|
السيد المالكي واللاحكومته ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 03:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اكمـل السيد نـوري المالكـي فحوصاتـه فـي لنـدن وعاد الى وطنـه ونتمنـى لـه الشفاء الكامـل ’ ليس فقط مـن مرض يمكن فحصـه وتحديد مواقـع اصاباته واسبابه ثـم معالجته ’ بـل من اصابات واعراض وسعيـر عدوى حكـومتـه ــ اللاحكومـة ـــ ومـع هـذا المرض الموروث عراقيـاً تكون الفحوصات واحلام الشفاء مهمـا تكررت او اقترنت بالنوايـا الحسنة فالأمـر فـي النهايـة يحتاج الـى عمليـة مباشرة وحاسمـة بلا تخـدير لتكـون اوجـاعهـا درس للأصابات القادمـة ’ عمليـة جراحيـة جذريـة علـى صعيـد الأجـواء النفسيـة المدمـرة التـي يعمـل فـي اطارهـا ’ خاصـة فـي محيطـه السياسـي والأجتماعـي المشبع بمختلف الأوبئـة الضـارة للسمعـة التاريخيـة حيث مـن الخطاء الفادح التأسيس لعافيـة وطنيـة فـي اجـواء العـدوى ’ فالجسم السليم المعافـى لا يمكـن لـه ان يتصالـح مـع الجراثيـم فـي مستنقـعهـا ’ انـه الضحـك الساذج علـى ذقـن العافيـة ’ كذلك الأمـر بالنسبـة للجسـد الأجتماعي والسياسي والأخلاقـي . قناعتـي الشخصيـة وارجو ان لا اكون مخطاءً .. ان السيـد رئيس الوزراء نوري المالكي والبعض غيـر القليل مـن الشرفـاء داخـل الجهاز الحكومـي ’ يرغبـون ويحاولون بالتعاون مـع قواتنـا الوطنيـة فـي الجيش والشرطـة تقديـم مـا يستطيعونـه مـن الأنجازات الظروريـة علـى اصعـدة الأمـن والأستقرار وشـيء مقبول مـن الخدمات العامـة وتحسن فـي الأوضاع بشكل عام وتهيئـة الظروف الملائمـة اجتماعيـاً وانسانيـاً لعـودة الملايين مـن المهجرين والمهاجرين خارج الوطـن وداخلـه . الآن وبعـد ان تحقت بعض المكـاسب على اصعـدة الأمـن والأستقرار والتحسن البسيط على مستوى الخدمات والحـالة المعاشيـة وعودة البعض مـن الهاربين مـن مدنهـم ومحـال سكناهـم ’ تلك المكاسب المتواضعـة التي تـم انتزاعهـا مـن بين مخالب وانيـاب الذين لا يتمنـون للعـراق وشعبـه خيـراً ’ يمكننـا ان نصـدق السيـد المالكي ونطالبه بشفافيـة اكثـر فـي ان يقول للناس والوطـن ’ بأتـه هناك ارادات ظالمـة تمارس فعلهـا بالضـد مـن رغبتـه وليس الأمر سهلاً كمـا يتصوره البعض ’ ويطلب مـن بنات وابنـاء العراق ومـن ملايين الضحايـا مـن شهـداء وايتام وارامـل ومغدورين ومهجرين ومهاجرين ان يتفهمـوا حقيقـة الأمر ’ عندهـا سيجـد السيد المالكي والمخلصين في اجهزة الدولة تفهماً شعبياً وصبـراً ودعمـاً سيتجاوز حـدود الترقب السلبي والغمـوض الراهـن الى العمـل المثمـر ... ونصـدق كذلك الكثير مـن الوطنيين الشرفـاء داخـل خيمـة البرلمـان العراقي عندمـا يتجـراءوا ويشيروا الى ممارسـه بعض المتنفذون فساداً واستهتاراً ورذيلـة وتفريطـاً بثروات الوطـن ومقدرات الشعب . نصـدق ايضـاً ابنـاء القوات المسلحـة والشرطـة الوطنيـة