شهادة يوسف إدريس القاص المصري المعروف الذي نال جائزة صدام مناصفة مع الكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا تكشف حقيقة صدام التي يحاول اليوم اتباعه إسباغ هالة لا يستحقها عليه . قال يوسف إدريس في مقال له منشور ، وفي حديث صحفي نشر في مصر قبل وفاته ، انه لاحظ الخوف في عيون صدام يوم ذهب لمقابلته لاستلام الجائزة ببغداد .
يقول يوسف إدريس ، لكوني كاتب وطبيب ، كنت أراقب عيون صدام حسين حين واجهته ، وكنت معتادا على رفع سروالي من الوسط بعض الأحيان ، وقد قمت بهذه الحركة دون إرادة مني وأنا أواجه صدام ، فشعرت بالخوف في عيونه رغم انه كان يحمل مسدسا في وسطه ومحاطا بحمايته .
هذه فحوى شهادة للقاص المصري قرأتها قبل سنوات ، ولا اذكر كلماته حرفيا ، والذي أريد قوله إن صدام كان مجبولا على الجبن ولازمه الخوف منذ طفولته ، بسبب حياته التي عاشها دون حماية أبوية طبيعية ، ولذلك كان سلاحه الخوف من الآخر والشك في اقرب الناس إليه ، ومعالجة ابسط خلاف مع الآخر بالقتل والقضاء عليه بصورة سادية.
كان صدام مجنونا في بناء القصور ، ولكنه لم يطمئن إلى النوم إلا في المخابئ ، ولذلك لم يستطع العيش بشكل سوي مثل رؤساء العالم ، ولم يستطع السفر إلى بلد من البلدان طوال سنوات حكمه الطويلة إلا مرات معدودة لا تعدو أصابع اليد . فالخوف ظل يلازمه ملازمة خياله. والشك ظل يلازمه ملازمة اسمه ، فلم يستطع العيش دون ممارسة القتل والإرهاب.
كان من الطبيعي جدا أن يعثر عليه في حفرة أو في مزبلة ، وليحمد الله أن الأمريكان هم الذين القوا القبض عليه ، فلو كان قد وقع في أيدي أبناء الشعب العراقي لمزقوه إربا جراء أفعاله وجرائمه . ومهما يكن من أمر فان هذه النهاية المخزية لا تليق إلا بمثل هذا الطاغية الذي جعل الله نهايته بأيدي غير عراقية لكي لا تتدنس أيدي العراقيين ولله في خلقه شؤون.