أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم الجندى - صدام.. ضحية !!ا














المزيد.....

صدام.. ضحية !!ا


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 685 - 2003 / 12 / 17 - 05:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هزتنى بشدة صورة صدام حسين عقب القبض عليه ، فقد بدا مرهقا  زائغ العينين حائر الملامح ،  طويل اللحية مجعد الشعر ، مطيع لأوامر الطبيب الذى وقّع الكشف على أسنانه أمام كاميرات العالم ، بعد القبض عليه فى قبر بقرية مجهولة دون مقاومة تذكر ، فقد عزل نفسه عن العالم خوفا من الوقوع فى قبضة قوات التحالف ، أو القتل على يد أى عراقى ممن طالتهم قسوته على مدار ثلث قرن   !!ا

فمن هو صدام حسين ؟ ولماذا كان دمويا قاسيا ؟ وهل هو وحده المسئول عن المقابر الجماعية والتعذيب والسجون والخراب الذى حل  بالعراق ؟ وكيف نتفادى تكرار مثل هذا النموزج فى المنطقة العربية مستقبلا ؟

من يدرس حياة صدام حسين سيجد أنها حافلة بالغرائب والمتناقضات ، وسيكتشف أنه  الدكتاتور الضحية للأسباب التالية

أولا: نشأ فى بيئة شديدة الفقر والبؤس باحدى القرى التعيسة لأسرة مفككة ، فقد توفى والده قبل ميلاده وتولى خاله  مسئولية تربيته ، وانطلق فى صغره ليبيع الفواكه فى القطارات حتى ينفق على أسرته ، مما ترك آثارا سيئة ظلت دفينه فى نفسه بسبب الفقر والعوز الذى عاشه وأسرته

ثانيا : أنه لم ينل حظه من التعليم وفشل فى الحصول على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ، أى انه شخص جاهل مثل معظم الحكام العرب للأسف

ثالثا : أنه عندما اغتصب السلطة وجد تحت يده ملايين الدولارات التى لم يكن يعرف شكلها من قبل ، بالاضافة لملايين أخرى  من عوائد النفط تتكدس أمامه يوميا ، مع غياب أى سلطة للمراقبة والمراجعة، مما أصابه  بلوثة

رابعا : مساندة الرؤساء العرب له فى حربه ضد ايران ، فمنهم من وقف بجواره خوفا من انتشار النموزج الايرانى ، ومنهم من سانده اتقاء لشره ، مما أدخل فى نفسه الوهم أنه قائد سياسى وعسكرى بالفعل ، وهو الذى لم يدرس السياسة أو العسكرية فى حياته !!ا

خامسا : نفاق آلاف الكتّاب والصحفيين العرب والمصريين لصدام وتشبيهه بصلاح الدين ، مما أصابه بالنرجسية والبارانويا وعبادة النفس، فقد صنعوا منه الها ، لدرجة أن أحدهم قال له فى احتفال  ..انى أرى الله بين عينيك ..طبعا كله بالدولار ، وأعتقد أنهم لا ينامون الآن لأنه سيعترف عليهم فى التحقيقات ، وسوف نتولى أمرهم فى حينه ان شاء الله ،هؤلاء القومجية الذين صدّعوا رء وسنا به لسنوات فى الصحف وعلى الفضائيات

سادسا: خيانة آلاف العراقيين لانسانيتهم وانخراطهم فى أجهزة صدام الجهنمية وتنفيذهم لأوامره المريضة بقتل وتعذيب وتشريد أبناء وطنهم من فقراء العراق ، مما أطال عمره فى السلطة

سابعا : خنوع الشعب العراقى لصدام على مدار خمسة وثلاثون عاما ، بل رقصهم له فى الشوارع، مثلما يرقصون طربا للقبض عليه الآن ، مما أوهمه  انه يسير فى الاتجاه الصحيح !!ا

فى النهاية نقول لكل من يدافع عن صدام باعتباره بطلا قوميا وقف أمام الاحتلال ، ان صدام حسين عميل من الطراز الاول والتاريخ  الماثل يشهد ، وكان على استعداد لتسليم جميع مقدرات العراق مقابل بقاؤه فى السلطة ، هذا باعترافه فى آخر حديث صحفى له قبل زوال نظامه !!ا

ونقول لكل من يهاجم صدام حسين.. رفقا.. فقد أصبح بلا حول ولاقوة ، بالاضافة لكونه شيخا قارب السبعين من العمر وفقد ولديه أمام عينيه ، وليس من الشهامة طعنه بعد ذبحه

أما عن كيفية تفادى تكرار مثل هذا النموزج ، اعتقد أنه لا يمكن أن يتم الا بخلق كوادر سياسية  تؤمن بالحوار والديمقراطية وقبول الآخر، ولا حل لذلك الا بالدولة العلمانية التى نتمنى أن نشهد بزوغ فجرها فى الدستور العراقى الجديد ، ليتمدد بعد ذلك الى جميع الدول العربية



#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !! القرآن.. بين العقل والنقل
- الوصايا العشر للاصلاح فى مصر
- الحوار المتمدن.. والعقلية العلمية!!ا
- لا.. لتطبيق الحدود الاسلامية !!!ا
- الفتوى... والفتة!ا
- القتل الاسلامى !!ا
- اعتزال الفنانات..غير شرعى!ا
- مراجعة الأحاديث.. مسئولية الأزهر!!!ا
- أزمة الخطاب العربى!!
- لماذا تخلف العرب وتقدم الغرب؟
- ثروات الحكام العرب.. امام القضاء!!ا
- ازمة الصحافة فى مصر
- الصحافة العربية..أكذوبة كبرى!!
- نبى بالأجنبى!!!
- المشايخ .. والسلطة البديلة !!
- الشيطان !!ا
- عن الارهاب سألونى؟!!ا
- المرأة العربية
- !الرئيس مبارك..لا
- زواج المتعة ..الخيار الوحيد


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم الجندى - صدام.. ضحية !!ا