عندمـا يعبـروا عـن مـرارة وخيبـة امـل وخسائر يومية ’ ويؤكـدون على ان هناك قـوى مؤثرة داخـل ظلام العملية السياسية’ تحـرص على ان تبقى العصابات مـن بقايـا الزمـر البعثيـة ومجرمـي القاعـدة المستوردة والأرهاب المتسلل عبـر حدود الجوار افضـل تسليحـاً وتنظيماً واستخباراتياً ومبادرة ممـا نحـن عليـه ’ ومحكومـاً علينـا بالفشـل والخذلان والهزائـم والخسائر ’ ولم يبقـوا علينـا غيـر الصبـر والأيمـان المـخذول . نصـدق المواطن الناجي من مجـزرة التفجيـر عندما يؤكد يقيناً خارج حلبـة الأعلام والأجراءات الفوريـة ’ ان الذي تفجـر كـان صـاروخـاً وليس مفخخــة كالتي سبقتـه ’ وربمـا كان صـاروخـاً ذكيـاً للعبـة اذكـى ولفلفـة اثـار الجريمـة كانت الأسرع والأكثـر ذكاءً ’ لكـن الخسائر والدمـاء العراقيـة تبقـى الأكثـر واقعيـة . نصـدق المثقف النزيـه كـريم الأخلاق والسيرة والسريرة ’ والذي لا يسمـح لكفـه ان تدخـل جيب السياسـي المتطفـل تبحث عـن خرابهـا الذاتـي ... وعندمـا يصـرخ بالحقيقـة المـرة متحـدياً مـوتـه القـادم سريعـاً الـى نهـايـة مشواره . نصـدق وبثقـة عليـة : ان العراق سوف لـن يعثـر بـدماء اهلـه ويسقط فريسـة للمتربصيـن بـه ’ والعراقيون سـوف يواصلون تقدمهـم دون ان يلتفـتـوا الـى الخيـارات الأسـؤاء . نصـدق ان ما يحدث في العراق هـو حالة كريهة موروثـة وامتداد لخيارات وطموحات القـوى الخارجية ’ بأن يبقى سـاحـة لصراعاتهـم ومعاركهـم وتصفيـات حساباتهـم ’ وقـد ينتصـر هـذا او ذاك لكـن العراق كان ولا يـزال الخـاسر فـي جميـع الحالات ’ ونصـدق ان تلك الحالـة الشاذة قــد وجـدت نهـايـة طريقهـا وسيخلعهـا العراق والـى الأبـد . نصـدق كـل ذلك وكثيـر غيـره ’ لكـن بنفس الوقت نكـذب يقينـاً ان يكـون نهـج التحـاصص والأبتـزاز والمساومات والأصرار علـى تغبيـة الناس واستغفالهـم وتوسيـع هـوة الأنشطارات داخـل المجتـع العراقي فتنــة ودسائس ومغامرات تآمريـة ’ ان يكون ذلك ثقـافـة وطنيـة للمستقبل العراقـي فـي واقـع تشهـد فيـه انتصـارات متواصلـة علـى جبهـة الـوعـي الجمعــي . لا نصـدق ذلك المستثقف الـذي ينضـح روائحاً طائفية وعنصريـة كريهة مـن تحت عبـاءة السياسـي الفاشـل . لا نصـدق ذلك الحزبي العشائري المتأدلج خلف مـتراس عقيدتـه ومذهبـه ويضـع جـدارا مـن العمـى وتجهيـل الذات يمنـع بصيـرتـه مـن رؤيـة وطنـاً للجميـع ’ ثـم وبأسـم الوطـن والوطنيـة والشعب والمصالـح العـامـة يضعون فـي طريق المخلصين مـا يستطيعوا مـن اشواك ومصائـد ومفخخـات سياسيـة واعلاميـة مـن اجـل نسف واجهاض كل مكسب مهما كان متواضعـاً قـد تنجـزه حكـومـة السيـد المالكـي والعمليـة السياسيـة بشكـل عـام مـن اجـل اسقاط المتبقـي منهـا ليفتحـوا الأبواب عمالـة امـام اسيادهـم وتؤمـن لهـم جيوبـاً وطوابيـر اًوعلاسـة للأختراقات الأقليميـة والدوليــة . ولا نصـدق اولائك الذين يخـذلون