذا اليوم أو غيرفرحين .

ربما تعرفون ما معنى أن يتم القاء القبض على الطاغية صدام وربما تفرحون أيضا ، لكنكم ، جميعكم لا تعرفون معنى أن يتم القاء القبض على الطاغية مثلما نعرف نحن أبناءالعراق ، أيضا فأن فرحتكم ليست مثل فرحتنا نحن أبناء العراق . فهل نزلت دموع أحدكم اليوم مثلما نزلت دموعي أنا مثلا وحتى ان نزلت فدموعي اليوم لاتشبه دموع أحد في العالم ، لا تشبه الا دموع أبناء العراق . هل هام أحدكم في الشوارع مثلما همت أنا اليوم مثلا وحتى ان هام أحدكم فلن يكون بالوضع الذي كنت أنا عليه . هل صدقتم ما حصل اليوم .. أنا غير مصدق .. كلا ، أنا مصدق .. هل وصل أمر أحدكم الى ما وصلت اليه اليوم أنا مثلا وحتى ان وصل أحدكم الى ما وصلت اليه فأنه لن يكون بالحال الذي أنا عليه اليوم مثلا .

أنا على يقين تام أن فرحتكم كبيرة وكبيرة جدا ، لكنها لاتشبه فرحة أبناء العراق ، ربما لديكم حاكم ديكتاتور وظالم ، لكنكم لم تجربوا الدكتاتورية والظلم الذي عانى منه أبناء العراق . لم تجربوا مآسي المقابر الجماعية ، لم تجربوا أن يعدم أبناؤكم ويطالبكم الحاكم بثمن الطلقات التي أعدمه بها ، لم تجربوا أن يغتصب ابن الحاكم بناتكم الصغيرات ، لم تجربوا أن ينشف الحاكم أهواركم ويقطع نخيلكم ، لم تجربوا أن يقتل الحاكم رموزكم ، لم تجربوا أن يقصف الحاكم مدنكم بالكيماوي والصواريخ والراجمات ، لم تجربوا أن ينصب الحاكم وزيرا للتربية لا يعرف القراءة والكتابة ووزيرا للصحة لم يدخل المستشفيات في حياته الا بعد مشاجرة قام فيها عندما كان يقود عصابته المتخصصة بالتسليب والقتل ، ووزيرا للدفاع كان هاربا من اداء الخدمة الالزامية ، لم تجربوا أن يجر الحاكم أبناءكم الى حروب رعناء لا هدف منها الا ارضاء لغروره وعنجهيته ، لم تجربوا أن يحتل الحاكم دولة جارة لكم تربطكم بأبنائها روابط الاخوة والدين وروابط أخرى لاتعد ولاتحصى ويقتل حتى أسراهم ، لم تجربوا أن يشن الحاكم حربا على دولة جارة لمدة ثمانية أعوام يذهب ضحيتها مئات الآلاف من أبناء البلد ومليارات الدولارات من ثرواته ، لم تجربوا أن يعدم الحاكم أبناءكم ولا يسلم رفاتهم الى أمهاتهم لكي تدفنهم ، بل ويمنعهن من اقامة مجلس العزاء ، لم تجربوا أن يقودكم حاكم جبان هرب بعد أول طلقة وصلت الى عاصمته ، هرب وقبع في جحر لا يصلح الا للجرذان والحشرات الضارة ، لم تجربوا أن يمسك بحاكمك في هذا الجحر دون أن يرمي على عدوه طلقة واحدة وهو الذي كان يحمل رشاشته ويطلق منها على صدور أبناء الشعب بكل برودة دم .

انتهى اليوم هذا كله . انتهى صدام ونظامه المجرم ، انتهى اليوم العهد الدموي . انتهى الحاكم الجبان . نقول الجبان لأنه لو كان رجلا شجاعا لكان فضل الانتحار على الاعتقال ، لو كان عسكريا حقيقيا لكان فضل الانتحار على الاعتقال ، لو كان رجل مبادئ لفضل الانتحار على الاعتقال . هكذا أخبرنا التأريخ عن الشجعان والقادة الحقيقين لقد فضلوا الانتحار على ذل الاعتقال بأيدي أعدائهم .

لهذا كله نقول لن يفرح فرحتنا الا الشهداء الذين أعدمهم صدام من أبناء العراق . لن يفرح فرحتنا الا الشهداء وأمهاتهم من أبناء الكويت وايران . نعم ، فهؤلاء قد عانوا ما عانينا بعد أن وصل ظلم دكتاتور العراق الى رقابهم ، هؤلاء فقط يعرفون ماذا يعني سقوط الطاغية المجرم صدام ، هؤلاء فقط يفرحون مثل فرحتنا .

في الجانب الآخر يقف المرتزقة من أمثال مصطفى بكري وسيد نصار وعبدالباري عطوان غير مصدقين أن قائدهم ( البطل ) قد وجد جاثما كفأر مذعور في جحر مظلم . لانريد أن نشغل أنفسنا بهم حتى لاتضيع فرحتنا ، لكن بودنا أن نقول لهم : موتوا بغيضكم أيها المرتزقة فقد أعتقل ممول قلمكم ، هذا القلم الذي لم يكتب يوما كلمة حق . اذهبوا الى الجحيم فقد تحرر العراق وقد ولى صدام ونظامه الى الأبد .

مبروك للعراق .. مبروك لشعب العراق .. مبروك لنخيل العراق .. مبروك لأهوار العراق .. مبروك لجبال العراق .. مبروك لشوارع العراق .. مبروك لشهداء العراق والكويت وايران فقد سقط الطاغية اليوم بيد العدالة .. لقد سقط وهذا ما كنتم تتاضلون من أجله .


كاتب عراقي مقيم في استراليا

 



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة لأبناء الشعب العراقي
- مبروك
- غيمة سوداء لابد لها من أن تنقشع
- الثرى والثريا زهير كاظم عبود وسمير عبيد
- عيدكم مبارك يا أهل العراق
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية
- الى القوميين والعروبيين والاسلاميين الجدد فقط


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - أخيرا صدام سجينا