الوطن ومصائر الناس مقابـل بعض المكاسب القومية والطائفية والعشائرية المستعجلـة جـداً والضيقـة الأفـق ’ انهـم رزم اضـرار وخسـائر وفضـائح تلحـق الأذى بالعـراق وشعبــه . لا نصـدق على الأطلاق ’ ان الذين يسحبون وزرائهـم وممثليهـم فـي مجلس النواب مـن حكومـة السيد المالكي ويرمون بوجههـا مـا يتوفـر وما يفبركونـه مـن متاعب وصعوبـات ووقيعـة وبدعـم مشبوه اقليميـاً عروبياً ودولياً بغية شـل قدراتهـا واضعاف ايدائها ان لم يستطيعـوا اسقاطهـا ثـم ينبحـون نفاقـاً ويتهمـون ’ ان مثـل هؤلاء لا يمتلكـون ذرة مـن القيـم الوطنيـة الأنسانيـة ناهيك عـن سقوطهـم الصريـح اخلاقيـاً واجتماعيـاً ’ ان لـم يكونـوا فـي الحقيقـة رأس افعـى يضـخ سمـومـه القاتلـة فـي الحسـد العراقـي ’ انهـم كاذبـون ... ومنافقون .. وكـاذبـة ضـارة هـي مسايرتهـم والثقـة بأدعاءاتهـم ووعودهـم ناهيك عـن التصالـح معهـم . نلعـن ونبسق بوجـه اولائك الذين يبتـزون ازمـة العراق ومتأزق اهلـه فرصـاً ومكاسبـاً فـي وطـن مجـروح يجب حوسمتـه ومحاصصتــه اشلاءً قبـل ان ينهـض ويحـاصرهـم بعـد ان يقلـب الطاولـة علـى رؤوسهــم . انهـم زمـر ضالـة تضـع اقـدامهـا خـداعـاً على حافـة العمليـة السياسيـة ليغـرق زورقهــا .. انهـم لـم يتخلـوا اطلاقـاً عـن تاريخهـم المعـادي للعـراق . المـوقف السليم هـو ان نبحث بعيون وطنيـه عـن اخطـاء السيـد المالكي وحكومتـه ’ نشيـر اليهـا انتقاداً وليكـن صريحاً شـرط ان يتسم بالموضوعية والأنصـاف ’ وكذلك نبحث عـن ايجابياتهـا لنـدعمهـا وندفـع بهـا معنويـاً وعلاميـاً الـى الأمـام ’ ثـم وبأخلاص ووطنيـة وموضوعيـة ووعـي يجب ان نبحث عـن الأسباب الحقيقيـة ان كانت خلفيـة او غامضـة لتلك الأخطـاء والعجـز والتلكـؤ والفشـل فـي مجمـل الأيـداء الرسمــي ’ ان كان لذلك مصـادر اخــرى تفـرض ارادتهـا على الحالـة العراقيـة ’ وليس للسيـد المالكـي خيـار رفـض شروطهـا ’ هنـا يجب رفـع غطـاء التضليل عنهـا وتشخيص شرورهـا كقـدر سـيء النتائــج . 04 / 03 / 2008
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق في رسالة للسيد مسعود البرزاني ...
-
لا جديد في العدوان التركي ..
-
عودة ....
-
المستقبل العراقي : بين الجنوب وكردستان ...
-
خسرتم ويبقى العراق ...
-
بائع الكلية ....
-
الكرد الفيلية : مجزرة بلا متهم ...
-
رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...
-
سيدي الزعيم عبد الكريم قاسم ...
-
مداخلات ...
-
من يصالحنا ... ؟
-
معاني ...
-
الكرد الفيلية : استغاثة مفتوحة ...
-
دور المجتمع في اجتثاث البعث ...
-
بغداد طيفج ما وصل ...
-
عام 2007 روحه بلا رجعه ...
-
وللأرذال وطنيتهم ايضاً ..
-
الكرد الفيلية : في وفد عراقي ...
-
البصره : كل عام وأنتِ بخير ...
-
الوطن : لن يتصالح معهم ...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|